![]() |
أوراق غسان كنفاني
[align=justify]
كثيراً ما كتبت عن المبدع والراحل الكبير غسان كنفاني بحب وإعجاب والتفات يستحقه كونه ترك صفحات وأوراقاً لايمكن إلا أن تكون مذهلة بكل المقاييس.. فهذا المبدع الكبير رغم السنوات القليلة التي عاشها، ملأ فراغاً لايستهان به في سجل الأدب الفلسطيني قد تعجز عن ملئه مؤسسات كبيرة.. هذا إلى جانب نشاطاته المتعددة الكثيرة سياسياً ونضالياً وحضوراً، حتى لكأنه كان في حركة دائبة لا تعرف الفتور أو الاستكانة.. وبعد أن قرأتُ ما كتبه شقيقه الأديب عدنان كنفاني عنه في «صفحات كانت مطوية» عرفت أن الرجل كان لا يهدأ بالفعل، فهو كائن حركي متحرك مليء بنبض الحياة.. وما اغتيال هذا المناضل والكاتب الكبير إلا لأنه كان مزعجاً لعدو رأى فيه صورة كبيرة من صور النضال التي تزرع الأرض بعطاء لايمكن أن يتوقف لفلسطين وعنها.. فسيئة الذكر «إسرائيل» لايزعجها شيء، كما تزعجها هذه القامات العالية التي تجعل من اسم فلسطين حاضراً في كل مكان.. ولم يكن أحد كغسان كنفاني قادراً على تحريك كل شيء باتجاه البوصلة التي تشير لفلسطين وبأشكال متعددة يعجز فرد واحد أن يقوم بها.. فكيف وهذا الكاتب الشاب، وهو في أول العمل، يحرك بحارا من الاهتمام ويلفت الأنظار إلى وطنه ومأساة شعبه؟؟.. بطبيعة الحال لايجوز أن نسأل سؤالاً لا فائدة منه يقول: ماذا كان الشهيد غسان كنفاني سيقدم لو أنه ترك ليقضي بقية من حياته؟؟.. إذ إن غسان كنفاني قد استشهد، وما تركه لن يكون هناك غيره.. لكن علينا أن نسأل لماذا يصل الحقد الإسرائيلي إلى حد اغتيال المبدع إن كان سلاحه القلم؟؟.. هل يعني ذلك أن «إسرائيل» تخاف حتى من الريشة والقلم والإبداع بكل أنواعه؟؟.. علينا ومن خلال الشهيد غسان كنفاني واغتياله أن نعترف أن «إسرائيل» تخاف الإبداع أكثر من الرصاصة والبندقية والمدفع.. هذه أشياء تتوفر لها ببساطة وتستطيع أن تؤمنها من هنا وهناك.. لكن الإبداع هو العملة الصعبة التي لا تستطيع «إسرائيل» أن تأتي بها من أي مكان، فهي ملكة فكرية ونفسية وذاتية يستطيع صاحبها أن يعري الكيان الصهيوني كله أمام العالم واضعاً صورته بوضوح ودون أي رتوش.. وإذا كان المدفع قد تغطي طلقاته أو قذائفه غبار المعارك، فهنا كل شيء واضح ظاهر للجميع، ولا أحد يستطيع أن يخفي ضوء الشمس بغربال.. فالإبداع راسخ واضح بين صارخ بالحقيقة قادر على توصيل الفكرة إلى الجميع.. ومهما حاولت «إسرائيل» أن تخفي هذا الإبداع فإنها ستصاب بالفشل الذريع بالتأكيد.. كان الشهيد والمبدع الكبير غسان كنفاني ورقة مبدعة خارجة عن النسق، أو طفرة إبداعية يصعب لملمتها.. وكان قلم هذا المبدع أكبر من مدفع وبندقية وصاروخ، وزاد من شهرته ليكون كاتباً مقروءاً يصل إلى الكثيرين وهو ما يعني خروجه تماماً عن إمكانية الضبط أو القولبة.. وقد رأت «إسرائيل» أن غسان كنفاني صار شجرة كثيرة الفروع والامتدادات والرسوخ مما يعني قدرته على رفد قضية فلسطين بكل ما هو استثنائي.. فما كان منها إلا أن تجعله بعيداً عن الحضور، الحضور الفذ، فكان استشهاده.. لكنه لا كما توقعت سيئة الذكر «إسرائيل» كان استشهاداً رفع صوت وعلم فلسطين عالياً.. وبقيت أعمال غسان كنفاني وأوراقه أكبر من كل المحاولات اليائسة لقتله!!.. ----- نشرت في صحيفة البعث / دمشق صباح الأربعاء 13/4/2011 [/align] |
رد: أوراق غسان كنفاني
مساء الورد استاذي طلعت
"سيئة الذكر" اسرائيل كما طاب لك أن تسميها وكما يليق بها هي دائماً أول المتنبهين إلى عمالقة الإبداع لدينا فتعالجهم برصاصة قاتلة ظناً منها أن الموت يغيبهم وأن هذه الرصاصة كفيلة بمحوهم من الوجود والحقيقة أن هذه الرصاصة قد تمحو عملاقا بحجم غسان كنفاني من أمام ناظري اسرائيل_ وأشك في ذلك لأنها بلا شك تراه في مناماتها _ ولكنها لا تمحوه من ذاكرة الوطن الذي ما زال دم الشهيد غسان كنفاني يروي ترابه الطاهر إلى هذه الساعة بل إلى الساعة التي تبقى كلماته فيها تفرز ملايين الخناجر التي تغرز في خاصرة اسرائيل .. الكلمة لا تموت كما دم الشهيد لا يبرد ولا يجف فلتخفف اسرائيل عناء طلقاتها فهذا الموت يحيينا وإن مات الجسد وأي جسد مرده إلى الموت ولكن الفكرة حرة .. طليقة .. تنمو وتتكاثر وتنجب في عقول الآخرين فكم من الرصاص ستحتاجين يا سيئة الذكر كي تقتلي كل هذه العقول التي تشبعت بأفكار غسان كنفاني ؟ غسان كنفاني لم يمت بل هو محظي بحضور أكثر بكثير من الأحياء .. ألف شكر استاذي طلعت وأتمنى لك السعادة والهناء ومزيدا من النجاح والتوفيق . |
رد: أوراق غسان كنفاني
الغالية . أ . ميساء البشيتي أدامك الله وحفظك ومتعك بعلو الحرف الجميل ، حرفك تحياتي وتقديري كان الشهيد غسان كنفاني صوتا يمثل الحقيقة .. كان بندقية أقوى من كل بندقية قدم خلال سنوات عمره القصير الكثير من الأدب الرائع وبالفعل فقد قرأت مما قدمه شقيقه الأديب الصديق الغالي والحبيب عدنان كنفاني في " صفحات كانت مطوية " الكثير مما لا نعرفه عن الشهيد غسان كنفاني ساطلب من أديبنا عدنان كنفاني وهو قاص وروائي أيضا أن يهدي نور الأدب هذا الكتاب ليكون مرجعا عن شهيدنا وأديبنا غسان شكرا يا غالية لك مني دائما كبير التقدير سلمت طلعت سقيرق |
رد: أوراق غسان كنفاني
عملية اغتيال فاشلة فكل ماقلت أ.طلعت وكل مازلنا نقرأ شاهد أن غسان كنفاني راسخ كفلسطين وحلم العودة في الوجدان الفلسطيني والقلب العربي.
تحيتي |
رد: أوراق غسان كنفاني
الغالية . أ . نصيرة ألف تحية وكل تقدير طبعا يبقى غسان كبيرا ويبقى ناجي العلي كبيرا ويبقى كل من رحلوا شهداء وهم يمسكون الريشة والقلم أو البندقية كبارا كنفاني يا غالية كان يكتب بكل عمره كان يسابق عمره تصوري ان يموت بهذا العمر ويترك كل هذا التراث ؟؟.. لك مني كل التقدير سلمت طلعت |
رد: أوراق غسان كنفاني
الأخ العزيز الأستاذ طلعت سقيرق
اسمح لي أن أسجل هنا بعض من مذكرات الشهيد الراحل غسان كنفاني والتي إن دلت على شيء فإنما تدل على عظمة هذه القامة الوطنية والأدبية الكبيرة . قال : صديق وأحب صدقه أرسل لي : " اسمع ياغسان إنني لاأجاملك وأنت تعرف جيداً, ولكنني بكل صدق وبكل إخلاص أرى فيك أشياء كثيرة ..." وبعد يوم وصلتني من صديق آخر في أمريكا رسالة ثانية فيها:" أنا أؤمن بك ياغسان وأؤمن أنك تستطيع أن تحمل القلم وتعبر عن القضية , إنك تملك ذكاء الإحساس , وتملك الخيوط التي تستطيع أن تستر الحقائق لتعانق ضمير الإنسان". أي شعور راودني حينما قرأت كل هذا؟؟ أحسست بسعادة بلا شك , ولكني أيضاً لم أستطع أن أحرر نفسي من قلق مفاجئ... إذا كان هذا الكلام صحيحاً فأنا في وجه مسؤولية قاسية , مامعنى هذا الكلام إذا لم أكن جديراً به ؟؟ لقد أمضيتُ طوال اليوم مفكراً والقلق يمزقني هل أستطيع ان لاأخيب آمال هؤلاء الذين أحبهم بكل قواي ؟؟ ماذا أفعل من أجل ان أكون في مستوى الآمال التي يعقدونها علي ؟؟ سيبقى هذا الإنسان الذي عاش بهذا الإحساس والشعور بالمسؤولية يعيش في نفوسنا وقلوبنا, ولا يمكن للموت أن يغيبه مهما طال الزمان . تحياتي وشكري وتقديري. |
رد: أوراق غسان كنفاني
|
الساعة الآن 40 : 07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية