منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الخاطـرة (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=30)
-   -   طائر الصخرة المشرفة . (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=17376)

عادل عادل 07 / 10 / 2010 03 : 12 PM

طائر الصخرة المشرفة .
 
كل صيف كانت تحمله نسمات الشوق الى مدينة القدس الشريف ... كان يحلق عاليا كطير وهو يخترق درجات باب العامود من خلال بوابته الضخمة ... كان يستنشق عبير البلدة القديمة وأسواقها وحاراتها ... الله ما أطيب تلك الروائح والمناظر ... كعك القدس بالسمسم ... والفلافل ... وبن قهوة القدس ... ومحلات بيع المخلالات والتوابل ... والحلويات الشرقية ... كان على موعد مع روحه خلف تلك الآسوار العالية ... شق طريقه عبر طريق الآلام ... وهبت نسمات روحه من مشارف الحرم القدسي الشريف ... ما أروع منظر قبة الصخرة المشرفة ... معقول ... هذه الصخرة بقبتها الذهبية تعانقها أشعة الشمس بكل الحب والدفئ ... الله ما أطول المسافة للوصول اليها ... ساركض لها لآعانقها ... سأنثر دموع الشوق على درجاتها ... وبسمة اللقاء بعد طول الفراق ... أمتار قليلة تبعدني عن روحي المعلقة تحت قبتها ... سأكون أول الواصلين اليها ... سأحدثها عن ليالي السهر ولحظات الشوق لهذا اللقاء ... سأنثر مساحات من البوح لتغطي السماء ونجومها ... سأعلن لها أنها ... حبيبتي ... سألتصق بأرضها ... لا بل سألتحم بترابها ... لا بل سأنثر جزيئات جسدي بهوائها الشريف ... وسأكتم أنفاسي لاستنشق عبيرها ... الله ... الله ... الله ... ها أنا هنا تحت قبتها ... ها هي روحي في مكانها حيث عهدتها دائما ... الله الله الله ... ما أجمل أن ألتقي بروحي وقلبي نزولا لتلك الدرجات القليلة ... سأصلي ركعتين شكر لله ... الله ما أجمل نور الروح وهو يتخلل مسامات الجسد وعيون القلب ... هذه اللحظة التي أصالح بها نفسي ... هذه اللحظة المنتظرة ... ولكن ... هناك احساس غريب جدا ... أشعر كأن هناك عبير بداخل أريج يعانق روحي بحب لا يقل عن حبي لها ... هل من المعقول هي أيضا تفتقدني ... تشعر بشوق مثل شوقي ... والله للآماكن شواهد وحركات وتجليات ... كأنها تنطق وتقول : أنا ايضا أحبك وأشتاق لك وافتقدتك طيلة الشهور الماضية ... ياااااه لهذا الحنين ولتلك الرائحة الزكية ... لست أدري كيف لها تلك القدرة على امتصاص متاعب سنة كاملة ... كيف تعطيني ذلك الرضى وأنا الظمئان العطشان لحبها وحنانها ... الله الله الله ما أجمل تلك النسمات التي تحمل بردا وسلاما تحملها الروح لتصل القلب لينعش الجسد ... سأعتكف اليوم بين الصخرة المشرفة والمسجد الآقصى الشريف ...كم أتمنى لو تقف عقارب الزمن بهذا اللقاء ... هذا المساء قد أتى ... وغابت شمس نهار جميل ... واستودعت الله روحي بين الدرجات الفاصلة للصخرة المشرفة والاقصى الشريف ... اقترب موعد العشاء وانا أمشي على سطح الصخرة المشرفة ... الله الله الله ما أجمل هذا الطير الابيض ناصع البياض ... طائر وقت صلاة العشاء ...! حسنا سأبتعد قليلا عن سطح الصخرة ... عجبا هذا الطائر ملازم لي ... ما قصته ... ماذا يحاول أن يقول ...! حان وقت صلاة العشاء ... سأدخل لآصلي في الاقصى الشريف ... وبعد الصلاة ... اختفى الطير ... وبقيت روحي معلقة بذلك المكان ... ولكني سأعود يوما ... نعم سأعود بمشيئة الله عز وجل .
:nic90:

عادل عادل 14 / 10 / 2010 05 : 11 AM

رد: طائر الصخرة المشرفة .
 
لست أدري هل تسخر الآيام منا ... أم تضحك علينا ... أم تبكي لنا ... لست أدري لماذا تجفل البسمة من أمواج الحياة العاتية ... لست أدري لماذا تقف الدمعة حائرة في بحر الدموع الصامتة ...
ما أصعب دموع القلب وهي تنزف دما ... ويا لشدة حرقتها في غياهب الصمت القاتلة ...
حجرات القلب تحمل أحزان مثقلة بهموم ... ونبضات القلب تتباطئ بجزر وانحسار ... وصدى ذكريات تعلو في بواطن وريد بقايا حياة غائمة ...
ودمعة حائرة تتنقل بين مقلة العين وصمام القلب ... دمعة صارخة بغضب ... دمعة ثائرة بصمت ... كيف... متى ... لماذا ...!
وقطرات الوفا تعانق ياسمينة الامل ... على ضوء شمعة خافتة ... والضياء يتراقص مع نسمات متداخلة من عوالم غريبة ... ونفحة من نور تتعدى حدود الكون ... همست بدرر ناعمة ... كوريقات الياسمين وهي تتهاوى على الارض ... همست قائلة : امسحوا دموعكم ببسمة الامل من عبق ذكريات ذلك الطريق السريع ... وتلك الحافلة بنسمات اليد وهي تعانق السماء ...
وفكر شارد متسائل : للعطر وفاء بمزيج المشاعر ... رائحته عالقة بطوايا الروح ... برذاذ يسري ببريق نجمة ... وتغاريد الطائر الازرق ... وصدى جمل أضحكت ...
الروح ان تألفت انصهرت ... والقلب ان وجد مفتاحه أنغلق ... للروح توائم واحد ... وللقلب مفتاح واحد ... ووللياسمينة عبير واحد بلون واحد وبصفاء ونقاء واحد ...
ما أروع أن تجد من وجد روحك ... وما أروع أن يكون لقلبك مفتاح واحد فقط ... وما ارقى المشاعر عندما تصدر من ياسمينة القلب ومن نور نجمة الروح ... هناك فقط : تختفي الظلمات ... ويصبح للآلوان معاني بضياء زاهي ... هناك تتحول الاكوان الى محور واحد بسماء واحدة بنجم واحد ... الاغلبية والاكثرية من الناس ... تحب السماء بنجومها الكثيرة ... والحدائق بورودها الكثيرة والوانها العديدة وروائحها الكثيرة ... ولكن ...
هناك جمال يفوق جمال الكثرة ... ويغطي عن التعدد ... ان عرف معنى التميز بجوهره ... التميز بروح منيرة وقلب عرف معنى الوفا .:nic27:

ميساء البشيتي 14 / 10 / 2010 41 : 05 PM

رد: طائر الصخرة المشرفة .
 
ويبقى لهذه الصفحة رونقها الخاص وسحرها المميز

دمت ودام لك التألق والإبداع يا عادل

عادل عادل 25 / 10 / 2010 10 : 01 AM

رد: طائر الصخرة المشرفة .
 
هناك من تستحق ذلك ... وشريط الذكريااااات ... مهما كان قصير ... ولكنه بعمر طويل ... لن تمحيه غربة الايام ... او سنوات الانتظار ...
اهااااااااااا ... ما أجمل تلك الذكرياااااات ... من زمن قريب لن يكون ابدااااا بعيد .
شكري واحترامي لمرورك الراقي ... تقديري لكم .
دمت بخير الاخت الغالية ميساء انور .


الساعة الآن 39 : 06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية