منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الخاطـرة (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=30)
-   -   لا تحزن، فلنكن أصدقاء !!!!! (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=18236)

فانيسا حايك 28 / 11 / 2010 13 : 06 PM

لا تحزن، فلنكن أصدقاء !!!!!
 
لا تحزن، فلنكن أصدقاء

قد تكون هذه العبارة الاقصى التي قد تهمس في أذنه أبدا...

ففي عصرنا هذا، يا اصدقائي القراء، في عالم يرتكز على السرعة والتبدلات المتكررة، أصبح التغيير طبيعياً، لا بل ضرورياً، في كافة المجالات، لمواكبة التطور. وأي تطور، وقد ألصق به تطور أخلاقي سلبي، إلى حد ولج فيه التغيير محرمات، لا تتقبل الخرق؟؟!!

فها نحن هنا، نرى يومياً أصدقاءً يبدلون الاصدقاء، أزواجاً يبدلون الأزواج، ...وحبيباً يبدل الحبيب، دون أن يرف له جفنٌ.
يبيعه، يحصد الثمن، فيرميه أرضاً ويدوس عليه، وهو يغادر قاعة دفن الكرامات، من دون أن يعزيه حتى بفقيده من عزة النفس....حتى بات عالمنا أجوف المبادئ، وعديم الوفاء والقيم.

نعم، انها أصعب عبارة قد يسمعها عاشق، ممن هوى و عشق: " لا تحزن، فلنكن أصدقاء".

تهجره، تهينه، تذله، تحطم فؤاده، فتقول له الا يحزن. فكيف به لا يحزن، والحزن بعينه قد تقمص روحه، من بعدها ؟؟
وتضيف، فلنكن أصدقاء. وهل من السهل مبادلتها الصداقة مجدداً، وهي التي خانت العهد وقدسية الحب؟؟ وخاصةً أن الحب أعمى، لا يحتاج ثقة، إدراك أو وعي، بعكس الصداقة المرتكزة على الصدق والثقة، كخطوة أولى في جسر العبور نحوها؟؟ وهل من السهل عليه مصادقة من عشق، فيكلمه ويعاشره صديقاً، فيما ، وهو يجالسه، تجالسه نارٌ توقد صدره، حنيناً وإشتياقاً؟؟

أصدقاء؟؟!! وهو جالس في منزلها كصديقٍ، يراقب بحذر وخفية، كل زاوية من زوايا منزلها الثاني، بعد أن كان وسيبقى قلبه منزلها الأبدي الاول...متأملاً أن يعود الماضي أدراجه لتلك اللحظات وذاك الشغف الذي لا ينتسى؟؟
..فهنا كان يعانقها، وفي تلك الزاوية، قبلها للمرة الأولى!!

تطالبه بالصداقة، فتفرضه حقاً لها، بعد أن حرمته هو من أبسط حقوقه، بينما هو يرجو الله عودةها ك"الإبن الضال"، في حال أدركت أخيراً خسارتها المفجعة، مع فقدانه، فيجدها مجدداً بين أحضانه، ملكاً له، روحاً وجسداً . وهل ستدرك، وهي كالصخرة تدحض الحب فجأة،من دون سبب أو مبرر، بأقصى الكلمات وأكثر العبارات عمقاً وإبداعاً في جرح الحبيب، لتستبدله بصداقة جافة؟؟

نعم، تصر على الصداقة. فهو، قد يذل نفسه أمام حبها والرغبة المميتة في العودة إليها، ولكن هل سيقوم بالعمل عينه من أجل صداقتها الموجعة؟ تصر وتصر، ولكن أمثاله من الناس، الاذكياء علماً، مجتمعاً وحياةً، يتقدمون ويتطورون بإستمرار، فهل من الممكن أن يعود هو ادراجه، بعد أن إرتقى من مرحلة الصداقة، لمرحلة الحب، فمرحلة عشقها وعبادتها؟؟

تريده صديقاً، لكن الصديق لا يصفح عن مثل هذه الاخطاء المحطمة الجارحة...فهل تناست أنه لم يعد حبيبها، ذاك الهاوي، الذي هوت عزة نفسه أمام عزة وجلالة العشق والمسامحة على مدض؟؟

وبعد، تريده الا يحزن. وكيف به يقاوم الحزن، وهو في صراع شرس ودائم بين رفضه الصداقة، التي قد تعطيه فرصة عشقها عن قرب، بصمت ووجع مفجع، وبين كرامته ومبادئه؟ وهو في صراع بين امله بالعودة المستحيلة أساساً وخوفه من نسيانها ، وبين رفضه المبرر للصداقة؟؟...بين المسامحة والبغض؟؟ بين الحفاظ عل صورةٍ شفافة اعتادها الجميع عنه، وبين الإنتقام فتحدي المبادئ والاخلاق التي نشأ عليها ؟

تريده الا يحزن فيصادقها مجدداً، وهو قد صادق، من بعدها، الشمع ودموعه، ليلاً ونهاراً...فحتى نهاره أصبح مظلماً، داكن السواد!! وهي أسكنته الجحيم، أحرقته بنارها، وهو فرح ضمناً....فعادت، وسحبت الغطاء على غفلة ومن دون أي مبرر، أطفأت ناراها التي تلذذ بحرارتها ودفئها، لتترك ناراً مبغضة مؤذية، تحرق وتأكل من جسده.

تريده الا يحزن، فلتطمئن!! إذ أنه من بعدها لا يفرح ولا يحزن. فلقد بات العاشق، الحزن بحد ذاته.
فكيف بمريض يمرض، وبعاشق يعشق؟؟...وكيف بميت يعاود الموت؟ فكيف إذاً، بحزين، محبط، منهار، يحزن؟؟!!





منقول


الساعة الآن 03 : 10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية