![]() |
لماذا تركت الحصان وحيداً..؟محمود درويش
[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/54.gif');border:4px groove silver;"][cell="filter:;"][align=center]إلى أين تأخذني يا أبي؟
إلى جهة الريح يا ولدي … … وهما يخرجان من السهل ، حيث أقام جنود بونابرت تلاً لرصد الظلال على سور عكا القديم ـ يقول أبٌ لابنه: لا تخف. لا تخفْ من أزيز الرصاص ! التصقْ بالتراب لتنجو! سننجو ونعلو على جبل في الشمال ، ونرجع حينَ يعود الجنود إلى أهلهم في البعيدِ ـ ومن يسكن البيت من بعدنا يا أبي ؟ ـ سيبقى على حاله مثلما كان يا ولدي ! تحسس مفتاحه مثلما يتحسس أعضاءه ، واطمئن. وقال لهُ وهما يعبران سياجاً من الشوك : يا ابني تذكّرْ! هنا صلب الإنجليزُ أباك على شوك صبارة ليلتين، ولم يعترف أبداً. سوف تكبر يا ابني، وتروي لمن يرثون بنادقهم سيرة الدم فوق الحديدِ … ـ لماذا تركت الحصان وحيداً؟ ـ لكي يؤنس البيت ، يا ولدي ، فالبيوت تموت إذا غاب سكانها … تفتح الأبدية أبوابها من بعيدٍ ، لسيارة الليل. تعوي ذئاب البراري على قمر خائف. ويقول أب لابنه: كن قوياً كجدّك! واصعد معي تلة السنديان الأخيرة يا ابني، تذكّر: هنا وقع الانكشاريّ عن بغلة الحرب ، فاصمد معي لنعودَ ـ متى يا أبي ؟ ـ غداً. ربما بعد يومين يا ابني! وكان غدٌ طائشٌ يمضغ الريح خلفهما في ليالي الشتاء الطويلة وكان جنود يهوشع بن نون يبنون قلعتهم من حجارة بيتهما. وهما يلهثان على درب (قانا): هنا مر سيدنا ذات يوم. هنا جعل الماء خمراً. وقال كلاماً كثيراً عن الحب، يا ابني تذكّر غداً. وتذكر قلاعاً صليبية قضمتها حشائش نيسان بعد رحيل الجنود …[/align][/cell][/table1][/align] |
الساعة الآن 13 : 07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية