![]() |
(( .. تأملات في ظلال قصيدة (( لغة الصمت )) للشاعر إبراهيم بشوات
مدخل:إنّها لمحاولةُ إبحارٍ متواضعةٍ
في النصّ الشعريّ ( لُـغَـةُ الصّمت ) لشاعرنا إبراهيم بشوات العاتري آملا كشفَ الجوانب النفسيّةِ المبثوثةِ في خفايا هذا النصّ الشعري. لُــــــغَــةُ الصّمْتِ لِأَنَّ القَصَـــــائِــــدَ مَـــــا أَكتَشَفَتْكِ ومَا عَرَفتْ غَيِرَ لَمْسٍ ..وقُبْــــــــلَـه لأَنّ الحَديثَ ..عــــنِ الحُبِّ صَـعِـبٌ لأنّ المحبّةَ ..بــــــالصَّمْتِ سَهْـلَـهْ لأنّـــكِ أنِتِ لـــــــــقَــلْبِـي صَــلاةٌ وأَنتِ لِـكُـلِ .. الجَوَارحِ قِـــــــبــْلـهْ لأنِّـي ..نَسيتُ مـــــــعَاني الهـَوى وكَالأمْسِ .. مَازِلِـتُ أجْهَلُ شَكلَـهْ لأنّي .. عَلـــــــى شاطئِ الإنهزَامِ أُحدِّثُ .. عــــــنْ ذِكريَاتِـيَ رَمْـلَـهْ جَميعُ .. الحِكَايَاتِ .. صَارتْ رمَـادًا وكُلّ .. العِـبارَاتِ .. صَارتْ مُمِـلّـهْ فَأرْجوكِ .. لاَ تطلُبِي .. غَيِرَ صَمْتِي فُكلُّ .. حرُوفِـيَ أَحْرُفُ عِلّـــــــهْ مقــــدمـــة: إنّه لنصٌ شعريّ مشرقٌ يحملُ بصمةَ شاعرٍ قطبيّ صارخ تتربصُ بلحظةٍ هاربةٍ للقبضِ على الحُلمِ لعلي أجدُ بعضَ سرٍّ مرهقٍ أعتمٍ في أغوارِ لغةِ الصّمت البناءُ التحليليّ للنص : ألسنةُ لغةِ الصّمتِ مبينةٌ حيثُ تتحولُ طقوسيةُ الإيماءِ إلى صميمِ جوهرِ الرّمزِ الدال الصارخ صمتًا في هذا الخطابِ الشّعوري المُنطلقِ من الذّاتِ الأناويةِ ليَصُبّ في الذّات ِ الجامعةِ تاركًا شراعَ الكلمةِ الصَارخةِ يحملهُ قدرُ رياحِ الشّعورِ حيثُ السّر النورانيّ الذي يريده شاعرنا أعتمًا إنّه السّر الذي يحياهُ احْتراقًا وعطشًا ...... إنه الأعْتَمُ أبَدًا حْسبَ معاييرِ الإحتكار الأناويّ .... إنّه صنو الصمتِ المُتأملِ ملكوتِ الذّاتِ المُبحرِ في زمنِ الشّعورِ يريده هكذا حتى لا تجرحهُ اللّغة بمقارباتها الشّعورية ,أنّه الحبّ تلك الإشراقةُ النورانيةُ الخالدةُ التي يريدهَا معتمةً ولكن تفضحُ عتمتها المشرقة الكلمات هكذا يدخلُ شاعرنا عالمَ ذاتهِ إذ يتماهى هذا الجوهرُ والحبيبةَ حدَّ الحلولِ فيصيران ذاتا واحدةً ...... إنّه الجوهر الفردُ الذي يحاولُ اكتشافهُ دائما إذ يلقي البيت الأول ظلاله على لحظةِ الإكتشافِ تلكَ إنّه السرّ كما أسلفتُ الذي لاتستطيعُ أن تكتشفهُ القصائدُ إذ هذه الأخيرة ومقارباتها الشّعوريةُ صنو اللّغةِ , وكان الشّاعرَ يُلقي بهذه التبعةِ على اللّغةِ ويُحمّلها مسؤولية عجزهَا وفشلهَا إذ الإحساسُ بالحبّ داخليّ ولا يريد الإفصاحَ عنهُ ولكنَ القصائدَ بما تحملهُ من حركية لغويةٍ إذ هي في الحقيقة مراكبُ الشّعورِ وهي الحدقاتُ الواعية التي يحملهَا الشّاعرُ عجزَ اكتشاف الحقيقةِ الجوهرية في ذاتهِ , فهي ماعرفت غيرَ تمظهراتٍ حسيّةٍ تستعيرُ حاسةَ اللّمسِ وكأنّ شاعرنا يجسّدُ هذا الجوهرَ أمامه ويستحضرهُ حِــواريّــًا بحدقةِ اللّغة الخارجيةِ أمامه حتى يعيدَ اكتشافهُ من جديدٍ إذ استعارةُ اللّمسِ محاولةٌ ماديةٌ لاكتشافِ الحقيقة الداخليةِ لهذا الجوهرِ واستعارةُ القُبلةِ محاولةٌ لتحقيقِ لحظةِ الإنعتاقِ الظامئةِ المُجسدة مفهوم الإقترابِ أي تجسيدُ حالة التماهي المذكور آنفا وما يُعزّزُ هذا الرّأيَ صعوبة الحديثِ عنِ الحبّ التي يُبرزهَا البَيتُ الثَاني إذ البوحُ ومقارباتهُ الخطابية الحِوارية تجرحُ الأنـَا الشّاعرة فمَا أصعبَ الحديث عن الحبّ إنّها لحظةُ التجلي الغازية , اللّحظة الجارحة لاكتشافِ سرّ ذلك الجوهرِ الذي يريده شاعرنـَـا مُعتمًـا حتّى يبقى محاطا بهـَالةٍ طقوسيةٍ مقدسّةٍ هُنـــَا تبرزُ الحدقة الداخلية الواعية لحقيقةِ هذا الجوهرِ فما أسهلَ المحبة بالصمتِ إذ يتأرجحُ الشّعورُ بين ثنائيةِ الصعوبة والسهولة بين نقيضينِ يشكلانِ في الحقيقةِ وجهًا لعملةٍ واحدةٍ . فينتقل شاعرنا من مستوياتٍ نفسيّةٍ شعوريةٍ تجسدُ حقيقةَ هذا الجوهرِ المتأرجحِ بينَ نقيضينِ يتوازيان ويلتقيانِ في الأخير ويشكلانِ مستو ٍ شعوريّ يقرُ حقيقةَ هذا الجوهرِ وينتقلُ من هذه المستوياتِ التي تستعيرُ حاسة اللّمسِ لتعيد إكتشافَ الجوهرِ من جديدٍ بحدقة خارجيةٍ واعيةٍ إلى مستوياتٍ شعوريةٍ أكثرَ تحليقا وشفافيةٍ فتمثلُ الحبيبة في البيت الثالثِ صلاةَ قلبهِ وقبلةَ جوارحهِ إذ هي المحرابُ الشّعوري الملاذُ الذي يمارسُ من خلالهِ طقوس بوحه الصّامتِ متنقلا في مستوياتٍ أخرى مليئة بإقتراف الحبّ حيثُ يتحررُ شاعرنا من عقدة إحساسه بالذنب الجميلِ المقترف الذي يحاولُ دائمًا إخفاءه عن الحدقةِ الواعيةِ ولكن اللّغة تكشفُ دائما هذا الهروبَ سؤالٌ يطرحُ نفسهُ في سياقِ ملحّ ٍ هل يا ترى نسيَ شاعرنَا معاني الهوى حقًـا ؟ وهل كالأمسِ مازال يجهلُ شكلهُ ؟ إنّه هروبٌ جميلٌ من اللّغة المقيدة إنّهَا معركة الإمتلاك الظامئ بين الوعي المجسد الخارجي لتلك الحقيقة وبين اللاّ وعي الممتلكِ تلكَ الحقيقة ِ المعتمةِ فهذه المقارباتُ الشّعوريةُ التي تطرح تساؤلا داخليًّا ولم يُبرزه البيتُ الرّابعِ من النّص إذ الأمسُ صنوُ الذكرياتِ وقرينة ُ الماضي المستحضرة في رحلة البحث فهل يقف الشاعرُ فعلا على شاطئ الإنهزامِ ؟.......... أم هو شاطئ إفتراضيّ يجسد ُ هروب الشاعر إلى ملاذ الذكرياتِ ؟ إنه هروبٌ واعٍ يجسدُ فلسفةَ الصّمت ورفض الشّاعرِ اللّغةَ التي تجرحُ هذا الجوهرَ حيثُ تتبلورُ حيثيات الهروبِ في البيت الخامس إذ يتحررُ الشّاعر في الأخير ليختزل كلّ المقاربات اللّفظية العاجزة الحاجبةِ جمرَ اللّغةِ المتوهجةِ الصامتةِ كونها رمادًا يغطي هذه الحقيقة الشّعورية وشيئًا مملا بحكمِ رتابةِ اللّفظ القاتلة ليصلَ في المحطة الأخيرة لطلبٍ وحيدٍ يجسدُ الفلسفة الصامتة فالحروف شلها الإعتلالُ والعجزُ لتحقيقِ إشباعٍ تواصلي مرجوٍ إذ يُــفسَحُ المجالُ لِلغةِ الصّمت المتعقلة بألسنتهَـا العديدة المُبينة فما أروعهــَا لغةُ الصّمت أخوك عادل سلطاني الجزائري. بئر العاتر في 10 /8 / 2006 |
رد: (( .. تأملات في ظلال قصيدة (( لغة الصمت )) للشاعر إبراهيم بشوات
سياحة رائعة ساحرة في ذات قصيدة شفيفة... الرائع عادل سياحتك هذه إضافة مشرقة لنبض يرفل بالأسرار ..جزاك الله خيرا صنو الروح... هكذا يجب أن نقرأ بعضنا لنعيد كتابة ذواتنا ونحت وتشكيل جميل كوامننا... مودتي أيها المعلق بيني وبيني...
|
رد: (( .. تأملات في ظلال قصيدة (( لغة الصمت )) للشاعر إبراهيم بشوات
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جميلة لمستك أيها الجراوي الصنو .. فلا إبداع بلانقد ولا نقد بلا إبداع فكلا الوجهين جدلي للآخر .. تحياتي يا لمسة جدتي |
رد: (( .. تأملات في ظلال قصيدة (( لغة الصمت )) للشاعر إبراهيم بشوات
اقتباس:
تحياتي الخالصة أيها الاب الروحي |
رد: (( .. تأملات في ظلال قصيدة (( لغة الصمت )) للشاعر إبراهيم بشوات
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
صدقت شاعري الحبيب فمن يسبر غورنا إذا لم نسبر أغوار بعضنا بعضا فالصنو بصنوه يعرف وقصائدك أهل للسبر لأنها باختصار ذات عمق وغور تحياتي ياقلب رحلتي الوارف |
الساعة الآن 33 : 11 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية