![]() |
ليلة ليلاء
كانت نفسها المتهالكة فوق جدران دواخلها المرهقة بالقلق، تحاول بما تبقي لديها من بعض قوة أن تتشبّث بتلك الجدران الملساء الرّطبة بالخوف، كلما كانتْ تسمع صوت قصف الرّعد يشتد حِدَّة وتكراراً، وترى بعينيها الذابلتين كتينةٍ وميض البرق يكشف لها برهبة مخيفة ماكان الليل قد أرخى سدوله عليه بمهارة فائقة قبل عدّة ساعات، ولكن غطرسة الفشل ظلّتَ تمنعها بخبث من تحقيق تلك الأمنية التي ربما كانت هي الاخيرة لها بعد ليلة قاسية الحضور، شديدة الوطأة عليها. في صراعها مع الخوف وحيدة في بيتها الكبير الذي منحها إيّاه عارف عندما قبلت به زوجا لها، وهي تعلم أنّ له زوجة ثانية، وخمسة أولاد وابنتين، تزوجت إحداهما ومازالت الثانية تتابع دراستها الجامعي، والأولاد في مراحل دراسية مختلفة، أ كبرهم سنا في الصّف الثّالث الثانوي، وأصغرهم في الصّف الرّابع الابتدائي، بينما لم تتجاوز والدتهم الاربعين بكثير، رنّ جرس الهاتف، قفزت يسرى بأعوامها الثّلاثين في الهواء-ربما ربع متر- رعبا من ذلك الصوت المفاجئ الذي كانت تنتظره بفارغ الصّبر، ولكن خوفها أنساها ما تترقبه منذ حين. ارتجفت يدها وهي تمسك بسماعة الهاتف، وعندما بدأت بتحريك فمها راحت أحرف( ألو) تتكسر فوق شفتيها متعثرة بانفتاح باب غرفتها المباغت، ودخول رجل من خلاله لم تتبين ملامح وجهه الذي كان مغطى بقناع أسود، لم تحرك ساكنا، تسمرت في مكانها، فارقت الرّجفة يديها، شخصت عيناها في الأفق البعيد، وعندما سقطت السّماعة فوق الأرض، وصوت عارف يقول: ألو .. ألو.. ألو، ابتسم القادم وهو يرفع القناع عن وجهه هامساً بصوت منخفض: لن تردّ عليك هذه اللصة بعد اليوم ياأبي. بقلم زاهية بنت البحر |
رد: ليلة ليلاء
ترى من الجاني ؟! أهي اللصة التي قبلت أن تكون ثانية بعدما مرت المرتبة الأولى دون أن تلتفت إليها .. أم الأب الذي بحث عن راحة مسروقة من بيت فرت منه الراحة مع قدوم الأولاد .. أم الأبن الذي يقول أبي لنا ولن يأخذه أحد منا ..
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ تحية لقلمك النابض شعرًا ونثرًا وخاطرة .. |
رد: ليلة ليلاء
حكاية اجتماعية قد تجد لها مثيلات في المجتمعات العربية . الظروف ، الأقدار و التسرع أحيانا يجعلون محاولة ضمان المستقبل أول خطوة للتفريط فيه.
لك تحيتي أستاذ ة زاهية و تقديري لقلمك وحسك الإنساني. |
الساعة الآن 30 : 01 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية