![]() |
ومن الحبّ ما قتل
[align=justify]
هل لكلِّ زمان منطق وأحوال؟؟ يصعب أحياناً أن تكون الإجابات نهائية، حيث لا تقبل زيادة أو نقصاناً.. لأن أي إجابة لابد أن تنطلق من طبيعة السؤال وتركيبته. فمثلاً السؤال الذي يأتي عن أشياء لها علاقة بالمشاعر والأحاسيس، يفترض أن يختلف عن سؤال آخر له علاقة بأشياء جامدة جافة لا تحتمل تدخل العواطف.. لذلك رأيت أن أضع عنوان «ومن الحبّ .. ما قتل»!! لأرى بعيداً عن تدخلات الولد المشاغب شحرور الغندور الذي آثر أن يأخذ إجازة مني إلى حين.. لأرى إلى أي حد تغيرت المفاهيم والتعريفات والتصنيفات بعد أن دخلنا القرن الحادي والعشرين. لا أريد أن أكون قاسياً جافاً، خاصة وأنني مصنف في عداد الشعراء العرب المعاصرين، لأرى أن زمن الحب قد ولى، وما عاد له وجود.. لأنني على يقين، أن الحب مثل الماء والهواء، لا يمكن الاستغناء عن أحدهما. ومهما كانت حياة الشباب مليئة بنبض الدخول في زمن السرعة والتسارع، وصولاً إلى شبكة الإنترنت المرعبة المذهلة، فلابد من مساحة للعواطف والإحساسات وخفقة القلب.. وحتى لا أفترض أنني في حوار لا طرف فيه سواي، أترك للشباب حرية التدخل، وقول ما يريدون دون أي حاجز، وحين أقتنع برأي أي واحد منهم، فله الحق أن أكون إلى جانبه.. وحتى لا يقطع الولد المشاكس شحرور الغندور إجازته، دعوني أحاول متابعة ما كنت في صدد مناقشته.. أظن يا أصحابي، أن الحب مازال متصلاً وإن بخيط رفيع، بالمشاعر والعواطف، وما شئتم من انفعالات. وهذه أشياء لا تزول ولا تتغير مع تغير الزمن. لأنها جزء لا يتجزأ من التركيبة العامة للإنسان. وإذا كان التطور العلمي قد وصل إلى ما وصل إليه، من تطور وتقدّم، فإن كل ذلك لا يستطيع أن يوقف أي دقة من دقات القلب، وإذا قلتم إن العلم قد أثبت أن الحب في العقل لا في القلب، أقول إن العلم طيب الذكر هذا، لا يستطيع أن يوقف هذه القنوات التي تضخ الحب.. في القلب كان أم في العقل..!!.. ربما يقول" واحدكم" من باب الاعتراض والمناكفة، مالنا وللحب الآن؟؟ الناس تتحدث عن الذرة والوصول إلى المريخ، وعن تحوّل العالم إلى قرية صغيرة، وأنت يا صاحب قيس وليلى، تعود بنا إلى زمن الحب.. وكأن هناك وقتاً، للحديث عن حبك ومشاعرك وما شابه من عواطف وأشياء ستتحول بعد حين لتصب في المتاحف..!!.. طبعاً سأبقى منحازاً رغم كل شيء لهذا الدفء الإنساني الجميل.. لن أقطع في يوم من الأيام، أي شريانٍ يصلني بكل نبض إنساني.. صدقوني، مهما جرى، لا يمكن أن نصير آلات جوفاء باردة لا حياة فيها.. طبعاً، مرة وألف مرة، سأكون مع التقدم العلمي، وكل ما هو رائع في هذا التطور الذي لا يمكن أن يقف في وجهه شيء.. لكن من قال إن العلم يلغي عواطف أي واحد منا؟؟ من قال: إن التطور يعني أن ندوس كل مشاعرنا ودفء قلوبنا؟؟.. مشكلة المشاكل تأتي من خلال الظن أن العلم يناقض المشاعر، وأن التطور في حرب مع العواطف.. ولا أحد يعلم من أين تسربت هذه الظنون لتكون قواعد للتصرف البشري.. ومن المضحك أحياناً، أن نوجه تهمة لهذا الإنسان أو ذاك، بأنه رومانسي، أو أنه حالم، أو أنه مسكون بالعواطف..!! فأين العيب في أن يكون الإنسان في كل زمان ومكان إنساناً.. ولماذا نريد أن نقلب كل شيء، لنقول إننا واقعيون وعلميون ومتطورون؟؟!!.. ربما يبكيني مشهد إنساني، يتعرض فيه الإنسان للعذاب والاضطهاد.. ربما أحترق حزناً حين أرى طفلاً يتمزق لحماً ودماً تحت جنزير دبابة لا تعرف الرحمة!! كل هذا شعور إنساني.. فهل يعني العلم أن ألغي هذا الشعور كي يقال إنني إنسان علمي؟؟.. أرفض ذلك، وأقبل كل التسميات على أن أبقي على إنسانيتي.. لا يهم ماذا يقولون.. فالإنسان إنسان، ولن يتغير من أجل صفة زائفة تطلق عليه.. لذلك قلت، وما أزال، ومن الحب.. ما قتل..!!.. ليضع الشباب كيفما أرادوا التعريفات والتصنيفات.. صدقوني سأكون مع كل رأي حين يستطيع أن يقنعني.. ولن أكون إلا مع قناعتي حين لا أجد من يستطيع إقناعي.. وحتى يثبت العكس، وتأخذ الأشياء صورة مغايرة، سأبقى مع «ومن الحب.. ما قتل» ليس من باب العند والمشاكسة والتشبث بالرأي، بل من باب الانحياز إلى المشاعر والعواطف والأحاسيس وإنسانية الإنسان.. جميل أن يتطور العلم ويتقدم، وجميل أن يحدث في كل يوم اختراع جديد يضاف إلى ما أنجز من قبل.. لكن كل ذلك لا يستطيع أن يلغي «ومن الحب.. ما قتل» طيبة الذكر.. لأن الإنسان سيبقى إنساناً مليئاً بالحس والعواطف.. [/align] |
رد: ومن الحبّ ما قتل
أخي .. طلعت ..
تحضرمعي أبيات شعرية في عبارة ( من الحب ... ما قتل ) أقول .. ما هالني ... طي الليالي للجوى.. *** فالحب يسبي و الهوى يا كم قتلْ يدمي السبايا.. في مراسيم النهى *** " سيزيف " صلى في محاريب الجبلْ ما الشعر ؟ما عشق القوافي كلما *** هز الهجير البكر أحشاء الجُملْ ؟ ما الصبر ما جدوى الرؤى ياخافقي؟ *** إن لم يكن طوفانها عكس الجدلْ ----------- من قصيدتي ( نهى ) في ديواني (مهر ليلى) ---- تحيتي وتقديري |
الساعة الآن 01 : 12 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية