منتديات نور الأدب - صناعة الخشب في فلسطين(من مواد الموسوعة الفلسطينية-قسم أول- مجلد ثاني)

صناعة الخشب في فلسطين (من مواد الموسوعة الفلسطينية – القسم الأول- المجلد الثاني)
تضم هذه الصناعة فروعاً كثيرة منها صناعة الأبواب والنوافذ وأنواع التجارة الأخرى المرتبطة بالبناء,ومن فروع هذه الصناعة صناعة الأثاث, وصناديق المنتجات الزراعية, وهياكل عربات النقل.
أبرز أنواع الأشجار التي تمد صناعة الخشب بما تحتاج إليه من مواد أولية شجر الكينا (اليوكاليبتوس) والزيتون والبلوط والسرو والحور والصنوبر والسدر . وتنمو هذه الأشجار على شكل غابات في مناطق متعددة من المرتفعات الجبلية والسهول الساحلية والداخلية وحول المجاري المائية . وقد بلغت مساحة الغابات في فلسطين أواخر عهد الانتداب نحو 1,5 مليون دونم.
كان عدد مصانع الخشب عام 1918 نحو 90 مصنعاً معظمها صغير الحجم أقرب إلى أن يكون محلاً صغيراً للنجارة (ورشة) . وقد نما عدد العاملين في صناعة الخشب , فبعد أن كان قرابة 1,890 عاملاً عام 1939 ارتفع إلى 3,314 عاملاً عام 1942 . وقد تركزت مصانع الخشب الكبيرة في مدن يافا وحيفا والناصرة وصفد وعكا وغزة والخضيرة .
لم تكن الأخشاب المحلية تفي بحاجات هذه الصناعة المتنامية. ويعود ذلك إلى جملة أسباب منها تقلّص مساحات الغابات إبان الحرب العالمية الأولى لأن السلطات التركية قامت بقطع الأشجار واستخدامها وقوداً لقطارات السكك الحديدية , وبطء عمليات إعادة تحريج المناطق العارية في عهد الانتداب , وتعّرض بعض الغابات للحرائق والقطع , ورعي المعز أوراقها. ويضاف إلى ذلك سبب أساسي يتمثل في النهضة العمرانية الشاملة التي شهدتها فلسطين وزادت معها الحاجة إلى كميات كبيرة من الأخشاب لم يكن الموجود المحلي كافياً للوفاء بها .
هذا كله, إلى جانب صناعات تحتاج إلى أنواع معينة من الخشب لا تتوافر في فلسطين , جعل استيراد الأخشاب من خارج البلاد أمراً لا بد منه . وقد ازدادت كمية الخشب المستورد نظراً لارتفاع مستوى المعيشة الذي سمح باقتناء الأثاث الجيّد والفاخر , والنهضة العمرانية , والتوسع في التصدير , ولا سيما تصدير الحمضيات الذي يحتاج إلى كميات ضخمة من الصناديق الخشبية .
ومن الصناعات الخشبية التي اشتهرت بها فلسطين صناعة الهدايا التذكارية كالمسابح والصلبان وأغلفة الكتب المقدسة وغيرها من التحف الخشبية المطعّمة بالصدف التي يقبل السائحون على شرائها عند زيارتهم الأماكن المقدسة . وتدّر هذه الصناعة دخلاً جيداً على أبناء بعض المدن الفلسطينية التي تختص بها كالقدس وبيت لحم والناصرة . ولكن هذه الصناعة التقليدية الجميلة تتعرض للانقراض لأن سلطات الاحتلال الصهيوني تفرض عليها رسوماً باهظة .