![]() |
الفلسطينيون لايستحقون الشفقة
ينظر الكثير من العرب إلى الفلسطينيين بتآخ و تعاطف وحتى إشفاق غير معلن في أغلب الأحيان فالفلسطينيون بلادهم محتلة ،مهجرون ،موزعون على بلدان الدنيا الواسعة وبعضهم لم يكتب له رؤية فلسطين إلا في الصور و نشرات الأخبار ليراها متأججة بنيران العدو، مقصوفة حينا وعصرية , فاتنة معتادةعلى البذلة العسكرية و البندقية تجوب شوارعها لكن الحقيقة أن العرب من معظم الدول العربية إن لم أقل كلها صاروا شتاتا أيضا.
لم تهجرهم الإيديولوجيا الصهيونية التي تحولت إلى حركة و قوة غاصبة مباشرة لكن أعدادا مهولة منهم حملت الحقائب و الشواهد أو مضت بدونها مغامرة ومقامرة بكل شيء إلى رحلة خلف البحر من أجل واقع أفضل. الواقع العربي هزيل كمصاب بفقر دم لايتعافى منه أبدا ومهدد بالإغماء في كل مرة، الاستقرار الوحيد المضمون بالنسبة له هو أنه حي وموجود رغم شحوبه ورغم أن حالته المرضية تجعله محتاجا لمن يسعفه إن تفاقمت أموره وينعشه بعد سقطته وبذلك يظل مدينا دوما لتلك اليد أو الأيادي الخفية التي تلعب هذا الدور. العربي يهاجر ظاهريا اختياريا وجوهريا قسريا ،لأنه لايجد المستقبل الذي يأمله في بلده يغادر ويحمل معه العودة مشروعا قابلا للتأجيل والفلسطيني عربي هجر قسرا وحمل العودة حلما مؤجلا رغما عنه. الفلسطيني مسكون بالوطن السليب ،الجريح الذي طعنته الخيانة احتلالا بعد احتلال و المواطن العربي من البلدان العربية الأخرى غير مشكوك في حبه وتقديره للوطن لكنه استسلم لليأس من تغير واقع بلده المتخبط في آفات التخلف و الجهل و الفقر. أبواب المطارات والموانئ مفتوحة له إن شاء العودة ومع ذلك فإن رحلة غربته قد تكون أبدية لأنه و إن ضمن مستقبله فإنه مستقبل أبنائه يستحق إطالة الإقامة. الفلسطينيون يتشبثون جيلا بعد جيل بحقهم في العودة إلى مدن وقرى بعضها اختفت حتى أنقاضه وشتات العرب الآخرين الذي يكبر كل يوم يتشبث بحقه في العيش الكريم أولا . يظل إيقاع خفق القلوب يرتفع مع خفق الرايات بالنسبة للفئتين لكن الفلسطينيين حلمهم حي يعيشون على أمل تحققه حتى آخر العمر و آلاف من العرب دفنوا حلمهم في تحقيق واقع مشرف في بلدان ناضل أجدادهم من أجل استقلالها وأراقتها دماء الشهداء ليسكب النبيذ في حاناتها سنوات بعد ذلك لعله يخمد آهات مواطن متخبط و يسكر ضائعا تائها بين قيم الشرق و الغرب . التعاطف مع الفلسطيني جميل لكن الإشفاق عليه ولو خفية خطأ وتنافٍ مع الواقع لأن مرآة الأرقام على مختلف الأصعدة اقتصادية كانت أو اجتماعية تكسر زجاج الفخر وتسقط دموع العربي حسرة على أوطان يهجرها أبنائها من كل الفئات و الأعمار متى أتيح لهم ذلك. Nassira |
رد: الفلسطينيون لايستحقون الشفقة
اقتباس:
|
رد: الفلسطينيون لايستحقون الشفقة
كما قلت أخ جمال الوضع العربي برمته يستحق التأسف و الحسرة..
تحيتي لك |
رد: الفلسطينيون لايستحقون الشفقة
نصيرة
كنت طرحت في مكان ما في هذا المنتدى تساؤلا حول الشعور بالغربة وكيف يعامل المغتربون خارج بلادهم ؟ أنا لن أتكلم عن غيري بل سأتكلم عن نفسي .. الحكومات لها سياسة واحدة وهي عدم المساعدة على تهجير الفلسطينين وحثهم على ترك بلادهم واللجوء لبلاد أخرى هذا الكلام من الناحية النظرية سليم ولكن على أرض الواقع هذا الكلام هو عين الظلم أنت تتكلم عن ملايين مشردة لا أمل في عودتها في ظل الوضع الراهن ولا أحد يعمل بشكل جدي وفاعل على عودتها وهذا الأمر مضى عليه ستون عاما فهل يعقل أن تبقى كل هذه الملايين منذ ستون عاما بلا هويو ولا جواز سفر وليس من حقها ان تمتلك لها بيتا بل ليس من حقها الوظيفة الحكومية الا في القطاع الخاصة وبظروف ميئوس منها ابعد من ذلك ليس من حقها التعلم بالجامعات والمدارس الحكومية .... ووووووووووووووووووووو نصيرة الملايين من الفلسطينين يعذبون في دول الوطن العربي .. يكوون بالنار ... ولكن من يستطيع أن يحل مشكلة الفلسطيني داخل أو خارج فلسطين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ خليها على الله نصيرة .. نحن أمة نبيع كل شيء |
رد: الفلسطينيون لايستحقون الشفقة
الأستاذة نصيرة صدقيني كثيرون هم الواهمون والمستخفون بإيمان وقدرة الشعب الفلسطيني هذا الشعب الذي مازال يقدم الشهداء فهو لن يستكين ولن يهدأ حتى تعود له كل اراضيه ويدحر العدو الغاشم اللئيم لذلك لا يمكن لأيٍ كان أن يستخف بقدرة الشعب الفلسطيني فهو مستعد أن يجدد إنتفاضته في اي وقت فهو قادر على الصمود ولكن من يستحق الشفقة هم الذين لا يثقون بقدرة هذا الشعب العظيم |
رد: الفلسطينيون لايستحقون الشفقة
طبعا أتفق معك تماما أ.ميساء لكن ماأردت قوله أن وضع المواطن العربي عامة ليس مشرفا وبخير..معدلات الهجرة في البلدان العربية مرتفعة للغاية ولو كانت أبواب الغرب مفتوحة على مصراعيها لشهدنا تدفق آلاف أو ربما ملايين يتركون أوطانهم الأم من أجل الهجرة أليس هذا أمرا غير طبيعي ويستحق أن يجعل العربي يتأمل وضعه ويتساءل ويشفق على حال نفسه ..
فلسطين كانت ولازالت ضحية المؤامرة و الخيانة لكنها ولوبدت وحيدة في ذلك فإنها ليست كذلك وكلما يحدث فيها مرتبط بحقيقة واقع أمة كبيرة بحجمها لابدورها السلبي حاليا تحياتي |
رد: الفلسطينيون لايستحقون الشفقة
اقتباس:
تحياتي |
رد: الفلسطينيون لايستحقون الشفقة
أتعلمين أستاذة نصيرة فعلاً إنهم ليسوا بحاجة للشفقة
فهم أكبر عظمة وصمود من أن يشفق عليهم أحد حتى لو كان من أبناء جنسهم عربي . الكثيرون من العوائل الفلسطينية والذين تعرفت أليهم عن قرب كانو ناجحين بكل شيء ...الصلابة التي يمتلكونها عجيبة لاتحط من قيمتهم كونهم مهجرون . أنا أفتخر بهم وبشجاعتهم ...الله معهم أينما كانوا دمتي استاذتي الغالية بكل خير |
رد: الفلسطينيون لايستحقون الشفقة
تَغَرُّب العرب عن أوطانهم اليوم يجعلهم في شتات.. و يجعلهم ضحايا زمن الأشتباك.. الغربة تجعلهم في سجن و في أقسى عزلة للنفس. فضلوا الخلاص الفردي و آثروا البعد عن الجماهير.. فكانوا السبب في تعزيز تراجع الحلم الجماهيري عن الحرية و التحرير. فلننظر الى أنفسنا في غربتنا.. وصلنا مهمشين و ما زلنا. نحن لا نستحق الشفقة و حسب.. بل نستجديها. شكراً أستاذة نصيرة. دمت و قلمك بكل الأبداع. |
رد: الفلسطينيون لايستحقون الشفقة
اقتباس:
|
الساعة الآن 01 : 10 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية