![]() |
(( كان الثمن غاليا )) تأليف فطمة يوسف عبد الرحيم الأردن -عمان
[
كان الثمن غاليا هو : لقد تأخرت كثيرا اليوم ! هي : كان العمل مرهقا في منزل مستخدمي ، ثم مررت إلى السوق واشتريت ضروريات المنزل وطعام الأولاد . هو : هل اشتريت سجائري ؟ *خلعت منديل رأسها......... الحروف ترتجف على شفتيها : هذه الحلوى اشتريتها للصغيرة لأنها منذ شهر تطلبها. صاح بعصبية : يا .بنت ال... هل اشتريت سجائري؟ بصوت يرتجف خوفا : بل اشتريت سترة صوفية لمهند لأنه يرتجف بردا عند ذهابه صباحا إلى المدرسة. *خلعت بلوزتها ........... اعتصر ذراعها بقبضته : هل أحضرت معك سجائري ؟ هي : قد تغضب لو قلت لك أنّ صاحب المنزل طلبني إلى فراشه لكني قاومتة بشدة وتوعدني إن لم استجب لرغباته سيطردني من الخدمة في بيته !! هو : يكفي هذا الهراء،هل اشتريت سجائري الأجنبية ؟ تقدّم الصغير منها وأمسك بيدها ، في عينه دمعة لاهفة لكسرة خبز،وبيده صحن فارغ وملعقة ، ألقى برأسه على صدرها :ماما،أنا جائع لم آكل شيئا منذ الصباح ! : لكني جهزت لكم الطعام منذ الفجر ! مهند وبصوت خفيض كسير : أبي قدّم الطعام لأصحابه أثناء لعب الورق . صاح بعصبية : يا .... هل اشتريت سجائري؟ *خلعت تنورتها الطويلة .......... : سأجهز طعاما للأولاد يصدر صوتا كفحيح أفعى : أنت تعلمين أن (الكروز) بالكاد يكفيني لمدة يومين؟ هي: كان ممكنا لو لم اشترعلبة حلوى للصغيرة والسترة الصوفية لمهند حتى لايرتجف من البرد . صفعها، قائلا : يا .... تتجاهلين شراء سجائري ! :عليّ الطلاق لا تبقين هنا لحظة واحدة , ولا تنامي في بيتي الليلة ,أخرجي حالا ،وتوالت الصفعات أخرجي يا كلبة، تتغافلين عن شراء سجائري ! هي : سأخرج ، كما تشاء ، لكن دعني أرتدي ملابسي ! : بل هكذا ، كما أنت ، لتتعلمي كيف تفضلين طلبات الأولاد عن سجائري ! بنظرات مضطربة: أريد شالا أستر ذراعيّ العاريين كيف أخرج بالقميص الداخلي! : بل أخرجي كما أنت، هكذا شبه عارية !! فتح الباب ودفعها خارجا، مشت تسير بمحاذاة الجدارعلّها تستر نفسها ،وأخفت نفسها في زاوية نهاية الزقاق الذي يطلّ على الشارع العام. تكومت كجرذ ينتظر قطّا ليفترسه ،تحاول بكفيها ستر ذراعيها ،ودمعها يغسل وجهها ، ضوء سيارة قويّ تسلط عليها ،أخفت رأسها بين ذراعيها ، بعد دقائق سمعت وقع أقدام قويّة تتجه نحوها ، كشّاف قويّ سلط عليها : من أنت وما هذه الجلسة !! : يبدو يا سيدي أننا أمام حالة مشبوه جديدة ، ما بال هذه المدينة كثر الفسق فيها ؟ أجابت وبصوت تخنقه الدموع : لا, لا ،لست من قاع المدينة ، أرجوكم استروا عليّ ، زوجي طردني خارج البيت ومنعني من ارتداء ملابسي . : ضع القيد في يديها وأحضرها إلى سيّارة الشرطة. بعد ساعة أُحضر الزوج إلى المخفر وأكدّ صحة ما قالته، مفتخرا بسطوة ذكوريته، أعادوها إلى البيت وعوقب بالسجن شهرأ جرّاء فعلته ، ولمّا خرج من السجن ، اعتذرت له وأكّدت أنها لم تكن السبب في سجنه ولم تصل إليهم، بل هم ألقوا القبض عليها في زاوية الزقاق، أنهال عليها بالضرب ثانية يصرخ بشراسة : لا أريدك في بيتي، لو أردت حمايتي من الشرطة،لادّعيت أن أحدهم اغتصبك وأنت في طريق العودة للبيت وسرق ملابسك وهرب ولم تعرفي له وصفا، لكنك أخبرت الشرطة بما حدث وتسببت في سجني يا...... أخرجي من بيتي حالا !! * الأولاد تبكي بصمت .......... : سأترك البيت حالا، لا أحد لي هنا ألجأ إليه، أعطني جواز سفري لأعود لأهلي . : كما تشائين ، لكن ستدفعين الثمن غاليا ! قام إلى خزانته وأحضر جواز سفرها وتناول قداحته وحرق الجواز بكل لؤم: هيّا أخرجي من بيتي . وخرجت إلى الطريق, وسجّلت محاضر شرطة الآداب، سقوط امرأة في قاع المدينة . ( القصة واقعية كما حدثت بكل تفاصيلها ) |
رد: " كان الثمن غاليا "تأليف فطمة يوسف عبد الرحيم الأردن -عمان
نعم يا سيدي فنحن نسمع ونسمع الكثير ولكن برايك من المسئول .. من الذي وضع بيد هذا
" الفحل " صلاحية أن يطردها ولا تجد من يحميها ... ؟! ألمتني هذه الصورة كثيرا .. وسردك كان تصويرا ألم جدا بالتفاصيل تحياتي واحترامي |
رد: (( كان الثمن غاليا )) تأليف فطمة يوسف عبد الرحيم الأردن -عمان
الأستاذ رأفت العزي
تحية وبعد أشكر لك هذه القراءة العميقة للنص ، ومثل هذه القسوة موجودة في مجتمعاتنا وعندما يتجرد الرجل من إنسانيته وتغلب عليه الحاجة والأنانية يفعل ما يشاء شكرا لك |
رد: (( كان الثمن غاليا )) تأليف فطمة يوسف عبد الرحيم الأردن -عمان
الأديبة المحترمة : فاطمة يوسف عبد الرحيم
كذب من قال إن أعذب الأدب أكذبه , بل الصحيح أن أعذب الأدب أصدقه . وقصتك تنضح بعنفوان وغضب الصادقين , لذلك هي رائعة في طرحها . قصة عارية بلا مساحيق , تماما كوجه الحقيقة . دمت كاتبة متألقة بكل المودة والتقدير |
رد: (( كان الثمن غاليا )) تأليف فطمة يوسف عبد الرحيم الأردن -عمان
الأستاذ القدير حسن الحاجبي
أعتزّ بزيارتك وأقدر لك هذا الرأي الحكيم وهذا مبدئي في كتابة قصصي أن استقي الأحداث من الواقع وطرح مشاكل المجتمع وخاصة المرأة المهدورة حقوقها ،ومرة أخرى أرحب بزميل قدير في المهنة لأني أنا معلمة لغة عربية فاطمة |
رد: (( كان الثمن غاليا )) تأليف فطمة يوسف عبد الرحيم الأردن -عمان
الأخت العزيزة الأستاذة الأديبة فاطمة يوسف عبد الرحيم
قصة واقعية صادقة تمثل شريحة لابأس بها من مجتمعاتنا العربية . وواقعياً سمعت الكثير من هذه القصص , نموذج الرجل الذي يعمل على تشغيل زوجته لتؤمن له متطلباته , بكل خِسة . اختيارك رائع لسرد هذه القصة بهذا الأسلوب الرائع . تقبلي تقديري واحترامي . |
رد: (( كان الثمن غاليا )) تأليف فطمة يوسف عبد الرحيم الأردن -عمان
عزيزتي بوران
تحية وبعد أشكر لك هذا المرور على صفحتي ، وتلك القراءة المتأنية للنص ، يوجد الكثير من المآسي في مجتمعاتنا ونتمى العودة لشرع الله و للخلق الكريم في التعامل مع المرأة . |
رد: (( كان الثمن غاليا )) تأليف فطمة يوسف عبد الرحيم الأردن -عمان
الأخت العزيزة / فاطمة
قرأت هذه القصة الواقعية التى أثرت فى نفسى لأنك أجدت فى سردها مش عارفة الى متى يستمر هذا فى المجتمع . أعتقد ان من الاسباب البعد عن الدين والتربية فى الاسرة عليها عمل كبير . شكرا لك .:nic93: |
رد: (( كان الثمن غاليا )) تأليف فطمة يوسف عبد الرحيم الأردن -عمان
عزيزتي الأستاذة مرمر
تحية وبعد أشكر لك هذه الزيارة الكريمة ، وأعتزّ برأيك الحكيم ، ونتمى أن تبنى العلاقات الأسرية حسب شرع الله ليسود الأمان في المجتمع ولك مني تقديري واحترامي |
رد: (( كان الثمن غاليا )) تأليف فطمة يوسف عبد الرحيم الأردن -عمان
ما اكثر مثل هذه القصة في مجتمعاتنا أختي الفاضلة فاطمة، تحرم المرأة من أبسط حقوقها فتراها منبسطة لكي لا يعلم أبناءها الصغار بما يجري و هذا ان دل على شيء فانما يدل على صبرها تفاديا تشتيت الأولاد و عش الزوجية لكن الى أي حد تبقى الأمور هكذا و تبقى المرأة مهضومة الحقوق زائد تعرضها للعنف بكل أشكاله من طرف الزوج ؟ في رأيك أختي أ.فاطمة لمن نحمل مسؤولية ما يجري؟ هل للزوج؟ للمرأة نفسها و لآختيارها الذي لم يكن في محله؟ لللآباء؟ للمجتمع المدني أم لجمعيات حقوق المرأة؟ أم لمن ؟ و شكرا - |
الساعة الآن 25 : 07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية