منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الشعر المعاصر (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=295)
-   -   العوديسا1 ـــ خالد أبو خالد (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=15144)

خالد أبو خالد 30 / 04 / 2010 33 : 06 PM

العوديسا1 ـــ خالد أبو خالد
 
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]لم أكن ميتاً.. غير أني تشظيت‏
في دفتري..‏
والرسائل..‏
والحبِّ‏
والميجانا‏
والزمان الرديء‏
انتشرتُ..‏
وكانت خيولي تنشرُ أعرافها.. وتطيرُ‏
وظلت طيوري.. تودع أفراخها.. وتغيرْ‏
إن يكن شارعي مقفرا‏
أو يكن برقهم خلباً‏
لي دروبي التي لا تمر بهم.. أولهم‏
فليكنْ..‏
إنهم عابرون‏
لم يغب وجهها.. لم يغب قلبها.‏
حسبها أنها مزقت ثوبها..‏
لوحت بالضفائر.. لا للمذلةِ.. والموتِ‏
لا للخراب الكبير.. ولا للهزائم.. لا‏
ونعمْ للعذاب النبيلْ.. نعم..‏
فالتلال صليلْ..‏
هي الآن مشرعة الصدر لليلِ‏
والسيلِ‏
والغرباءِ‏
ومشرعة للهواء الخضيل‏
وهذا سؤال يعتقه الصمت..‏
والخوفُ من سقطة الراجفين..‏
المذابحُ.. والنازلات‏
ويأتي على حذرٍ ماثلاً في الحروفِ‏
ويأتي.. على هيئة شكلتني..‏
وقاربت الصمت.. بالصوت‏
والحيّ.. بالميتِ‏
واللاءَ.. بالليت‏
يأتي على هيئتي عامراً.. بالقصائدِ‏
"إن السموات تدنو‏
وبوابة الغيم مفعمة بالقناديلِ‏
والوردِ‏
والنائحات‏
وطافحةٌ بطقوس المواتْ‏
لم أجد جسدي..‏
قلتُ:‏
"ليست شواطئنا من هباءٍ.. ولسنا.. وليست جبال بلادي.. زبدْ"‏
أنا الآن في جوهر النخلِ‏
والتين‏
في قامة الزيتِ مرتحلٌ‏
والغناء معي‏
والأسى‏
والسؤال المدورُ‏
والنهرُ‏
والقبرات‏
وأمي‏
وجدُّ أبي‏
والحصى‏
والرواة القدامى‏
القصائد‏
والشعراء‏
المراثي الشجية‏
والحظ‏
والشهداء‏
معي الذكرياتْ‏
ووجهي يذكّرني.. بالسباتْ‏
ويذكرني عند قبري‏
ويذهب في طرق لا تردُّ‏
يذكّرني بالرحيل الطويل.. ويذكرني في الرفاتْ‏
هو الآن وهم بكاءٍ‏
ونزف نداء‏
يحنّط أزهاره نجمةً.. نجمةً‏
في المسافة بين الهواء.. وبين العراء‏
دمي الآن يوقد ناراً لمن سوف يأتي..‏
ومن سوف يولدُ من ظهر محنتهِ‏
أو بقايا.. البقايا..‏
ومن وقته المترامي البطيءَ‏
ومن لا أحد‏
ويوقد شعلته في صباحٍ يرى حدَّه في الأبدْ‏
على الصواري نشرت جسدي/ وجهي إلى الشمس وظهري/ هو الغنيُّ قلبي/ كهذا الجرح العظيم/ وكعينيك يا سيدتي العذبة المعذبة/ إليّ مدي ذراعيك فالظلمة أفقٌ.. ويمتدُّ/ والغناء الآتي من الشواطئ البعيدة كذبٌ/ أما الموت الذي أقاوم/ فهو الجزر الطافية كالطحالبْ/ والجثث/‏
هذه حانة.. شجرٌ في الرماد الرماديِّ‏
والأحمر العربيِّ‏
ويولد من سغبٍ في البياضِ..‏
بياضٌ يقابلهُ‏
المشهد الآن نصفين‏
نشيجي.. وخوفي..‏
وبينهما مشهدان.. الملوحة.. والموتُ‏
بينهما رؤية.. ورؤىً‏
إنما شجرٌ في حرائقه بين قلبي.. وبيني‏
له مرفآن.. الندامة.. والصوتْ‏
من مدن هشّةٍ‏
أو إشاعة حربٍ مكررة في الصدى‏
هل أنا الآن محترقٌ؟ أم نسيت الطرق إلى جسدي.؟.‏
هل نسيت بأن انكسار الشعاع عليهِ.. انكساري‏
وهل.. إنني الآن متحدٌ بالمتاهةِ؟‏
وهل إن روحي مثخنة بجروحي..‏
وهل يا بلادي البعيدة سوف تلاقينني‏
في زمانٍ يجيء قبيل فوات الأوانِ‏
وهل سوف ـ والبحرُ ـ تلتقيانِ.. وتشتعلانِ‏
أنادي.. عتابا..‏
الحكايات هاجمةٌ.. والبراري العصيةُ‏
قبر أبي..‏
والريابُ‏
مناحة أهلي..‏
وأمي..‏
هواجس "بيسانَ"‏
أشعارها‏
وركام البيوت‏
الدروبْ‏
وصوت الذين سيأتون‏
أوجاع يافا‏
"الشباري"‏
البواريدَ‏
والبرتقالُ‏
الدوالي..‏
وغاباتنا‏
البحرُ يغدو محيطاً‏
يجيئك مغتبطاً.. والأغاني‏
تجيء إلى لغتي..‏
وإليك، تجيء..‏
وفوق بروج المقابرِ‏
فوق المنائر تأتي بروق الحطامِ..‏
وتأتي الأماني..‏
الشمال أنتِ/ الشرق والعربُ/ المرتكز والأفقُ/ النهار والليل/ النهر/ والبحرُ/ الأرضُ/ والهواءُ/ الناس/ والعذاب/ أنتِ/ فلسطين في الروح/ والجسدِ/ في الفصول أنت تقومين/ في الحضور والغياب/ أنت لا تموتين/ والوعد لا يموت والغراسْ/‏
وأذكر كنتِ.. وأنك أنتِ.. وأني أنا الآن أنتِ‏
وأنت أنا.. أننا زمن.. ومكان.. وعشقٌ‏
أوزعك الآن خبزاً.. هواءً.. وزيتاً‏
وألقي بظهري إليكِ‏
كما الحلم بسند نوماً..‏
كما النوم يسلم عيناً إلى الحلمِ‏
كالوجد لا يأوي لأعشاشه‏
كالأغاني التي اكتشفت طرقاً في الذهاب إلى الناسِ‏
كالعشبِ.. أو كالسكينةِ‏
كالعزف مشتعلاً.. في خيوط، النحاسْ‏
من تُرى سيجيبُ السؤالَ‏
هو الحبُّ من أين يأتي؟‏
أحاولُ..‏
أسندت رأسي إلى الضوءِ‏
ظل المساء حميماً برغم الأسى‏
والمحالِ‏
أحاولُ...‏
فتحت عينيّ.. ثم انحنيتُ‏
انتصبت أراقصُ قلبين بين الرمالِ..‏
وبين الجبال عبرنا إلى الماء.‏
ظل المساءُ حزيناً.. ويحنو على جسدٍ في الرصاص تشظيتُ في شجرٍ ناهضٍ.. وفضاء وأبحرت ما بين نجمة قلبي.. وأشرعتي... واعتصرت دمائي.. على حربة الرمح..‏
فوق زنود النساءِ.. وتحت عيون الرجال‏
لم أضع.. صرت هذا المغني..‏
الحمام على كتفيه.. وبين يديه الصقور التي لا تنام..‏
وأعطته من روحها.. فأضاء بعينيه يوم الفجيعة ثم أضاء على الماءِ.. والراء‏
مرٌّ حصاد الرحيل‏
ومرٌّ حصاد الغناء‏
ومرٌّ حصاد النخيلِ‏
حصاد الذهابِ‏
الإيابِ‏
العتابا‏
الكتاباتِ‏
والمكتباتِ‏
الدخولِ‏
الخروج‏
الدروبِ‏
المراكبِ‏
مرٌّ دمي‏
وجه أمي‏
وأختي..‏
وأطفالي اللاهثون من البيت للجامعة‏
ومرٌّ حصاد الشوارع.. والفاجعة‏
وهذا دم من دمٍ قادمٌ..‏
لا يساومُ..‏
يأتي إلى دمهِ‏
ثم يذهب من دمه.. لدمٍ لا يغيب.. لا ينثني..‏
لا يموت.. ولا ينطوي‏
لا يخاف.. ولا ينحني‏
ليس ينسى ويحضر في وقته‏
وهو متصل النبع.. من مرفأٍ في الغمامِ‏
ـ السماءْ.. وأنتَ.. شموسٌ.. وأرضٌ‏
تحط جناحيك في صوتها‏
أو تحط عذابك في صمتها‏
أنت نجمٌ يطير إلى الشعر منتشراً في البراري‏
وملتحماً بالحواري‏
على هيئة الناس أو ورقٍ كجياد النحاسْ‏
أن يمر بك الراجعون‏
ويحتفلَ الخائفونَ‏
ويمضوا بعكس اتجاهك.. لا ترتعش..‏
ولدي..‏
إنهم ذاهبونَ‏
السواتر من ذهب.. أو غبارٍ‏
ولست ترد الصقورْ‏
افترق.. واخترق صفهم..‏
ثم رتل مع الطير.. سورة صقر قريشٍ‏
وصورتها..‏
يوم تحترقان..‏
وتفترقان على جدلٍ في العلاقة بينكما‏
والمناخ الذي يتألف من همجٍ.. ولصوصٍ‏
ومن صحف ونصوصْ‏
ولو/ شارتك هي السائدة/ والزمان‏
لك شاسع وفسيح/ الزمان بستان‏
الصبر/ والمكابدة/ لا يقف/ ولا يتكأ‏
ولا ينتظر/ الزمان ملعب الآتين على‏
الثوابت/ والموروث/ والظمأ/‏
لم أكن صارخاً.. في البراري.. ولكنني من‏
تخوم الجنون‏
أناديكَ.. يا ولدي..‏
أن تصالح حدسك‏
أو صبرَ قوسكِ‏
أو صبرك المتآلف.. والرعبَ.‏
ذاك الذي أشعلك‏
ثم أشعل لنا شارة في الجبال‏
لتشعل لنا شاردة في السهول المديدةِ‏
اشعل لنا شارة في المخيم‏
اشعل لنا شارة في القرى.. والمدائن‏
اشعل لنا شارة في السجون‏
لم أكن حاضراً..‏
لم أكن غائباً‏
لم أكن يوم مرّوا.. أضيعُ‏
فقلبي يدق مرارته.. ويجوعُ‏
وأنت تغنين لحن الرجوع‏
هي الريحُ تغلق كل الممرات/ تغلق قلبي وعينيّ‏
وفمي بالرمل/ تغلق النوافذ التي تفتحها القنابل/‏
والقصفْ/ وتغلق صدري/ تنحت فوقه الكوابيس‏
تغلق الأقلام/ والدفاتر/ الكتب/ والمنابر/ هي‏
الريح/ أو الريح/ أو الريحُ/‏
رمانة القلب ناشفة من بكائية لا تغادره‏
من صباح الغيابِ‏
إلى ليلة القتل:‏
حتى صحارى الركامْ‏
ـ لا يراني أبي.. أو يظنُّ بأني أجيء‏
لا يراني أحبة قلبي‏
يردن ارتحالي القدمَ‏
تراني التي طرزت قلبها..‏
غير أني أشاغلها في التوقع‏
أسألها.. أن ترد الستائر عن شرفتيها‏
فتنهض مشغولة بالحرير.. ومشغولة بالرصاص‏
ومشغولة بالحديد.‏
ومشغولة بالعذاب الوضيء المرادف للروح‏
والحبِّ‏
تهجسُ‏
لا تكون الجبال على رؤوسها/ ولا يكون‏
البحر سماء/ ولا السماوات بحاراً/ أو‏
الطيور زواحف/ ولا السلاحف طيوراً/‏
ولا المرأة رجلاً/ ولا يكون الرجل امرأة/‏
ولا الناس قطعان مواشي..‏
ـ لا أقولُ سوى ما تقولين ما قلت.. قد علمتني‏
الحروب الهروب‏
الجنازات.. مثقلة بالخطايا..‏
ومثقلة بالذنوبِ‏
فلا تقفي في فراغ المسافة بين التراب‏
وبين الهواء..‏
دعيها تمرُ‏
وهاتي جناحيك كيما أحلق أبعد من موسم‏
الموت هذا..‏
إليك.. وأنت تردين عنك الذئابْ‏
1 العوديسا عمل شعري طويل مكون من عدة أناشيد والعنوان مركب من العودة والأوديسا.. وهذا واحد من أناشيده.‏[/align]
[/cell][/table1][/align]


الساعة الآن 35 : 07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية