|
تتمخض الأرض الغمام / إلى شهداء يوم الأرض الأول
تتمخض الأرض الغمام ---- إلى شهداء يوم الأرض الأول الذين سقطوا في الثلاثين من آذار عام 1976 على يد سلطات الاحتلال في الوطن المحتل وهم : خير ياسين ، رجا أبو ريا ، رأفت الزهيري ، خديجة شواهنه، خضر خلايله ، ومحسن طه . إنَّ البلابلَ تستحثُّ الآنَ أوتارَ الغناءْ شجرٌ وشيءٌ من يديكَ على الطريقْ وأنا رصيفُ البرتقالْ وقفتْ أريحا في صفدْ وتعانقتْ مدنُ البلدْ كانت خديجة تكتبُ الوطنَ الكبيرَ على النوافذِ واشتعالاتِ الصباحْ تفّاحة للقدسِ حيفا ورجا يغنّي للربيعِ نشيدَهُ الأرضُ قافيةٌ وما بينَ الدماءْ هذا صباح الخير والوطن الحبيبْ لحجارةٍ في الضفّةِ انتشرتْ يداهْ ومنَ الأصابعِ للأصابعِ كانت الأشجار تأتي ورجا يغنّي لحجارةٍ في الضفةِ انتشرتْ يداهْ وعلى المدى كان الجنودُ يوزّعونَ رصاصهمْ يتصايحونَ .. ويقتلونَ .. ويقتلونْ كانتْ خديجةُ تشعلُ الأحجارَ ترسلها قنابلْ .. يا ليلُ .. إنَّ الليلَ زائلْ .. كانَ الجنودُ يوزّعونَ الموتَ .. والطرقاتُ تغلي .. ورجا يقاتلْ .. الأرضُ أرضي والبلادْ .. سقطتْ خديجةُ في جفونِ البرتقالْ كانَ الجنودُ يوزّعونْ ورجا يحبّ التربةَ السمراءَ يعبدها ويأتي كانتْ خديجةُ والظلالْ يأتي ويأتي .. ثم .. يأتي عرسٌ هي الأرض النشيدْ وزنودهمْ .. كانتْ على الطرقات تغلي عرسٌ هي الأرض النشيدْ ومنَ الوريدِ إلى الوريدْ كانتْ توزّع وجهها الكرملُ الآنَ الخليلْ يافا تشدّ يدَ الجليلْ ومن الطريق إلى الطريقِ تدفق الوطن الكبيرْ اليومَ يومُ الأرضِ فاقرأْ … لفّتْ على الجذرِ العميقِ رجالَها .. راحت تدقّ الفجرَ فانفتحَ النشيدْ .. قال الصغير لأمّه ِ يا أمّ لون الشمسِ أحلى والبرتقالُ اليوم أطيبْ وتدفّقَ الولد الصغير على الطريقْ كانت جذوع السنديانْ قال الصغير لأمهِ إنّ الجذوعَ اليومَ أصلبْ .. كانَ الجنودُ يوزّعونَ الموتَ .. وارتطموا .. ضحك الصغير لأمّه ِ ضمّتهُ فانتشرت يداهْ .. * * * تتمخَّضُ الأرضُ الغمامَ على النشيدْ هذا أوان الشدِّ .. فامتدّي يتأخر الشهداء في حفظ التفاصيل الصغيرةِ يحفظونَ الآنَ أسماءَ البلادِ جميعها وجميعَ أسماءِ السنابلْ كانتْ خديجةُ تدخل القمح المعبَّأَ بالغد الآتي وترحلُ في زغاريد البلادْ يتأخّر الشهداء في حفظ التفاصيل الصغيرة .. يرحلون الآنَ في دمهمْ .. وتطلعُ طرحةُ العرسِ الحكايا .. قبلة ً بينَ النشيد وبينَ رائحة الترابِ .. وبينَ شعبٍ لا يساومْ برتقالات ٍ رحلنَ إلى الموانئ فاختصرنَ الموجةَ َ الأولى .. ذراعاً .. كانت الأشجار تضحكُ أو تغنّي حلمها .. واشتدَّ في الشهداء نبض الأرضِ فانتصبتْ .. لهم زيتونة في الدار ما جفّتْ تصبّ الزيتَ فوق يدينِ آتيتين من منفى وعرس الأرض طرحتهم .. وكان نشيدهم أعلى من الطرقاتِ من قاماتِ هذا الليلِ .. من حقدٍ يحاصرهمْ .. * * * قال الصغير لأمّهِ .. وقفتْ أريحا في صفدْ .. وأنا أحبّ التربةَ السمراء يا أمي الكرملُ الآنَ الخليلْ يافا تشدّ يد الجليلْ الشمس أحلى .. والبرتقال اليوم أطيبْ الشعبُ كان على الطريقْ ما زال يمضي .. يمضي ويمضي .. ثم يمضي .. ضحكَ الصغير لأمّهِ .. ضمتهُ فانتشرتْ يداهْ .. |
رد: تتمخض الأرض الغمام / إلى شهداء يوم الأرض الأول
سأعود للتعليق على هذه الرائعة ولكن ما لفت نظري أني قرأت هذه القصيدة باسم ناريمان اسعد من فلسطين دون ذكر اسم الكاتب أو المصدر , هذه هي اكبر سرقات أدبية
والجميع يشكرها على ذلك وذلك في مدونتها في جمعية طلائع المستقبل http://t-lmstqbl.maktoobblog.com/150...D8%A7%D9%8433/ |
رد: تتمخض الأرض الغمام / إلى شهداء يوم الأرض الأول
وصلتني هذه الخريدة , على أيميلي ,, وعانقتها
الله الله , يا أستاذ طلعت ,, جميلة ,, وتستحق العناق ..كعناق الأرض لدم الشهداء أخوك حسن |
رد: تتمخض الأرض الغمام / إلى شهداء يوم الأرض الأول
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
تحياتي لك شاعرنا الغالي أستاذ طلعت أعشق هذه القصيدة الشامخة التي تؤرخ ليوم الأرض وشهداء الأرض أعشقها وأحفظها عن ظهر قلب هذه القصيدة من ديوان " هذا الفلسطيني فاشهد " الصادر عام 1986 وأخذت هذه القصيدة شهرة واسعة كنشيد غنته فرقة العاشقين، ضمن شريط تم اختياره من قصائد ثلاثة شعراء فقط هم محمود درويش وسميح القاسم وطلعت سقيرق يحفظ هذه القصيدة ويرددها أبناء فلسطين ألف شكر شاعرنا الغالي أستاذ طلعت على كل ما قدمته لفلسطين من قصائد أنشدت الفرق الفلسطينية عدد غير قليل منها ورددها الناس وفي الانتفاضة الثانية استحقيت عن جدارة لقب شاعر الانتفاضة حيث كانت قصائدك الوطنية الرائعة على ألسنة الناس يوم الأرض غداً غالية هي الذكرى وكل يوم من أيامنا نحن أبناء فلسطين المغتصبة هو يوم الأرض الخالد أما بشأن إسقاط اسم الشاعر في تلك المدونة، فسأتابع الأمر بنفسي ، شكراً لك أستاذة ناهد كن دائماً بخير يا شاعرنا الغالي فتربة فلسطين وأرضها الحبيبة تحتاج قصائدك المقاوِمة هدى الخطيب [/align][/cell][/table1][/align] |
رد: تتمخض الأرض الغمام / إلى شهداء يوم الأرض الأول
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]قصيدة رائعة بما تضمنته من وفاء و صور و تكريم لمن دفعوا حياتهم ثمنا للصمود.
نتمنى أن يتم تخليد يوم الأرض ومقاومة كل تمزيق و تهجير و طمس على الأرض الفلسطينية الطاهرة. سعدت بالقراءة لك مجددا أستاذ طلعت .[/align][/cell][/table1][/align] |
رد: تتمخض الأرض الغمام / إلى شهداء يوم الأرض الأول
الأديب طلعت سقيرق عزف الألم على وتر الجراح لحناً اليماً قصيدة مجبولة بدماء الشهداء ودموع الأمهات خير ياسين ، رجا أبو ريا ، رأفت الزهيري ، خديجة شواهنه، خضر خلايله ، ومحسن طه . سقطوا وبسقوطهم سقطت كل الأوهام وتبددت كوابيس الخوف إذ سطروا بدمائهم أنشودة البقاء. أستاذ طلعت في كل رائعة وطنية تنشرها هنا تزرع الأمل وروح الوطنيه فينا ونبحر بحروفك ونتوه لأننا لا نصل لميناء فقط نقف على حدود الحلم وننتظر إطلالة فجر الواقع كلماتك صيغت بقمة الروعة والحروف كالشمس مضيئة اللهم ارحم شهدائنا اللهم وحد كلمتنا اللهم وحدنا واعنّا لنتخلص من الاحتلال وكيانه الغاصب البغيض. - لأرواح شهداء يوم الأرض وعموم شهداء الوطن الغالي ولأرواح شهداء العالم العربي الرحمه والدعاء لهم بالمغفرة دمت بخير |
رد: تتمخض الأرض الغمام / إلى شهداء يوم الأرض الأول
هي الثقافة وليس الشعر فقط من يديم هذا الكلام .. هي المقاومة ينطق بها كل حرف في هذا الكلام
هي كلمة لا تؤرخ فقط للعابرين إلى العلا من الشهداء إنما هو الفعل الراسخ على تثبيت الحق والنصر موعدنا مهما طال الزمن . هذه هي قيمة مبدعنا الرائع الذي لو استطاعوا لحجبوه بعد ان قيدوه زمن بعدما رفض ان يكون شاعرا في بلاط أشباه الرجال . دمت سيدي أطال الله في عمرك وأعطاك الصحة والعافية |
رد: تتمخض الأرض الغمام / إلى شهداء يوم الأرض الأول
نرفعها مجدداً بمناسبة يوم الأرض |
رد: تتمخض الأرض الغمام / إلى شهداء يوم الأرض الأول
بمناسبة الذكرى الخالدة ...نعيد إلى الواجهة القصائد الوطنية الخالدة ..
رحمك الله شاعرنا النحرير .. |
| الساعة الآن 52 : 12 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية