![]() |
الأبواب المغلقة / قصص قصيرة
الأبواب المغلقة (1) مدّ كفهُ إلى كفِّها ، و افترشَ راحَةَ يدها ليُُودِعها دموعه و همومه . و تحتَ سحائب الحُزن الذي غشيَه ،مرَّ شريط ذكرياتِ الحُبِّ ،كأنه برقٌ لاحَ في الليلة الظلماء، لم يكن يتصور أن سنوات قربِها سَتُختزَل عندما يمزّق الفراق صفحة الوصال. خلف الباب ، نادَته زوجته : :كفى يا عمر ، هَوّن عليك ، لقد حضر أخوالك و معهم الطبيب، أرجوك افتح الباب الآن . رسم قبلة أخيرة على جبينها ، و ألقى نظرةً كَسَرَتْ بريقََهَا بَسْمَتُها الشّاردة، ثم فتح الباب ليصطدِمَ بِيُتمه. ======= الأبواب المغلقة (2) حاولتْ بشتَّى الطُّرق جعلهُ يتوقف عن ذلك البُكاء البغيض ، لا فائدة ، إحتضنته و جلست تقاسمه معاناته . سمِعَهُما وهو يقتربُ من الباب ، فتحه ، نظرَ إليهما نظرة إشفاق ثم قال : :لقد تم قبوله في معهد خاص ، لكن، بالعاصمة . كانا منهمكين في تفحص محتوى رسالة المعهد ، عندما رتَّبَ الصّغير أجْزاء لُعْبَته المفضلة ، و شكل منها حائطا بِطولِ قامَته ، و دخل من بابه الضيق إلى رَحْبِ عوالمه. ======= الأبواب المغلقة (3) ما إن دخلَ حديقة المَنزل ، حتى اندمَجَتْ روحُه مع ضَجيج أطفالهِ الثلاثة ، وقد ميّزصوْتَ ابنته، :هذه سارة التي لاتملُّ من مُمَارَسَةِ سَيْطَرَتِها على أَحْمَد . : و هذا صراخ هشام ، لا بدَّ أنه يُريد أن ينام لكن لم يستطع وسط هذا الهرج و المرج . أسرعَ الخطو إلى باب الشقة ، : أعانك الله عليهم يا صفيّة . فتح الباب ، كأنَّ قدمَه تَسَمَّرَتْ بالأرض ، رفَعَ رأْسَهُ نَحْوَ صُورَة زوجته و أطفاله، شَخَصَ بِبَصَرِهِ هُناك ، غَالَبَ الدَّمْعَ الذّي أَطَلَّ مِنْ مُقْلَتَيْهِ ، يحْتَرق شوْقا و غصَّة و أنينا. لنْ يَسْتطيعَ المُكوث في المَنْزِلِ هذه المَرَّةِ أّيْضا. |
رد: الأباوب المغلقة / قصص قصيرة
الأستاذة نادية
وراء كل باب مغلق كانت تختبئ واحدة من روائعك الصغيرة الكبيرة.. استمتعت كثيرا بالوقوف على عتبات أبوابك.. دمت رائعة. |
رد: الأباوب المغلقة / قصص قصيرة
المبدعة الجميلة الأستاذة نادية
الأبواب المغلقة عالم خلفه الدفء الإنسانى بما يحمل من انفراد الذات بنفسها فتسكب ذاكرتها على هذا الدفء بعد أن تكون قد تجردت من قناعها أمام الباب لتدخل الذات الصافية النقية وهذه القصص التى يضمها عنوان وأحد تلتقى فى عالم واحد وتختلف فى طريقة تقديم هذا العالم فعالمها الواحد هو الإنسان بعفويته وفطرته داخل بيته وتختلف فى التقاط حالات إنسانية صارخة وصادمة فى آنٍ واحد , تتوزع ما بين الأمومة ومت تحمل من إكسير الحياة والطفولة وما تحمل من بهجة وجمال للحياة , وأعجبنى جدا كا يمكن أن نسميه كسر الحدث وتضخيمه ليكون أكثر تأثيرا فى المتلقى , فالأم تموت فى لحظة حضور الطبيب والطفل يمرض فى لحظة البهجة والب يهرب فى لحظة المرح وهذا الكسر متعمد من القاصة لإحداث الدهشة والمفارقة والباب هو الفاعل الحقيقى فى هذه المفارقة الجميلة كما لغة القص هنا كانت لغة شاعرة وجميلة ومتقنة بوعى جميل شكر لك أيها القاصة الجميلة |
رد: الأباوب المغلقة / قصص قصيرة
الأستاذ و القاص مختار عوض ،
رأيك المشجع يجعلني أتطلع إلى الأفضل دائما . شكرا لك كما ينبغي . |
رد: الأباوب المغلقة / قصص قصيرة
يكفيني توقيع الأديب عبد الحافظ متولي و تسجيل مروره من محاولتي القصصية ،
لأعرف أنني على الطريق . لاحرمنا الله رعايتكم . |
رد: الأبواب المغلقة / قصص قصيرة
المبدعة نادية ..
أولا أخبرك أنني قمت بما طلبته من تعديل للعنوان و حذف للطلب . ثانيا أعبر لك عن إعجابي بما كتبت رغم مسحة الحزن التي أضفيتها عليها . أنتظر المزيد من زخات إبداعك .. مودتي . |
الساعة الآن 44 : 07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية