![]() |
الزهرة السحابة!! حكاية
يقولون انه من الشفافية ان يحب الانسان الجمال وينحاز اليه..لكن عشقى أنا كان وبالا على حياتى!! كلما رأيت شيئا جميلا سحرنى وحاولت امتلاكه..وعندما امتلكه اكتشف القبح الذى يلكزنى بشوكه طوال حياتى..هذا العشق جريمة ارتكبتها مشاعرى فى حقي ..وكان لابد ان ادفع الثمن ..لكن ليس عن طيب خاطر!!!.. احتج دائما على القبح الذى يحيط بى بعد ان تتبين حقائق الاشياء.. الان ربما تفهمون ان كل ما امتلكته فى حياتى كان بالعشق الاعمى لكنى ادفع الثمن عادة!! والثمن لابد ان يكون باهظا وابديا!!! ..هل هو النزق؟؟ ام هناك مرض فى ذاتى لااعلمه؟؟.. لكن لماذا لااكتشف القبح الا بعد فوات الاوان؟؟ سؤال ظل يدغدغ كيانى سنوات طويلة ولم اجد له جوابا..ذات مرة عشقت فتاة اسمها زهرة..لأول مرة اعشق اعنى لأول مرة تقابلنى مثل هذه الحالة بتفاصيلها!! لكن هذا لايعنى انها المرة الاولى التى احبطت فيها مع امرأة..كثير من الاحباطات قابلتنى..زهرة كانت بالفعل زهرة متفتحه..ذات مرة رأيتها تلقى قصة فى مهرجان للهواة..دخلت كيانى ..عشقتها.. تخيلتها معى فى كل لحظة..كنت اعرف صديقتها..حدثتها ..قالت لى : انت نزق وتشدك الالوان المبهرة!!!..لم افهم..بالاحرى لم احاول ان اشغل تفكيرى لافهم..كان هدفى ان تعرف صديقتها انى احببتها.. والحب عندى يعنى الزواج..عشقى للجمال لم يكن عبثا ولا لعبا..كانت هناك مثاليات تمكنت منى بسبب ابى..فشكرا له على هذا التعب المضنى!!! وانتظرت الجواب يوم ..اسبوع..شهر..لم يأتنى رد..قلقت..ذهبت الى صديقتها فى الجامعه..قابلتنى ببرود..لكنى سألتها؟؟ قالت لى بذات البرود : مازلت مصرا؟ قلت : نعم..صمتت كمن تفكر فى رد..ثم قالت: - انت لايمكن ان ترفضك امرأة تفهم الرجال وتقدرهم لكن زهرة ليست جديرة بك!!..
قلت لها: لم اطلب رأيك ولكنى طلبت ردها..قالت كمن اغتاظت: - لقد رفضت..انها تحب شخص آخر لايساويك!!.. لم استمع الى بقية ما قالته لى خرجت من المدرج شبه اعمى .. تخبطت فى طريقى..لم افكر فى صديقتها ونبرة حديثها..بعد سنوات تزوجت زهرة..كان يوم زواجها يوم حالك بالنسبة لى..عشقى لها كان متفردا..ربما لم يمر على عشق مثله..ربما انا اتوهم ذلك..لكنى يوم عرسها فكرت فى الانتحار..فى اللحظة الاخيرة انقذنى صديق لى من الغرق فى البحر.. ومرت السنوات وتغيرت الاشياء..اكتشفت ان صديقة وردة لم تبلغها الرسالة العاشقة ..وكل ما قالته كان من تأليفها..لم اكن اتصور ان صديقتها كانت تحبنى!!!..وعندئذ ادركت لماذا قالت لى : انت نزق وتشدك الالوان المبهرة..زهرة ليست جديرة بك..انت لايمكن ان ترفضك امرأة تفهم الرجال..اكتشفت كم كنت غبيا وساذجا وكم كان ذقنى رخوا للضحك عليه!!! الغريب انى توقعت ان ترفضنى زهرة..لكنى لم ا توقع ان تحبنى صديقتها!! كنت اظن انه ليس فى ما يشد النساء.. ذات مرة قال لى صديقى يوسف الحب اعمى بالفعل وليس كل امرأة تشدها الوسامة... الآن عالمى غير عالم زهرة ومدائنى غير مدائنها..لكن ما يزال لها فى القلب مكان.. ولم اكن بسبب التعب الذى اطعمنى اياه ابى لأخدع احد مهما كان.. لذلك بعد سنوات وفى سانحة نادرة قلت لزهرة كل ما فى قلبى ومنها اكتشفت ان صديقتها كانت كاذبة..لكنى شعرت بالارتياح لان زهرة عرفت كل شىء....ادركت بحس المرأة لماذا اتودد اليها..لكن توددى كان طاهرا وفى نفس الوقت ظاهرا..ربما هذه ميزة من ميزات التعب الذى حملنى اياه ابى فشكرا له. |
رد: الزهرة السحابة!! حكاية
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي المبدع الإنسان " محمد السنوسي الغزالي" .. جميل بوحك قرأتك وأنا أتكسر من الحزن الأبدي الشفيف الذي يسكنك .. وها ذاتك الشاعرة تجوس ثناياي الكئيبة وتشحنها بطاقة الحزن الفاعل .. فها غاب الإنسان في زمننا القاسي وها تعيده أيها الشفيف الصادق جميلة " زهرتك السحابة " تقبل تحيات أخيك ياصادق البوح والروح |
رد: الزهرة السحابة!! حكاية
اقتباس:
|
رد: الزهرة السحابة!! حكاية
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]إلقاء اللوم على الأب كل مرة أيكون عادلا؟ لطالما انتقدت الراشدين الذين يلومون أمهاتهم وآبائهم في مرحلة ما يمكن للإنسان المدرك إعادة تشكيل مالايعجبه في نفسه، لكن الطريق الأيسر طبعا أن يكون هناك من يتحمل الملام أو الذنب أو ترجع له أصول المشاكل ..
سرد جميل كبوح إنساني نتقبله بمضمونه ويجعلنا نتأمله ونتفهم أبطاله. تحياتي لك أستاذ محمد ودمت بخير.[/align][/cell][/table1][/align] |
رد: الزهرة السحابة!! حكاية
اقتباس:
تحية لمرورك الكريم |
رد: الزهرة السحابة!! حكاية
وجدت في هذه القصة ما جعلني أسهو وأنا أعايش تفاصيلها ..
أخذتني سلاسة القصة واستعذبت هذا البوح الذي كان يجمع بين التنفيس عن القلب وتأنيب النفس .. ممتعة أخي محمد هذه التحفة الأدبية وأهنئك عليها .. في انتظار ما سيجود به يراعك الخصب . لك محبتي . |
رد: الزهرة السحابة!! حكاية
اقتباس:
سعيد بمرورك الكريم الذي شرفني بلاشك |
الساعة الآن 30 : 09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية