منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   المقــالـة الأدبية (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=62)
-   -   ثقافة الهدم من أجل البناء ! (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=14837)

رأفت العزي 09 / 04 / 2010 18 : 07 PM

ثقافة الهدم من أجل البناء !
 
:
كم هي جميلة تلك اللحظات التي نتوقف أمامها بذهول ونحن
مشدوهين يشدنا النظر نحو شريط سينمائي يتحرك ببطء شديد، يعيد فيها
" المُبرمج " تكرار الصوّر مرات ومرات لنفس المشهد حيث
تأخذنا أعين الكاميرات إلى زوايا مختلفة من الصورة
التي ترينا بناءاً ضخما يُهدم بثواني معدودات ، ويتحول فجأة
إلى ركام ..!
ننظر بذهول عجيب ونتساءل :
كيف تمتّ عملية الهدم بهذه السرعة ، وهذه الدقة ،
بالرغم مما يحيط بالبناء المهدم من دور وعمارات
لا تبعد عنه إلا امتار قليلة ودون أن تتأثر بأي أذى ؟!
قيل لي : إن البناء يقوم على أساس العلوم الهندسية
ولكن لكل مدرسة علومها المستوحاة من ثقافتها المنتجة لهذا العلم
ووفق معايير ثقافة أي مجتمع ؛ ولكن " ثقافة الهدم " تتبناها جميع
المدارس الهندسية وهيهات من يبرع فيها لأنها لا تقتصر إلا على الخاصة
من المهندسين الموهوبين بحيث لا يستطيع الولوج إلى هذا العلم
إلا أولئك الذين برعوا " وآمنوا " بأن الهدم ليس من أجل العبث
والخراب إنما هو هدم من أجل البناء أو إعادة البناء .
والهدم – كضرورة - شرطه الصارم ، المحافظة على البيئة المتداخلة
والمحيطة بالهدف المقصود هدمه . وبالاستدراك نلاحظ ،
ان عملية البناء لتُنجز ، تحتاج إلى زمن محدد نسبيا ،
يطول أو يقصر بحسب ضخامة المشروع الذي يحتاج أحياناً
إلى أشهر أو سنوات .
الملاحظ أن عملية البناء لا تلفتنا كثيرا ولا نتابعها على الرغم من
مرورنا أو سكننا بالقرب من المشروع إلا إذا كان صرحاً عظيماً
أو تحفة فنية معمارية ستدخل التاريخ " كبرج خليفة " مثلا
وقيل لي أيضا : إن الهدم السريع مكّلف جداً وربما يتساوى
بنفس تكلفة البناء والقيام به مجازفة كبرى تحتاج أولا نشر الوعي
في نطاق منطقة الهدم بين الناس حتى يطمئنوا أن خرابا سوف
لا يلحق بمبانيهم وأن حياتهم سوف لن تتعرض للخطر
ليتقبلوها بل ويجب أن يكون قرار الهدم قد اتخذ لضرورات
الأمن أو الاستثمار .
كبناء آيل للسقوط أو آخر بُنيّ في لحظة " جهل " صادف بناءه أمام
معلم تاريخي قديم ، ارتبط وجوده بجزء من ذاكرتنا ؛ كحصن
أو قلعة أو قصر أو مكان عبادة ، حجبته عن أعين الناس
واختفت معالمه .
فبناء الحجر يتماثل - بإعتقادي - مع بناء البشر الذي
لا يعيش هو الآخر خارج نطاق القوانين الطبيعية
فهو مركب من الناحية البيولوجية بطريقة هندسية ابتداءا
من تركيبه " الجيني والخلوي " حتى أعقد جهاز ؛ دماغه العجيب.
فهذا الدماغ يُبنى هو الآخر ، ويمكنه حمل الكثير من الأخطاء والتشوهات
بفعل بعض " البنائيين " في لحظات جهل ، أو قصر نظر ،أو بفعل " بنائيين "
عبثوا بالدماغ في غفلة عن صاحبه ولمائة سبب وسبب .. !
:
فالبناء المادي للحجر لا يتكوّن خارج نطاق الثقافة البشرية
المنتجة للفن والحضارة .. وإذن ، البناء المادي هو منتج ثقافي .
هو حاجة لتلبي تلك الثقافة : فالقلاع والحصون نتاج فكر ،
كسور الصين العظيم .صاحب الفكرة هنا ارتأى ، أن استقراره
الأمني والسياسي والاجتماعي يكون قويا بالقدر الذي يكون فيه السور قوي
وهو – برأيي المتواضع - لو كان أكثر عقلانية ، لأعد جيشا قوياً ،
لو حارب مئة عام ، سوف لن تكون خسائره بالأرواح إلا أقل بأضعاف
مضاعفة مقارنة بعدد الذين ماتوا من البشر وهم يبنون ذلك السور . ..!
هنا ، صاحب الفكرة قد هدم الإنسان ليبني الحجر ؛
مع أن جل ما كان يحتاج ، هو ان يهدم ثقافة ، لتحل بدلا عنها
ثقافة جديدة خلاقة ، كانت وبالتأكيد ستصنع للصين حضارة خارج
أسوارها ؛ وهي التي من اجل ذلك لم تدخل التاريخ الحضاري
كأمة فاتحة ، في حين أن مجموعات بدوية استطاعت أن تحكم العالم
وتخترق السور العظيم لتجلس حتى على عرش تلك السلالة
التي بنته بدماء البشر وبزمن قياسي ...!
فـ كما للبناء ثقافة ، للهدم أيضا ثقافة ، وتحتمل أن تكون سيفا ذو حدين ..!
فهل باستطاعتنا إجراء عملية هدم داخل إحدى مربعات منطقة
العقل البشري لإزالة المكونات الطبقية " الخطرة " أو المشوهة
التي رُكبت خطأ أو تلك التي اعتراها تشوهات بفعل الزمن .. لإشادة
مكونات طبقية جديدة دون أن نلحق الأذى بذلك المربع أو العقل
الذي يحتوى أيضا على أبنية تراثية جميلة ..؟؟!
__

( لست ادري إن كان مكان هذا الموضوع هنا)

رولا نظمي 10 / 04 / 2010 31 : 01 AM

رد: ثقافة الهدم من أجل البناء !
 
الأستاذ الرائع ..........رأفت العزي
إن أي بناء قوي متين يحتاج إلى أساسات قويه تصمد لفترة طويله من الزمن
والهدم لا يكون إلا لبناء شئ على أحسن ما يكون وهذا ينطبق على بناء الانسان بالعلم والمعرفة
لبناء مجتمع قوي فعال يواجه الصعاب

دمت أستاذي الفاضل بكل الخير
وحفظ الله تعالى

رأفت العزي 16 / 04 / 2010 15 : 02 AM

رد: ثقافة الهدم من أجل البناء !
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رولا نظمي (المشاركة 67413)
الأستاذ الرائع ..........رأفت العزي
إن أي بناء قوي متين يحتاج إلى أساسات قويه تصمد لفترة طويله من الزمن
والهدم لا يكون إلا لبناء شئ على أحسن ما يكون وهذا ينطبق على بناء الانسان بالعلم والمعرفة
لبناء مجتمع قوي فعال يواجه الصعاب
دمت أستاذي الفاضل بكل الخير
وحفظ الله تعالى

سيدتي العزيزة رولا
نعم ... اختي الفاضلة .. هكذا فعل نبينا وقائدنا وقدوتنا صلوات الله وسلامه علية في بداية الدعوة ..
وهو صلوات الله عليه لم يدعو فقط إلى دين جديد ، انه عمل أولا على هدم ثقافة قديمة لتحل
بدلا عنها ثقافة جديدة لتصبح الأرضية مهيأة لتقبل الدين الجديد ...
وعمل من اجل الحفاظ على ما هو جدير بالبقاء كمكارم الأخلاق والكرم
والجود والنخوة وصيانة الأعراض أليس هذا ما فعله رسولنا الأعظم ؟!
:
:

ثم حاولت " الشعوبية " المقيتة الرد على ثقافة الإسلام حين نشرها
لسان العرب المسلمون بين الأمم وعملوا على هدم ثقافة وإحلال ثقافة
جديدة ولكن بعباءة الدين هذه المرة!!

ولكن .. ما الذي مكّن الخاص الضيق في بعض الأزمان السيطرة
على ما هو انساني وكبير وحقيقي ...؟

أولم يأتي من قبل السيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام ليهدم
أساطير توراتية تفننت دوائر الكهنوت والكتبة في خلقها وأصبحت
تُروى فأقنعت معظم الناس باعتبارها " مُنزّلة " من السماء
ولها صفة القداسة وهل استطاع إلى ذلك سبيلا ..؟!


كيف أستطاع الخاص أن يتلبّس العام ويزيف احداث تاريخه ويجيرها بإسمه ..؟
على سبيل المثال : ما الذي جعل من أصحاب " فكرة " اليهودية مثلا ،
وهي - ديانة خاصة - أن تسيطر بثقافتها على مفاهيم ديانة عامة
وإنسانية كالديانة المسيحية ( كما أتى بها المسيح ) وتتغلغل في
بعض جوانبها الكهنوتية والثقافية وجعلتها تمحو من ذاكرة متبعيها فكرة
" ان هؤلاء هم الذين عذبوا نبيهم وصلبوه "؟!
:
وعلى سبيل المثال أيضا : هل سلِم المسلمون بشكل عام من تبنيهم لروايات
قيل أنها من " الإسرائيليات " عمل بعض السلف على تنقيتها بقدر
ما استطاعوا وبقدر ما عرفوا وبقدر ما تنبهوا وبقدر ما سُمح لهم أن يعرفوا
وما زال المشوار طويل ؟؟!

لا بد إذن وان في هذا - الخاص - بعض الموهوبين من البشر ممن
حملوا قدرات خاصة في فن الهدم الثقافي للإنسان ،
كما تلك القدرات الخاصة بهدم البناء ؛ ولكنه هنا : هو هدم لكل شيئ .
:

نحن يا سيدتي نحتاج الى متقني عملية الهدم دون استخدام للديناميت..!
لنحافظ على كل ما هو صالح ونقي في تراثنا التاريخي والحضاري .

شكرا لك سيدتي وتقبلي مودتي وعظيم احترامي لك الف شكر

رولا نظمي 16 / 04 / 2010 46 : 09 AM

رد: ثقافة الهدم من أجل البناء !
 
قُل يَاأَهل الكِتَابِ تَعَالَوا إِلى كَلِمةٍ سَوَآءِ بَينَـنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَ اْللهَ وَلاَ نُشْركَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَاباً مِّن دُونِ اْللهِ فإِن تَوَلَّوْا فَقُولَوا اْشْهَــدُوا بِأَنَّا مَسْلِمَونَ
صدق الله العظيم

أنه لمن الصعب جداعلى الأنسان أن يصدم فجأه بواقع يعيشه
وقد يحــاول أن يواريه عن الأخرين ليعيش فى كذبه هو أختلقها لنفسه .
والصدمه تكون كبيره إذا لم يجد حل .
ولكن لا بد من الصدمه حتى يسأل الإنسان نفسه لماذا يعيش هل لعبادة مخلوق أم لعبادة الخالق.
وسوف يبحـث كثيرا عن الحل إذا لم يتجه للإسلام.

ودمت بخير

امال حسين 16 / 04 / 2010 53 : 11 AM

رد: ثقافة الهدم من أجل البناء !
 
الاستاذ المبجل رأفت عزى

موضوعك القيم عن الهدم من أجل البناء فهو اما مادى وهذا سهل عملية احلال الجديد مكان المبنى القديم

ولكن عملية الهدم البشرى هذه خطيرة وتحتاج لسنوات وربما لعقود حتى تهدم مبادئ وايمانات لتحل محلها مبادئ اخرى

فمثلا الانسان العربى تشبع بالفكر الغربى واصبح متشابك معه .........ومهما حاولنا استرجاعه لمبادئه الاسلامية..... تجد ذلك من الصعوبة.........لانه انفلت من حظيرة الاسلام لحظيرة التكنولوجيا والحرية الغير محدودة والغير مقيدة لا بدين ولا قوانين ....نعم المحاولات موجودة ولكن الفكر غير محدد ولا يتخذ كهدف للاصلاحيين ....

أستاذ رأفت موضوعك متشعب ولكنه رائع ومفيد

كل تقديرى واحترامى لحضرتك

وارجو ان تتقبل مرورى

رأفت العزي 17 / 04 / 2010 38 : 04 PM

رد: ثقافة الهدم من أجل البناء !
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رولا نظمي (المشاركة 68150)
قُل يَاأَهل الكِتَابِ تَعَالَوا إِلى كَلِمةٍ سَوَآءِ بَينَـنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَ اْللهَ وَلاَ نُشْركَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَاباً مِّن دُونِ اْللهِ فإِن تَوَلَّوْا فَقُولَوا اْشْهَــدُوا بِأَنَّا مَسْلِمَونَ
صدق الله العظيم
أنه لمن الصعب جداعلى الأنسان أن يصدم فجأه بواقع يعيشه
وقد يحــاول أن يواريه عن الأخرين ليعيش فى كذبه هو أختلقها لنفسه .
والصدمه تكون كبيره إذا لم يجد حل .
ولكن لا بد من الصدمه حتى يسأل الإنسان نفسه لماذا يعيش هل لعبادة مخلوق أم لعبادة الخالق.
وسوف يبحـث كثيرا عن الحل إذا لم يتجه للإسلام.
ودمت بخير

سيدتي الرائعة رولا
في حواري مع الآخر لا أعمل على إحلال ثقافتي ولا قناعتي بديلا عن ثقافته وقناعته ..
ولا أتوقع أبدا بأن نلقي جانبا بما نعرف لمجرد أن قدرة واحد منا تفوقت على الآخر ... ولكن ...
أفترض - وموضوعيا هذا هو الواقع - أننا – أنا وهو - لا نعرف كل شيء ..
والأهم ، أن الذي نعرفه ليس كله صحيح ؛ وبناءاً عليه ، أسعى نحو البحث عما لا أعرفه ،
وأبذل جهدي لأتأكد من صحة ما أعرف حتى لا أقع – كما تفضلت – بتصديق كذبة
اُختلقت وجُعِلتُ واحدا من حرّاسها .. جنديا متفان ولا أتردد في القتال من أجل مخلوق وليس مبادئ ..!
شكرا لرقيّ فكرك

رأفت العزي 19 / 04 / 2010 42 : 11 PM

رد: ثقافة الهدم من أجل البناء !
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امال حسين (المشاركة 68163)
الاستاذ المبجل رأفت عزى
موضوعك القيم عن الهدم من أجل البناء فهو اما مادى وهذا سهل عملية احلال الجديد مكان المبنى القديم
ولكن عملية الهدم البشرى هذه خطيرة وتحتاج لسنوات وربما لعقود حتى تهدم مبادئ وايمانات لتحل محلها مبادئ اخرى
فمثلا الانسان العربى تشبع بالفكر الغربى واصبح متشابك معه .........ومهما حاولنا استرجاعه لمبادئه الاسلامية..... تجد ذلك من الصعوبة.........لانه انفلت من حظيرة الاسلام لحظيرة التكنولوجيا والحرية الغير محدودة والغير مقيدة لا بدين ولا قوانين ....نعم المحاولات موجودة ولكن الفكر غير محدد ولا يتخذ كهدف للاصلاحيين ....
أستاذ رأفت موضوعك متشعب ولكنه رائع ومفيد
كل تقديرى واحترامى لحضرتك
وارجو ان تتقبل مرورى

الأخت الكريمة امال حسين مساؤك الزهر
اولا أسعدني مرورك بل اني أسعى فشكرا لك من الاعماق *
اسمحي لي ايتها الكريمة أن اتفق معك على انه موضوع متشعب ولكن جذوره واحدة : الثقافة التي تشبعنا بها منذ أزمان ..!
ماذا اقصد بالتحديد ... ؟ سوف أستعير جملة وردت في ردك الكريم وأنطلق منها .. تفضلت بالقول :
" الانسان العربى تشبع بالفكر الغربى واصبح متشابك معه .........ومهما حاولنا استرجاعه لمبادئه الاسلامية
.....تجد ذلك من الصعوبة.........لانه انفلت من حظيرة الاسلام "
سوف افاجئك بقولي بأن يا ليتنا تشبعنا بالفكر الغربي ...! وأشدد على كلمة " الفكر "
فهل نحن حقا تشبّعنا بالفكر أم اننا نعيش بفكر هجين انتج ثقافة هجينة .. فلا نحن لبراليون رأسماليون \ ولا نحن ماركسيون شيوعيون
ولا نحن قوميون ولا ننتمي حتى لقطر بمفهوم دولة .. و نحن ولله الحمد مسلمون ولكن على طريقة الدين السائد \ دين السلطان
وليس القرآن .. وإن اردت الإختصار... نحن لا نعرف - بمعظمنا - من نحن أصلا .. وسوف أُسأل ربما عن أي نحن أقصد ...! !
وأنت اختي الفاضلة أشرت تلميحا بقولك : " نعم المحاولات موجودة ولكن الفكر غير محدد "
فطالما أن الفكر غير محدد اتفقنا إذن .
في ردي القادم سوف اتحدث عن ثقافتنا " الهجينة " هذه وهي التي تحتاج من المفكرين والفلاسفة (في بلادنا انقرضوا)
ليعملوا على هدم ثقافة الهدم التي زُرعت فينا من أجل إعادة البناء .
أشكرك ايتها الفاضلة الشكر العميق وتقبلي مني اجمل التحايا

امال حسين 20 / 04 / 2010 38 : 02 AM

رد: ثقافة الهدم من أجل البناء !
 
الاستاذ المحترم رأفت عزى

مساؤك معطر بعطر الريحان ومحبة الرحمن

اقتباس:

سوف افاجئك بقولي بأن يا ليتنا تشبعنا بالفكر الغربي ...! وأشدد على كلمة " الفكر "
فهل نحن حقا تشبّعنا بالفكر أم اننا نعيش بفكر هجين انتج ثقافة هجينة .. فلا نحن لبراليون رأسماليون \ ولا نحن ماركسيون شيوعيون
ولا نحن قوميون ولا ننتمي حتى لقطر بمفهوم دولة .. و نحن ولله الحمد مسلمون ولكن على طريقة الدين السائد \ دين السلطان
وليس القرآن .. وإن اردت الإختصار... نحن لا نعرف - بمعظمنا - من نحن أصلا ..
أوافقك أستاذى أننا فكر هجين ممسوخ المعالم ليس له وجه يذكر ولا بدن يُعرف كأننا قناطير (مفرد قنطور) رأس أنسان وجسد حصان أو العكس

مسلمون بلا اسلام ولا فكر اسلامى

للأسف الغربيون يعرفوا طريقهم ...ومحددوا الهدف ...ومصدروا لنا ما يبدد قوانا ويشتت جمعنا

فهدموا مبادئ الاسلام فينا ...وأصبح نتيجة هذا التزاوج الفكرى أو التشابك الفكرى بينهم مسخ غير شرعى ليس له هوية ولا نوع

كل يوم تخرج علينا ألفاظ يتبناها البعض ولا نعرف كيف نطبقها بدءً بالديموقراطية وانتهاء بالماسونية والليبرالية والعولمة والحوكمة و.............الخ من منتجات الهجين الفكرى


هل يجب ان نهدم الفكر الهجين لنبنى فكر اسلامى جديد ؟؟؟؟؟؟؟ وكيف استاذى يكون هذا ؟؟؟؟؟واين الاصلاحيين ؟؟؟؟؟؟؟؟ للاسف لا يوجد والبعض القليل يؤذن فى مالطة أو كأنه ينحت فى البحر .

اقتباس:

أُسأل ربما عن أي نحن أقصد ...! !
وأنت اختي الفاضلة أشرت تلميحا بقولك : " نعم المحاولات موجودة ولكن الفكر غير محدد "
فطالما أن الفكر غير محدد اتفقنا إذن .
في ردي القادم سوف اتحدث عن ثقافتنا " الهجينة " هذه وهي التي تحتاج من المفكرين والفلاسفة (في بلادنا انقرضوا)
ليعملوا على هدم ثقافة الهدم التي زُرعت فينا من أجل إعادة البناء .

معجبة جداً بحوارك الفكرى وانتظر المزيد وكل التقدير والاحترام لحضرتك

رأفت العزي 23 / 04 / 2010 25 : 12 AM

رد: ثقافة الهدم من أجل البناء !
 
الأخت الفاضلة امال وأنا أسعدني جدا الحوار معك
انظري ايتها الكريمة ما خص" ثقافتنا الهجينة " كيف أنتجت ، وبالضرورة سياسات
" مُركبة " على جميع الأصعدة، التعليمية ،
والتربوية ، والاقتصادية ، والسياسية وأنشئنا على أساسها
كيانات "دولنا" القطرية منذ أن قامت بعد فترة طويلة من التاريخ
كنا قد أُقصينا فيها عن مسرح التاريخ لقرون وقرون ...!
وانظري إلى تلك " الثقافة " أيضا والتي على أساسات بُناها
أدرنا صراعنا مع الأعداء وفي كل المراحل .. خصوصا
في قضية الصراع العربي الإسرائيلي وكيف انتهى نظامنا العربي
بمعظمة إلى عقد اتفاقيات " سلام " أسبغوا عليها شرعيات
مختلفة أخطرها الشرعية الدينية " التي أفتت بتغطيتها جهات نفترض أنها
حريصة على وصايا القرآن الكريم والذي تم تأويله
" منها " على أوجه مختلفة في قضايا \ الحرب \ والسلم ... والمقاومة ..!!
فمثلا ، هنا الحرب " حرام " . وهي ما بين كتابي من جهة ..
وقومي كافر وشيوعي وملحد من جهة أخرى " وإنما نحن مكلفون بإقامة شرع الله ... !!
ولن نقف مع الملحد والكافر ضد أهل الكتاب .. وأهل الكتاب هؤلاء، أقاموا
مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم " صلحا " وتعاون " !
فأطلقت الفتاوى بجواز الصلح ولو على حساب ليّ أية من
آيات الكتاب الكريم لتخدم هذا الهدف " وتوكلوا على الله"
وهنا المقاومة " إرهاب " والإرهاب الحقيقي أفتوا ، على انه المقاومة ..!
ونحن عامة الناس قُيدنا بقيود نخشى كسرها خشية وقوعنا في " الضلالة " ..
فوقعنا في استسلام عجيب لمقولات اؤلي الأمر منا عندما أُقنعونا ببعض
الفتاوى " الرسمية " و كعادتنا دائما ، توكلنا عليهم ثم لا أعرف إن نحن
توكلنا على الله رب العالمين .
ولو كنا كما ندعي نتبع القرآن ونتبع خطى النبي حقيقة ..
لتعلمنا على الأقل فنون إدارة الصراع وفنون علوم السياسة التي أحسن
فعلها النبي الكريم .
تسألين أيتها الفاضلة عن " الإصلاحيين " فهم كثر .. ولكن " حكامنا "
أو سميها القوى الفاعلة لا تهتم لشأنهم وهي مطمئنة وتعلم علم اليقين
إنما نحن – معظم الناس – لا تستجيب لهم لأننا ببساطة :
لا نفكر إلا بمثل ما تثقفاه وتعلمناه . وما تعلمناه خطير جدا ... إحدى أخطاره مثلا:
تلك التوليفة الكاذبة والقائلة أن هؤلاء المهودون في فلسطين أبناء عمومتنا ..
وأصحاب كتاب موحدين مثلنا حيث يمكننا التعايش معهم
لأن جدنا إبراهيم واحد وجذرنا بالأصل واحد ....!؟
ورب سائل :. وما الضرر إن كنا أبناء عمومة ومن جذر واحد أو لا ...؟
وإذن ماذا سيفعل " الإصلاحيين " إلا كما تفضلت " ينحتون في البحر "
لقد شاعت تلك المقولات بقوة قبل وبعد كل اتفاق وُقع للصلح مع
العدو فإنما كان وما زال يراد به كسر الحواجز النفسية .. التأثير الأقوى
علينا هو التأثير " الديني " وبعض القصص التوراتية التي ومنذ زمن بعيد البسوها عباءة الدين
الإسلامي مثلا بأن هؤلاء " المهودون " هم امتداد للماضي الذي سبق وجودنا على ارض فلسطين ...!
أليسوا هم " كما يشاع " أحفاد موسى وداود وسليمان مرة نقول أنهم " أبناء القردة والخنازير "
ومرة نقول كما قال احد أكبر علمائنا : " الذي لا يجلس مع اليهود جبان "
ومرة نقول على لسان من يفترض انه زعيم المقاومين عندما " وقّع " اقنعنا بقوله : إن " رابين "
شريكي وعندما مات ركع وقبل يد زوجته وواساها في حين أن أمهات الشهداء وأباءهم وإخوانهم
كانوا يصفقون ويدعون له بطول العمر ...!
أليسوا هم بالأصل كما أُفهمنا " أبناء الست " ونحن " أبناء الجارية " .؟!
وغير ذلك من القصص التي - واسمحي لي بقولها - تُعتبر الجدار الحامي حتى
للديانة اليهودية على مرّ تاريخ التأويل الذي قالوا لنا فيه انه تفسير !
ولكن ... هل الأبواب مقفلة والطرق جميعها مسدودة..؟
تحياتي وتقديري واحترامي

امال حسين 29 / 04 / 2010 55 : 09 PM

رد: ثقافة الهدم من أجل البناء !
 
الاستاذ المحترم رأفت العزى

قرأت ردك الأخير القيم عن ثقافتنا الهجين من الدين والسياسة وايضاً وسائل قبول الاتفاقات العربية أو الاسلامية وتبريراتها بالدين مرة وبغير الدين مرة

واسمح لى أستاذى أن أبدأ من حيث انتهيت حضرتك بالسؤال .

اقتباس:

هل الأبواب مقفلة والطرق جميعها مسدودة..؟


فعلا سؤال محير

العقل يقول لا لم تكن أبداً الطرق مسدودة أو مستحيلة وأن الأبواب مفتحة لحل قضايانا وتغير الواقع وهدم المعتقدات الخاطئة وبناء معتقدات جديدة ....ولكن للأسف ينقصنا الايمان بالمعتقد الجديد ...والتبنى له على قلب رجل واحد وروح واحدة تأخذ الهدف كأنه مسألة مصير

فتجد كل منا فى شتات عن الآخر حتى فى الفصيل الواحد ...وتجد الاتهامات تتطاير خارج النص العام ليشتت الجهود عن التركيز فى صالح الأمة <<< ادرس الحالة الفلسطينية وتوحيد القوة الشعبية >>> فتجد الصلح لا يتم بالرغم أن الجميع يعلم تمام العلم أن الصلح وتوحيد القوى هى السبيل الأوحد لتكتيل القوى ...ولكن <<< أأأأأأه من لكن... لكل معشر مأرب فيها

فهذا يريد السلطة وهذا يريد المال وهذا صاحب اتفاقات الخفاء و........و.........و...والكل يعلم ولكن لا شيئ يتم لهدم المهترئ من الامور لبناء الراسخ والثابت أبداً


و الواقع يجرنا ويسوقنا من عقولنا إلى التشاؤم ونتيجة واحدة حتمية وهى <<<<<

أن الطرق مسدودة



استاذى رافت العزى سعة صدرك وتفهمك لهم عندى كل التقدير والاحترام


الساعة الآن 47 : 05 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية