منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الدراسات والأبحاث الأدبية والنقدية (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=553)
-   -   تونس ومصر... تحية عربية وبعد... / محمد توفيق الصواف (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=19047)

محمد توفيق الصواف 05 / 02 / 2011 28 : 02 PM

تونس ومصر... تحية عربية وبعد... / محمد توفيق الصواف
 
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
محمد توفيق الصواف
أخيراً... قرر الشعب العربي اليقظة من سباته الطويل الذي ظنه أعداؤه موتاً...
فإذا به ينهض من موته كالعنقاء تنهض من رمادها، شاباً قوياً متمرداً غاضباً، ليضع النقطة الأخيرة، على السطر الأخير، في سجل ذله الذي طال كثيراً..
إذا به ينهض مارداً قوياً مفعماً بالثورة على جلاديه ومضطهديه، ليقول لهم كفى..
ولم يتوقع هو نفسه، كما لم يتوقع طغاته وأذيالهم أن يكون بهذا القدر من الشجاعة والقدرة على التحدي والفعل، وأن يكونوا هم بهذا القدر من الجبن والخوف والعجز، فكانت لحظة ثورته، ومن ثم استمرارها دخولاً مفاجئاً وحقيقياً في اللامتوقع، ترك الجميع مذهولين وحائرين يتساءلون:
أحقاً هؤلاء الشبان هم أنفسهم الذين ظنناهم ماتوا واستحالوا جثة هامدة؟
أحقاً هؤلاء هم أنفسهم الذين ظللنا وأذيالنا نسومهم سوء المعاملة والقهر ويصبرون حتى ظننا أنهم نسوا ما معنى حرية أو ثورة أو كرامة؟
أهؤلاء حقاً هم من احتل أسيادنا الإسرائيليون أراضيهم وقتلوا من أهلهم وأحبتهم ما طاب لهم أن يقتلوا بمعرفتنا وتواطؤنا، فكبتوا غضبهم خوفاً من بطشنا ولم يثوروا؟
أحقاً هؤلاء هم نفس الذين أمضينا دهراً ننهب ثرواتهم ونصادر حرياتهم ونودعهم في السجون ونروعهم، دون أن ينبسوا ببنت شفة؟
ولكن كيف...؟
ماذا حدث لهم فجأة حتى انقلبوا من النقيض إلى النقيض، فاستحالوا أبطالاً لا يخشون موتاً ولا عذاباً ولا سجناً، ولم يعد ينفع في السيطرة عليهم تهديدٌ ولا وعيد ولا تنكيل ولا تعذيب؟
هذه، وأسئلة أخرى كثيرة مشابهة، راحت تطرحها الأنظمة العربية وحلفاؤها، وسط حالة من الذهول والدهشة وعدم القدرة على التصديق، منذ أن انطلقت الشرارة الأولى من تونس داعية عرَبَها إلى استعادة حريتهم وكرامتهم البشرية...
تونس؟! وكيف؟ ألم تكن البلد الذي كان يُروج طاغيته أنه صار مضرب المثل في الخروج من ثوب العروبة والإسلام؟
تونس؟ وكيف؟ وقد كان يُضرب المثل بنظامها في القمع والاضطهاد والتخويف؟
بلى.. ولكن الكأس فاضت، في غفلة عن الطاغية..، فبات من المحال احتمال المزيد من القهر والإذلال ومصادرة الحريات وإهانة الكرامة الإنسانية..
فاضت كأس الصبر حتى تساوت الحياة والموت في نظر المواطن العربي التونسي الذي ما عاد يحتمل الاستمرار أكثر بلا كرامة ولا حرية ولا طعام ولا عمل..، فقرر أن يقول (لا) قبل أن يموت تماماً، فخرج إلى الشارع يصرخ بها في وجه جلاده، وما كاد يفعل حتى فوجئ قبل ذلك الجلاد نفسه، بأن حياته التي استعبدها ذلك الجلاد قد عادت إليه فور خروج (لا) الثائرة من بين شفتيه..
فوجئ بأنها كانت كلمة السر التي طالما بحث عنها للخلاص من حياته التعسة بالاضطهاد، وأنها كانت كلمة السر أيضاً لنهوضه من الرماد مارداً قادراً على تحطيم قيده، وتحطيم جلاده في آن واحد معاً..
ومن تونس إلى مصر..

آه يا مصر العظيمة..
آه يا مصر التي طالما أحبَطَنا وأبكانا خروجها من خندقنا، وكانت قائدنا، متحولةً رغماً عن إرادة أبنائها، إلى خندق أعدائهم وأعدائنا..
آه يا مصر التي عانى أبناؤها أسوأ ألوان الظلم والاضطهاد والفساد، حتى ما عاد في جعبة صبرهم بقية على احتمال المزيد، فخرجوا يقولون (لا) لطاغيتهم الذي باعهم وباع مصرهم بأرخص الأثمان لأعدائهم..
آه يا مصر الحبيبة التي كنا نقلد لهجة أهلها، في كلامنا، ونحن صغار، لظننا أنها هي وحدها لهجة الأبطال الذين لم نتوقف يوماً عن حبنا لهم واحترامهم، ثم ظللنا نقلد لهجتهم مشوبة بالأسف والحزن، مبللة بالدموع، حتى بعد أن حَرَفَ طاغية مصر مسار أهلها عن سكته الوطنية والقومية والإسلامية، لتنقلب بين عشية وضحاها، إلى مصدر تهديد لكل من يحاول منا التصدي للإسرائيليين وحلفائهم من قوى الغشم والظلم..
نحو أربعين عاماً، ومصر واقفة خارج خندقها الطبيعي، يقوم طاغيتها ونظامه بدور هو نقيض ما يريده أهلها وشعبها..
لكن.. ها هي تعود أخيراً..
صحيحٌ أنها عادت مدماةً إلينا، لكنها عادت أبيةً كما عرفناها قبل مصادرة الطاغية لهويتها العربية..
وصحيحٌ أنها عادت دامعةً، لكنها دموع الفرح التي استطاعت أن تنزلها من عيوننا أيضاً..
فتحية للشعب المصري العظيم الذي عاد إلى حضنه العربي وعاد إليه أهله العرب..
تحية لمن قاد خطانا يوماً على دروب العزة والكرامة والتحرير، ثم غادرنا مكرهاً، ليعود إلينا الآن كي يُكمل معنا مشوارنا الأكيد إلى النصر، بإذن الله..
تحية إلى الطيبة وهي تنتفض على الظلم وتنتصر عليه..
تحية إلى المعصم الذي انتصر على القيد وحطمه..
تحية إلى الوجه الجميل الذي واجه القبح بكثير من اللطف والكياسة وإن لم يُفلح في أن يُخجِلَه ويدفعه إلى ترك عرش طغيانه محتفظاً بماء وجهه..
تحية إلى كل الجائعين الذين خرجوا ضد لصوص الطاغية وأزلامهم الذين سرقوا اللقمة من أفواه أطفال مصر، والدواء من مرضاها، والثياب من أجساد فقرائها..
ثم ألف تحية لهؤلاء الثائرين ببطونهم الجائعة الذين استطاعوا، رغم البطش والتنكيل والعدوان أن يرسموا الطريق لاستعادة ما سُرق منهم.
فتحية لك يا مصر خلاصك من طاغيتك الذي نأمل أن يرحل اليوم عنك...، كما نأمل أن يرحل باقي الطغاة العرب، مع حلفائهم في الداخل والخارج، عن العرب جميعاً، عمّا قريب..
[/align]
[/cell][/table1][/align]

نصيرة تختوخ 05 / 02 / 2011 24 : 03 PM

رد: تونس ومصر... تحية عربية وبعد...
 
طبعا أستاذ الصواف ألف تحية إكبار و تقدير لمواطني تونس و مصر المخلصين، هؤلاء الذين يثبتون اليوم أنهم ليسوا أقل ممن أشعلوا أنوار الحرية و الديمقراطية في فرنسا قبل قرون .
تقديري لقلمك

منى هلال 06 / 02 / 2011 05 : 12 PM

رد: تونس ومصر... تحية عربية وبعد... / محمد توفيق الصواف
 
ألف تحية لشعب تونس
ألف تحية لشعب مصر
ألف تحية للشعوب الأبية التي كانت ترزح تحت ركام الذل والهوان
ثم وجدت صوتها
ونزعت لباس الخوف ولبست ثوب الكرامة

اللهم اجعلها صفحة جديدة وبداية طيبة خيّرة
لبلاد العرب أجمعين من المحيط إلى الخليج

ألف تحية لك أستاذ محمد توفيق الصواف

بوران شما 07 / 02 / 2011 09 : 12 AM

رد: تونس ومصر... تحية عربية وبعد... / محمد توفيق الصواف
 
الأخ الأستاذ الدكتور محمد توفيق الصواف
نشارككم بتوجيه التحية والإكبار لهذا الشباب العربي الثائر والعظيم ,
في تونس ومصر واليمن والسودان وباقي أقطار الوطن العربي العظيم
والذين خرجوا من سباتهم الطويل مارداً وعملاقاً قوياً , ولن يتوقف حتى
يتحقق له النصر المؤزر , وتتحقق له كل أحلامه وأمانيه .
وألف تحية لكً أستاذ محمد توفيق الصواف , على مداخلتكم القيّمة
والهامة , تقبل فائق تقديري واحترامي .


الساعة الآن 25 : 01 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية