منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   تعسف - أقصوصة - نزار ب. الزين (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=14869)

نزار ب. الزين 13 / 04 / 2010 07 : 05 AM

تعسف - أقصوصة - نزار ب. الزين
 

تعسف
أقصوصة
نزار ب الزين*

كنا نعيش في حي على حدود الريف ، و كان الشهر تموز ، و كان يوما فُتحت فيه في كبد السماء طاقة أطلت منها جهنم ، و لكننا في لهونا تجاهلناها حتى انبثق الماء من مسامات جلودنا نزفا ، فتباطأنا و كدنا ننصرف ، لولا أن هدير النهر القريب أغوانا فاستجبنا له ،
ثم ..
خضنا فيه ،
ثم ...
تراشقنا بمائه ، فبلغ صراخنا و ضحكنا عنان السماء ، و شعرنا أن الأرض بما عليها صارت ملكنا ،
ثم ....
اكتشفنا أن النهر أغرقنا بمائه ،
ثم .....
انتبهنا أن البلل اخترق ثيابنا و نفذ حتى العظام ،
ثم ......
و على حين غرة تذكرت ما ينتظرني في البيت إن أنا عدت إليه و أنا بهذا الحال ، رفيقاتي الأربع ودعنني و مضين غير آبهات ، اما فأنا فتخيلت عصا أمي و حزام أبي ، فقبعت تحت شجرة أرتجف بردا و خوفا ...
ثم .......
جاءني الإلهام ليخلصني مما أنا فيه من حيرة و اضطراب ، فبدأت أنضو عني ثيابي قطعة قطعة ، و أنشرها فوق العشب حتى إذا جفت ، ارتديتها و عدت إلى بيتي و كأن شيئا لم يكن ،
ثم .......
مر البستاني الحاج ابو عمر ، فأفزعني ظهوره ، حاولت الإختباء منه ، إلا أنه تبعني و هو يضحك ملء شدقيه ،
ثم .......
نزع عنه سترته و لفني بها و هو يطمئنني :- "عندما تجف ملابسك اتركي سترتي فوق هذا الغصن و سآخذها فيما بعد"
ثم ......... مضى .
كنت في العاشرة أو الحادية عشرة يومذاك و حتى اليوم و أنا في الأربعين لا زلت أذكر ذلك الموقف الطريف فأضحك في سري ، و ما فتئت ادعو للحاج أبو عمر بسعادة الدارين.
يجيبها زوجها و قد جحظت عيناه و تجعد جلد جبينه : - " يعني الحاج عمر رآك عارية كما ولدتك أمك ؟!"
"قلت لك ..كنت في العاشرة...." أجابته مستغربة !!!
كان وجهه قد اشتعل غضبا عندما نطق بقراره :- "أنت طالق .. طالق.. طالق .!.!."

==================

*نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
الموقع : www.FreeArabi.com

==================

خيري حمدان 13 / 04 / 2010 38 : 03 PM

رد: تعسف - أقصوصة - نزار ب. الزين
 
إنه التفكير الرجعي الذي أودى بحياة زوجية قد كان من الممكن ان تستمر سنوات طويلة
العبث والغيرة والتعسف أعداء الحياة الزوجية الهانئة
مودتي أستاذنا العزيز نزار

رشيد الميموني 13 / 04 / 2010 48 : 06 PM

رد: تعسف - أقصوصة - نزار ب. الزين
 
[align=justify]
العقليات تختلف و المفاهيم أيضا .. فرؤية فتاة في العاشرة بالنسبة للزوج جرم كبير و ذنب لا يغتفر ، لأن عقليته تجعله يعتقد أنه مس في عرضه و شرفه رغم مرور كل تلك السنين .. وهذه طبعا من العقليات الجامدة و المتحجرة التي تهد بنيان عش الزوجية ..
استمتع أخي الغالي نزار بنصك كالعادة .. و أنتظر دوما بصمتك البهية في منتدى القصص .
محبتي .
[/align]

نزار ب. الزين 13 / 04 / 2010 15 : 09 PM

رد: تعسف - أقصوصة - نزار ب. الزين
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيري حمدان (المشاركة 67746)
إنه التفكير الرجعي الذي أودى بحياة زوجية قد كان من الممكن ان تستمر سنوات طويلة
العبث والغيرة والتعسف أعداء الحياة الزوجية الهانئة
مودتي أستاذنا العزيز نزار

*******
أخي المكرم خيري
هو ما تفضلت به ، جنون ، حمق ، تسلط ، ظلم ، تعسف
كل الصفات السيئة في القاموس العربي
تنطبق على هذا الزوج و أمثاله في عالمنا العربي
كل الشكر لمشاركتك القيِّمة
و على الخير دوما نلتقي
نزار

نزار ب. الزين 13 / 04 / 2010 26 : 09 PM

رد: تعسف - أقصوصة - نزار ب. الزين
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني (المشاركة 67757)
[align=justify]
العقليات تختلف و المفاهيم أيضا .. فرؤية فتاة في العاشرة بالنسبة للزوج جرم كبير و ذنب لا يغتفر ، لأن عقليته تجعله يعتقد أنه مس في عرضه و شرفه رغم مرور كل تلك السنين .. وهذه طبعا من العقليات الجامدة و المتحجرة التي تهد بنيان عش الزوجية ..
استمتع أخي الغالي نزار بنصك كالعادة .. و أنتظر دوما بصمتك البهية في منتدى القصص .
محبتي .
[/align]

*********
صدقت يا أخي الحبيب رشيد
إنها العقلية المتحجرة
و الشرف المزعوم
و الغيرة غير المبررة
***
كل الشكر لمشاركتك القيِّمة في نقاش النص
مع عميق المودة و التقدير
نزار


الساعة الآن 15 : 06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية