منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   القضايا الوطنية الملحّة (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=134)
-   -   الفاسدون وصناعة الفساد (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=14056)

عزام الحملاوي 03 / 02 / 2010 32 : 05 PM

الفاسدون وصناعة الفساد
 
[size="5"]
الفاسدون وصناعة الفساد

بقلم الكاتب / عزام الحملاوى

يعتبر الفساد آفة من آفات المجتمع لأنه يعمل على تدمير الوطن واذلال المواطن, وخلق الكثير من المشاكل السياسية والاجتماعية والاقصادية والثقافية والامنية, ولا يمكن لأي مجتمع ان يتقدم ويرتقي طالما انتشر الفساد به. أما الفاسدون فهم أشد خطرا على المجتمع لما يقوموا به من نشر للفساد مستغلين مناصبهم ونفوذهم, او الثغرات الموجودة سواء بالقانون او اللوائح, او من خلال سيطرتهم على المخازن والمناقصات الحكومية من خلال شبكات من الفاسدين تعمل معهم ولصالحهم0 ويتعدد اوجه الفساد واساليبه المتنوعة,وتساهم جميعها مع الفاسدين في صناعة الفساد مثل: حجب المعلومات ,وانعدام الشفافية ,والتدخلات الرسمية ,وتغليب المصالح الشخصية والتنظيمية, والاستثناءات الممنوحة في القوانين والانظمة, والواسطة والمحسوبية, وتراجع الاخلاق و القيم والمبادئ, وعدم التمسك بالشريعة السماوية ,وكذلك الصلاحيات المطلقة التي يتمتع بها المسؤول حيث يصبح الناهي والآمر, وتعيين بعض المسؤولين ليسوا على مستوى الكفاءة والامانة. ان الفساد لا يرتبط بالمنصب مهما كبر او صغر, فجامع القمامة حين يقصر في عمله فهو فاسد, والطبيب عندما يهمل في آداء واجبه ويحول مرضاه الى عيادته الخاصة فاسد,والمعلم الذي يعلم الطلبة ادبيات تنظيمه في المدرسة فاسد , والوزير الذي لا يخاف ربه ولا يراعي شعبه في عمله فاسد . فالفساد مرتبط بكل انسان لا يؤدي عمله بامانة واخلاص, ومما يزيد الطين بلة عدم قدرة المجتمع والمواطن على مواجهة الفساد والفاسدين . ويرتبط الفساد بالإنسان خاصة حين تكثر مصالحه وتتوسع علاقاته, فيدخل في صراع ما بين مصالحه ومبادئه, ومن هنا يبدأ الامتحان الحقيقي والجاد لهذه القيم التي يؤمن بها ,وربما كان يصارع من أجلها في الماضي. ففي الظروف العادية والطبيعية تكون المبادئ والقيم محافظا عليها, وهي المقياس الذي يتبناه الانسان قبل مصالحه, أما في عصرنا الحالي,عصر الانحطاط والتخاذل والتحالف وبيع النفس والضمير, نجد صاحب القيم والمبادئ يتنحى عن قيمه ومبادئه ودينه, ويبدأ في البحث عن المصالح الشخصية والمكاسب الذاتية التي سيحققها مثلما يحصل في تجارة الأنفاق, ومن هنا تبدأ صناعة الفساد. ان سوء الأحوال الاقتصادية, وازدياد أعباء الحياة, وارتفاع نسبة البطالة لدى غالبية الشعب, وازدياد عدد الفقراء, يوفر المناخ الصالح للفاسدين وللفساد الأخلاقي والاجتماعي والسلوكي, وهكذا تكون التربة صالحة لصناعة الفساد, حيث يبدأ الفاسدون بنشر سمومهم وتجنيد الناس0 لذلك فالمشاكل الاجتماعية والأخلاقية وغيرهما, أساسهما بيئة اقتصادية سيئة تدفع الناس الى الفساد, وتجعل هدفهم الوحيد هو الكفاح والصراع من أجل البقاء وبأي ثمن0 ان هذه الظروف الصعبة التي تنطبق على مجتمعنا الفلسطيني, عندما تصبح أوضاعا ثابتة ودائمة, تؤدي الى تغيير كبير وحاد في السلوك والأخلاق, وتصبح الأجيال الجديدة هي الضحية, ويكون الفساد والاستبداد الفكري والسياسي والاجتماعي والثقافي وظلم الشعب قد تمكن من المجتمع, وتكون الرسالة هي النصيحة بعدم الكلام أو الحديث, والبعد عما يجلب المشاكل, أو السير في الاتجاه المرسوم, وربما تصل الأمور الى ما هو أسوأ من ذلك, بأن تشكل الأجيال الشابة القائمة على الوضع الأطر والمرجعيات نتيجة لهذه الأحوال والأوضاع, ويقيمون أنفسهم وسلوكهم والعالم من خلالها, وبذلك يكونوا قد شيدوا مصنع الفساد الأبدي . ومن هذا المنطلق وحتى يخلو مجتمعنا من تلك الآفة الخطيرة, يجب أن يواجه الفساد والفاسدين من خلال تنظيم الدورات وورش العمل, وإشراك المسؤولين للخروج بطرق وأساليب لمكافحة الفساد ووضع آليات لذلك0 والاهم من ذلك, الدورالوطنى الذي يجب أن يلعبه المواطن, ومنظمات المجتمع المدني, ومراكز حقوق الانسان في مكافحة الفساد وإبرازه, والعمل على تعزيز النزاهة والشفافية على كافة المستويات, و هذا كله يعتمد على الإبلاغ عن الفساد ,وتوثيق المستندات الخاصة به ,والمطالبة بسن القوانين والتشريعات التي تحمي الوطن والمواطن من الفساد والفاسدين, بالاضافة الى انه يجب على جميع المسؤولين تقديم الذمة المالية عند توليهم لأي منصب, ومراقبة المناقصات والمخازن الحكومية, وفوق كل هذا يجب أن يسن قانون من أين لك هذا ؟؟؟؟؟؟؟ حتى يكون الجميع تحت طائلة القانون والمحاسبة ولا احد فوق القانون0[/size]

ناهد شما 03 / 02 / 2010 00 : 07 PM

رد: الفاسدون وصناعة الفساد
 

شكراً لك الأديب عزام على هذه المقالة الرائعة لقد وضعت يدك على الجرح
يحكي واقعاً نراه في بعض المجتمعات ولهو اكبر واقع يعيشه الشعب الفلسطيني
كُثرْ هم الذين باعوا ضمائرهم ووطنهم وحتى دينهم من أجل حفنة مال أو مركز فهؤلاء هم المفسدون في الأرض
وحتى نلغي الفساد في مجتمعاتنا يجب علينا أن نبدأ بأنفسنا وبأسرتنا ونطوق هذه الأنفس للخير
قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة الرعد: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ[1]؟
أؤيدك لا أحد فوق القانون
شكراً لك وبارك الله بقلمك
دمت بخير


الساعة الآن 00 : 12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية