منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   دراسات أدبية (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=39)
-   -   الفراشة و النملة (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=14384)

رزان أياسو 01 / 03 / 2010 07 : 11 PM

الفراشة و النملة
 
الفراشة و النملة





تلك الساحرة ُ تهرع من فنن إلى فنن… تداعبُ وردة , تغازل زهرة .. تنساب كأغنية عشق من فم التوليب إلى وجْنة الجوريّ بخفة الريشة و انسكاب العطر على جيدٍ من ذهبْ..

جناحاها قصيدتان مطرزتان بأهازيجَ شعبية و مواويلَ من قصبْ..

فراشةٌ تحمل الضوءَ في ثناياها .. كلما حلّقتْ ارتقعَ معها قوسُ قزح إلى اللا محدود … إلى المدى … إلى أبعدَ من التاريخ و أقربَ من رفيف الهوى.

لا تراها في سربِ فراشاتٍ ملونة… هي دوماً مستقلة

رَسْمُها … عشقُها … سفرها … لونها … حتى إن قررتْ أن تموت !!!

تأبى إلا أن تكونَ شهيدةَ النور ..

وحيدةً على نعشٍ من ضياءْ…

ملحمةً لأنثى من لون و كبرياءْ.



أما صغيرتي السوداء ….. المفعمةُ بالصبر و التفاني ….. تردد من أول خيوط الفجر وحتى آخر ملامح المساء كلَ ما حفظتْهُ من تراتيلَ و أغاني .. ربما تعينُها على يومها الحافل بالمهام الجسام

تمضي من زاويةٍ إلى حجرٍ إلى ركن… إلى آخر جراح الأرض بحثاً عن قليلٍ من الزاد و التقدير بكثير من الجهد المرير فلا تكاد تملك وقتاً تنظر فيه أبعد من موطئ رِجْلها في الزحام…… و ربما مضى من العمر ما مضى دون أن ترى صفحةَ السماء أو وجه الفجر يأتي بغير سلة الأعباء.

و تبقى نملتي الصغيرة تدور في نفس الدائرة السوداء, واحدةً من ألفِ ألفِ ألفِ نملةٍ , غايةً في الذكاء أو غاية في الغباءْ !!

مَن يستطيع أن يميزَ وجهَ النملةِ الحمقاءْ!!!!

و تضيعُ في مجاهلِ الألوف……………………………..

لا يعبأُ برحيلها في أقبية المؤونة تحتَ الأرض إلا شيءٌ في صدري يؤرِقُني..



تلكَ القتيلةُ بهَمِها و بردِ الشتاءْ …



ألمْ تحلُمْ ساعةً أن تعيشَ في دفءٍ و أنْ ترحلَ في علياءْ !!!



لعلنا نرى شيئاً من أنفسنا في طقوسِ الفراشةِ و النملةِ .. رجالاً و نساء ..



رزان أياسو


جمال سبع 01 / 03 / 2010 21 : 11 PM

رد: الفراشة و النملة
 
[align=justify]هذه هي سنة الحياة ، هناك من تأتيه لقمة العيش سهلة و طرية ، أما البعض الآخر فهي مرة بطعم العلقم و تدمى لها الأقدام ..
أختاه رزان لوحة فنية رائعة نقلتها أناملك الينا بكل ما فيها من تضاد و مفارقات .. هي الطبيعة أختاه و هي ذي الحياة ..
كان هنا يوما أخوك جمال سبع [/align]

عبد الحافظ بخيت متولى 02 / 03 / 2010 36 : 02 AM

رد: الفراشة و النملة
 
الأديبة الرائعة رزان
كان للدكتور زكى نجيب محمود مقال عن النمل والنحل مقارنا بين طريقة كل منهما وطرق الشعوب فى مسار تقدمها وتأخرها , فكان يرى ان النمل يقتصر على الجمع والتخزين بينما النحل يقوم بالجمع والتخزين والانتاج, وكذلك الشعوب عبرمساراتها التاريخية منها من يعتمد على طريقة النمل فقط ويراوح عند مرحلة الجمع والتخزين فقط ومنها من يتجاوز هذه المرحلة فيتجاوز التخزين الى الانتاج وهنا تاتى طريقة النحل التى تتميز بها الشعوب المتقدمة , وهذا شكل فلسفى يعتمد على توظيف الرمز البسيط ليشخص الحالة ويكشف عن مدى جمالها او قبحها
وحين تأملت هذا النص الباذخ الذى يرمى إلى كنه الحياة باختلاف حيواتها ومعطياتها وتعدد اشكالها والرؤية الكونية لعوالمها نحد هذه الثنائية التى تفر ز معطيات شديدة الخصوبة فى تامل معانى الحياة بين النحلة رمز هذا الجمال المطلق وبين النملة رمز هذا الجهد المطلق وجدتنى امام فكرمتأمل وكاشف وعمق فلسفى مراوغ يقدم لنا لغة بسيطة وفكر عميق فيدفعنا دفعا إلى التفكير والتامل ويتماهى مع وجداننا فيحرك كاميرا التامل نحو كوادر الحياة غير المرئية ويزيح عن العقول غبار الوهن الفكرى والكسل العقلى ولذلك فهو السهل الممتنع
لك كل تحيتى وعظيم تقديرى سيدتى المبدعة الكريمة

رزان أياسو 02 / 03 / 2010 08 : 09 PM

رد: الفراشة و النملة
 
أهلاً بك أخ جمال في كل الأوقات...

حقيقة هي المفارقات الكبيرة في الحياة التي تجعل منها رحلة مثيرة ....

لك أجمل المنى


رزان

رزان أياسو 02 / 03 / 2010 28 : 09 PM

رد: الفراشة و النملة
 
الأستاذ الفاضل عبد الحافظ

أسعد الله أوقاتك و أدخل الحبور إلى قلبك الكبير مثلما فعلت كلماتك المفعمة محبة بقلبي ووجداني...
أعطيتني كرماً و تفضلاً فوق ما أستحق...
ربما وجدتَ في النص بعداً فلسفياً لم أكن أقصده قدر ما أردتُ صياغة إحساسي بالحياة عموماً و كيف نتقاسم الأدوار مرة باختياراتنا و مرات أكثر رغماً عنا...... و كيف يضيع البعض في زحام الحياة و هم أولى بالشكر من غيرهم !!! و كيف يقضي البعض في وحدة مريرة و وحشة قاتلة !!! يقتلنا الضوء الصارخ تماماً مثلما يقتلنا العتم الجارح....
مفارقات الحياة الكبيرة تجعل منها رحلة تستحق أن نحياها حتى الثماله....................... رغم كل شيء

شهادة من أديب مصري هي شهادة أفخر بها و أتمنى أن تسنح الفرصة قريباً لأشارك بأمسية شعرية في مصر تتلألأ بها قصائدي..

محبتي


رزان أياسو


الساعة الآن 42 : 10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية