منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   المقــالـة الأدبية (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=62)
-   -   الإنسان ذلك المخلوق المخيف.. (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=14687)

نصيرة تختوخ 26 / 03 / 2010 51 : 04 PM

الإنسان ذلك المخلوق المخيف..
 
يقال أن تجربة المرء في الحياة تكسبه الحكمة و تعزز قدرته على التعرف على النماذج المختلفة لبني البشر و في هذا مما لاشك فيه صحة لكن ما نصادفه ونعايشه أونكتشفه أحيانا يشعرنا بعظمة عجزنا ومحدودية استبصارنا لما يدور في عقل و نفسية الآخر.
الجانب المظلم للإنسان المخلوق الخلاق، المبدع ، المتميز عن غيره هو ما لا يتم التطرق له بشكل كاف.
ما يدور في خلد الشخص ويعيش به ولا يفصح عنه صعب تخيله وقد يختلف تماما عن الظاهر و الواضح للعيان.
الجرائم التي تحدث و تصبح حديث الصحافة ووسائل الإعلام تكشف لنا عن مدى التباعد وقلة الترابط بين المستوى الخُلقي و المستوى التعليمي وحتى الطبقي فبعض مرتكبي أفظع الجرائم ليسوا أميين أومعدومين وإنما منتمون لوسط اجتماعي جيد وبمستوى تعليمي مقبول أو حتى مرموق.
في الغرب توضع بعض ظواهر الشذوذ في ركن الفتيشية وبعضها تحلل على أنها خلل بيولوجي يجب تقبله و التعايش معه أمافي مجتمعاتنا فتتكتم على الشاذ و المنافي للقيم الاجتماعية ولانعلم أي فيتيشيات تسوده وأيها تبتكر .
مؤخرا صدمت وأنا أتصفح إحدى المجلات التي تعرض صورا لرجال يلبسون ملابس في حجمهم لكن على شكل ملابس أطفال رضع ،صور مريعة لبعض 'الطفوليين ' أو من اصطلح على تسميتهم هكذا لأنهم يتوقون للطفولة ، رجال في مختلف الأعمار وبمهن عادية يعيشون أيام عمل عادية و يمارسون حياة خارجية عادية لكنهم في بيوتهم أو خفية في أماكن آمنة بالنسبة لهم يعيشون شذوذهم كما يشاؤون.
سيقول البعض هؤلاء مرضى و أتفق معهم في أن الخلل النفسي موجود وواضح لكن من يحمي السليم من المختل و هل السكوت على الشذوذ و التنكر له ليس خطرا على صاحبه و مجتمعه.
شبكة الإنترنت و غيرها من وسائل التواصل الحديثة جعلت إمكانية تكوين تجمعات لأشخاص بنفس الميول أو الشذوذ ممكنة مما يسمح بتعزيز مابهم لا مقاومته أو علاجه وربما حتى توسيع رقعته.
الأسباب التقليدية التي جرت العادة أن تعزى إليها المشاكل الاجتماعية كالفقر و الجهل إنضاف إليها مايرد من شبابيك خارجية لذا فالسكوت و التكتم هروب من مواجهة ظواهر مؤذية لصاحبها ومجتمعه .
الإنسان الراشد الذي يبدو أنه يمارس حياة عادية ليس دوما عاديا حقا ،لا عيب في الحذر كسلاح يحمله صاحبه في التعامل مع غيره ولايوجد أكثر من فكرة بأن من لانعرفه جيدا نجهل عنه أشياء و أشياء نقنع بها أبنائنا لنحميهم من شرك ثقة زائدة.
Nassira

هدير الجميلي 29 / 03 / 2010 03 : 04 PM

رد: الإنسان ذلك المخلوق المخيف..
 
تحية لك ياغلية
وشكراً لك على هذا المقال الذي أتحفنا بمعلومات عن انفسنا قد نكون غفلنا عن رؤيتها وكتشافها ..
نخطأ كثيرا في استخدام اسلحتنا التي هي حماية انفسنا لاوابنائنا من ثقة زائدة او معلومات خاطئة اكتسبها وكتسبنها من تجارب الحياة ورفدنا بها المجتمع الذي نعيش فيه.
يلزمنا الحذر ؟ والحذر الشديد لنمسك بزمام الامور ....





نصيرة تختوخ 15 / 09 / 2010 44 : 03 PM

رد: الإنسان ذلك المخلوق المخيف..
 
أجل أخت هدير صار الزمن مخيفا 'والأخطار المبيتة كثيرة و مايدور في خلد النفوس يظل الله وحده العالم به.
لك تحيتي

عصام كمال 13 / 10 / 2010 46 : 01 AM

رد: الإنسان ذلك المخلوق المخيف..
 
الجليلة القديرة \\ نصيرة تختوخ
كل ذلك ناشئ عن الفجوة بين الذات وبين المجتمع
بين ما يدرسه الفرد من قيم وعادات وتعاليم ونصح وإرشاد وبين ما يطبق في الواقع من ذات الفئة التي تقدم التوعية
ذات الإنسان في صراع دائم للتوفيق بين متطلباتها وبين العوائق الطبيعية والبشرية
الإنسان أصبح مجموعة من المشاعر المشتعلة والغير قابلة للإطفاء
هناك هوة صحيقة بين الفرد والمجتمع أنشأت أجيال شاردة ، ناقصة ، مذبذبة ، زائغة الأبصار والنفس والهوية
أعجبني جدا سيدتي مقالك
سلم البنان
والبيان

تحيتي وتقديري

نصيرة تختوخ 13 / 10 / 2010 06 : 07 AM

رد: الإنسان ذلك المخلوق المخيف..
 
أشكر تقديرك أخ مراد
تحيتي

رأفت العزي 13 / 10 / 2010 30 : 04 PM

رد: الإنسان ذلك المخلوق المخيف..
 
الملاحظ سيدتي أن الإنسان قد استطاع تهذيب نفسه والسيطرة على غرائزه الأكثر خطورة على سبيل المثال ك
الأمومة ، فقلما نسمع عن شواذات في هذا المجال ؛ ثم الأكل والشرب ، فهذبنا أنفسنا على عكس باقي المخلوقات
لكن الأمر الغريب هو أن الحيوانات قد استطاعت الإلتزام " بتهذيب نفسها " إن لم نقل غريزتها الجنسية على عكس البشر !
فنحن لا نعرف أن حيوانا ما قام بالاعتداء الجنسي على حيوان آخر .. وما اغتصب حيوان انثى من فصيلته .. وما مارس
حيوان اللواط أو السحاق فيما نعلم ونشاهد ( والشكر طبعا للقنوات التي ثقفتنا في هذا الجانب ) فلماذا لا يمرض الحيوان
بمرض البشر .. ولماذا لم يستطيع الإنسان التّمثل بأخلاقيات الحيوان في سلوكة الجنسي ؟!

أغلب الظّن عندي أن أنثى الحيوان قاومت ، ولم يلزمها قانون بطاعة الذكر ، ولم تخشى الفضيحة إن حدث عليها عدوان
على عكس أنثى الإنسان تماما .. فالذكر يمارس عدوانيته وتسكت .. وبعض تشريعاتنا تُلزمها الطاعة وتنصاع ..!
وحتى ذلك الحين .. وإلى أن تشارك المرأة في وضع الشرائع والقوانين سيبقى الشذوذ الفردي والبيني يمارس
تحت جنح الظلام وتحت سقف الخوف من الفضيحة وعند معظم المجتمعات بفوارق بسيطة .

تحياتي واحترامي

نصيرة تختوخ 13 / 10 / 2010 47 : 05 PM

رد: الإنسان ذلك المخلوق المخيف..
 
فالذكر يمارس عدوانيته وتسكت .. وبعض تشريعاتنا تُلزمها الطاعة وتنصاع ..!
لاأظن سكوت المرأة هو السبب في الانحرافات السلوكية ذاك أن المرأة خاصة في الغرب ليس يقيدها الكثير من الخوف من عيون الآخرين و الرجل و مع ذلك نسمع كل مرة عن جرائم وانحرافات تسقط ضحايا و تكسر نفوسا.
أشكر إدلاءك بدلوك في هذا الموضوع أستاذ رأفت.
لك تقديري و تحيتي

زين العابدين إبراهيم 14 / 10 / 2011 47 : 12 AM

رد: الإنسان ذلك المخلوق المخيف..
 
شكرا جزيلا للأستادة الكريمة لإثارتها موضوع جاد وفي غاية الأهمية ،غير أنه لم يوف حقه من طرف النقاد والمجتهدين في هذا المجال .. لتعم الإستفادة والإفادة ... فالإشارة إلى خطورة القضايا ذات الصلة بالموضوع وما لها من الأثر الخطير في واقع مجتمعاتنا العربية لأسباب متعددة تتعلق بالرغبة أو الفقر .. فإنها تختلف من وطن لآخر.
والملاحظ أن بعض المحاكم الشرعية في بعض البلدان تختلف والمحاكم الوضعية الأخرى في حسم الأحكام وتطبيق القانون، وهذا راجع لعدم إلمام العديد من أجهزة الضبط القضائي بالعلوم الجنائية كمنهج أساسي يستعان به وبخبرائه؛ و بموجبه تستكمل الإجراءات لرفع تلك القضايا إلى العدالة ... مما يعني أن قوانينها ما زالت بعيدة عن حماية ذالك الإنسان المخيف من أخيه الإنسان ليسود الأمان واالإطمئنان في مجتمعاتنا العربية ، وبالتالي فإن خلاف واختلاف الآراء التشريعية جارت بعض أحكامها على العديد من الناس أي أنها لا تتفق وملابسات القضايا الراهنة المطرحة أمامها، فهي بدلك تساهم في تبديد الحقائق وتضليلها .. و تنآى عن الصواب في معظم أحكامها ؛ أي أنها لاتستند على نهج واضح له أسس وقواعد حقة بدعوى أنه لم يأت به نص..ولا حديث ...

فهل يستطيع المنتدى أن يؤسس قسما لمناقشة بعض القضايا الخطيرة التي عرفتها المحاكم العربية والإستعانة بذوي الإختصاص لنطلع على واقع يمكن أن يكون خفيا لسبب ما في عالمنا العربي ؟

ما بالنسبة لمصطلح الفيتيشيية فلقد ورد في ويكيديا تعريفه كالتالي"الفتيشية (بالإنجليزية: Fetishism‏) وتسمي أيضا "المازوخية" أو "المازوكية" ‏أو "الخضوعية" وتعني الحصول على المتعة عند تلقي التعذيب الجسدي أو النفسي"

لك الود والتقدير


الساعة الآن 07 : 10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية