منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)

- الخاطـرة (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=30)

- - الأم (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=14036)

ذاتَ مساءٍ ، من شتاء ٍ قارس ٍ . أسرعت بخطى ً ثقيلة ووجه ٍ أنهكه ُ التعب ، لتسدّ كل ّ ثقوب الحياة ، التي تربطها بالعالم ِ الخارجي .

كانت حريصة ً جداً ـ رغم َ ماتشعر به ِ من ألم ـ أن تمنعَ أدقّ ذرات الهواء البارد من الدخول ، وضوء البرق ِ خارجاً من التسلل إلى عينيها .

أسرعت إلى سريرها وأطلقت العنان َ لصوتها المبحوح يشدو بأغتيات ٍ تحتفظ ُ بها الذاكرة ، وهدهدات تساعد طفلة ً صغيرة ً بالعودة ِ إلى النوم ، وعدم الاكتراث ِ بأصوات الرعدِ الغاضبة ....

ضمّتها إلى صدرها طويلاً . وهبتها دفْ ءَ الأمومة ِ بدلاً من برودة المكان . حدّثتها عن أمنياتها وغدٍ باسم ٍ ينتظرها .
عن الحديقة والألوان و ...

وفجأة ، تسلّل َ عويل ُ الريح ِ ، وأصوات ِ أمطار ٍ تهوي مسرعه ، وهمهمات شخص ٍ يلج ُ الباب َ ثم َ يقفُ أمامها والماء يتساقط ُ عنه ، كان يرتجف ُ برداً ، ويحدقُ بها بحزن ٍ عميق ٍ !!..

تلك َ النظرات المشفِقة أيقظتها من حلمها الواهم ، وشدّتها بعنف ٍ إلى واقعها الأليم .

واستسلمت كعادتها لنوبة ٍ من الصراخ ِ والعويل ِ . وضمّها كعادته ِ محاولاً بثّ الأمان ِ في جسدها الواهن .

فما كان بين ذراعيها سوى وسادة ..

نامت عليها يوما ً طفلة ً ضمّها التراب .

وتظل الحياة تضج بالصمت

إلا من طفولة لعبت معنا عمراً جميلا

نلتحف كثيرا الخيال ونعود حيث كنا

بعدها نصحوا على صوت الألم

الوارفة/ ميرا فرحات

قصة رائعة راقتني برغم الشجن

دمتِ بسعادة

فما كان بين ذراعيها سوى وسادة ..

نامت عليها يوما ً طفلة ً ضمّها التراب .

وحدها الأم لا تنسى مهما توالت عليها السنون

الأم ذاكرة لا تهترىء وقلب لا ينطفىء

وانت عزيزتي ميرا قلم ليس له مثيل

رائعة يا ميرا وخاطرتك جميلة بجمال الأم ووفاء الأم وقلب الأم

كوني بالجوار يا عزيزتي ميرا ..

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فهمي السيد (المشاركة 59292)