منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   قالت الوردة الحمراء (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=17440)

نصيرة تختوخ 10 / 10 / 2010 02 : 09 PM

قالت الوردة الحمراء
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/61.gif');border:4px ridge orangered;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]دعاني للعشاء ولم أرفض هذه المرة.
القدر الذي جمعنا مجددا وظروف العمل التي قربتنا أكثر فأكثر جعلت قبولي للدعوة عفويا و طبيعيا جدا.
كانت فترة مشاركته لي لمكتبي توشك على الانقضاء و مهمته في الشركة التي أعمل بها ككل مرهونة بمشروع محدود الأجل وغير قابل للتمديد.
روحه المرحة و طريقة مزاحه وذكائه المتقد كانوا يجعلون منه زميلا خفيف الظل، ينسجم مع الجميع بيسر و معي بأريحية بالغة.
تقاسمنا لذات المكان جعلناحريصين على أن نكون صرحاء في الإعراب عما يزعجنا أو يبدد تركيزنا وأظن أن كلينا لم ينتبه لمستوى الشفافية الذي وصل إليه تعاملنا مع بعضنا.
كان يتقبل ببساطة أن أطلب منه بأن يقضم تفاحته خارج غرفة المكتب وكنت أنصرف تلقائيا حين تحادثه إحدى صديقاته.
من حين لآخر كان يحكي لي عن مواعيده الغرامية وإجازة نهاية الأسبوع التي لم يرتح فيها بسبب ممارساته 'الدون جوانية ' و كان يثير ضحكي خاصة بعد أن يسترسل في الحديث كالأطفال و لا يشعر بالإحراج وهو يروي تصرفات لا تمت لرصانته و حكمته بصلة وكنت أبوح له أيضا ببعض حساسياتي و جنوني و تعود أن يسمعني و ينصحني وأن يضحك كما أضحك وأحيانا أكثر.
تعمدت التأخر قليلا عن الموعد و تمنيت أن يسبقني إلى المطعم.
الانتظار كان و لايزال أمرا مقيتا بالنسبة لي خاصة في الأماكن المغلقة.
كان هناك جالسا وماإن اقتربت من طاولته حتى انفجرت ضاحكة.
هز رأسه كمن يسأل مابي وجلست قبل أن أجيبه.
قلت له : 'لا شك أنك تظن أنك غاية في الوسامة هذا اليوم '
وضحك بجنون ، قال أنه لم يتوقع ملاحظة كهذه و استمر في الضحك ولم يسألني إن كنت أراه وسيما أم لا لكنه قال أنه سعيد بحضوري في غاية الوسامة.
تحدثنا في أمور كثيرة كعادتنا لم يسلم منها حتى ديكور المطعم و اللوحات المعلقة على جداره وبعد خروجنا
انسجم حديثنا مع وقع خطانا المتتابعة.
من الساحة المقابلة لمرآب السيارات نادانا صوت ألحان شجية ودون أن نتشاور وجدنا أنفسنا وسط جمع من محبي الليل و الجاز.
كان لحن أغنية ' حب ' لنات كينغ كول آخر ماسمعناه وصفقنا له بحرارة.
شكرني و افترقنا.
ظل انتشاء شهي يرافق ليلتي كعطر يلتصق باليدين ويرسم عليهما زهرا وثمرا رطبا.
مع بداية الأسبوع علمت أن كل ماتبقى له بيننا عشرة أيام فالمشروع الذي كان يشرف عليه يكاد يكتمل.
أعترف أنني فكرت في أن أشتري له هدية وأن حيرتي في نوعيتها و قيمتها صرفت الفكرة.
استمرت زمالتنا ويومياتنا عادية ومتناغمة إلى أن فاجأني بوردة حمراء وبطاقة.
قال : لاأعرف من أرسل لي هاتين .
استغربت وأنا أقرأ البطاقة .عبارة غريبة مكتوب بخط رفيع ' قالت الوردة الحمراء : " الحب يأتي من حيث لاندري ويبدأ ساعة لانتوقع '.
وجدت الأمر محيرا و كانت تقاسيم وجهي و لاشك تُقْرِئُهُ هذا.
حدق في وجهي لفترة وأضاف : ' للحظة وفي حيرتي تساءلت أتكونين أنت من فعلت؟ '.
ابتسمت و قلت :'لا' كمن تبعد التهمة عنها ،كامرأة بين الحرج و الخجل.
واصل تحديقه وبصوت أكثر انخفاضا همس : حبيبتي.
Nassira[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

عادل ابوعمر 10 / 10 / 2010 26 : 09 PM

رد: قالت الوردة الحمراء.
 
وردتك الحمراء رقيقه وانيقه وبسيطه قرأتها فشدتنى لنهايتها رغم عدم هوايتى لقراءه القصص القصيره لكنى احب اللغه العربيه واستمتع بها مقرؤه او مسموعه مادامت فى سياق جميل كما ابدعتى شكرا لورده حمراء فاحت اريجا عطر سماء المنتدى

نصيرة تختوخ 10 / 10 / 2010 31 : 09 PM

رد: قالت الوردة الحمراء.
 
أشكر لطافتك ومرورك الجميل أخ عادل و مساء بعطر الورد أتمناه لك.
دمت بخير

منى هلال 11 / 10 / 2010 02 : 07 AM

رد: قالت الوردة الحمراء
 
أبدعتِ أخت نصيرة
أعجبتني جدًا هذه القصة
في منتهى الرومانسية والرقة
أعشق هذا النوع من القصص
أسلوبك شيق - ما إن ابتدأت حتى وجدتني في آخرها

أنت قاصة بارعة أختاه

سلم قلمك

:nic50:

محمد السنوسي الغزالي 11 / 10 / 2010 53 : 11 AM

رد: قالت الوردة الحمراء
 
قليلون يمرون في حياتنا يتركون بصمات على جدار الزمن..اذا لم نحسن الامساك بتلابيب لحظاتهم فقد لانعوضهم الى الابد..اجدت التعبير والتعمق يا نصيرة..ود..وورود.

نصيرة تختوخ 11 / 10 / 2010 54 : 01 PM

رد: قالت الوردة الحمراء
 
تشرفني شهادتك أخت منى ويسرني أن يمتعك ماكتبت.
دمت بخير

نصيرة تختوخ 11 / 10 / 2010 01 : 02 PM

رد: قالت الوردة الحمراء
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد السنوسي الغزالي (المشاركة 91091)
قليلون يمرون في حياتنا يتركون بصمات على جدار الزمن..اذا لم نحسن الامساك بتلابيب لحظاتهم فقد لانعوضهم الى الابد..اجدت التعبير والتعمق يا نصيرة..ود..وورود.

صدقت أستاذ محمد هو كذلك هناك من الناس من يسعدون بعضهم و ينسجمون ويتكاملون .
دمت بكل خير و سرني مرورك

رأفت العزي 11 / 10 / 2010 59 : 04 PM

رد: قالت الوردة الحمراء
 
هي الصداقة سيدتي ..
والصديق هو الشخص الذي نرتاح إلى جانبه أكثر من أي إنسان آخر .
لقد كان يتحدث إليك بهذه النفسية .. !
وباعتقادي أن الصداقة غالبا ما تتقدم على سواها في كل الظروف !
فمع الصديق تسقط تحفظاتنا .. ولا يُحيرنا اختيار الكلمات !
فهي تصبح على ألسنتنا أسهل .. أغزر .. أجمل .. وأكثر تعبيرا .
وهل بعد الذي جرى في حضن الصداقة فهل لا ينمو الى جانبه الحب ..؟

كما واني على اعتقاد أيضا ، بأن فشل معظم الصداقات حين ينصّب احدهما نفسه واعظا تجاه الآخر
فلم تكوني كذلك ، ولم تصنع فيما لو أقدمت على النصح ثقوبا في جدار تلك الصداقة وتنهار
بل كنت الصديق .. وللمحافظة على هذا الحب ابقي كما أنت : الصديق ؛
فالحب والإحترام قد يكونان العامل الأساسي في المحافظة على الصديق ولكنهما لا يصنعان صديقا !

كوني بخير

نصيرة تختوخ 11 / 10 / 2010 19 : 06 PM

رد: قالت الوردة الحمراء
 
قراءة قيمة ومتفلسفة أستاذ رأفت تقف على أكثر من جانب، الصداقة والثقة اللتان مهدتا طريق الحب و مايكتب نجاح الصداقة في نظرك.
سرني أن أقرأ وجهة نظرك وتأملاتك في قصتي القصيرة.
تحيتي

عادل سلطاني 11 / 10 / 2010 33 : 08 PM

رد: قالت الوردة الحمراء
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

جميلة هذه المشهدية المرصودة بإتقان مبدعتنا الفاضلة "نصيرة تختوخ" .. رائع هذا التداعي السردي لأدق التفاصيل فيه ما يجذب انتباه القارئ وما لا يجذبه أعجبتني اللغة السردية الشفيفة البعيدة عن التكلف لغة بعيدة عن النفاق عفوية تلقائية تحيل المتلقي إلى سياق توالدي للمشاهد الغير مكرورة في المكان والزمان لتنتهي علاقة الصداقة الحميمية في تربص أيام معدودات ليفاجأ الصديقان بشيء أكثر من الصداقة لا تستطيع أن تهمس به إلا وردتك الحمراء المبدعة
تحياتي لقلمك أيتها المبدعة المبدعة دون مجاملة


الساعة الآن 36 : 08 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية