|
مقالة في المحبة
الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علما ووسع كل شيء حفظا ،
يا من هو المحيط الجامع والنور الساطع ، لك الملك ولك الحمد حمدا كثيرا متواترا ونسبحك تسبيحا يليق بجلال سبحات وجهك الكريم واسمك العظيم ، وصلوات منك ربي ورحمة لحبيبك ومصطفاك من عرف الله تعالى حق معرفة ناله سرور عظيم وانشرح قلبه ووهب الله له أنوارا زكية وفتح له من عظيم العطايا ، ومقامات من الحب والأنس والود ما لا يعلمه الا الله . فمن وجد الله فأي شيء لا يجد؟ وبأي شيء يشتغل بعده ؟ وقد يحير العارف في بحر التوحيد وفهم عظم قدرة الله وهيبته وجلاله وآخرون استوى عندهم كل شيء فأصبح لون الماء لديهم هو لون الاناء ولا يعرف العبد حقيقة نفسه حتى يزكيها ويجاهد في تنقية قلبه فيصفو ويرق ويلين ويلطف فيبصرذاتها بشدة صفاءها فنور الحق يتجلى ويشرق في كل ذات عمها الصفاء والحب والطهر والجمال فالمحبة ميل الجميل الى الجمال بدلالة المشاهدة لأن كل شيء يجذب الى أصله وجنسه فانجذاب المحب الى جمال المحبوب ليس الا لجمال فيه ، فاذا أحببت محبوبك فانك لا ترضى أن تعيش الا لله ومع الله وبالله ، والمحبة ميزة الانسان وسر أودعه الله سبحانه في قلوب عباده وأولياءه الذين استدلوا بنوره فأحبوه لما كشف لهم عن آياته وآثار قدرته في خلقه ، وكشف الحجاب عن بصرهم وبصيرتهم فلم يبصروا في الوجود شيئا سواه ، وأفاض عليهم من كمالاته برحمته الموجبة للقربة والاكرام . وما الشهود الا هبة الله للكاملين الذين جاهدوا لتنقية قلوبهم واعدادها لحصول المعرفة وهذه المعرفة أحبابي في الله ليست من علوم البرهان ولا علوم النظر ولا علوم الخلائق من حكماء ومتكلمين بل معرفة تتحصل لأولياء الله خالصة الذين يشاهدون الله بقلوبهم فيكشف لهم ما لا يكشفه لغيرهم . قال بعض الصالحين : رأيت شابا في المسجد الحرام قد أثر فيه الضر والجوع ، فأدركتني الرحمة عليه ، وكان معي مائة دينار في صرة ، فدنوت منه ، وقلت يا حبيبي ، اصرف هذا في بعض حوائجك . فلم يلتفت الي ، فألححت عليه ، فقال : يا شيخ ، هذه حالة لا أبيعها بالجنة وما فيها وهي دار الجلال ، ومعدن القرار والبقاء ، فكيف أبيعها بثمن بخس . والله تعالى هو واهب الجمال لمعرفته ومحبته فصح أن معرفة النفس شرط في معرفة الله فقد يشده عقلك وأسماه في مشهد عابر وأنت ترى أسرار آيات مكنونة متجلية بدفق الرحمة المودعة التي تغمر كائنات الله في خلقه في حبورها وترنمها ،فيرسم في أعماقك كل ملامح ومعاني الحب منعمة بصدقها وصفاءها وطهرها فتحرك أشواقا في سرها . لذا فهذه المعرفة هي لذاتها وأقوى شيء فيها المحبة ، جاء في الخبر ( كنت كنزا لا أعرف فأردت أن أعرف فخلقت خلقا وتحببت اليهم بالنعم حتى عرفوني فبي عرفوني ) فلولا أن تعرف اليهم ما عرفوه فلما وصلوا اليه دلهم ، فيا سبحان الله فما يستولي على قلوب المحبين هو صفاء ورحمة تحرك الأشجان والأشواق بجلالها وهيبتها في وداعة الماء المنهمر خشوعا متدفقا في الأعماق . وسبح القوم لما أن رأوا عجبا // نورا من الماء في نار من اللهب |
رد: مقالة في المحبة
كلمات عذبة تدخل القلب بيسر, المحبة الإلهية مما لاشك فيه أنقى و أسمى وأجمل وجوه المحبة و من عظمة و رحمة و كرم الخالق نتعلم الكرم والرأفة و المحبة.
تقديري لك أخي الكريم |
رد: مقالة في المحبة
بعض الكلام يقرا بالعين ولا يتجاوزها
وبعضه يقرا بالقلب قبل ان يصل الى النظر والشفاه وبعضه يتغلغل في الاعماق وقد يملك على القارئ حسه وشغاف قلبه والنص الذي بيننا ايدينا احسن صاحبه اختيار موضوعه وكلماته واحسن اختيار قارئه ايضا :) فهو مما يقرا بكل الجوارح والوجدان ويطلب قارئه ان يعيشه ويجعله مشكاة تنير له سراديب حياته حب الذات الالهية فوق ان يكون عبادة هو حب للخالق والخلق والكون والذات نفسها ولا يفتا من احس به ان يحس بالسعادة والطمانينة والامان جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل عمر الريسوني ونفعنا الله بصادق دعائك |
رد: مقالة في المحبة
الأخ الفاضل عمر
كلمات تدخل القلب و تشع نوراً فيه بالفعل المحبة هي كل شيء و بالحب نصل إلي الله و نقدر عظمة الخالق و بالحب نصل لأنفسنا أخي الفاضل كن بخير |
رد: مقالة في المحبة
أختي الفاضلة نصيرة تختوخ حياك الله وانه ليسعدني حقا أن أتواجد معكم في هذا المنتدى الطيب بأهله وما جاء أختي في ردك الجميل بصفاءه صفاء القلوب التي لا حياة لها الا بنور ربها ، وعلى العبد في حياته أن يتمسك بالباقي وترك الفاني وليس لنا والله يا أختي الا حبيب القلوب الذي يواري العيوب ويستر القبيح الرحيم الودود وما عبادة الله اجلالا وحياءا ومحبة الا حرية العبد المتحرر أي العبد الحر بذله وافتقاره الى مولاه الحق فالحسن والجمال من النعم بصفاءها ونورها وهي تستدعي حب المنعم الذي يروح قلوب عباده بنور حكمته ويثبتها بدوام ذكره وحلاوة مناجاته ولذة كلامه ويروح أرواحهم بلطفه وينور قلوبهم بعظيم فضله ويذيقهم من رحمته ويقر عيونهم بمحبته ويطيب أسماعهم بلذائذ مناجاته ويفرد قلوبهم بمشاهدة جلاله وجماله ويريهم عجائب ملكوته ويجعل لهم حظا من أنسه وهذا من فضله سبحانه وتعالى الحبيب المتودد لعباده الأتقياء |
رد: مقالة في المحبة
أخي الفاضل أيمن المغربي بارك الله فيكم أيها الغالي وما كان من القلب يصل القلب فالحبيب هو الذي يفتق بين القلوب فتصل المعرفة بحب الحبيب المحبة أخي العزيز أيمن ميزة الانسان وسر أودعه الله في القلوب الله الله أخي أيمن انها والله محبة تصل الأعماق وتهز الأشواق فسبحان من أيقظ الأشواق والأشجان منعمة بشهود يتلازم فيه الكيان المشرق بحقيقة المشهد وكما قال الشاعر : فيا سروري وحياتي دائما // نشأتي منك وأيضا نشوتي انه الحب يستولي على القلوب المولهة بحبه سلطان حبه أنا لا أقبل الرشا الله الله ما أجل الله الودود الرحيم بعباده وانه الشوق والحنين يهمس بالتعظيم والرضا لله وحده سبحانه اذا جن ليلي هام قلبي بذكركموا // وناح كما ينوح الحمام المطوق معرفته سبحانه تتحصل الأعماق بما أودع سبحانه بملكات تترقى وتتهذب بنورها وحنوها فلاترى ولا تسمع ولا تبصر الا بحق روح المعاني . |
رد: مقالة في المحبة
بارك الله فيكم مرفت محمد فايد حقيقة والله ما جاء في ردكم وبالحب نصل الى الله ونعظم قدرة الخالق ولله وحده تشرق الأنوار مسبحة وانها لأسرار مودعة في القلوب وكما قال أحد الصالحين لصديق له وهو يقدم له رقعة ، وقال له : هذه لك خير من سبعمائة قصة ( فمن القصص ما فيها تثبيت للفؤاد) ولما ادعيت الحب قالت كذبتني // فمالي أرى الأعضاء منك كواسيا فما الحب حتى يلصق القلب بالحشا // وتذبل حتى لا تجيب المناديا وتنحل حتى لا يبقي لك الهوى // سوى مقلة تبكي بها وتناجيا |
رد: مقالة في المحبة
الأستاذ القدير عمر الريسوني
حفظك الله تعالى على هذا الطرح العظيم الموقر الذي يتجلى به حب رب العباد الذي يغمر القلب فلا يكون حب غيرة كانَ رَسولِ الله يَقُولُ في دُعَائِهِ (( اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يَنْفَعُنِي حُبُّهُ اللَّهُمَّ مَا رَزَقْتَنِي مِمَّا أُحِبُّ فاجْعَلْهُ قُوَّةً لِي فِيمَا تُحِبُّ. اللَّهُمَّ ومَا زَوَيْتَ عَنِّي مِمَّا أُحِبُّ فاجْعَلْهُ قوة لِي فيمَا تُحِبُّ )) يقول الله عز وجل ((ما غضبت على أحد كغضبى على عبد أتى معصية فتعاظمت عليه فى جنب عفوى)) يقول الله عز وجل: " إنى لأجدنى أستحى من عبدى يرفع الى يديه يقول يارب يارب فأردهما فتقول الملائكة الهنا إنه ليس أهلا لتغفر له فأقول ولكنى أهل التقوى وأهل المغفرة أشهدكم إنى قد غفرت لعبدى" "جاء فى الحديث: إنه إذا رفع العبد يديه للسماء وهو عاصى فيقول يارب فتحجب الملائكة صوته فيكررها يارب فتحجب الملائكة صوته فيكررها يارب فتحجب الملائكة صوته فيكررها فى الرابعة فيقول الله عز وجل الى متى تحجبون صوت عبدى عنى؟؟؟ لبيك عبدى لبيك عبدى لبيك عبدى لبيك عبدى " ويقول المولى عز وجل: "ابن آدم خلقتك بيدى وربيتك بنعمتى وأنت تخالفنى وتعصانى فإذا رجعت الى تبت عليك فمن أين تجد إلهاً مثلى وأنا الغفور الرحيم " اللهم لك الحمد كله ولك الشكر كله ولك الملك كله وبيدك الخير كله و إليك يرجع الامر كله علانيته وسره لك الحمد يامالك الملك في الأولى والآخرة حمدا دائما طيبا نقيا مباركا فيه يملأ السموات والأرض و ما بينهما كما ينبغي لجلالي وجهك وتعداد مخلوقاتك حتى ترضى يا اكرم الاكرمين لك الحمد والشكر يا قادر على كل شئ يا قادر يا مقتدر اللهم اغفرلي ما مضي من ذنوبي و اعصمني فيما بقي لي من عمري وارزقني بأعمال طيبة ترضى بها عني وتب علينا توابا عظيمة المغفرة يا أرحم الراحمين . ودمت أستاذي الكريم بكل خير وحفظ الله تعالى |
رد: مقالة في المحبة
الله الله أختي الغالية رولا نظمي والله لقد أزهر المنتدى بعطرردك المغمور وأنعمنا بهذا الابحار المشرق كما استضأنا بأنواره المشرقات ، فهذه المعرفة أختي لها قدسية خاصة بها لأنها معرفة لذاتها وهل يعرف الله الا بالله سبحانه ؟ وجوهر العابدين هو هذا السر الذي يحرك القلوب لهذه المعرفة الذاتية أي معرفة لذاتها ، والتي بها تنعم الأسرار وهذا العلم لا تكلف فيه ولا تصنع أو ابتعاد عن حقيقة الأمر والمعنى المشمول بالرحمة وسعتها في كل شيء حتى في حضورك وشعورك الداخلي والأشجان ، وما يصادف القلب فهو يرد على العبد عبر حواسه السليمة بفطرتها وكل من تزكى وجاهد في تنقية نفسه لتصفو من كل العيوب والنقائص ولذا ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرف نفسه فقد عرف ربه واذا نفينا لطائف السر في القلوب فاننا ننفي حقيقة من ذواتنا والذات الواجدة لها ، واعتقدنا محدودا في مجد عظمة الله وجلاله فطوبى للذين يشاهدون الله بقلوبهم فيكشف لهم ما لا يكشف لغيرهم ، والعبد المؤمن منضبط على أسس متينة من الأصول الشرعية على صراط مستقيم من الاحسان ومكارم الأخلاق واعلمي أختي العزيزة أن حقائق التوحيد الحق هو المنزه عن كل تنزيه فلا تنزيهه كالتنزيه ولا تشبيهه كالتشبيه وليس للخلق من هذا التنزيه مجال ، بل هو لوجه الحق وحده بانفراده كما يستحق هو لنفسه ، فمقام الذات متعال عن عروض صفة أو اقتران بحال ، والله تعالى هو الذي ينور قلوب عباده لمعرفته فتصطلم أشواق العابدين على فرش مطهرة من اليقين بحقائق طاهرة النبع ولا يمكن التعبير عنها بالكلمات ولا أدق العبارات انها أقباس من معاني سامية وأنوار من الحنان بوداعتها وطهرها وأسمى معانيها بتجلياتها واشراقاتها ، وتحمل أعذب الألحان من عالم الأرواح والأذواق ولطائف الأسرار . عمر الريسوني / المملكة المغربية |
رد: مقالة في المحبة
الأستاذ الفاضل عمر نفحات إيمانية تدخل القلب فتنعشه فهل هناك أنزه من حب الله هذا الحب الذي لو اتبعه الجميع لما تاه أحدهم بالحب نصل إلى كل مبتغانا وكل ما نصبو إليه كم أعجبتني هذه الدرر التي انتقيتها ولما ادعيت الحب قالت كذبتني // فمالي أرى الأعضاء منك كواسيا فما الحب حتى يلصق القلب بالحشا // وتذبل حتى لا تجيب المناديا وتنحل حتى لا يبقي لك الهوى // سوى مقلة تبكي بها وتناجيا بارك الله بك وسعدتَ بأيامك دمت بخير |
| الساعة الآن 47 : 01 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية