![]() |
كنفاني ...... والأشباح ماتوا
قبل أسبوعين كانت الذكرى الثامنة والثلاثين لجريمة صهيون بقتل المبدع الإنسان المقاتل من أجل الحرية غسان كنفاني، حيث انتشرت روحه تسبح في عقول وقلوب وأرواح الفلسطينيين والعرب وكل المقهورين في العالم، لتطبق عمليا ما قاله جيفارا " وطني حيث يكون القهر"، تابعت ذكرى استشهاد هذا العملاق في كل زوايا المقهورين في فلسطين، وجدت أنهم اليوم أعادوا إكتشاف غسان للمرة المليون أو قل المليار، لأنه في كل يوم نجد من يعلن بعضا من غسان أيقونة للحرية التي لا بديل عنها غير الحرية كما يقول غسان نفسه، وأجد نفسي ايضا متسمرا عند مقولة كنفاني " الأشباح ماتوا ..قتلتھم الفیزیاء..وذوبتھم الكیمیاء..وأرعبتھم العقول" هل صحيح أننا نقدس غسان لأنه فقط شهيد، أم أن ما أبدعه في قصصه ودراساته هي بحد ذاتها مقدسة، لا شك أن استشهاده شكل انتصارا له على بربرية صهيون، لكن إبداعه سبق استشهاده بل وسبق الثورة الفلسطينية نفسها، حيث كان نبيا مبشرا بها في أكثر من قصة ومقالة وكتاب، وهنا أدخل في المعني العميق لمقولته حول الأشباح، إنه يدلنا على طريق المنعة والقوة، إنه العلم في الفيزياء والكيمياء، أليس محزنا أن نقرا ذلك الآن ونجد كل الفلسطينيين والعرب لا زالوا في هذا الخصوص أطفالا تحبو ؟؟؟ هل نحن إلى هذه الدرجة من ضعف الوعي أم أن بعضنا لا يريد أن يفهم قوانين العصر؟؟؟ يضيف غسان بعد ذلك " العقول" كقوة قادرة على تدمير الأشباح، عن ذلك باختصار يعني أنه حتى الأشباح التي كانت مصدر رعب لكل من يدب على الأرض العربية، هذه الأشباح بقوتها الخارقة تهاوت تحت ضربات العقل المستند للعلم، ومع ذلك وبعد الهزائم المتلاحقة بشعبنا وعربنا لجأنا إلى الأشباح وتفكيرها، لتنقذنا من محنة الهزائم التي نعيشها ،بدلا من التمسك والتعمق في العقل المستند للعلم كقوة ومنعة لنا تسحق كل عدوان علينا من صهيون وغير صهيون، كل منا بات له شبحه بل أشباحه التي صنعها من داخله، أشباح شلت كل كيانه، شبح الدولار الذي أطبق على أنفاسنا، شبح الزندقة الذي تمثل في المبدع نصر حامد أبو زيد فقتل فينا روح الإبداع، شبح السلطة التي بتنا لها عبيدا، وشبح القطرية، والسنة، والشيعة، والخوارج، والبهائية والحوثية، والأحمدية، والأفارقة والكردية، والصليبية وغيرها الكثير الكثير، وكأننا ليس فقط لم نقرأ غسان بل وكأننا لا نعيش في القرن الحادي والعشرين، كم أتالم لك يا غسان وأنت اليوم تعاني قهر أشباحنا بعد أن انتصرت على شبح صهيون الذي بات لنا غفورا رحيما!!!! http://insi.maktoobblog.com/1615961/%d9%86%d8%a8%d8%a7%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d9%83%d9%86%d9%81%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b4%d8%a8%d8%a7%d8%ad-%d9%85%d8%a7%d8%aa%d9%88%d8%a7/#comments |
رد: كنفاني ...... والأشباح ماتوا
تحية لك أخي آدم على موضوعك الهام هذا ..
حقا ، لم يغتل العدو غسان إلا لرعبه من الخطر الذي تشكله كتاباته على وجوده .. لكنه بهذا الاغتيال أثبت غباءه كالعادة .. فقتل الجسد لا يعني قتل الروح و الفكر .. شكرا لأنك أثرت قضية الأشباح .. و عسى أن يتخلص كل فرد من هذه الأمة من شبحه المتسلط عليه .. محبتي . |
رد: كنفاني ...... والأشباح ماتوا
الأخ الأستاذ آدم يونس أشكرك على هذا الموضوع الهام والقيّم , نعم إننا نقدس الشهيد غسان كنفاني لوطنيته ولفكره وإبداعه بشكل عام , وبشكل خاص لفكره وإبداعه بهذه المقولة الشهيرة " الأشباح ماتوا.. قتلتهم الفيزياء.. وذوبتهم الكيمياء.. وأرعبتهم العقول" لكن للأسف ما زالت الأشباح موجودة بيننا ومسلطة علينا وهي مصدر لحياة الخوف والانهزام , كيف لا ونحن لم نلتفت لهذه المقولة ونعمل بها . الشهيد غسان كنفاني رحل بجسده , لكن فكره وأدبه وإبداعه مازال موجوداً لن يموت, لعل وعسى ان ننتبه لهذه الأشباح ونعمل على إذابتها وقتلها بالعقل المستند على العلم. تقديري واحترامي . |
الساعة الآن 31 : 09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية