منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الشعر المعاصر (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=295)
-   -   ديوان الشاعرة الفلسطينية ( فدوى طوقان ) (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=13604)

قاسم فرحات 31 / 01 / 2008 22 : 03 AM

ديوان الشاعرة الفلسطينية ( فدوى طوقان )
 

فدوى طوقان شاعرة فلسطينية من مدينة نابلس ولدت عام 1917 وتوفيت في عام 2003
--------------

لن أبكي

شعر: فدوى طوقان


[إلى شعراء المقاومة في الأرض المحتلة منذ عشرين عامًا.. هدية لقاء في حيفا]


على أبواب يافا يا أحبائي


وفي فوضى حطام الدورْ


بين الردمِ والشوكِ


وقفتُ وقلتُ للعينين: يا عينين


قفا نبكِ


على أطلالِ من رحلوا وفاتوها


تنادي من بناها الدارْ


وتنعي من بناها الدارْ


وأنَّ القلبُ منسحقًا


وقال القلب: ما فعلتْ?


بكِ الأيام يا دارُ?


وأين القاطنون هنا


وهل جاءتك بعد النأي, هل


جاءتك أخبارُ?


هنا كانوا


هنا حلموا


هنا رسموا


مشاريع الغدِ الآتي


فأين الحلم والآتي وأين همو


وأين همو?


ولم ينطق حطام الدارْ


ولم ينطق هناك سوى غيابهمو


وصمتِ الصَّمتِ, والهجرانْ


***


وكان هناك جمعُ البوم والأشباحْ


غريب الوجه واليد واللسان وكان


يحوّم في حواشيها


يمدُّ أصوله فيها


وكان الآمر الناهي


وكان.. وكانْ..


وغصَّ القلب بالأحزانْ


***


أحبائي


مسحتُ عن الجفون ضبابة الدمعِ -


الرماديهْ


لألقاكم وفي عينيَّ نور الحب والإيمانْ


بكم, بالأرض, بالإنسانْ


فوا خجلي لو أني جئت ألقاكم -


وجفني راعشٌ مبلولْ


وقلبي يائسٌ مخذولْ


وها أنا يا أحبائي هنا معكمْ


لأقبس منكمو جمرهْ


لآخذ يا مصابيح الدجى من -


زيتكم قطرهْ


لمصباحي;


وها أنا يا أحبائي


إلى يدكم أمد يدي


وعند رؤوسكم ألقي هنا رأسي


وأرفع جبهتي معكم إلى الشمسِ


وها أنتم كصخر جبالنا قوَّهْ


كزهر بلادنا الحلوهْ


فكيف الجرح يسحقني?


وكيف اليأس يسحقني?


وكيف أمامكم أبكي?


يمينًا, بعد هذا اليوم لن أبكي!


***


أحبائي حصان الشعب جاوزَ -


كبوة الأمسِ


وهبَّ الشهمُ منتفضًا وراء النهرْ


أصيخوا, ها حصان الشعبِ -


يصهلُ واثق النّهمهْ


ويفلت من حصار النحس والعتمهْ


ويعدو نحو مرفئه على الشمسِ


وتلك مواكب الفرسان ملتمّهْ


تباركه وتفديه


ومن ذوب العقيق ومنْ


دمِ المرجان تسقيهِ


ومن أشلائها علفًا


وفير الفيض تعطيهِ


وتهتف بالحصان الحرّ: عدوًا يا -


حصان الشعبْ


فأنت الرمز والبيرقْ


ونحن وراءك الفيلقْ


ولن يرتدَّ فينا المدُّ والغليان -


والغضبُ


ولن ينداح في الميدان


فوق جباهنا التعبُ


ولن نرتاح, لن نرتاحَ


حتى نطرد الأشباحَ


والغربان والظلمهْ


***


أحبائي مصابيحَ الدجى, يا إخوتي


في الجرحْ...


ويا سرَّ الخميرة يا بذار القمحْ


يموت هنا ليعطينا


ويعطينا


ويعطينا


على طُرُقاتكم أمضي


وها أنا بين أعينكم


ألملمها وأمسحها دموع الأمس


وأزرع مثلكم قدميَّ في وطني


وفي أرضي


وأزرع مثلكم عينيَّ


في درب السّنى والشمسْ
لقراءة المزيد الاطلاع على الرابط التالي:
arabicnadwah.com/arabpoets/fadwa.htm


نصيرة تختوخ 14 / 05 / 2008 23 : 09 AM

من صور النكبة: رقية. فدوى طوقان
 


تدلــّت عن الأفق أمّالضياء


ملفّعة باصفرارٍ كئيب


وقد لملمت عن صدورالهضاب


وهام التلال ذيول الغروب


وجرّت خطاها رويداًرويداً


وأومت إلى شرفات المغيب


فأطبقن دون رحاب الوجود


وأغرقنه في الظلام الرهيب


وغشّى الدجى مهجاتٍ نبضن


بشوق الحياة ، بوهج اللهيب


وأخرى تلاعب ثلجا لسنين


بها فخبت في حنايا الجنوب


وأوغل في حاليات القصور


وأوغل في كل كوخ سليب


فمدّ الجناح على بسمات الشفاه ، وفوق جراح القلوب


وضمّ السعيد بأحلامه ، وضمّ أخا البؤس نضو الكروب


وفي وحشة الليل ، ليل المواجع ،ليل المواجد ، ليل الهموم


وللريح ولولة في الشعاب


وللرعد جلجلة في الغيوم


وللبرق خفق توالى دراكاً


يشق حجاب الظلام البهيم


بدا ( جبل النار ) ترب الخلود


له روعة الأزليّ القديم


تعالى أشمّ أمام السماء


تجاذب منها حواشي الأديم


كأنّ ذراه رفعن هناك،


على الأفق ، متكأ للنجوم


وكان وراء غواشي الدجى


رهيب السكون عميق الوجوم


تحسّ به رجفة الكبرياء الجريحة والعنفوان الكليم


وفي قلبه النار مكبوتة الزفير ، فيا للــّهيب الكظيم !!


هنالك ، في سفح البطولات ، والمجد ، والوثبات الكبر. !


هنالك ؛ تحت الضباب المسفّ ، والأرض غرقى بدفق المطر


كأن الرحاب العلى بعيون السحائب تبكي شقاء البشر. .


هنالك ضمّ (رقيّة) كهف


رغيب عميق كجرح القدر


تدور به لفحات الصقيع


فيوشك يصطكّ حتى الصخر


وتجمد حتى عروق الحياة


ويطفأ فيها الدم المستعر


(رقية) يا قصة من مآسي الحمى سطّرتها أكفّ الغير


ويا صورةً من رسوم التشرد ، الذل ، والصدعات الأخر


طغى القرّ ، فانطرحت هيكلاً


شقيً الظلال ، شقي الصور !!


تعلّق شيء كفرخٍ مهيضٍ


على صدرها الواهن المرتعد


وقد وسّدت رأسه ساعداً


وشدّت بآخر حول الجسد


ولو قدرت أودعته حنايا الضلوع ، وضمّت عليه الكبد !


عساها تقيه بدفءالحنان


ضراوة ذاك المساء الصّرد


وعانقها هو يصغي الى


تلاحق أنفاسها المطّرد


وكانت خلال الدجى مقلتاه


كنجمتين ضاءا بصدر الجلد


تشعان في قلبهاالمدلهم


فيوشك في جنبها يتّقد


وغمغم : أمّ؛ وراحت يداه


تعثيان ما بين نحرٍ وخد


فأهوت على الطفل تشتمّ فيه


روائح فردوسها المفتقد


وفي مثل تهويةالحالمين


وغيبوبة الانفس الصافية


أطّلت على أفق الذكريات


وفي عمقها لهفة ظاميه


تعانق بالروح طيف الديار


وتلثم تربتها الزاكية . .


وأفياءها الدافئات وتلك الدهاليز في الروضة الحالية


وإلف الحياة يشيع الحياة


بأجواء جنّتها الهانيه


فيا دار ما فعلته الليالي


بأشيائك الحلوه الغالية


وربّك ، كيف تهاوتبه


يد البغي والقوة الجانيه؟


ومرّ على قلبها طيف يومٍ


دجى الضحى ، عاصف مربد


وقد نفرت في جموع الإباء


نسور الحمى للحمى تفتدي


دعاها نفير العلى والجهاد


فهبّت خفاقاً الى الموعد


تذود عن الشرف المستباح


وتدفع عنه يد المعتدي


وتقتحم الهول مستحكماً


وتسخر باللهب الموقد


فتنقضّ مثل القضاءالمتاح


وتهبط كالأجل المرصد


وليست تبالي وجوه الردى


كوالح في الموقف الأربد


فيا للحمى ، كم حميّ أبيّ


تجدّل فيه ، وكم أصيد


أباحوا له المهج الغايات


وأسقوا ثراه دم الأكبد


وطالعها في رؤى الذكريات


فتاها ، نجيّ العلى والطماح


إباء الرجولة فيردتيه


وزهو البطولة ملء الوشاح


يشدّ على الغاضب المستبد ويضرب دون الحمى المستباح


ويلقي عراك المنايا وجاهاً


ويكسح الهول أي اكتساح


وتعرف منه الوغى كاسراً


قوى الجناح ، عنيد الجماح


يخط على صفحات الجهاد


سطور الفدى بدماء الجراح


نبيل الكفاح اذا الخصم راغ


ومن شرف الحرب نبل الكفاح


فيا من رأى النسرتجتاحه


وتلوي به بفتات الرياح


تهاوى صريعاً وأرخى على


حطام أمانيه ريش الجناح !


وفاضت لواعجها ، لاأنيناً


جريحاً ، ولا عبرة زافره


ولكن زعافاً من الحقد والبغض والضغن والنقم الغامره ؟


متى يشتفي الثأر ؟ ياللضحايا


أ تهدر تلك الدماء الطاهره


ويا للحمى ! من يجيب النداء


نداء جراحاته النافره


وقد أغمد السيف ، لا ردّ حقاً


ولا أطفأ الغلة الساعره !.


تململ في حضنها فرخها


فضمّته محمومةً ثائره . .


ومالت عليه وفيصدرها


مشاعر وحشيةٌ هادرة . .


لترضعه من لظى حقدها


ونار ضغائنها الفائره . .


وتسكب من سمّخ لجاتها


بأعماقه دفقةً زاخره !.


هنا جبل (النار) كان يطوّف


حلم بأجفانه الساهره


تغاديه فيه طيوف نسورٍ


تغلّ بأفق العلى طائره


مخالبها راعفات . . وملء


جوانحها نشوة ظافره


وبرد التشفي بثاراتها


وراء مناسرها الكاسره!

نصيرة تختوخ 25 / 08 / 2008 24 : 12 AM

حرية الشعب . فدوى طوقان
 
حريتي !
حريتي !
حريتي !
صوتٌ أردده بملء فم الغضب
تحت الرصاص وفي اللهب
وأظل رغم القيد أعدو خلفها
وأظل رغم الليل أقفو خطوها
وأظل محمولاً على مدّ الغضب
وأنا أناضل داعياً حريتي !
حريتي !
حريتي !
ويردد النهر المقدس والجسور
حريتي !
والضفتان ترددان : حريتي !
ومعابر الريح الغضوب
والرعد والإعصار والأمطار في وطني
ترددها معي :
حريتي ! حريتي ! حريتي !
* * *
سأظل أحفر اسمها وأنا أناضل
في الأرض في الجدران في الأبواب في شرف المنازل
في هيكل العذراء في المحراب في طرق المزارع
في كل مرتفعٍ ومنحدر ومنعطف وشارع
في سجن في زنزانة التعذيب في عود المشانق
رغم السلاسل رغم نسف الدور رغم لظى الحرائق
سأظل أحفر اسمها حتى أراه
يمتد في وطني ويكبر
ويظل يكبر
ويظل يكبر
حتى يغطي كل شبر في ثراه
حتى أرى الحرية الحمراء تفتح كل باب
والليل يهرب والضياء يدك أعمدة الضباب
حريتي !
حريتي
ويردد النهر المقدس والجسور :
حريتي !
والضفتان ترددان : حريتي !
ومعابر الريح الغضوب
والرعد والإعصار والأمطار في وطني
ترددها معي :
حريتي حريتي حريتي

http://www.linuxgraphic.org/albums/p...free.sized.jpg

نصيرة تختوخ 25 / 08 / 2008 45 : 12 AM

الفدائي والارض.فدوى طوقان
 
أجلس كي أكتب ، ماذا أكتب؟


ما جدوى القول؟


يا أهلي ،يا بلدي ، يا شعبي


ما أحقر أن أجلس كي أكتب


في هذا اليوم


هل أحمي أهلي بالكلمه؟


هل أنقذ بلدي بالكلمه؟


كل الكلمات اليوم


ملح لا يورق أو يزهر


في هذا الليل...



في بهرة الذهول والضياع


أضاء قنديل الهي حنايا قلبه


وشع في العينين وهج جمرتين


وأطبق المفكره


وهب ، مازن ، الفتى الشجاع


يحمل عبء حبه


وكل هم أرضه وشعبه


وكل أشتات المنى المبعثره !!




-: ماض أنا أماه


ماض مع الرفاق


لموعدي راض عن المصير


أحمله كصخرة مشدودة بعنقي


فمن هنا منطلقي


وكل ما لدي ،كل النبض


والحب والايثار والعباده


أبذله لاجلها ، للأرض


مهرا ، فما أعز منك يا


أماه الا الأرض



-: يا ولدي !


يا كبدي!



-: أماه موكب الفرح


لم يأت بعد


لكنه لابد يجيئ


يحدو خطاه المجد



-: ياولدي!


يا . . . . .



-: لا تحزني اذا سقطت قبل-


موعد الوصول


فدربنا طويله شقيه


ودون موعد الوصول...ترتمي على المدى


سواحل الليل الجهنميه


نعبرها على مشاعل الدماء


لكن يجيئ بعدنا الفرح


لابد من مجيئه هذا الفرح


فيتساوى الأخذ والعطاء




-:يا ولدي



اذهب!

وحوطته أمه بسورتي قرآن

اذهب!

وعوذته باسم الله والفرقان


كان مازن الفتى الأمير سيد الفرسان


كان مجدها وكبريائها وكان


عطاءها الكبيرللأوطان

في خيمة الليل


وفي رحابة العراء


قامت تصلي.


ورفعت الى السماء وجهها


وكانت السماء


تطفح بالنجوم والألغاز

يا يوم أسلمته للحياه


عجينة صغيرة مطيبه


بكل ما في أرضنا من طيب


يا يوم ألقمته ثديها الخصيب


و عانقت نشوتها


واكتشفت معنى وجودها


في درة الحليب


..................



( يا ولدي


يا كبدي

من أجل هذا اليوم


من أجله ولدتك


من أجله أرضعتك


من أجله منحتك


دمي وكل النبض


وكل ما يمكن أن تمنحه أمومه


ياولدي ، يا غرسة كريمه


اقتلعت من أرضها الكريمه


اذهب ، فما أعز منك يا


بني الا الأرض

"طوباس" وراء الربوات


آذان تتوتر في الكلمات


وعيون هاجر منها النوم.


الريح وراء حدود الصمت


تندلع ، تدمدم في الربوات


تلهث خلف النفس الضائع


تركض في دائرة الموت


......


يا ألف اهلا بالموت !


واحترق النجم الهاوي ومرق


عبر الربوات


برقا مشتعل الصوت


زارعا الشعاع الحي على-


الربوات

في ارض لن يقهرها الموت !


أبدا لن يقهرها الموت !

نصيرة تختوخ 25 / 08 / 2008 23 : 10 PM

لن أبكي.فدوى طوقان
 
على أبواب يافا يا أحبائي
و في فوضى حطام الدور .
بين الردم و الشوك
وقفت و قلت للعينين : يا عينين
قفا نبك
على أطلال من رحلوا وفاتوها
تنادي من بناها الدار
وتنعى من بناها الدار
وأنّ القلب منسحقاً
وقال القلب : ما فعلت؟
بك الأيام يا دار؟وأين القاطنون هنا
وهل جاءتك بعد النأي,هل
جاءتك أخبار؟
هنا كانوا
هنا حلموا
هنا رسموا
مشاريع الغد الآتي و أين همو
وأين همو؟
ولم ينطق حطام الدار
ولم ينطق هناك سوى غيابهمو
وصمت الصّمت,والهجران
وكان هناك جمع البوم و الأشباح
غريب الوجه و اليد واللسان وكان
يحوّم في حواشيها
يمدّ أصولها فيها
وكان الآمر الناهي
وكان . . وكان . .
وغصّ القلب بالأحزان

نصيرة تختوخ 25 / 01 / 2009 37 : 02 PM

خريف ومساء.فدوى طوقان
 
ها هي الروضة قد عاثت بها أيدي الخريف

عصفت بالسَجف الخضر وألوت بالرفيف

تعس الإعصار ، كم جار على اشراقها

جرَدتها كفَه الرعناء من أوراقها

عريت ، لا زهر ، لا أفياء ، لا همس حفيف

* *****

ها هي الريح مضت تحسر عن وجه الشتاءِ

وعروق النور آلت لضمورٍ وانطفاء !

الفضاء الخالد اربدَ وغشَاه السحابُ

وبنفسي ، مثله ، يجثم غيم وضباب

وظلالٌ عكستها فيَ أشباح المساء !

* ****

وأنا في شرفتي ، أصغي الى اللحن الأخير

وقَعته في وداع النور أجواق الطيور

فيثير اللحن في نفسي غمَا واكتئابا

ويشيع اللحن في روحي ارتباكا واضطرابا

أي أصداء له تصدم أغوار شعوري !

* *****

الخريف الجهم ، والريح ، وأشجان الغروب

ووداع الطير للنور وللروض الكئيب

كلها تمثل في نفسي رمزاً لانتهائي !

رمز عمرٍ يتهاوى غاربا نحو الفناء

فترةً ، ثم تلفّ العمر ، أستار المغيب

* ******

سيعود الروض للنضرة والخصب السّريّ

سيعود النور رفّافاً مع الفجر الطّريّ

غير أني حينما أذوي وتذوي زهراتي

غير أني حينما يخبو غداً نور حياتي

كيف بعثي من ذبولي وانطفائي الأبديّ ؟!

* *******

آه يا موت ! ترى ما أنت ؟ قاس أم حنون

أبشوش أنت أم جهمٌ ؟ وفيٌّ أم خؤون ؟!

يا ترى من أي آفاق ستنقضّ عليّه؟

يا ترى ما كنه كأسٍ سوف تزجيها !!

قل ، أبن ، ما لونها ؟ ما طعمها ؟ كيف تكون ؟

* *****

ذاك جسمي تأكل الأيم منه والليّالي

وغداً تلقى الى القبر بقاياه الغوالي

وي ! كأني ألمح الدود وقد غشّى رفاتي

ساعياً فوق حطام كان يوما بعض ذاتي

عائثاً في الهيكل الناخر ، يا تعس مآلي !

* ******

كلّه يأكل ، لا يشبع ، من جسمي المذاب

من جفوني ، من شغافي ، من عروقي ، من غهابي

وأنا في ضجعتي الكبرى ، وحضن الارض مهدي

لا شعورٌ ، لا انفعالات ، ولا نبضات وجد

جثّة تنحل في صمتٍ ، لتنفى في التراب

* ******

ليت شعري ، ما مصير الروح ، والجسم هباء ؟!

أتراها سوف تبلى ويلاشيها الفناء ؟

أم تراها سوف تنجو من دياجير العدم . .

حيث تمضي حرّةً خالدةً عبر السُدم . .

ساط النور مرغاها ، ومأواها السماء ؟!

********

عجباً ، ما قصة البعث وما لغز الخلود ؟

هل تعود الروح للجسم الملقّى في اللحود ؟

ذلك الجسم الذي كان لها يوما حجابا !

ذلك الجسم الذي في الأرض قد حال ترابا !

أو تهوى الروح بعد العتق عودا للقيود ؟!

*********
حيرةٌ حائرةٌ كم خالطت ظنّي وهجسي

عكست ألوانها السود على فكري وحسّي

كم تطلعت ؛ وكم ساءلت : من أين ابتدائي؟

ولكم ناديت بالغيب : الى أين انتهائي؟

قلقٌ شوَش في نفسي طمأنينة نفسي

أسماء بوستة 29 / 12 / 2009 44 : 04 PM

كلّما ناديْتني - فدوى طوقان
 
كلّما ناديْتني

يا حبيبي كلما ناديْتني
هاتفا عبر المسافات : تعالي
عبقت في خاطري يا جنّتي
جنّة٬وانهلّ ضوءٌ في خيالي
و بدا لي
عالم ريّان٬ ورديُّ الظّﻼلِ
من شباب و فتون و غوى
أسكرت ﭐفاقه خمرُ الهوى
و تعّرت فيه أطياف الجمال
كلما صوتك ناداني ٳلى
موعد يحضنه صدر الأمان
عانقت روحي رؤى أمسية
كم تساقى الحب فيها و الحنان
عاشقان
نسيا الدنيا عليها و الزمان
ليلة فيها حصرنا العمر٬ ليلة
أخذت ألوانها من ألف ليلة
من أساطير جواريها الحسان
كلما صوتك نادى من بعيد
دافئ الغنّة منغوم الصدى
فتح الفردوس لي محرابه
والأماني فرشت لي مرقدا
من عبير و بدا
لي فجر هلّ رطباً مسعدا
ناعم الأنفاس مفترّ الضياء
لفّنا حلماً على مهد لقاء
و احتوانا فيه دفئاً وندى
نادني من آخر الدنيا ألبّي
كل درب لك يفضي فهو دربي
يا حبيبي أنت تحيا لتنادي
يا حبيبي أنا أحيا لألبّي
صوت حبّي
أنت حبّي
أنت دنيا ملء قلبي
كلما ناديْتني جئت إليك
بكنوزي كلها ملك يديك
بينابيعي٬ بأثماري٬ بخصبي
يا حبيبي

نصيرة تختوخ 29 / 05 / 2011 25 : 12 PM

القيود الغالية - فدوى طوقان
 
اضيق ، اضيق بأغلال حبي

فأمضي و تمضي معي ثورتي

أحاول تحطيم تلك القيود

و يمضي خيالي

فيخلق لي عنك قصة غدر

لكيما أبرز عنك انفصالي

و أقضيك عني بعيداً بعيد

لعلي أعانق حريتي

و أقطع ما بيننا

غير أني

أحس إذا ما انفصلنا

كأني

لُفظت وراء حدود الوجود

و يثقل قلبي

و تنقص روحي

و تصبح مبثورة رازجه

و أكره أهلي

و أكره نفسي

و تعرى الحياة و تمسي

قفاراً بغير جمال

بغير ظلال

و يصبح عيشي بغير مذاق

فلا طعم ، لا لون ، ولا رائحه

ويسألني عنك قلبي

ويصرخ في ألم في احتراق :

لماذا جننت فأقضيته؟

لماذا ؟

لماذا ؟

تراه يعود

وحين تعود

يعود الوجود

يمد ذراعين مفتوحتين

إليّ ، ويصبح قلبي خفيفاً

يغني كطير سعيدٍ

بنى عشه في ربى الجنة

وروحي التي بترت يا حبيبي

ترد بقيتها الضائعه

إليها ،

وتخضب حولي الحياه

وتبدو ملونة رائعه

وأمضي وتمضي معي فرحتي

أعانق فيك عبوديتي

وأحضن أحضن تلك القيود

حبيبي بما بيننا من عهود

بضحكة عينيك

إذا أنا ضقت بأغلال حبي

وثرت عليها وثرت عليك

فلا تعطني أنت حريتي

فقلبي قلب امرأة

من الشوق ... يعشق حتى الفناء

ويؤمن في حبه بالقيود

نصيرة تختوخ 25 / 09 / 2011 36 : 10 AM

هل كان صدفة ؟ فدوى طوقان
 
. . وجمعتنا الصالة المحتشدة

وحسب الآخرون

لقاءنا محض صدفة

دخلتها في غفوة حلوةٍ

من غفوات الزمان

وامتدّ طريقي هناك

ودار في خطفه

يبحث عن عينين

ضحّاكتين

ولم يكن ضمّك بعد المكان

ما أوحش ا لفردوس إن لم تكن

فيه ،

وأقبلت فيا بهجتي

ورفّ قلبي حين مسّت خطاك

أوتاره ألف رفّه

لم ألتفت نحوك ، لا بسمه

شعّت على الشفاه

لا كلمه

لا عين ناغت عين

وبيننا خطوة

وكنت لي في وهمهم ، ماذا؟

لا شيء . . .

مخلوق غريب الديار

لا أمل يربط قلبينا

لا حب لا أسرار

من أين يدري سرّنا الآخرون

وسرنا ثروة

مخبوءة في عمق روحينا

هم يحسبون

لقاءنا محض صدفة

هل كان صدفة ؟

من قال ؟ من أين همو يعلمون ؟ أنت الذي يعلم

واحمر الشفاه

والعطر والمرآه

وزينتي هي التي تعلم

لا همو

Arouba Shankan 25 / 09 / 2011 34 : 06 PM

رد: هل كان صدفة ؟ فدوى طوقان
 
ما أحلى الصدف في ردهات الزمان ،،على غفلة من عقارب الساعة ،،وبين الحضور
أن تخضر بسمة ،وتحمر وجنتان ،،خالص تحيتي لإختيارك الذي يكتسي التميز دائما
أ.نصيرة


الساعة الآن 16 : 07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية