![]() |
جسد أول الليل
جسد أول الليل مع آخر موعد للوصل ترتقي لحظات الحلم خالصة من بقايا الانفتاح على صيرورة الذاكرة ومابها من مساحات كانت ضيقة حين كانت مخفية عن ذاكرة العقل وراحت تتضاءل في وحدةٍ من عمق الليل إلى كهف الحرية الذي أظلمه ظلام الرحمة حين فقدت ذاتها بابتهالات الإنسان الخالي وأعماقه التي احتوت كل جوف من كل فج وكل غيهب وكل حرف أضحى غريباً بالفعل عن ذاكرة الإنسان الخالية, ويوم تحتدم المساحات تتكون في الأفق دالة تتقاسم واللحظات ماصارت إليه دوافع الحرمان على بعض من الأشياء المنثورة مابين إيقاع الزمن ومحيطه الخاليين لحظة انتهاء العقل مرحلة التراكم في عبث المخيلة والبحث الطويل عن أساليب الذات ودوافع الحرمان والفورة التي انتهت عندها كل محطات الماضي العتيق. نسير إلى النار في وحدة البخلاء ويستيقظ فينا الليل مجدداً خالياً من دوافع الذاكرة ونظل أمام اليقين نعبر مسافات الاقتراب من اللاشيء إلى نقيض الرغبة المتوحشة في معالم الجسد ومتاهاته وأشياؤه التي التقى فيها عالم الغيب والولادة وتلك الرحلة العابثة التي أبداً ماطال انتظارها على أصابع الغائبين وإنما ازدادت يوم عادت الأشياء وليدة الحلم مجدداً تدخل خوابي النفس إلى الروح أحياناً وتمتد مع القائمة الكبيرة التي اجتمعت في العالم الآخر على مقربة من نار تظل ذاكرتها بعيدة وعلى مقربة من نعيم الوعد وكل الحرمان والظلمات التي راحت تدور الدائرة حولها في دنيا عاش قبلنا فيها الكثيرون وقد امتدوا إلى مابين الأيادي العابثة بمسافات التاريخ والذاكرة الأولى للإنسان الخالي وفضاء الحلم. جسد أول الليل محطة أولى لمذاق الانتظار التي سطرت عبق الرغبة في ملحمة انطلقت سريعاً تحتوي ماعجزت عنه الذاكرة إلى الانتهاء الأول المتنازع على أفياء القدرة القادمة من السماء , تنتظر وعدها في وحدة خاصة على أمعاء خاوية من بقايا الليل الذي أرهقته مسافات الجسد وأتعبته نظرات الحيرة من اللحظة الأولى لملامسة النقاء وملامسة الحلم الطويل الذي رافق الإنسان طويلا حتى هذه اللحظة, ومن وراء الوعد المتأرجح مابين ملفات القريب والبعيد فينا نلتمس عمق الشهوة السريعة على فوضى من النظر العميق لوحدة ظلماء تستقر بحزن فيه من الصخب ماعجزت عن ترتيبه الأيادي المرتفعة دائما إلى السماء تجتمع والإحساس على طلب أشياء كثيرة من خالقها ...... منها مايمتد سريعاً إلى الذات ويُقال أنها استجابة الروح ومنها من يتلاشى مع مصطلح النسيان فنقول: تجربة للذات وبواعثها من خالقها , ومع أول الليل يقترب الجسد من سكرته إلى بعض نوافذ الصبر حتى يرتمي أخيراً خلف حدود الوقت معتقاً حيرته بوجدٍ من نوع آخر صار يمتد حتى الارتقاء بالتجربة والخوض وحيداً بكل الأشياء العابثة القريبة والبعيدة , والخاصة منها على دافع الحلم مع مرور ظلمة الليل واحتواء الرغبة حتى إشعار البعد عن التفكير بعالم الغيب وتلك الأشياء التي طال الانتظار على أصابعها مع رماد الوقت وهشيم الذاكرة . صارت الأشياء كلها تجتمع كل يوم , تلتهم الغائب فينا وترتقي حد النسيان من كل الحواف وخاصة الصبر منها وصارت الأمنية تمضي سريعاً على عتبات برزخٍ مجهول يعتمد في انطوائه على فوضى خاصة من تراكمات الذات , وحين ترتمي آخر ظلمات الليل أمام أحداقنا تزول إلى المحيط ما مضى من العبث إلى آخر إحساس بالنبض الذي توزع بكل الأقوال المنثورة وعلى فكرة تجردت واندثرت في مخيلة مازالت بعيدة عن الاحتمالات وعن المجهول وعن ماسينتهي يوم تقترب الحياة من دورانها وتبتعد الذات إلى ماوراء الأشياء التي ذكرناها بماض أمسى اليوم أغرب عن احتباس الوحدة وعن جلاء النفس للواقع الممتد مابين كل ذات وذات.... يبقى الجسد في أول الليل بقية لتفاصيل العمق في الظلمة وبقية أخرى لكل ماعرفناه من ذاكرة تتقد مع قدوم الليل وتصير فيه الأفكار خلف أقبية تنتمي إلى فروع كثيرة , منها من ينصهر حتى آخر الليل كفكرة تعاود نفسها مجدداً على أمل الحياة بالصبر ومنها ومن تموت في أرض الليل وتظل بعيدةً حقا عن مجرى التفكير... نصبوا بها بعيداً كثيرا... نردد عبارات الترحيب بالقادم حتى نستطيع الدخول الخوف القادم ربما مما ذكر وربما من التفكير حتى النخاع بما حدث ولم يحدث وبما ستؤول إليه الحواس حين تتكلم الحقيقة أخيراً ويصير للأفق عينين من نور ونار ,تختفي بهم خصلات الوحدة أول الليل وتبتدي حكاية أخرى من بقايا الذاكرة حتى ترتطم بجدار يحتوي نهاية ما ويحتوي الصبر على التراكم الحاد في العقلية القائمة على الاعتراف بوحدة خالقها وفيض بواعثها من منظور لم ينتهي كما الليل إلى جسد أول الليل. وأمام كل الاعترافات القائمة تتوارى خلف أفق الليل بقايا خاصة من وقع الصمت المتمثل بجسد الحقيقة في بنيانها وجسد الأمنية في بنيان آخر وربما كان البنيان الأخير الأشد وقعاً لأن الليل يحتوي كل الأجساد العابرة دون الأمنية لأن لها امتزاج خاص بتلازم النفس مع الروح والتقائهما في صيرورة الذاكرة حتى الاستيقاظ والامتثال للثواني الأولى من الواقع ويبقى الاختلاف سيد اللحظة مابين أول الليل وعمقه مروراً حتى نهايته مع الذاكرة لأن القادم من التفكير بصمت ينحني أمام تجرد الموقف من عبارات كثيرة وغالباً ماتنتشر العبارة مع رائحة الظلمة لأن التستر بها يبقى خفياً عن من مارس الحرية بصمت مطلق وعن من مارسها بالعقل والجسد فالأولى فيها احتواء الرغبة لأن الذاكرة تلتهم صمتنا بلغة أخرى تعتاد بها اللحظات احتراف الحين إلى التحين واحتراف الفواصل وإشارات التعجب والاستفهام أكثر . مابقي من الجسد حتى آخر الليل تراكيب تتدلى من السقف العالي لأن الصراع يشتد كثيراً أمام ذاك المفهوم المتراكم عبر السنين والاعتقادات التي تحدثت عنها الشعوب والقبائل واليوم تتمثل أكثر في ذاكرة الإنسان لأن العقاب راح يتمثل بالفكرة والفكرة تجردت من النهاية ورحت تتسابق كثيرا إلى البدايات الأولى للأشياء الكثيرة التي مرت أمام مراحل الليل والتهمت كل حواف الصبر والظلمة وبواعثها وثوانيها التي رحلت إلى فضاء أكبر من أن يسابق النفس ضرورة العمق حتى تدارك المعنى المختبئ بين ثنايا الموت والعبث بالولادة بجديد آخر من جسد آخر حتى آخر الليل. رامي وسوف |
رد: جسد أول الليل
رامي
لكلماتك بُعدٌ فلسفي و آفاق شديدة التميز..... أقرأك بحماس و محبة شكراً رزان أياسو |
رد: جسد أول الليل
أستاذ ........رامي وسوف
أسجل باعجاب ما خطته يدك الكريمه من الخواطر الرائعه المعبرة وما يجول بين السطور من معاني طيبه ودفء مكنون ودمت بخير |
رد: جسد أول الليل
اخي الكريم استاذ رامي
"" مابقي من الجسد حتى آخر الليل تراكيب تتدلى من السقف العالي لأن الصراع يشتد كثيراً أمام ذاك المفهوم المتراكم عبر السنين والاعتقادات التي تحدثت عنها الشعوب والقبائل واليوم تتمثل أكثر في ذاكرة الإنسان لأن العقاب راح يتمثل بالفكرة والفكرة تجردت من النهاية ورحت تتسابق كثيرا إلى البدايات الأولى للأشياء الكثيرة التي مرت أمام مراحل الليل والتهمت كل حواف الصبر والظلمة وبواعثها وثوانيها التي رحلت إلى فضاء أكبر من أن يسابق النفس ضرورة العمق حتى تدارك المعنى المختبئ بين ثنايا الموت والعبث بالولادة بجديد آخر من جسد آخر حتى آخر الليل. "" اخي الكريم .. تتبعت حتى النهاية .. حتى كادت أن تنقطع أنفاسي .. حاولت أن أمسك جسد أول الليل لكن عبث .. كلما اصل أعود للبداية نص راقي بالفعل .. وضعته لك على المختارات حتى يشاركني الجميع متعة قراءة هذا النص أتمنى لك التوفيق أيها المبدع |
رد: جسد أول الليل
اقتباس:
أستاذة ميساء هي آخر لحظات التفكير حين يبقى الجسد وحيدا اول الليل تشاركه فقط عتمات التفكير وبقايا الاشياء التي لم نعرف وستكون في النهاية احتمالات تطل عبر نوافذ الانسان ولكن لايقين يجمعها في دفتر واحد ربما هي محاولة حتى الوصول لاخر الليل قريبا بجسد اخر وتفكير مطلق لاحدود له ولاقواعد ولا اشياء تطرده لمرورك هذا الوقع الخاص على نفسي ذاك الدفع الخارق لماهو ات شكرا جزيلا وشكرا لنور الادب لما حملته من أنوار حقا في مرمى الادب رامي وسوف أ |
رد: جسد أول الليل
الأديب الفاضل رامي وسوف مجرد ان قرأت العنوان الرائع الذي لفت نظري قلت الموضوع لا بد إلا وأنه فلسفة دخلت ووجدت حقاً فلسفة شاعرية رائعة الجسد في أول الليل والسقف العالي والصراع مع لحظات التفكير وفضاء أكبرمن مسابقة النفس وربما للوصول الى الموت والعبث بالولادة بجديد آخر من جسد آخر حتى آخر الليل. كل ذلك فلسفة بطريقة شاعرية مبتكرة فلسفتك صدقاً جميلة وفكرك واسع وسردك لا يمل دمت ودام يراعك |
رد: جسد أول الليل
الأستاذة ناهد في جسد أول الليل كان النهار يطل بجوانب لاحدود فيها إلا ذكرى غائبة عن بقايا الحلم المعذب فينا واليوم استدارت العجلة كثيرا حتى حطت ترحالها على كل امتداد له حلمه من ذاكرتنا المبعثرة أستاذتي الرائعة دائما تنثرين وقعاً خاصاً له رونق لاحدود له على كلماتي شكرا لعذب كلماتك وإحساسك رامي وسوف |
الساعة الآن 16 : 02 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية