![]() |
لقاء مع شاعر المقاومة خالد أبو خالد ـــ نجاح الدروبي
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify].. "المجد للكلمة.. والشعر.. والشعراء الملهمين.. والسلام على منبت الإلهام في كل بقعة من بقاع وطننا الحبيب"...
لئن كان للشاعر المبدع في كثير من الأحيان أن ينصرف بإلهامه، وأنغامه إلى الوطن فيذود عن حياضه.. ويهتف بمجده ويترنم ببسالته، ويفصح عن مشاعره فإن الشاعر- خالد أبو خالد- بقصائده الوطنية والقومية الصادقة يقف ناصع الجبين.. مرفوع الرأس يتحدى الزمن بثقته بأبناء وطنه وهم يرفعون تماثيل الحرية فوق جثث الشهداء... وهو إلى جانب ذلك مثقف يملك الركيزة التي تتيح له الاتصال بالتاريخ وبالناس إنها الركيزة المعرفية التي تجلت في فكره وشعره وهذا ما لمسناه في حوارنا التالي معه: *كيف تجد واقع الإبداع الشعري في سورية؟ **بداية يجب أن نعترف بأن صورة الشعر في سورية هي وجه من وجوه الصورة الشعرية العربية بصورة عامة وأن ما يصيبها من ظواهر سلبية هو ما يصيب القصيدة العربية عموماً.. إنما يجب القول بأن قصيدة الستينات العربية قد بلورت قصيدة الريادة وقدمت صيغة متقدمة عليها إنما ظلت أيضاً في مرحلة الريادة ذاتها من حيث النص. آتي إلى قصيدة السبعينات لأقول: إنها امتداد لقصيدة الستينات ثم تأتي قصيدة الثمانينات لكي لا تقدم تلك الإضافة الطموحة على شعر الرواد وشعراء الستينات أستثني من هذا بالطبع ما نستصلح على تسميته بأنه قصيدة النثر ذلك أن هذا النص الأطول عمراً من قصيدة التفعيلة والعائد إلى المرحلة النهضوية العربية لم يقدم صوتاً متميزاً وليس صحيحاً أنه الأعلى في مراحل تطور القصيدة العربية الحديثة لقد أفسد هذا النص عوامل كثيرة أهمها أنه كتب تحت تأثير الوافد المترجم من شعر العالم ونلاحظ أن هذا النص لو حمل توقيعاً أجنبياً لاتفقنا على تسميته نصاً أجنبياً بينما لو وضعنا توقيعاً أجنبياً على قصيدة تفعيلة لأنكرنا أنه نص أجنبي.. لماذا؟ لأن الأخير يتصل بالموروث الحديث والموروث التراثي ويمكن اعتباره حلقة من حلقات تطور الشعر العربي في التاريخ وفي النص بينما لا يقدم الآخر "أعني النص النثري" شيئاً من هذا القبيل.. أستطيع هنا أن أستثني قصيدة الشاعر العربي السوري محمود السيد "مونادى دمشق" فهي نص يستمد من تراثنا اللغة والصور والشعرية معاً ولكنه نص مفرد لم يتحول إلى تيار لا لدى الشاعر ولا لدى آخرين. أخيراً لا بد من التأكيد على أن البحث في القصيدة العربية الحديثة ما زال متخلفاً عن دوره كما هو النقد التطبيقي فالقصيدة الحديثة لم تدرس بعد مرحلة الرواد، وهذا يعود إلى عوامل عديدة أعتقد أن الباحثين يستطيعون أن يسموها... أما ما نقرأه فلا يعدو أن يكون متابعات في الصحافة الثقافية لا ترتقي إلى مستوى البحث والنقد ولنعترف أن الرواية نالت من الباحثين والنقاد اهتماماً أكبر حتى الجامعات اهتمت أكثر بهذا الجانب من الأدب العربي الحديث. *هل تعتقد أن هذا الزمن زمن انحسار الشعر وتقدّم الرواية والقصة؟ **من خلال متابعاتي لسوق الكتاب العربي اكتشفت أن القصة والرواية لا تباعان أكثر من المجموعة الشعرية.. فالشعر صاحب موقف بينما الرواية لا ترتقي إلى مستوى الموقف في الشعر. ولقد اطلعت شخصياً على مجمل حركة النشر في الوطن العربي فاكتشفت أن الشعراء كما كتاب القصة والرواية يشترون نسخهم من دور النشر ويوزعونها مجاناً على حلقات القراء وسأقدم شهادتين لروائيين هما من أهم كتّاب الرواية العربية أحدهما يوسف القعيد وثانيهما جمال الغيطاني يقول يوسف القعيد إنه وجمال الغيطاني عندما قررا نشر روايتين لهما قال لهما الناشر سأعطيكما نسخاً بدلاً من النقود ثم تراجع وقال لهما يجب أن تدفعا لي تكاليف النشر لكي أنشر لكما. هذه شهادة لكاتبين واردة في العدد الخاص من مجلة فصول المصرية التي صدرت بمناسبة مرور عشر سنوات على جائزة نوبل التي نالها نجيب محفوظ. *يقول أدونيس: كل مَنْ يتحدث اليوم عن الحداثة اعتبره خارج الحداثة، ولكلٍّ تأويله تجاه الحداثة.. أصبح لكل واحد حداثة خاصة فيه.. ما تأويلك لهذا الكلام؟ **أدونيس إنسان شاعر ومفكّر شعري ولكن الاثنين يقفان على طرفي نقيض فأدونيس الشاعر غير أدونيس المفكر الشعري لأننا إذا طبقنا رؤيته التفكيرية على شعره لما استطعنا أن نصل إلى ما يشبه التطابق أو المقاربة بين المقياس الذي يطرحه والشعر الذي يكتبه وبالتالي أدونيس ليس أدونيسياً من حيث المفهوم هذا أولاً.. ثانياً: الحداثة مفهوم يشمل الحياة بكاملها فإذا كانت حياتنا العربية ما زالت خارج الحداثة بالمقياس العالمي فهي داخلها في المقياس العالمي أيضاً بمعنى أنها تقارب الحداثة. إذاً لا بدَّ من مقياس آخر نقيس فيه حداثتنا في الشعر... هذا المقياس يجب أن ينبع من تاريخنا الشعري... هنا نصل إلى مفهوم متبلور بأننا حداثيون إذا ما قارنا قصيدة الراهن بقصيدة الماضي.. ولكن هذه الحداثة تختلف من شاعر إلى آخر فثمة حداثة تستلهم مفاهيمها من المقياس الغربي وثمة حداثة تحاول أن تؤسس لنفسها وضعاً بالمقياس الذي تستمده من التراث والموروث. تجربتي تقع في الشق الثاني من الحداثة لكنني لست شاعراً حداثياً بالمفهوم الوافد دون أن يلغي هذا أنني متصل بثقافات العالم وحداثاته ومستفيداً مما يمكن أن أفيد منه على صعيد المنهج أو المناهج التي تقدمها العلوم الإنسانية كلها وفي كل مكان من العالم للإنسان... لست مغلقاً ولا أغلق نوافذي وأناضل من أجل فتح كل النوافذ دون أن أضطر لخلع نفسي من جذورها كما يفعل البعض. *هناك تمحور حول الأرض والمقاومة. ما رأيك بهذا الكلام؟ **للإجابة عن هذا السؤال يجب أن أؤكد على مقولتي بأن القصيدة الفلسطينية ومنذ عام 1967 هي التي يكتبها الشعراء العرب والتي تتمحور حول الهم الفلسطيني الذي هو هم عربي أساساً ولاحقاً حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني وبالتالي لمن يتوجه شاعر فلسطيني كخالد أبي خالد؟ إنه يتوجه للمتلقي العربي الذي أنتج شعراء القصيدة الفلسطينية العرب والإخلاص الشعري والثقافي للقضية إنما هو تعبير عن الإخلاص لها واسمحي لي أن أسمي فلسطين بأنها الاسم الحركي للوطن العربي بكامله فلا أحد يستطيع أن ينفي لا في الماضي ولا الآن أن هذا العدو يستهدف الوطن العربي بأكمله... القصيدة عند خالد أبو خالد تقول هذا منذ أن بدأت وستواصل قولها هذا حتى تصل إلى الحلم محققاً في الواقع. *الشاعر الملتزم مطالب بالتجديد، وتطوير الشكل لتقديم أدب جديد ورؤية جديدة. ما ألوان الجدة والإبداع في شعرك؟؟ **عندما نقرأ تجربة الشاعر خالد بعين الناقد نكتشف أن خطه البياني على صعيد تطور قصيدته في تصاعد مستمر على مستويين الأول الشكل والثاني المضمون مستنداً في ذلك إلى قاعدة صحيحة هي أنه استلهم الموروث والتراث وحاول أن يعصرن رموزاً مستمدة من الموروث والتراث فعلى صعيد المضمون أصبح أكثر قدرة على توصيل مضمونه إلى المتلقي دون أن يخسر من فنية القصيدة وأستطيع أن أقول: إن تجربتي تغريبة خالد أبو خالد التي استمدت من تراث السيرة الشعرية رموزها قد عصرنت الزير سالم، سيف بن ذي يزن، تغريبة بني هلال، عنترة، شهرزاد، السندباد، وحملتها أفقاً يفيد القصيدة في تكوّنها كرافعة إبداعية سياسية. ثم عندما أتحدث عن الشكل الفني أستطيع القول: إن قصيدتي قد تعددت أصواتها وتركّبت وأصبحت أكثر شفافية من قصيدة إلى أخرى ومن مرحلة إلى أخرى وصولاً إلى آخر مجموعاتي رمح إلى غرناطة هذا ليس حكم قيمة نقدياً ولكنه رؤيتي أنا كشاعر يقف موقفاً نقدياً من قصيدته في غياب النقد. *أخيراً، أنت شاعر وفنان تشكيلي. هل يدخل اللون في قصائدك الشعرية؟ **يجب ولكي أجيب بأمانة علي أن أقول: إن بداياتي كفنان تشكيلي قد سبقت كثيراً بداياتي كشاعر لكن شرط الاستمرار في الأداء التشكيلي هو الاستقرار.. أما الشعر فلا يحتاج إلى هذا الشرط لذا أخذني إليه فتقدمت قصيدتي على لوحتي مستفيدة من معارفي التشكيلية في التكوين والصورة واللون والأفق حتى أن كثيرين ممن قرؤوا نصي قالوا إنه فن تشكيلي داخل وعاء القصيدة وهنا لا بد أن أضيف بأن الشعر هو أب للفنون جميعاً على الرغم من أنها متداخلة فالشعر مساحة تستوعب التشكيل والكلمة والنحت والموسيقى والدراما والسيناريو والقص والملحمة وهو لهذا يمكن أن يكون وعاء لكل الفنون إذا تمكن الشاعر من استخدام أدواته.[/align][/cell][/table1][/align] |
الساعة الآن 15 : 02 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية