![]() |
نقد العقل العربى تساؤلات مشروعة
لم تمض ايام قليلة على وفاة مفكر عربى كبير استطاع من خلال حقبة زمنتية كبيرة أن يرصد تحولات العقل العربى ومعطياته الثقافية والفكرية ويقارن فى ذلك بينه وبين العقل غير العربى وهو العالم الكبير محمد عابد الجابرى
وأظن ان قراءة العقل العربى اليوم تختلف عن قراءة العقل العربى أمس وذلك لأن أدوات القراءة ذاتها اختلفت من حيث اتساع الرؤية والتحولات الجذرية فى الثقافة العربية ودخول المنطقة العربية فى كيانات اقليمية وثقافية جديدة ومغايرة فم تعد الثقافة أحادية او متجذرة فى اطار هوية واحدة بل اصبحت الثقافة العربية الآن ثقافات متعددة واحيانا متباينة على مستوى القطر الواحد من هنا بدت على السطح اسئلة مشروعة مع القراءة الجديدة للعقل العربية ربما كان اهمها: * كيف نمارس الوعى الثقافى الآن؟ *ما دور المثقف العربى بالنسبة للعقل العربى والمجتمع؟ *ماذا عن غياب المشروعات الفكرية والثقافية العربية؟ * أين تقف اللغة العربية الآن بين اللغات ؟ وما ترتيبها بين اللغات؟ * ما دور الايديولوجيات الدينية فى مسار العقل العربى؟ *ما سلطة الوافد الأجبنى على توجهات العقل العربى؟ كل هذه الأسئلة وغيرها تحتاج إلى اجابات نستطيع من خلالها ان نقف على وضعية العقل العربى وهى مطروحة على السادة اعضاء المنتدى للتحاور والنقاش حتى نصل إلى رؤية مقننة وعلمية لك كل محبتى وتقديرى |
رد: نقد العقل العربى تساؤلات مشروعة
سيدي الفاضل الأديب عبد الحافظ بخيت متولي
أسعد الله اوقاتكم بكل الخير ياه .. كم هو غني موضوعك وكم هو متشعب ، ومتعب .. ولكني لا استطيع رؤية أسئلة تتعلق بي كإنسان عربي ولا أبدي رأيا مهما كان متواضع . واعذرني يا سيدي على بعض المطولات في مقالي ولأن لكل مقام مقال فمقامك عالي وعليّ في مقامك رفع المقال . سيدي الفاضل ، أعتقد ، أن اغرب ما في أولئك البشر الذين كتبوا في هموم الأمة انهم لا يسألون التاريخ عندما كتبوا ويكتبون ؛ وإن سألوا فإنهم لا يخرجون عن النص التاريخي كما ورثناه ، فتبرمج عقلنا الجماعي على تلك المعارف وأنتجنا أفكارنا ومناهج حياتنا على تلك الأسس .. ماذا يعني هذا ؟ هذا يعني أن الرواية التاريخية المؤسسة لتاريخ أمتنا لم نكتبها نحن أبناء الأمة لأنك أيها الفاضل سوف لن تجد امة عبر تاريخ الأمم أكثر من امتنا العربية إهمالا للتاريخ .. وانك سوف لن تجد امة في التاريخ لم تكتب هي تاريخها / فوحدها هي ، ومنفردة هي امتنا ، التي كتب في تاريخها معظم الأمم ؛ فالتركي والفارسي والصيني والفلبيني والسيرلانكي والأندونيسي والهندي .. جميعهم كتبوا في تاريخنا ؛ عدا مئات المستشرقين الألمان والفرنسيين والإنكليز والغرب عموما كتبوا بل هم الذين عرّفونا على تاريخنا العربي والإسلامي وهم ايضا الذين كشفوا إسرار لغة الأرض أرضنا في حين أننا لم نستطيع قراءة شيء يحدثنا عن الماضي ماضينا كأمة والشواهد ماثلة أمامنا خالدة .. بل وأكثر، فالجهلة تبرؤوا من " الحجر " الذي كتب عليه بُناة حضارتنا عبر التاريخ ، فقرأه لنا ذاك الغربي صاحب المصلحة أصلا في طمس حضارتنا .. بل انه شجّعنا على تبني ما قالوه الرواة لنا وحتى لو كان مناف للعقل أحيانا ؛ مع أن الراوي نفسه إنسان تجاوز بعلمه ، أبناء مقامه في زمانه ؛ ولكنه بالتأكيد لم يتجاوز المستقبل ولم يصادره / وإن حاول بعض الناس في كل الأزمنة مصادرته لحسابهم / فأوقعوا أنفسهم والراوي نفسه في متناقضات لا يخفيها الضجيج والثرثرة ولا أطنان الكتب المستنسخة من بعضها البعض ، والتي لا تُخفي تناقض الرواة أنفسهم وتقريبا في معظم الأمور الهامة والمفصلية التي تدبر شؤون حياتنا فأُسرنا ومنعنا من تطوير الفكر لأنهم صادروا المستقبل إن تحدثهم بعقلك حدثوك بعقل ميت لو عاش في زماننا لتراجع عن الكثير من الأقوال . باعتقادي المتواضع هذه أول السدود التي أقيمت فمنعت العقل من تجاوزه . من هنا ألج إلى سؤالك الأول : " كيف نمارس الوعي الثقافي " ؟ سأرد على هذا السؤال بمدخل لموضوع بدأته منذ مدة عنوانه " ثقافة الهدم من أجل البناء " http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=14837 ثم أعود بإذن الله لمتابعة هذا الموضوع المهم جدا أشكرك سيدي الفاضل وتقبل مني ارق التحايا |
رد: نقد العقل العربى تساؤلات مشروعة
تحيتي و تقديري أستاذ عبد الحافظ بخيت متولي. دائماً كما عودتنا تمدنا و تآتينا بالمفيد.. بوركت و سلمت أستاذي الحبيب. برأيي قبل ممارسة الوعي الثقافي علينا أن نقوم بتطويره و التعرف من جديد على مكامن القوة و الضعف فيه! نحن نواجه غزو فكري مجرد و خطير.. ثقافتنا تعاني من التشتت و الضياع.. أعداء اللغة متربصون على كل الثغور. لا يمكننا التصدي لذلك الغزو إلا من خلال مثقفينا و مفكرينا الذين هم على درجة عالية من الوعي و اليقظة. فيجب على الأنظمة أولاً حماية المفكر و المثقف و الوقوف خلفه و عدم مصادرة حريته. دمت بكل المودة. |
الساعة الآن 17 : 02 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية