منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   قصة: و للصحاري وجه المطر (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=14797)

جمال سبع 06 / 04 / 2010 15 : 01 AM

قصة: و للصحاري وجه المطر
 
[frame="12 10"]
قصة: و للصحاري وجه المطر

[align=justify] زمن أول كان بأغاني المطر ولادة لذاكرته ..عندما تفنن الجرح في تعريته من كل الأكاذيب الباهتة ، في لحظة نسيان جامحة تلذذ في ترك المعالم الموقوفة عن سرد التأسفات ، توقف ليشطب امرأة النبؤة التي لم تقبر بين أنسجته و ظلت شيئا من الحنين، اتكأت بين الوسادة و الوسادة تسألها البعاد و الرحيل ، زمن ثاني في ذاكرته يصنع من أغاني الريح بيتا و مدينة ساجدة للموت لتغتال كل الرؤى الممكنة على قميصه المتسخ بعرق الذهاب و الرجوع ، زمن لمراسي الضياع تغنى بانتهاء مواسم الجفاف و حلول ربيع الشاي و الحليب ، خوف بزمنه المنسي أرغمه على السفر إلى نقطة المستحيل ، تيه و شيء من سكرات الهروب خلف مواعيد الوجوه الجارحة ، ساعة يده كانت تأكل أطفال عقاربها التسعة و الصخور المتراصة في جنون تعوي و تغيب ، رحلة و سيارة و بعض من أواني الركام تغتال بعد الطريق ، المدينة كانت أولى القبلات التي تنفس بها بقايا التراب ، عمامته المخضرة و العابثة بكل العيون و الصور أرادت في احتشام سجن وشاح عيون الخطيئة قبل المغيب.. ترجت و تمنت و هي كافرة .. و تمنى لحظة أن شربت أقدامه لهيب الأرض و حرقة السماء ،لو عاد بهيئة رجل زنجي لم يعرف قلبه أن للحب صومعة و قبرا للحطام .. تمنى أن يختصر كل الوجوه التي عرفها ليبعث بداخله موت الموانئ عندما تغيب و تنجلي.. تمنى أن تسكن تاء التأنيث و تولد بعمق المجامر ( نقوية ) ثانية ، و غنت ( النقوية ) عندما داهم المطر بعد المسافات و المدينة خائفة و منكسرة ، في بداية الصفر من الزمن العابس فتحت أشرعة أشواكها ، تجمعت بكل غطرسة الصخور المنسية و الرمال المنتهية ، تمحورت كذيل قنبلة مدمرة لتقتل بروعة المكان كل السدائل التي تجملت لليلة العيد ، كانت البيوت تسد منافذها بحطب الصحاري ، الصحاري سيف بخارطة الطبيعة عندما سال لعابها المسموم ، من بين ألف باب مشرعة كانت صبية بروعة جمال الأرض تنتظره كي يمر و يلقي بتحية رجل، ملحفتها المطرزة بلون الغبار جعلتها تبدو بهيئة أم القرى ، الغضب تفنن في شجب ملامحها الباهتة ، فكرت ثم فكرت في أشياءه الجميلة التي كان يحملها بيده اليمنى ، يده اليمنى سافرت إلى خارطة امرأة ثانية مازالت لحد البارحة تعيد مضغ لبانها و تتأفف ، تسأل عنه بعض الأبنية التي كان يهندسها بأنامله ، يصنع من ظلمتها قصرا لحلم قد يكون ، هي ذي دروب الصحاري التي سكنت من فوق رموشه و سكبت بدل لعابها غبار الأرض و عرق الليالي .
السائق كان يحكي عن قصص الضياع عبر المسالك المتشعبة ، توقف في نقطة منتصف الوصول ، هي ذي ( قارة النص ) ،قالها و إبريقه المعد لأكواب الشاي أراد الصلاة ، لم يرد شرب الأول منه لكنها كانت العادة و إلا وجبت عليه فدية الترحال و المبيت ، أخرج سيجارته الأخيرة و أجتر ذكريات الصبا و ويلات السفر المميت ، وجه لامرأة توسدت رمل البيت المكتنز كانت قد تجملت ، قالت لها أختها الصغرى إن ( الشناوي ) الذي تنتظرينه لن يعود إلى العمل هنا مرة أخرى ، و الحب الذي تنشدينه منه سطر من المستحيل ، تأففت و غيرت جنبها المتكئ ، كانت تحدق في السماء و تسألها أن تكتب له سلامة المسير ، على امتداد شجرة غطاها الشوك و التراب ، كانت عقرب غريبة تحكي للظل و للهيب عن قصصها مع الموت و العذاب ... تحكي و تتلذذ في طبخ الأحجية بلغة السم و الأرجل مرتعدة و خائفة ، و في لحظة و عي منتهي ارتمى عليها بضربة واحدة ، عندما باعته الأمسيات لعنة التحدي حملها بيده ، و غنى للجميع أغنية أن للصحاري وجه بشكل العقارب ، كان النوم رائعا بعد أكلة من ( التقلة ) تحت ضوء القمر ، كانت الحشائش المصفرة من اثر الشمس تحرص المكان ، الماء عانق جوف ( القربة ) .. ( القربة ) منحته حنان الجليد عندما تناسته حضارة المدن ، عيدان الحطب اختلط لونها بلون الرماد بعد أن أعطت للشاي نكهة العندليب ، الأفرشة الجلدية التصقت بوجه الأرض ،طبعت فوق الوجنات قبلة و بعضا من ترانيم المجون ، الظلمة.. الظلمة .. الظلمة .. مصباح كهربائي كان ينتظر سطوع شمس النهار ليستريح و ينام ، شريط لأغنية ( التندي ) ظل في جهاز السيارة يلف و يدور ، يده .. يا يده حملت رأسه و الجسم متكئ تسأله عن معنى أن ترحل و تهيم ... سألته نقطة البداية عن كل المدن التي ما منحته دفئها لحظة زارها الضياع و ارتحل ... سألته و سيجارة ( الإستون ) احترقت بين أنامله للمرة العشرة ، سأله الذي توسد نصف صخرة عن اسمها و سنها .. هل سترمي كل المطامع و تنتظره حتى يعود؟ .. هل بصدرها دفئ السماء عندما تشتاق العيون لحكاية الرموش – قالت له و ساعتها ترمق خصلاتها في عجلة .. أحبك لكني احلم أكثر من بساط الأرض عندما يسجنه الشتاء و يفر من بين يديه الربيع- سقط أجندتها التي دون بها رقم الهاتف و العنوان في إناء الحليب ، ثانية واحدة و بعض المسافات التحقت بصدر امرأة جديدة بجوفها سكن حلم بسيط ،رجل بمثله هو و فقط ، أمها صرخت و هي تمسك بالدلو لكي تخرج الماء من البئر المنزلي – متى تحلبين العنزات يا طفلة؟ قامت و ارتجاجات الخوف ساكنة في عمق عمقها ، لباس ( التسغنس ) اتسخ ليبقى ما غطاه فاتن حد الدهشة ، نظرت في قدها الممشوق و السدائل تشبكت بكل المساحات المكتنزة ، سألت شيئا من أنفاسها الصاعدة و النازلة لتمسكه بكفيها ، عضت على شفتيها و بكت لأن كل هذا ما فتن رجلا كان بالأفق يمارس حرفة هندسة الأشياء الغريبة ، سافرت و سافر بين الأوجه ،وجه واحد أسرها كما تأسر أغصان الغابة القاتلة زهرة صغيرة ،على امتداد قشور كانت تبحث عن معنى الرحيق .
الأبنية الطينية المشرئبة الأسقف كانت تنتظر قطرة من ماء الصيف القادم من بعيد ، النساء في أرحامهن طفل لغد قد يكون ليحمل بين أكفه موسما جديدا للغناء بعد سنين النواح ، هو انتظر بكل جوارحه لحظة الخروج من عالم السفر إلى عالم السكون، ليقتل وجها قديما لامرأة ما انفكت تزوره على مساحات اليقظة ،لتخبره أنه لن ينساها ما نسيت الأرض شكل السماء ، الشارع الذي سكنت به كان أولى القبلات التي صلى بها و المغيب يغشاه بالسهاد، الباب الثالث اقترب منه ،صدر الحنين بدمه و صمت الريح أراد أن يقترب ، الخطوات انتقلت مرة أخرى إلى مدينة أخرى للروابي و رحيق الزهور ،كلمات غابت عن الألسن ، الحليب سقط من يدها و صوته المبحوح و هو يتحدث إلى صديقه جعلها ترتعش كما ترتعش الأرض ساعة الزلزال المميت ، نظر إلى الباب ربما يفتح من قبل أناملها ، انتظرت هي منه ابتسامة أخيرة ، العيون التصقت لأول مرة و لحظة الفرح سكنت وجنتيها ،أشعلت ما بقي من العيدان المترامية ، انه ( الشناوي ( قرر أن يكون ببوح الصحاري معلما لامرأة ( التندي ) و الحطب ، لتنجلي مواسم الحيرة على امتداد الريح ..الريح شكل ثاني للأوجه المبتسمة عندما تدركها ساعة الحقيقة ، قالت له و قال لها و البداية قد تأتي عشية تمزيق كل الصور القديمة و الرحلة بلون الحليب.[/align][/frame]

السعيد مرابطي 08 / 04 / 2010 30 : 12 AM

رد: قصة: و للصحاري وجه المطر
 
المبدع ..جمال سبـع


تــصفحت فــصتك :وللــصحاري وجه آخر/ وتتــبعت مناخاتها وأحداثها
وارتأيت أن أسجل بعض ملاحظات ليس من باب الأستاذية ، بل على
العكس هي مصافحة أخوية ليس إلا.
-1) أنك تقبل على تأليف القصص الرومانسية من حيث الموضوع.
وهذا ليس عيبا وإنما لعامل السن ربما تأثيره ورؤاه.
المهم أن يكون النص متجانسا لغة وحبكة.
هناك ملاحظة أولى بشأن فواصل الجمل. والأصح أن تجيء
على شكل نقاط تنهي الجملة.لأن المعنى تام.
الجملة:سقط أجندتها.والصواب:أسقط أجندتها
(قد يكون خطأ مطبعيا)
النبؤة : النبوءة
2) يحفل النص برومنسية شفافة تعانق الوجدان وتمزج كيماء اللغة
بمحيط الصحراء و لون تأثيراته البيئية على النفس. وهذا النوع
يدخل ضمن الكتابة الانطباعية وأهم روادها الكاتب الفرنسي الكبير:
إميل زولا " ""emile zola
وذلك بإدخال عنصر البيئة.
ربما الشيء الذي أحبذ الإشارة إليه هو أن القصة
وهي تعنى بالحدث
لا تهمل خصوصيته وهي تتحرى التقشف وعدم تكرار الجمل التي
سيقت معانيها في ما سبق. وأن دقة التعبير هو وجهتها ولا فائدة من
الجري وراء زخرف لا يخدم المعنى.
المهم أن ما تقوم به يلحظ فيه جهد وبحث في جمالية
العرض ، سواء كان على مستوى الموضوع أو على مستوى
اللغة.

فأما السرد القصصي بصورة عامة يحيلنا على الممارسة المكثفة وأيضا القراءات
المتنوعة والخصبة كي نتمكن من امتلاك لغة سرد قوي مرورا بلغة رصينة.
3) أشكرك على الرسالة ولا مانع في جعلي أطلع على ما تزمع إرساله
بشأن المسابقة.

تقبل فائق التحيات
ود الود.


السعيد مرابطي 08 / 04 / 2010 45 : 12 AM

رد: قصة: و للصحاري وجه المطر
 
المبدع جال سبع..

ذا أنا مجبر على العودة لأنني وأنا أدون التعليق في ما سبق
سقط مني سهوا أن أقول:
حبذت لـو كان عنوان القصة:
بوح لامرأة التندي والحطب

عوض:وللصحاري وجه المطر
لك سلامي
السعيد

جمال سبع 08 / 04 / 2010 05 : 01 AM

رد: قصة: و للصحاري وجه المطر
 
[align=justify]أخي السعيد ...
سعدت كثيرا بتدخلك النقدي لقصة "و للصحاري وجه المطر" .. كل ملاحظاتك سأخدها بعين الاعتبار في المناسبات القادمة .. يدكم الطيبة الممتدة نحونا هي الدافع من أجل الكتابة بشكل أجمل .
أعلم أخي الأديب السعيد أن توجيهاتك لم تكن من باب الأستاذية ، فالأخوة بيننا أعمق من ذالك .. خاصة أنني من طلب منك ذلك .
هنا نكتب .. و هنا نتعلم .. المتمرس ينصح الذي يشق أول الطريق .. كلنا أسرة في عالم الابداع الصحيح .
تقبل تحيات أخ يحاول أن يصحح أنفاس ابداعاته .[/align]


الساعة الآن 43 : 10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية