![]() |
دوائر العشق الفلسطيني
[align=justify]
لا يكتمل الحبّ أيّ حب ، دون عطاء لا يحدّ .. ولا يكتمل معنى العشق في صورته السامية العالية رفيعة المستوى والقيمة ، إن لم يكن عشق روح وبذل واستعداد للتضحية في سبيل المحبوب بكل شيء .. ولأنّ حبّ الأوطان وعشقها أعلى مراتب الحبّ والعشق، ولأنّ الإنسان الفلسطيني ذاق ما ذاق من مرارة الفراق ولوعة البعد وحرقة التشرد ، فقد كان حبه لفلسطين حبا استثنائيا لا يقاس بأيّ حب ، ولا يمكن تشبيهه بأي عشق .. فهو الغرام الذي لفّ الوجود كله ، وكتب قصيدته في كلّ دفاتر ويوميات الفلسطينيّ على مدار سنوات طويلة ، وأيام امتدت حتى صارت لغة الشريان وهو يناجي البيت والشارع والبيارة والجبل وكل شجرة من أشجار الوطن .. في الوطن أنت عاشق استثنائي لكل ما يضمه الوطن من موجودات وطبيعة تحيط بك ، وفي الغربة والتشرد والبعد تشتعل عشقا لكل ما هو بعيد مفقود مكتوب بحبر الحنين والشوق .. سنوات وحبّ الفلسطيني يكبر في دوائر لا تحد ، ويتسع في خطوط يصير العمر جزءا منها .. فالبيت الذي كان حاضرا قريبا مسكونا محسوسا ملموسا ، صار بين ليلة وضحاها ، حبيبا مفقودا بعيدا محجوبا مقيدا بسلاسل الاحتلال البغيض .. لذلك يأخذ القلب في عزف حكاياته وأناشيده ونداءاته شوقا لا يهدأ لبيت يتأنسن ويتنفس وينبض ويتحرك داخل الخلايا .. والشارع والساحة والمدينة والقرية وكل ما كان ملء العين الفلسطينية على مدار سنوات التاريخ ، يصير فجأة شيئا مشتهى لا تقع العين عليه ، ولا تلمسه اليد .. فيكبر نداء العشق ويمتد ليكون القلب والروح والنبض والشريان .. فالعشق هنا هيام يجعل الإنسان مأخوذا مشدودا لكلّ ما يتعلق بفلسطين وكل ما يذكر بهذا الحبيب يغطي الوجود ليصير الوطن حبيبا ملء الحياة طولا وعرضا .. العشق الفلسطينيّ عشق يساوي كل عشق للأوطان في حالة الحضور والالتصاق أو العيش في الوطن .. كل إنسان يعشق وطنه عشقا كبيرا لا يماثله عشق .. وتأتي حالة الفقد والبعد والتشرد واللجوء لتجعل هذا العشق مضاعفا مرات ومرات .. فالفلسطينيّ يحبّ حبّ من يحنّ لحبيب مقيد بالبعاد والفراق والحرمان والاشتياق.. والفلسطينيّ يعشق عشق من كحل عينيه بالقرب والعناق والسكن ، ثمّ جاءه سيف الفراق المر احتلالا قطع كلّ معنى من معاني اللقاء فصار على العاشق أن ينام ويقوم على سيرة الحبيب البعيد الذي يكتبه قصيدة لا حدّ لحنينها ولوعتها ، مما جعل القلب نبضا فلسطينيا وخارطة عشق فلسطينيّ ودما لا يعرف في مسار شرايينه غير فلسطين .. دوائر الحبّ الفلسطينيّ مكتوبة بالبعاد حنينا وشوقا ، وممهورة بالتطلع والانتظار والتوقع والاشتياق خفقا لا يعرف الهدوء .. ودوائر العشق الفلسطيني تتسع في كل يوم كونها دوائر أمل بأنّ البلاد عائدة ذات يوم قريب لأهلها وناسها وعشاقها .. هذا ما يؤمن به كلّ فلسطينيّ وهو إيمان لا يقلّ بل يزيد ويكبر مع كل يوم .. فالعاشق الفلسطيني يعرف أن فلسطين لا تكون إلا به ولا يكون إلا بها ، فهو من يكمل وجودها ، وهي من تكمل وجوده.. ليس هناك حب يماثل الحب الفلسطينيّ ، وليس هناك عشق يماثل العشق الفلسطيني ..ولأن الحب والعشق كبيران ممتدان خصبان ، فقد كتب الفلسطينيّ قسمه الذي لا يتغير ولا يتبدل كونه نبع القلب ومصبه ،وهذا القسم يقول إنّ فلسطين هي الحبّ والوطن العائد والأنفاس التي لا نرضى عنها بديلا.. [/align] |
رد: دوائر العشق الفلسطيني
1 مرفق
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
أيها الشاعر والإنسان الرائع دوماً أيها الشاعر النقي بإنسانيته الرائع بكم الوفاء والانتماء الذي يزرع مع كل جملة بساتين من الحب والعشق والوله الفلسطيني يرويه بينابيع الأمل... إنه الأمل الذي يمسح الجراح ويغسل ظلام ليالي اليأس بأنوار الفجر القادم حتماً، ومهما خيّم هذا الظلام فالأدباء الكبار أصحاب الرسالة يستطيعون غرس بذور الأمل فينا كل يوم من جديد حتى نكسر قيود عجزنا واستسلامنا أمام رياح الاحتلال والاستسلام والخيانة عطش الروح الفلسطينية التواقة ليوم التحرير القادم حتماً يحتاج أدباء كبار لا يتوقفون عن غرس بذور الأمل دائما رائع ودائما نبيل عطرك يفوح بأقماره البيضاء كياسمين حيفا ودمشق هدى ملف مرفق 3597 [/align][/cell][/table1][/align] |
رد: دوائر العشق الفلسطيني
كذلك هي دوائر العشق الفلسطيني حقا
وداخلها سرها الخالد الذي جعل من الفلسطيني , عاشقا متفردا على مدى السنين إنه الوفاء اللامتناهي للوطن , الوفاء لحبات تراب نبت فيها العشق السرمدي مسقيا بالدم والدموع أعطوا للفلسطيني أوطانا ,عساه ينسى وطنه , وأعطوه تذكرة سفر إلى حيث يريد , عساه يبني عشه تحت سماء أخرى غير سماء فلسطين , فلم يزدد عشقه إلا التهابا , وحتى الذين تغربوا قسرا , مازال عطر الريحان , وضوع الزعتر يفوح من فناجين قهوتهم في أوطان الغربة , وما زالت القدس تصعد مع الأنفاس الحرى , ولسان حالها يقول : أنا العشق الفلسطيني , أنا العشق كله . تحياتي الحارة لك أيها الغالي |
رد: دوائر العشق الفلسطيني
مؤكد أن العلاقة تشاركية ,بين الكم القلبي للحب ,والكم الطبيعي للأرض ,,
فالوطن لنا معه طريقةلانلمسها ,بل نحسها إحساسا رهيبا ,فمن منطلق أن (حب الوطن من الإيمان ) ,يتناسق المولد والنشأة والطفولة والدراسة والأهل ,من خلال هذه الآلية العشقية ـ إن صح التعبير ـ لكي نأمن لأنفسنا دائرة عيش من ماء وهواء وأرض وحب ,, ربما لمست بعض ذلك من قراءتكم الراقية أستاذي القدير,, تقبل هذياني,, لكم الود والتقدير,, |
رد: دوائر العشق الفلسطيني
رحلت عنا يا أستاذ طلعت، لكنك تركت لنا كنزا ثمينا لا ينبذ ولا يفتر، تركت لنا أملا نعيشه ونتمناه كلما قرءنا لك. تركت لنا عشقا لقصائدك التي تهيم ولها وعشقا بأرض فلسطين وأهلها. فطوبى لفللسطن بك وبأشعارك، بل وطوبى للثراب الذي ضم جسد الطهر والوفاء والإخلاص لرسالة عاش معها ومات من أجلها .
ألف ألف رحمة عليك أيها البعيد القريب . |
رد: دوائر العشق الفلسطيني
نعم انه كنز ثمين
رحمه الله رحمة واسعة |
الساعة الآن 39 : 11 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية