![]() |
أردوغان وسلَّم الارتقاء ـــ أ.د.حسين جمعة
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]خطفت شخصية رجب طيب أردوغان لُبَّ الشرفاء والأحرار من أبناء الأمة العربية والعالم... وقد اكتسبت الاحترام والتقدير من العدو قبل الصديق لأنها وقفت إلى جانب الحق والعدالة بكل صدق وشجاعة دون أن تقع في الزيغ أو التردد أو الانحراف... فقد عرف رئيس الوزراء التركي أردوغان الحقيقة كاملة منذ أن صدمته مشاهد المجازر والإبادة الجماعية التي ارتكبها جيش الكيان الصهيوني بحق أطفال غزة ونسائها وشيوخها خلال (23) يوماً منذ ظهيرة السبت (27/12/2008م)... لقد أُصيب أردوغان بمفاجأة كبرى، إذ لم يكن يتخيل ما يسمعه من قادة العدو من حبّ للقتل والجريمة، وصعقه هول الأكاذيب والعنجهية التي يمارسها قادة الكيان ما جعله يصرح غير مرة بإدانته لتلك المذابح، وبأن التاريخ سيحاكم القادة الصهاينة، لأنهم يرتكبون محرقة بحق الإنسانية في غزة... إنهم يسجّلون عاراً لا يمحى وهم يلطخون جبين الإنسانية بوحشيتهم السادية...
لذلك كله سعى أردوغان جاهداً لإيقاف إطلاق النار الفوري؛ وزار فلسطين المحتلة، متوخياً رؤية الأمل بإيقاف إطلاق النار فكان يُجَابَه بإيقافه نصف ساعة على الحدود ـ إمعاناً في إهانته ـ كان يسمع من الصهاينة ما لا يمكن أن تصدقه أُذُن... لقد سدروا في غيهم وحقدهم على بني الإنسان عامة والفلسطينيين خاصة ولا سيما أهل غزة.. لهذا كانت مواقفه ترتقي في سلم الخير والاتجاه نحو العدالة وإحقاق الحقوق ـ ولو معنوياً ـ في مناصرة الحق في الوجود الكريم والحياة الآمنة... ويبدو أن رجب طيب أردوغان ما كان يتوقع أن يتمادى رئيس الكيان الصهيوني (شيمعون بيريز) في صلفه ووقاحته وهو يوجه إليه اللوم والنقد من فوق منصّة مؤتمر (دافوس الاقتصادي) ظهيرة يوم الجمعة (30/1/2009م)، وكأنه يؤنبه على مواقفه المشرفة التي أدان فيها عدوان الصهاينة لعقة الدم على أهلنا في غزة... وكان (بيريز) قد لفق الأضاليل والأكاذيب طوال (25) دقيقة أمام سمع العالم وبصره، وشرع المنافقون والمنخدعون يصفقون له وهو يصور صواريخ غزة البدائية كأنها قنابل ذرية... ومن ثم كان يرفع صوته بعنجهية ويلوح بيديه نحو أردوغان... كان المشهد مسرحياً، وكنا نتوقع أن يطأطئ أردوغان رأسه طائعاً خانعاً كما يفعل بعض القادة العرب؛ لأننا تعودنا ذلك منهم؛ ولكنه خيّب ظننا، في حين صدّق ظننا عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية الذي رضي بأن يجلس في جلسة واحدة مع قاتل مجرم تلوثت يداه وتاريخه الأسود بمذبحة أطفال قانا في لبنان عام (1996م)... فأردوغان ثار لكرامته ومروءته، ثار لسيادة وطنه، وعزة شعبه، وردَّ بكل وضوح وجرأة على كلمات رئيس العصابة الصهيونية قائلاً له: (أعتقد أنك تشعر بالذنب لذلك تكلمت بهذه الحدة، لقد قتلتم أناساً... أنتم تقتلون البشر، وأنا أتذكر أطفالاً قتلوا على الشواطئ... عندما يتعلق الأمر بالقتل أنتم أدرى الناس بالقتل ـ [يشير إلى مذابحهم في غزة]ـ... أتذكر اثنين من رؤساء حكوماتكم أعربوا عن سعادتهم بدخول فلسطين على ظهر الدبابات، وأجد أنه من المؤسف حقاً أن يصفق أناس في القاعة لمقتل الكثير من الناس... أعتقد أن ما فعلتموه في غزة خطأ كبير غير إنساني)، ثم انسحب من الجلسة مقاطعاً مؤتمر (دافوس) هذه السنة وفي السنوات القادمة... ولم يفوّت أردوغان انتقاد رئيس الجلسة الذي انحاز إلى رئيس الكيان الصهيوني حين أعطاه (25) دقيقة بينما أعطى (أردوغان) (12) دقيقة، وعقد مؤتمره الصحفي ـ إثر ذلك ـ بيَّن فيه موقف بلاده من كل ما جرى، وهو الذي تحدث في مداخلته ـ من قبل ـ عن الكيان الصهيوني الوحشي الذي جعل غزة سجناً كبيراً... فأردوغان أعطى تركيا هويتها الجديدة في مواقفها المشرفة والعادلة لكشف الحقيقة المجرمة للكيان الصهيوني... وهي الحقيقة التي لم تستطع أن تحرك وجدان عمرو موسى الذي جمعته مع القاتل على منصة واحدة، فإذا كان الاجتماع بحد ذاته شيئاً عجباً لما يرمز إليه من مفاهيم التطبيع والذل... فإن الأعجب منه، والأشد مرارة أن يكتفي عمرو موسى بشرف مصافحة أردوغان وهو يغادر المنصة، لتتبلد بعدها مشاعر عمرو موسى التي استسلمت لإشارة (بان كي مون) الأمين العام للأمم المتحدة التي ترمز إلى الجلوس، فسمع وأطاع، مما جعلنا ندهش لتصرفه!!!. كنا نعتقد أن عمرو موسى فوق السقوط الذي وقع في دركه بعض الأنظمة العربية الرسمية ذلاً وخوفاً وجبناً... وما زلنا مدهوشين متسائلين: لماذا لم يغضب عمرو موسى الغضبة المرجوة منه دعماً لقضيته وقضية أمته؛ من جهة وتأييداً لموقف أردوغان من جهة أخرى، وهو الذي تميز من ذي السلطان بمواقف عربية سجلت له؟!!! عاد أوردغان إلى استانبول في اليوم نفسه ليستقبل في مطارها من أبناء وطنه استقبال الأبطال الشجعان لأنه ارتقى في سلّم الرفعة والسمو إلى العلياء... ولينتفض شعب غزة بقضّه وقضيضه محييّاً (أردوغان) ومجلاًّ لأفعاله النبيلة... طالبين من القادة العرب ـ بوصفهم ذوي القرى في الدم واللغة والتراث والثقافة ـ أن يصحوا من سباتهم العميق، وأن يتحرروا من سجن الخوف والاستسلام والمهانة... وأن ينتفضوا لمروءتهم وكرامتهم قبل كرامة أمتهم... عليهم أن يتعلموا شرف المحاولة للقبض على جمر الحرية والعزة والكرامة... فإذا كان التاريخ سيسجل مواقف أردوغان بماء الذهب وبحروف من نور فإنه سيسجل أيضاً مواقف بعض القادة العرب بسواد الإثم والجبن؛ وقبح الفعل، وسوء الطوية... فالتاريخ لا ينسى شيئاً، وسيكون حكمه قاسياً عليهم وعلى المجرمين الصهاينة قاتلي الأطفال والنساء... [/align][/cell][/table1][/align] |
رد: أردوغان وسلَّم الارتقاء ـــ أ.د.حسين جمعة
الأستاذ الدكتور المحترم حسين جمعة
قرأت مقالتكم القيمة وأعجبتنى جدً وأوافقك القول على كل حرف فيها فالسيد الطيب رجب أردوغان يستحق كل التقدير والاحترام لثورته ورفضه الجلوس مع الدموى بيريز على نفس منصة الكذب والزيف ليتشدق بالكلام الذى يوافق عليه بالتصفيق الكثيرين ممن حضروا دافوس على عكس السيد عمرو موسى الذى يمثل فى شخصه كل الدول العربية باعتباره الأمين العام للجامعة العربية ولكن أستغرب جداً من عدم سحب الثقة منه واقالته من مركزه الذى يتبوأه فمجرد جلوسه على نفس منصة بيريز فى ذلك التوقيت يعتبر موافقة كل الدول العربية المنتمية للجامعة العربية على الجلوس معه فالرجال مواقف يسجلها التاريخ فى سجله ولا تنسى مهما طال الزمن تقبل مداخلتى المتواضعة لمقالكم القيم مع كل تقديرى واحترامى |
الساعة الآن 44 : 02 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية