![]() |
حمّى السفر....
حُمّى السفر....
كان يا مكان في سالف العصر والأوان بلد يدعى دار السلام ,جنائنه معلقة بابلية,يجري فيه نهران هما شريان كل قلب بلاد عربية..؟! وفجأة حل الخراب ,وستعلى عرش سليمان.. غراب؟ ببساطة هذا حالنا بعد الحرب الأخيرة ولا يخفى ذلك على أحد .. لم نأخذ بالأسباب والمسببات التي تضطر الفرد العراقي للجوء للسفر وطلب الجنسية التي لا يعوض الحصول عليها حفنة من تراب العراق. ما أريد أن يعرفه الجميع بعدما كنا بلد الخير والعزة والكرامة, ودخولنا أي بلد عربي أو غربي يكون وسام شرف لهم ,أصبحنا مجرد علامة استفهام بمجرد أن نحمل الجواز لتلك الدولة؟أو الوقوف على أبوابها العصماء لنا والمنفتحة الأحضان لغيرنا ..؟! أصبحنا محط ريبة وشك وأصبح أصبع الاتهام موجه دائماً إلينا ,نسوا وتناسوا ما كان العراق عليه وعلى رأي المثل (لو طاح الجمل كثرت سكاكينه )الجمل الذي حمل متاع الجميع ورفع عنهم الكثير,نعم حمل وتحمل . سبب لجوء العراقيين لتلك الدول وتحمل لوعة وألم الفراق والغربة هو تردي الأوضاع برمتها وظلم الحكومة التي من المفروض أن تكون المنقذ الوحيد للشعب بعد كابوس الحرب,فيضطرون للسفر لأنه المتنفس الوحيد للهرب من الضغط النفسي والإحباط الذي أصبح مرض يعاني منه صغار وكبار الشعب العراقي من كل الفئات والقوميات. ولا ننسى بأن الدول العربية ضيقت الخناق بمنع العراقيين من اللجوء وطلب الجنسية للذين تعرضوا للاضطهاد وملاحقة المليشيات وفرق الموت لهم . أوصدت تلك الدول أبوابها وزادت من مضايقات اللاجئين بغلق الحدود ودور الهجرة ,وإن تعطفت تلك الدول على بعض من هؤلاء بالمرور من حدودها فهي لا تمنحهم حق الإقامة أو منحهم تصريح عمل لذلك يضطر غالبيتهم لطلب اللجوء لأمريكا ودول الغرب. نست وتناست تلك الدول إن لها اليد بدمار العراق وكانت بوابة لإطلاق الصواريخ وقواعد للبوارج والسفن التي احتضنتها بحارها ...؟ نست إن لها الدور بتسلل الكثير من الإرهابيين من حدودها المحصنة ...؟! ألم يحن الأوان لتلك الدول بالتكفير عن بعض ما ارتكبتهُ بحق الشعب العراقي..؟ بقلم :هدير الجميلي |
الساعة الآن 32 : 04 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية