![]() |
أنظر من أي طائفة من هؤلاء أنت
[frame="1 98"]________________________________________ لااله الاانت سبحانك إني كنت من الظالمين مقال جد رائع من روائع الدكتور مصطفى محمود رحمه الله من قرأه بتأمل سيجد شيئاً عجيباً في نفسه بالنسبه لى فقد حمدت الله على نعمه العذاب ليس له طبقة الذي يسكن في أعماق الصحراء يشكو مر الشكوى لأنه لا يجد الماء الصالح للشرب. و ساكن الحي الراقي الذي يجد الماء و النور و السخان و التكييف و التليفون و التليفزيون لو استمعت إليه لوجدته يشكو مر الشكوى هو الآخر من سوء الهضم و السكر و الضغط و المليونير ساكن باريس الذي يجد كل ما يحلم به، يشكو الكآبة و الخوف من الأماكن المغلقة و الوسواس و الأرق و القلق. و الذي أعطاه الله الصحة و المال و الزوجة الجميلة يشك في زوجته الجميلة و لا يعرف طعم الراحة. و الرجل الناجح المشهور النجم الذي حالفه الحظ في كل شيء و انتصر في كل معركة لم يستطع أن ينتصر على ضعفه و خضوعه للمخدر فأدمن الكوكايين و انتهى إلى الدمار. و السيد أو الرئيس أو الملك الذي يملك الأقدار و المصائر و الرقاب تراه عبدا لشهوته خادما لأطماعه ذليلا لنزواته. و بطل المصارعة أصابه تضخم في القلب نتيجة تضخم في العضلات. كلنا نخرج من الدنيا بحظوظ متقاربة برغم ما يبدو في الظاهر من بعد الفوارق. و برغم غنى الأغنياء و فقر الفقراء فمحصولهم النهائي من السعادة و الشقاء الدنيوي متقارب. فالله يأخذ بقدر ما يعطي و يعوض بقدر ما يحرم و ييسر بقدر ما يعسر.. و لو دخل كل منا قلب الآخر لأشفق عليه و لرأى عدل الموازين الباطنية برغم اختلال الموازين الظاهرية.. و لما شعر بحسد و لا بحقد و لا بزهو و لا بغرور. إنما هذه القصور و الجواهر و الحلي و اللآلئ مجرد ديكور خارجي من ورق اللعب.. و في داخل القلوب التي ترقد فيها تسكن الحسرات و الآهات الملتاعة. و الحاسدون و الحاقدون و المغترون و الفرحون مخدوعون في الظواهر غافلون عن الحقائق. و لو أدرك السارق هذا الإدراك لما سرق و لو أدركه القاتل لما قتل و لو عرفه الكذاب لما كذب. و لو علمناه حق العلم لطلبنا الدنيا بعزة الأنفس و لسعينا في العيش بالضمير و لتعاشرنا بالفضيلة فلا غالب في الدنيا و لا مغلوب في الحقيقة و الحظوظ كما قلنا متقاربة في باطن الأمر و محصولنا من الشقاء و السعادة متقارب برغم الفوارق الظاهرة بين الطبقات.. فالعذاب ليس له طبقة و إنما هو قاسم مشترك بين الكل.. يتجرع منه كل واحد كأسا وافية ثم في النهاية تتساوى الكؤوس برغم اختلاف المناظر و تباين الدرجات و الهيئات أما أهل الغفلة و هم الأغلبية الغالبة فمازالوا يقتل بعضهم بعضا من أجل اللقمة و المرأة و الدرهم و أمتاراً من الأرض، ثم لا يجمعون شيئا إلا مزيدا من الهموم و أحمالا من الخطايا و ظمأً لا يرتوي و جوعا لا يشبع. فانظر من أي طائفة من هؤلاء أنت.. و اغلق عليك بابك و ابك على خطيئتك. (من روائع دكتور مصطفى محمود رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وغفر له) [/frame] |
رد: أنظر من أي طائفة من هؤلاء أنت
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبر كاته
مشكورة أيتها الفاضلة "بوران" لتعريفك القراء المتابعين لمواضيعك الراقية الجادة بمقالات هادفة على غرار مقالة الدكتور المرحوم " مصطفى محمود" بصرك الله ونورك وسدد خطاك لما فيه خير أمتك وصلاحها أيتها الطاهرة ونسأل الله أن نكون جميعا من الطائفة الحامدة العابدة آمين آمين وصلى الله وسلم على نبي العالمين محمدا بن عبدالله بارك الله فيك ودمت أختاه فاضلة مذكرة تقبلي تحيات أخيك عادل سلطاني |
رد: أنظر من أي طائفة من هؤلاء أنت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استاذتي الفاضلة يبدو أننا نشترك في احترام هذا الإنسان الفاضل الذي ترك الأثر الكبير على أجيال أوصل اليها المعارف في زمن عزّ فيه الوصول اليها فتأثرنا بأخلاقه الحميدة ورويته ورؤيته الشمولية للكون وخالق الكون فنعم المربي ونعم الأستاذ فالمرحوم الدكتور مصطفى محمود لا يقارن بدعاة اليوم بالرغم من الامكانيات الهائلة الموضوعة تحت تصرفهم . مقالة رائعة بحق شكرا لك من القلب .. تحياتي واحترامي |
الساعة الآن 32 : 11 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية