منتديات نور الأدب - الفلوجة وكفن يعشقها..

الفلوجة وكفن يعشقها....

يبدو ان مدينة الفلوجة في عراقنا الجريح لا يريد الحزن مفارقتها,حيث يسعد ويأنس بمكبرات صوت المساجد وهي تزف إلى بارئها شهداء قضوا نحبهم وهم أمنون بمنازلهم بعد أن كان زائرهم الأخير العيد.
أعتدنا على أكاذيب الحكومة العراقية وقوات جيش الاحتلال عندما تقصف المنازل الآمنة بذريعة إيوائها مسلحين إرهابيين,وعند الصباح تتكشف حقيقة إدعاءاتهم مع ظهور أول خيط من خيوط الشمس.
منطقة جبيل والتي تقع (4كيلو متراً جنوب غرب الفلوجة) تعرضت فجر يوم الأربعاء لعملية أنزال نفذتها قوة أمريكية عراقية خاصة استهدفت منزل ضابط في الجيش العراقي السابق فقتلته هو وأفراد أسرته وفتحت النار عليهم بصورة عشوائية همجية ومن ضمن القتلى والجرحى أطفال ونساء لا يمتون للإرهاب بأي صلة.
فقد تفاجئ أفراد هذه العائلة مساء يوم الأربعاء 15/9/2010 بعدما قضوا سهرتهم يتكئون على فُرش قديمة وسط حدائقهم يتيمة الأشجار يلتحفون شراشف ينقعوها بالماء لتقيهم حر الصيف, لم يتخيل أحد بأنها ستصبح يوماً كفناً لهم ؟!
لم تكن هذه جريمتهم الأولى لقد كانت ومازالت مدينة المساجد خطر يهدد الاحتلال وأذنابهُ من الخونة ,الفلوجة بما تحويه من مناطقها السكنية الهادئة لم تكن تحوي على آبار نفط أو مناجم لمعادن يطمع بها هؤلاء الأوغاد ,كنزها الوحيد مساجد لا تغفل عن ذكر الله وإرادة صلبة لشيبها وشبابها ,لم تكن الفلوجة سوى ذاك الكابوس الذي يقلق منام الكفار كلما سنت عيونهم وزاغ بصرهم لينسوا ما أحدثته أيديهم بها فتطاردهم وجوه الأطفال التي نالها فسفورهم الأبيض فخطف شحوب طفولتهم البريئة بلحظة.
هم ينتقمون من أهلها الشجعان فرغم الحصار الذي فُرض عليها إبان الحرب على العراق ورغم محاصرتها براً وجواً ونهراً لكن أهلها لم يستسلموا بقوا يناضلون بأضعف الإيمان.
مشكلة الأمريكان وأعوانهم ليس في حي جبيل أو نزال أو الجمهورية أو غيرها من الأحياء أو وجود الشبكات الإرهابية كما يدعون ,مشكلتهم بأن لهم ثأر وباعتقادهم من الواجب أخذ الثأر من مدينة أذلت جبروتهم وسلطانهم وجعلتهم مثلاً وحديثا للعالمين وهم القلة القليلة العدد والعدة قال تعالى:(إن تنصروا الله ينصركم )
فكم من الأكاذيب ستخترعين يا أمريكا أنت وأعوانك
وكم من المساندة ستحتاجين لتتخلصي من كوابيسك
وكم من الضمائر ستُسكتين بعد كل فعلة شنيعة تتخذيها ضد فلوجة الجهاد ...

لله درك يا فلوجة الشهداء ..يا مُذلة عروش الطاغين..

بقلم :هدير الجميلي