منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   كلمات (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=246)
-   -   شباب على الهامش (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=15930)

طلعت سقيرق 23 / 06 / 2010 39 : 08 PM

شباب على الهامش
 
[align=justify]

أحياناً يحار المرء ويرتبك أمام سؤال يقول: هل وصل الإعلام العربي إلى الحد الأدنى من القدرة على طرح طموح ومشاكل وقضايا الشباب العربي، دون الوقوع في متاهات التنظير والتحليل وتقديم الدراسات التي تصل إلى نتائج لها علاقة بكل شيء، إلا قضايا الشباب؟؟!!..
حين ندرس المشكلة ونطرحها على بساط البحث والتحليل، لابد أن نقع من جديد، كما وقع سوانا، في متاهات التنظير، دون الوصول إلى نتائج تتعلق حقاً بقضايا الشباب.. لذلك، كان رأيي دائماً ومازال، أن على الشباب أن يطرحوا مشاكلهم وقضاياهم وهمومهم بجرأة وقوة، وأن يطالبوا بإيجاد الحلول التي تناسبهم.. وأن يطلبوا من الإعلام العربي، إدخالهم في صلب الموضوعات التي تخصهم، دون تركهم هكذا على مقاعد الانتظار.. إذ لا أحد يستطيع أن يفهم مشاكل وقضايا وهموم الشباب، كالشباب.. فلماذا يقف الكبار منظرين، بينما صاحب القضية يقف على الهامش، وكأن لا علاقة له بالموضوع من بعيد أو قريب..
طبعاً المسألة تحتاج إلى جرأة وقوة وقدرة على أخذ الدور الذي لا يناسب غير الشباب.. وهذا يعني أن يكون الشاب مؤمناً منذ البداية بحقه في مناقشة ما يهمه، بعيداً عن الاكتفاء بدور المتفرج، لأن هذا الدور لن يصل بالشباب إلى أي نتيجة.. فالشباب الفاعل، هو الشباب القادر على معالجة كل شيء.. والشباب السلبي، هو الشباب الذي يكتفي بدور المتفرج والمتلقي للنصائح..
هذا يعني ويتطلب وعياً وتماسكاً وابتعاداً عن التسرع.. فالكبار يأخذون على الشباب تهورهم وتسرعهم، ومن هذا الباب يبادرون إلى أخذ دور الشاب في دراسة همه ومشاكله.. وفي هذا يعطي الشاب للكبار المبرر والحق في أن يكونوا المبادرين إلى تقديم النصح ودراسة القضايا والخروج بهذه النتائج أو تلك..
من التسرع في الحكم، الظن مثلاً بأنني أطالب الشباب بالتمرد على الكبار وأخذ أدوارهم، وعدم الاستماع إلى آرائهم.. لأن الوصول إلى هذا يعني أن يكون الشباب في واد، والكبار في واد آخر، وهذا مستحيل مادام كل جيل يعيش في البيت والشارع والمجتمع عامة مع الجيل الآخر.. والإلغاء عملية سلبية لاتصل بنا في أي وقت من الأوقات إلى نتائج إيجابية. وما نريده هو التوفيق لا التفريق.. وإذا كنا ننادي بضرورة أخذ الشباب لأدوارهم، فلا يمكن أن ننادي بإلغاء أدوار الآخرين..
لا أحد يستطيع إنكار وجود مسافة بين جيل وجيل.. والمسافة تخلق دائماً شيئاً من الخلاف. لكن لا نقبل أن يصل الخلاف إلى حرب تقوم بين جيل وجيل.. بل نطلب بكل بساطة أن يحدث تفاهم وتوافق وتقارب، وأن يدرس الشباب مشاكلهم مستفيدين من تجارب الكبار، مسترشدين بآرائهم، مطالبين بحقوقهم في أن يكون لهم موطئ قدم في كل ما يطرح إعلامياً.. وهذا يعني أن على الشباب أن يفهموا الكبار، وأن على الكبار أن يفهموا الشباب.. وأن يأخذ كل طرف حقه في ممارسة الحياة، دون الوصول إلى التناقض أو التنابذ والتنافر.. فالمسافة بين جيل وجيل، لاتصل مهما كبرت إلى أن تكون مسافة حرب.. بل يجب أن تكون مسافة حب وأمان وود وتفاهم. والشباب حسب ظني، أقدر على إعطاء هذه المسافة هذا الكم من الدفء.. كما أن الجيل الأكبر، قادر حين يريد، على فهم السن الذي يمر به الجيل الأصغر. إذ من الطبيعي، أن من تجاوز مرحلة الشباب، كان له أن مر في هذه المرحلة. واختلاف الزمن، وشكل العلاقات، ليس حاداً أو قاطعاً بالشكل الذي يطيب للبعض أن يصوره.. خاصة في بلادنا العربية.. فمازلنا، نحافظ على كم كبير من الدفء والحب والحنان، رغم مرور السنوات.. ودراسة بنية البيت العربي نفسياً واجتماعياً وعلائقياً، تعطي خير دليل على ما أقول..
الدعوة لا تسعى إلى فتح قنوات الخلاف.. بل كل ما أريده يتمثل في أن يأخذ كل شاب دوره في حل ومناقشة ودراسة قضاياه، دون الاكتفاء بدور المتفرج الذي لا يعنيه من الأمر شيء.. لأن الاكتفاء بهذا الدور يعني القبول على طول الخط بترك قضايا الشباب بعيدة كل البعد عن فهمها وهضمها وإيجاد الحلول لها بشكل صحيح من قبل الإعلام، وغير الإعلام. وهذا يجر بشكل أكيد إلى ترك الشباب على الهامش، دون العمل ولو من باب الانفتاح، على إدخالهم في صلب القضايا.. لأن الشاب هو الأقدر على فهم قضايا الشباب، والأقرب إلى حل مشاكله.. ودون مشاركته الفاعلة والفعالة في دراسة همومه ومشاكله وقضاياه، لن تكون الحلول مناسبة.. فلماذا لا يكون الشباب الواعي، صاحب مبادرة في طرح مشاكله على بساط البحث، ومناقشتها مع الآخرين بفهم ودراية وقدرة فائقة على الأخذ والعطاء؟؟



[/align]


الساعة الآن 48 : 02 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية