![]() |
قصيدة فى رثاء الزعيم الراحل جمال عبد الناصر
قصيدة فى رثاء الزعيم الراحل جمال عبد الناصر -------------------------------------------------------------------------------- الحلم و الأغنية صلاح عبد الصبور " مرثية لعبد الناصر " لا ، لم يمت و تظل أشتات الحديث ممزقات فى الضمائر غافيات فى السكينة حتى تصير لها من الأحزان أجنحة تطير بها كلاماً مرهقاً ، يمضى ليلقفه الهواء يرده لترن فى جدرانه دور مدينة الموت الحزينة أصوات أهليها الذين نبت بهم سُرُر البكاء يتجمعون على موائد السهر الفقير معذبين و مطرقين الدمع سقياهم و خبزهم التأوه و الأنين يلقون - بين الدمعتين - زفير أسئلة تخشخش مثل أوراق الخريف الذابلات هل مات من وهب الحياة حياته حقاً أمات ؟ ماذا سنفعل بعده ؟ ماذا سنفعل دونه ؟ حقاً أمات ؟ تتجمع الكلمات حول اسم سرى كالنبض فى شريانهم عشرين عاماً كان الملاذ لهم من الليل البهيم و كان تعويذ السقيم و كان حلم مضاجع المرضى و أغنية المسافر فى الظلام و كان مفتاح المدينة للفقير ، يذوده حرس المدينة عن حِماها و كان موسم نيلها ، يأتى فينثر ألف خيط من خيوط الخصب تورق فى رباها و كان من يحلو بذكر فعاله فى كل ليلة للمرهقين النائمين بنصف ثوب ، نصف بطن سمر المودة و التغنى و التمنى و الكلام و الآن أصبح كل لفظ خنجراً ، و لكل أمنية عذاب هل مات ، واحزناه آه لو يعود لبرهة و يجيل نظرته و يكشف عن غد بعض الضباب أواه ، لكن كيف آب إلى التراب و لم يحن وقت الإياب القول يرهقنا لنصمت علَّ فى الصوت التأسى و السلام فالصمت أجمل ما يكون إذا غدت سبل الكلام تفضى إلى نار المواجد أو إلى ماء السراب و تقودنا الذكرى الصموت إلى عميق نفوسنا الملأى و تختلج الظلال و نهيم فى كنا و كان و يعود ذيَّاك الزمان و نروح فى استرخاءة الموجوع ننشر عمرنا فى ظله يوماً فيوما الصفحة الأولى و كان مجيئه وعداً من الآجال لا يوفى لمصر ألف عام و الليل ممدود السرادق فوقنا ظلماً و ظلماً و الثورة الكبرى توهم واهم و رؤى خيال حتى طلعت ، طلعتما ، الثورة الكبرى و أنت كأن مصر الأم كانت قد غفت كى تستعيد شبابها و رؤى صباها و كأنها كانت احترقت لتطهر ثم تولد من جديد فى اللهيب و خرجت أنت شرارة التاريخ من أحشائها لتعود تُشعل كل شئ من لظاها و تعيش فى أيامنا الملأى بصوتك منشداً لغة رخيمة كى يوقظ الموتى من الأجداد يبعث من ركام العالم المدفون أطياف انتصارات قديمة لتعود للوادى و تبعث فى ثرى مصر الجديدة و العظيمة و نعيش مع أيامنا الملأى بيومك واسعاً كالأمنيات و ضيقاً بالصخر و الشوك المدمَّى و الرماد أيامنا الملأى بأصداء انتصارك سهمنا المسنون جاز مداه منتصراً و عاد أيامنا الملأى بأوجاع انكسارك أحُدٌ و بدر شارتان على رداء محمد ، عاش الجهاد لا ، لم نكن نحيا كما يحيون أياماً نقضيها إلى يوم المعاد بل كان ما نحياه تاريخاً كأروع ما تكون ملاحم التاريخ ساح ترن بها أغانى المجد مرعدة ، و حمحمة الجياد و نعيش فى أيامنا الملأى بوقع خطاك فى الوادى الأمين إذ كنت فرحتنا الكبيرة ، حين تمسك فى يديك الحلم تنثر منه فوق أسِرَّة الأطفال و المستضعفين أو فى نواحى بيت مصر على رؤوس شبابها المتجمعين إذ كنت تجعلهم يمدون الرقاب و تشرئب عيونهم نحو السماء و يُمَد حبل الأمنيات لكى يصيد الشمس من عليائها حتى لنطمح أن نقسِّم نورها قطعاً على أحبابنا و نعيد ما طمر الزمان و أخلفت عدة السنين و نعيش فى أيامنا الملأى بصورتك التى عاشت على أهدابنا عشرين عاماً نلقاك شاباً فى رداء الحرب تنفخ فى النفير كى توقظ الأشلاء ، تجمع شمل مصر المسترَقَّة كانت على مجرى الزمان تمزقت قطعا فطُفت على مسار النيل تجمع مزقة فى إثر مزقة حتى نهضت ، نهضتما ، ألقيتما التابوت فى لهب السعير و عدتما فى خير رفقة نلقاك كهلاً أشيب الفودين فى عمر النبوة تُعلى مواثيق الأخوة و تضم فى عينيك تَوْق النيل للأنهار يلغط أهلها بلُغى العروبة و تؤلف المدن القريبة كانت قد اختلفت و غيرها الزمان و أصبحت مدناً غريبة نلقاك فى الخمسين أكثر حكمة و أشد حزناً الأقرباء تباعدوا و تباغضوا ، و النصر أخلف وعده ، و الله يلهمنا الطريق يشد أزر المؤمنين الله ! يا هول السنين المحنة الكبرى ، و وجهك غائب ، و الليل يوغل و الشجون هل مت ؟ لا ، بل عدت حين تجمع الشعب الكسير وراء نعشك إذ صاح بالإلهام : مصر تعيش ... مصر تعيش ... أنت إذن تعيش ، فأنت بعض من ثراها بل قبضة منه تعود إليه ، تعطيه و يعطيها ارتعاشتها و خفق الروح يسرى فى بقايا تربها ، و ذِما دِمَاها مصر الولود نمتك ، ثم رعتك ، ثم استخلفتك على ذُراها ثم اصطفتك لحضنها لتصير أغنية ترفرف فى سماها |
رد: قصيدة فى رثاء الزعيم الراحل جمال عبد الناصر
رحم الله جمال عبد الناصر
قائد عربي عظيم ،، دخل التاريخ من أوسع أبوابه مجهود طيب مشكوووه سيدتي " ناهد " |
رد: قصيدة فى رثاء الزعيم الراحل جمال عبد الناصر
نعم عزيزتي فاطمة
جمال عبد الناصر كان بطلاً عظيماً يشهد له التاريخ وذو الضمائر الحية فقط يكفي ما قاله : لا صلح ... لا تفاوض .... لا اعتراف دمت بخير |
الساعة الآن 09 : 03 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية