![]() |
شحنات النص الجميل
[align=justify]
[align=justify] كثيرا مانتساءل عن السبب الذي يجعلنا ننجذب إلى هذا النص أو ذاك، هذه القصيدة أو تلك.. ولابد أن واحدنا يضع الكثير من الأسباب التي يجد أنها كانت أساساً لانشداده وميله وذهابه نحو عمل ما.. فهل هناك قواعد عامة يمكن الركون إليها كون العمل الفني متميزاً كبيراً مفتوحاً على المتلقي بشكل مدهش يجعله يعيش معه دون أن يبرح؟؟.. [/align]لابد من القول بادئ ذي بدء بأن الموهبة هي الأساس، والموهبة تعطي أي عمل إبداعي الكم الأكبر من القوة للتميز عن غيره، مما يعني أن القواعد أو الركائز التي تتوفر لأي نص أو عمل تكون ضرورية وهامة بشكل كبير، لكن إلى جانب الموهبة، فالاشتراك بتوفير الأسس والقواعد التي يشير إليها هذا الناقد أو ذاك في العمل، لايمكن أن تجعل النصوص الإبداعية متساوية بالقيمة والتفرد، لأن الموهبة عند كل كاتب أو مبدع ستكون الحكم الفصل في النهاية.. فأين نقف من كل هذا؟؟.. قد يقول قائل إذا كانت الموهبة هي الأساس فلماذا ندرس القواعد ونعمل على توفيرها في العمل الإبداعي؟؟.. الجواب طبعا يقول إن الموهبة وحدها لاتكفي فهي بحاجة إلى هذه القواعد لتكون موهبة نشطة قادرة على بناء نص كبير.. وطبيعي هنا القول بطغيان الموهبة وكونها الشجرة الكبيرة والوارفة في كل إبداع، لكن هذه الشجرة تحتاج إلى رعاية ورفد وغذاء وماء، ودون ذلك تذوي الفروع والأغصان وتنتهي الشجرة إلى الموت.. وعلى هذا علينا أن نؤمن بأن الموهبة كبرت أو صغرت، بحاجة دائماً لعملية رعاية ورفد ودعم وتغذية وتنشيط وتحريك لتكون كما نريد لها أن تكون.. والشيء الأكيد أن المواهب لاتتساوى، لكن رعاية الموهبة ورفدها ودعمها قد يجعل الموهبة الأصغر أو الأقل، أقدر بكثير من الموهبة الأكبر التي لم نوفر لها الرعاية والدعم والرفد تاركين إياها للفطرة ليس إلا.. فما هي الأسس والقواعد التي يجب توفرها لأي نص أو عمل جيد؟؟.. ليس هناك وصفة نهائية يمكن أن نضعها أمام كل كاتب أو مبدع، فالأمر خاضع لاجتهاد كل باحث أو ناقد أو مبدع.. وبظني أن هناك ركائز أساسية أهمها توفر: المتعة، الشمولية، الفائدة، الحركة، الموضوع المميز، الأسلوب الرشيق الشيق، الذخيرة اللغوية الكبيرة، التمكن من قواعد اللغة، المعرفة الواسعة، الثقافة، الابتكار، الصور الجديدة التي تخدم النص ولاتكون حشوا، متانة البناء، البساطة دون إسفاف وهي بساطة السهل الممتنع، القدرة على الوصول لكل متلق وكأنه المتلقي الوحيد أمام المبدع، الانفتاح دون جعل النص مغلقاً مسطحاً ضيق الأفق، تحديد الهدف دون مباشرة وجعله طي العمل وليس طافياً على السطح.. يبقى ماتقدم مجرد اجتهاد شخصي قابل للرفد والإضافة والتغيير والتبديل، فليس هناك أي إمكانية لطرح مقولة نهائية عند أي منا، لأننا كمبدعين ونقاد ودارسين وأشخاص، محتاجون لغيرنا من أجل أي منظومة نقدية كاملة.. فكل واحد منا يضيف شيئاً جديداً يرفد به ماأضافه الآخر وهكذا.. لكن من المهم أن نلتفت دائماً إلى الأسس البسيطة القائلة بأن وجود الموهبة يعني ضرورة رفدها، حيث نقع في خطأ كبير حين نركن إلى أن الموهبة وحدها يمكن أن تقوم بكل شيء وأن الإنسان الموهوب ليس بحاجة إلى أي رفد ثقافي ومعرفي وحياتي.. لأن القول بذلك يعني الميل إلى خنق الموهبة وجعلها تذوي وتختفي شيئاً فشيئا .. ------ نشر في صحيفة تشرين 30/1/2011 [/align] |
رد: شحنات النص الجميل
الأستاذ طلعت , تحية ومحبة وبعد .
وفقت بمثال الشجرة , وضرورة رعايتها , وتشذيبها , وتقليمها ,,, والأروع إشارتك إلى حاجتنا للآخر ,, فهو المرآة التي نتهندم , أمامها ,,لنصل إلى الحالة التكاملية لتقديم الأفضل . وما علينا إلا قبول الرأي الآخر ,, والإقرار بحق الاختلاف الأدبي ,, وأرى هذا الاختلاف هو نفق الاختبار وعملية الصنفرة , اللازمة لصناعة الأجود .. طرح جميل , وموفق أخي طلعت , دمتم , ودام قلمكم بمداده الثر .. أخوك حسن |
رد: شحنات النص الجميل
والشيء الأكيد أن المواهب لاتتساوى، لكن رعاية الموهبة ورفدها ودعمها قد يجعل الموهبة الأصغر أو الأقل، أقدر بكثير من الموهبة الأكبر التي لم نوفر لها الرعاية والدعم والرفد تاركين إياها للفطرة ليس إلا.. فما هي الأسس والقواعد التي يجب توفرها لأي نص أو عمل جيد؟؟..
********* كلام صائب ولاشك ويقع على عاتق من احترفوا الكتابة ومن يسعون للسمو بالشعر والأدب دعم غيرهم والسمو بمستوى مايحبون أي الأدب والشعر. تقديري لما تركت لنا ورحمة الله عليك. |
الساعة الآن 59 : 10 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية