![]() |
الباحث الفلسطيني حسن الباش:كل الجهود العربية لن تحمي الأقصى وسيعود بالقوة المسلحة فقط
الباحث الاكاديمي الفلسطيني حسن الباش:
كل الجهود العربية لن تحمي الأقصى وسيعود بالقوة المسلحة فقط لا «صراع حضارات» مع أمريكا فهي ليست حضارة بل قوة تكنولوجية أجرى الحوار: أحمد حسين/ دمشق نال «جائزة القدس» المقدمة من الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وحقق ريادة في الكتابة عن القدس وتاريخها، وسجل بصمة أكاديمية ووطنية في دراساته المقارنة، وأصدر عشرات الكتب ومئات المقالات، تلتقي «العـودة» اليوم مع الدكتور حسن الباش، في حديث فكري وتاريخي عن القدس والمنطقة، تتوافق مع الذكرى الأربعين لإحراق المسجد الأقصى.. وكان اللقاء الممتع في دمشق. «العـودة»: بدايةً من خلال مؤلفاتكم وأبحاثكم الكثيرة عن القدس.. ما هي الفكرة الأساسية التي تقوم عليها هذه المؤلفات؟ وما هي الرسالة التي تريدون إيصالها للعالم؟ البحث في القدس يعني البحث في فلسطين. فأنت عندما تتحدث عن فلسطين أول ما تتناول فيها مدينة القدس، وإذا بحثت في القدس فإنك حتماً تتحدث عن مركز فلسطين. والفكرة الأساسية التي تقوم عليها دراساتي هي إيضاح أهمية القدس بالنسبة لنا عرباً ومسلمين، فهي حسب كل الدراسات عربية إسلامية بسكانها وأرضها وبتاريخها وتراثها، والتسرب الإسرائيلي إلى أراضيها طارئ كأي غزوة مرت مع فلسطين ثم انتهت وتلاشت.. «العـودة»: لماذا -من وجهة نظركم- يصرّ الكيان الصهيوني على احتلال هذه المدينة المقدسة وطمس معالمها الإسلامية؟ لماذا تُستهدَف هذه المدينة؟ العدو الصهيوني عندما يُصرّ على استمرار احتلاله للقدس فإنه يدرك أن ذلك يعني قطع الصلة بين سكان فلسطين وأرضهم ومقدساتهم، ويعني التحدي الديني باعتبار أن القدس مسرى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومهد المسيح عليه السلام، وهو يريد من ذلك طعن الهوية العربية الإسلامية وتزييف مكانتها المقدسة من علاقة بالعرب والمسلمين إلى علاقة مع المتهودين المستعمرين. ولهذه الأسباب وغيرها يقوم على المستوى العملي بتغيير معالم المدينة بغية تهويدها، ومن ثم افتعال أي ذريعة لهدم المسجد الأقصى والأماكن الإسلامية الأخرى وبناء ما يسمى الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى. «العـودة»: هل تعتقد أن الأساليب والطرق التي يتبعها العدو الصهيوني لتغيير المعالم الإسلامية لمدينة القدس قد تفضي إلى تحقيق ما يصبو إليه هذا الكيان من تهويد وأسرلة؟ محاولات العدو الصهيوني العملية قد تفضي إلى هدم المسجد الأقصى وترحيل العرب من المدينة بحيث تصبح يهودية بسكانها، وما دام الوضع الفلسطيني والوضع العربي والإسلامي متردياً ومنهاراً وضعيفاً فإن العدو الصهيوني قد يحقق غاياته في تهويد المدينة بسرعة هائلة. «العـودة»: كيف تقوِّم الجهود الفلسطينية والعربية والإسلامية في الحفاظ على المسجد الأقصى ومدينة القدس؟ إن كل الجهود العربية والإسلامية في الحفاظ على المسجد الأقصى لا تعني شيئاً للعدو الصهيوني، والذي يعنيه هو القوة المسلحة وحدها، فمن خلال الاعتماد على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى لم يستطع الشعب الفلسطيني الحصول على أي مكسب أو إحقاق أي حقّ، فالعدو الصهيوني لا يحترم الضعفاء، وهو يدرك تماماً أن العرب والمسلمين ضعفاء لا حول لهم ولا قوة لأنهم فقدوا إرادة التغيير وإرادة الثورة والجهاد ضد الغزو الخارجي. «العـودة»: في كتابكم «القدس بين رؤيتين» اتجهت للقبض على النص التوراتي وتحليله وتفنيد الأكاذيب والافتراءات، وبينت أن القدس عربية الجذور إسلامية الانتماء. لماذا لجأت للاستشهاد بالتوراة؟ عندما نكتب عن القدس لا بد أن ندخل عالم الصراع مع العدو الصهيوني في جذوره الأولى، فالصهيونية ركبت ظهر حمار الدين المنحرف وراحت تدعي أن فلسطين وعد إلهي وعده الله لبني إسرائيل، لذلك استطاعوا دمج الديني بالسياسي وصدّقهم العالم العربي، ولذلك أيضاً أرى أننا إذا أسقطنا الادعاء الديني فإن الادعاء السياسي يسقط بشكل طبيعي، لقد درستُ النص التوراتي -وهو محرف لكنهم يؤمنون به- وناقشته اعتماداً على القرآن أولاً وعلى مصادر علم التاريخ والآثار ثانياً، وأثبتُّ من خلال ذلك أن النص التوراتي نصٌّ مؤلف أيام وجود اليهود في بابل عام 570 ق.م، والذي ألف هذا النص دمج بين البعد السياسي والبعد الديني لتصبح فلسطين والقدس حلماً من أحلام اليهود، لأنهم أساساً ليس لهم وجود حضاري مستقر في أي بقعة من الأرض. والواقع أن علم مقارنة الأديان هو الذي فتح لي الباب كي أناقش النص التوراتي وأبيّن تحريفه وكذبه وتناقضاته، وخاصة عندما نصدمه بالنص القرآني فنراه يتهاوى أمام الحقيقة القرآنية. وعلم مقارنة الأديان علم شمولي، لا بدّ للباحث فيه أن يكون دارساً متعمقاً للتاريخ والجغرافيا وتاريخ الأديان وعلم اللغات والآثار والأنثربولوجيا ( علم الإنسان أو الشعوب). وفي كل الأحوال لا بد من الاستعانة في هذا المجال بكل هذه العلوم التي تساعد في الكشف عن الحقائق الدينية والتاريخية والبشرية والحضارية. «العـودة»: دكتور حسن، أنت كباحث هل تعتمد على التاريخ أم على نصوص الكتب السماوية، أم تجمع بينهما؟ لتبرهن على صحة ما تقول؟ الواقع أن النص القرآني هو المقياس الأول الذي تقيس به الأمور، وخاصة في ما يتعلق ببني إسرائيل والأنبياء والصراع المستمر بين العرب والمسلمين والغزاة أياً كانوا. «العـودة»: ألّفت كتاب «صدام الحضارات حتمية قدرية، أم لوثة بشرية» رداً على صمويل هنتنغتون ونظرية «صدام الحضارات»، ما الذي دفعك إلى الرد؟ بالنسبة إلى صدام الحضارات، إن الذي اخترع هذه الفكرة ثلة من المفكرين والباحثين اليهود والبروتستانت من المحافظين الجدد، بدأ بالفكرة شتراوس، وهو مفكر عنصري بروتستاني ثم برنارد لويس ثم صموئيل هنتنغتون ومن بعده فوكوياما.. ودعوة الصدام ظهرت جلياً بعد انهيار الشيوعية في الاتحاد السوفياتي، فلم يعد هناك عدو للرأسمالية الأميركية، فقالوا: «يجب أن نخلق عدواً» فاختلقوا فكرة الإسلام هو العدو.. وافترض هنتنغتون أن حضارة أمريكا متقدمة وراقية، ولا يمكن إلا ان تصطدم بالحضارات العنيدة المتخلفة وخاصة الحضارة الإسلامية. و نحن نقول إن ما نراه من تقدم تكنولوجي وعلمي في أمريكا والغرب لا يشكل حضارة، فهنتنغتون إما كذاب وإما مخادع، لأن أمريكا لا يتجاوز عمرها أربع مائة سنة وليس لها حضارة، فالصدام ليس بين حضارات، الصدام بين قوى صناعية تكنولوجية متمثلة بالغرب وقوى لا تزال ضعيفة تكنولوجياً ولكنها ذات جذور حضارية معروفة. فهو يفترض -زوراً وبهتاناً- أن ما يعيشه الغرب، وخاصة أمريكا هو حضارة، والحضارة بكل المقاييس هو تمازج المادي بالروحي لإنتاج ما ينفع الناس، فهل امتلاك السلاح النووي القاتل يعتبر إنجازاً حضارياً؟ وكذلك السلاح الفوسفوري والقنابل العنقودية والجرثومية في المقياس العلمي إبداع، ولكنه هل هو إبداع حضاري؟ بالطبع لا، لأنه إبداع يقضي على الحضارة. ويبدو أن هنتنغتون أغاظه أن يرى الشرق العربي الإسلامي يتمسك بأخلاقه وعقيدته ويرفض الهزيمة الفكريه والاجتماعية فاخترع ما يسمى صدام الحضارات. «العـودة»: نحن لا ندعو إلى الصدام لكننا لا نستسلم للعدوان، فكيف ندافع عن هويتنا وعقيدتنا وأرضنا وحقوقنا؟ إن من مصلحة الصهيونية والعدو الصهيوني أن تشتعل نار الحروب والصدام بين الشعوب، وهذا هو طريق اليهود وسلوكهم إلا من رحم ربي، وهم قليل. إن الصهيونية تعيش على تناقضات البشر والشعوب، فلو ساد التفاهم بين الشعوب لسقطت الحركة الصهيونية، لأنها لا يمكن أن تحيا إلا إذا أفسدت، فإذا توقف الفساد وصحت لها الشعوب فماذا نفعل بالصهيونية؟ فهي لا مكان لها بين الشعوب، ولا مكان لها في ساحة الخير والحوار والتفاهم. «العـودة»: هل تعتقد أن دور تيار الأصولية المسيحية في أمريكا الذي تبناه المحافظون الجدد سوف يتراجع في عهد أوباما؟ إن تيار الأصولية البروتستانتية تيار قوي في أميركا، وله دعاته من القساوسة والكهنة، ولا يقتصر فقط على مجموعة من المحافظين الجدد، فعدد الذين يؤيدون هذا التيار أكثر من 80 مليون إنسان ولهم محطات إذاعية وتلفزيونية. هم مؤثرون، بوجود أوباما وبعدمه، فوجودهم قوي ومستمر ويدعمون العدو الصهيوني، ومن أهم منظماتهم منظمة السفارة المسيحية، والحتمية القدرية، وحراس الهيكل، ومن أشهر منظريهم جيري فولويل، سكوفلد، شتراوس. وأظن أن أي انحراف لأي رئيس أميركي عن أهداف الصهيونية العالمية بشقيها المسيحي واليهودي يؤدي بالتالي إلى قتله وإسقاطه أو التضييق عليه بشكل كبير أو افتعال أزمة له ولحكومته حتى تسقطه، وهذا ما تفعله قوى المحافظين الجدد في الولايات المتحدة. وأعتقد أن أوباما إذا ما حاول الوقوف ولو لمرة واحدة في وجه المخططات الصهيونية فإن الحركة الصهيونية ستعمل على إنهائه، إما بقتله وإما بإسقاطه من خلال فضيحةٍ ما يفتعلونها، أو خلق أزمة مالية أو سياسية أو غيرها لإفشاله وإسقاطه. «العـودة»: كتبتَ في الشعر وفي الفلوكلور وفي الدراسات الإسلامية والأدبية وفي مقارنة الأديان والبحث السياسي، كتبت بشكل متعدد ومتنوع، أين يجد نفسه الدكتور حسن الباش؟ الواقع أجد نفسي في كل ما كتبته، لكن لا شك في أن ما كتبته في مقارنة الأديان كان الأكثر عمقاً والأكثر أثراً بين القراء، وخاصة عندما نطبق علم مقارنة الأديان على بعض القضايا الوطنية مثل القدس بين الرؤية الإسلامية والرؤية التوراتية، ومع ذلك أرى أن كتابتي في القضايا الفكرية السياسية تعبّر عن هويتي وانتمائي إلى فلسطين والعروبة والإسلام، وخاصة في كتاب صدام الحضارات وكتاب الاسلام وثقافة الهزيمة، وكتاب منهج التعارف الإنساني في الإسلام. «العـودة»: ما هي المشاعر التي تركتها لديك «جائزة القدس» المقدمة لك من الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب؟ لا شك عندما رُشِّحت لجائزة القدس من قبل اتحاد الكتاب والأدباء العرب قلت في نفسي أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي، فالجائزة معنوية لا شك، لكنها تقدير عظيم من رئاسة الاتحاد ومن الدكتورعلي عقلة عرسان شخصياً، وما دامت هي جائزة القدس، فأنا استحقها لأنني كتبت سبعة كتب عن القدس وفي القدس. «العـودة»: ماذا تعني الطيرة ( طيرة حيفا ) للدكتور حسن الباش؟ «الطيرة» ملتصقة بسحنة وجهي، بسمرة جسدي وبلهجتي وعاداتي ببيتي بأولادي بنومي وصحوي. الطيرة جنة الله لأنها كرم الله، الطيرة أول انتصار عربي كنعاني على المتسربين اليهود عام 1200م. الطيرة ستظل البوصلة التي توجهني دوماً نحو البحث عن دروب الجهاد والكفاح حتى نسترد فلسطين كل فلسطين. المصدر: مجلة العودة |
رد: الباحث الفلسطيني حسن الباش:كل الجهود العربية لن تحمي الأقصى وسيعود بالقوة المسلحة
الأخ الفاضل الباحث الفلسطيني الأستاذ حسن الباش أحييك وأبدي تقديري وإعجابي بوطنيتك الخالصة وحبك لفلسطين , وجهودك المتواصلة بالبحث والدراسة لإثبات الحق الفلسطيني الكامل بفلسطين , وأؤيدك بأن كل الجهود العربية لن تحمي القدس والأقصى ولن تعود لأهلها إلا بالقوة المسلحة , وأن ماأُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة . تقبل فائق تقديري واحترامي . |
رد: الباحث الفلسطيني حسن الباش:كل الجهود العربية لن تحمي الأقصى وسيعود بالقوة المسلحة
الأخ الأستاذ حسن الباش لا بدّ لي من أقدم لكم التهنئة القلبية على حصولكم على "جائزة القدس" من الاتحاد العام للكتاب للأدباء والكتاب العرب , ولا شك أنكم تستحقونها وعن جدارة , تقديري واحترامي . |
الساعة الآن 19 : 07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية