![]() |
الشهادة التي نشرتها مؤخرا حول الشاعر حسن البحيري
كان يوفر من طعامه ليطبع ديوان شعر بأحلى صورة [align=justify] لقد عرفت حسن البحيري منذ الطفولة, فحسن البحيري كان رابع الثلاثي الفلسطيني إبراهيم طوقان وعبد الكريم الكرمي وعبد الرحيم محمود, وهو رابعهم, فقد طبع بعض دواوينه في فلسطين قبل النكبة, وكنت معجباً جداً بشعره لأنه فعلاً شاعر متفوق, ويستطيع أن يلتقط الصورة بدقة. تعرفت حسن البحيري وأنا في الجامعة, وهو يعرف أسرتي ، وأسرتي تعرفه جيدا لأنه كان مقيما في حيفا, ووالدي كان يحدثني عنه وأنا في حداثة سني, وأين كان يسكن في حيفا, ونشاطاته هناك وكان حسن البحيري يحدثني عن أسرتي في فلسطين أيضا, وكان يعرف أخوالي جيداً وكان البحيري يزور جدي يونس الخطيب, وهو والد والدتي وقد ذكر هذا في كتاب مدينة وشاعر, وصرت أزوره بين وقت وآخر مع الزملاء والأصدقاء ومنذ عملي في الصحافة منذ عام ألف وتسعمائة وخمسة وسبعين 1975م توطدت علاقتي به بشكل جيد, وعندما عملت في مجلة صوت فلسطين تمتنت العلاقة, وكان يزورنا دائماً في مقر المجلة, وكان معجباً بالملف الثقافي في المجلة. وكان كل العاملين في صوت فلسطين يعرفونه جيداً وعندما كنت أزوره كنا نجلس في حديقته, وكان هناك مقعد متميز له تحت الشجرة في بيته, ويحب دائما أن يقرأ الشعر على هذا المقعد بالذات, وكان يحب أن تجرى المقابلات الصحفية القليلة معه هناك على هذا المقعد. وكان بيت البحيري - الذي أحب أن أزوره دائماً - واسعاً وكثير الغرف, وكانت تغطي جدران الغرف مكتبة البحيري الثمينة. وقد قال لي يوما إنه كتب وصيةً ليكون بيته متحفاً إلا أننا بعد وفاته لم نعثر على هذه الوصية. ولا أعرف ماذا حل بمكتبته. حياة البحيري الخاصة شكلت غموضا عند بعض الناس..طبيعة علاقاته ومزاجه الحاد ..إلخ, كيف كنت تجد هذه الحياة؟ حسن البحيري من الشعراء النادرين جداً الذين تتطابق شخصيتهم مع شعرهم, ولا تستطيع أن تجد فاصلا. إنسان هو شعر, والشعر هو حسن البحيري, وهذا ما لا يمكن أن تجده في هذا الزمان. وكان شاعراً بشكل كامل, بتصرفاته, بتصميمه لكتبه مع تعامله مع القصيدة والبحر والصورة. أذكر مرة أنه أعاد طباعة ديوان كامل بسبب خطأ بسيط وجد في إحدى صفحاته بعد الطباعة الأولى بالرغم من التكلفة العالية لهذا لديوان فهو كان يحب أن يخرج ديوانه بالصورة المثلى. تقريبا هو الشاعر الوحيد - هكذا يقول عن نفسه - معجب بشعره إلى حد يستهجنه الآخرون, لكن من يقرأ شعر البحيري يعرف أنه شاعر عملاق, ولا يمكن أن يتكرر مثل هذا الشاعر. إلغاؤه للآخرين حالة خاطئة لكن كان ينظر إلى شعره بأنه درر لن تكرر. وإن قرأت شعره ستجد أنه درر. ولا سيما التصوير, عندما يصف حيفا فهو يتحدث عن جزئيات تستطيع من خلالها أن ترى حيفا, وتعرف حيفا, وتلامس ما كان يعيشه في حيفا. لحسن البحيري مزاجية الوحدة, مزاجية الابتعاد عن الناس أو الاجتماعات الكبيرة, مثلاً لم يكن يقيم أمسيات كثيرة ولم يكن يحب الحفلات الواسعة. كان يحب الجلوس في بيته, وكان يزور بعض الأصدقاء وهم قليلون بالمناسبة. كان بعيداً عن بعض الناس. شعره في الغزل وفي أعين الوطن والوجدانيات, ولم يخرج عن هذا ولا أظن أن حسن البحيري بحياته مدح أحداً, لا أظن أن البحيري في كل شعره حاول أن يتقرب من أي إنسان ويكتب له قصيدة ما. كان صادقا مع نفسه حتى آخر لحظة. ولحسن البحيري رواية واحدة وليس له غيرها, كتبها في حيفا وأعاد طباعتها في دمشق, ولخص فيها ذكرياته وعشقه لأول فتاة التي كانت آخر فتاة أيضا. ويقول في هذه الرواية إنه أحب هذه الأنثى وبعدها أغلق الباب على كل أنثى أخرى. يقول هو إن وجود الأنثى في البيت وأن تكتب شعراً لا يتوافقان. هكذا كان رأيه لا يجتمع الشعر مع المرأة في المنزل. طبعاً في حيفا كان البحيري فقيراً, ويكاد يكون معدماً ومجاهداً ومناضلاً وعاملاً في سكة الحديد, ولم يكن له أسرة كبيرة وهذا لم يزرع فيه ما يقال عنه من أنه يكره الآخرين ولا يخالط الناس, ولكن هذا الكلام وهذه التفسيرات لا أعلم من أين يأتون بها . الشيء الغريب جداً في حياة البحيري أنه كان يوفر من طعامه ليطبع ديوان شعر بأحلى صورة, وللتاريخ إن دواوين حسن البحيري كانت تشابه دواوين الأرستقراطيين في الوطن العربي آنذاك, من حيث الخط والتصميم والورق. وإذا نظرت إلى دواوينه تجد أن هناك بذخاً في هذه الدواوين وأنه أنفق كثيراً عليها. حسن البحيري مزاجي ككل شاعر, ولكن مزاجيته حادة ومتطرفة جداً, إن أحب فهو يحب بتطرف وإن كره فهو يكره بتطرف, لا يوجد عنده حالة وسطى. كنت أشاهده كيف يتعامل مع بعض الأشخاص بشكل غريب جداً, وبحدة حتى في استخدام الألفاظ ولكن مع آخرين كان يتعامل بشكل رقيق وبألفاظ حسنة جداً, أي إنه إذا كره إنساناً يكرهه بصدق وإذا أحب إنساناً يحبه بصدق. كيف كانت علاقتك الأدبية بحسن البحيري؟ علاقتي الأدبية بحسن البحيري بدأت عندما كتبت الكثير عن شعر حسن البحيري في مجلة صوت فلسطين وفي صحيفة تشرين, وقد ذكرت للبحيري مرة أنني سأكتب كتاباً عنه, وقد ذكر البحيري هذا في كتابه خمرة الشعر, إلا أنني لم يتسن لي فرصة إعداد هذا الكتاب حتى اليوم. لأن الموت كان قد سبقني إلى حسن البحيري. كان الشاعر البحيري يحب نقدي لشعره بشكل كبير جداً وكان يطرب له ويفضله على الكثير, لذلك كان ينزله في مقدمات دواوينه, كان يختار ما أكتبه ويضعه في دواوينه. هل من حادثة خاصة أو طرفة حصلت أمامك في إحدى جلساتك مع البحيري ؟ كنت جالسا مع العديد من الشعراء فأخذ يحدث أحد الأدباء الكبار سناً وتجربةً وأخذ يكيل له بلسان سليط كلمات جارحة جداً وتخدش المشاعر, ولم يستطع هذا الأديب أن يرد بأي كلمة على حسن البحيري لسلاطة لسانه. ماذا شكلت حيفا في حياة الشاعر حسن البحيري؟ شكلت حيفا للبحيري كل شيء في حياته تقريباً كل جدران بيته مليئة بصور عن حيفا وصوره في حيفا وعلى جبل الكرمل. بيته كان متحفا لحيفا صورةً ورسماً. وكان دائما عاشقاً استثنائياً لحيفا لم يكن يوجد شاعر واحد أحب مدينة كحب البحيري لمدينة حيفا. هارون هاشم رشيد ألف كتاباً عن البحيري أسماه (مدينة وشاعر) لشدة علاقة البحيري بمدينة حيفا وقدسية هذه العلاقة المذهلة في الحقيقة . من وجهة نظرك وأنت شاعر ولك عدة تجارب نقدية, كيف تجد شعر حسن البحيري؟ أنا أؤمن أنه شاعر عملاق واستثنائي, ولا سيما بالصورة المدورة حيث كانت الصورة في قصائده تأخذ أبياتاً طويلةً وتدخل في دقائق الأشياء, وهذا لم يتوفر عند شعراء كثيرين. كان البحيري يؤنسن حيفا وموجدات حيفا وهذا أيضا يشعرك كم كانت عاطفته شديدة نحو هذه المدنية الجميلة. هو شاعر كتب بدمه وبقلبه وبحياته, شاعر وهب عمره كله للشعر, لم يكن في يوم من الأيام بعيدا عن بيت من شعره, كان مؤمناً بما يكتب ومحباً عاشقاً لما يكتب. لأنه يكتب بتميز, وبجمالية وبشكل يمكن أن تتشارك فيه أصابعه وشفتاه وعيناه ودمه وخلاياه.. [/align] |
رد: الشهادة التي ألقيتها مؤخرا حول الشاعر حسن البحيري
حلقة إذاعية بعنوان: "شاعر العودة حسن البحيري" عنوان الحلقة شعر العودة – شاعر العودة حسن البحيري الضيوف أ. طلعت سقيرق – عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين أ. محمد توكلنا- شاعر من سورية أ. سمير عطية – مدير عام بيت فلسطين للشعر إعداد: الإعلامي والباحث ماهر حسن شاويش تقديم: الإعلامية سمر جويد " بيسان " |
رد: الشهادة التي نشرتها مؤخرا حول الشاعر حسن البحيري
هو شاعر بحق .. قلّ مثيله في زماننا
لست أنسى / عشرون ياوطني المفدّى / تحية شكر وامتنان لك استاذي القدير طلعت |
رد: الشهادة التي نشرتها مؤخرا حول الشاعر حسن البحيري
[gdwl]
شكرا عزيزتي ميرا لك تحياتي البحيري كان فعلا علما من اعلام الشعر لا ينسى وما زال طبعا سلمت [/gdwl] |
رد: الشهادة التي نشرتها مؤخرا حول الشاعر حسن البحيري
شهادة تستحق التوثيق لأمثال هذا الشاعر الفذ شاعر العودة حسن البحيري وأنت أستاذ طلعت تستحق أيضاً وساماً من الماس لهذه الشهادة التي ما فتأت تؤكد لنا أن شعراء فلسطين هم من أعلام الشعر الذين لا يمكن إلا أن يبقوا في الذاكرة استمتعت كثيراً عندما سمعت الحلقة الإذاعية بارك الله بك دمت ذخراً لفلسطين |
رد: الشهادة التي نشرتها مؤخرا حول الشاعر حسن البحيري
استاذي الكريم طلعت سقيرق:
وهل يخفى عن وجه الزمان شاعر حمل في عينيه حيفا سوادا؟ شاعر حمل جرحا بحجم يتمه فتدفق الشعر من قلمه شلالا بحجم وطن سلمت لشعراء فلسطين ومبدعيها اخي الرائع وشكرا للرابط الذي وضعته فكم احوجنا في هذا العمر لغصن يورق في ذاكرتنا اليابسة اخضرار الامل لك التحايا اينما حلت روحك ماجدة حسن |
الساعة الآن 10 : 12 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية