![]() |
هذا الحنين المتصل
[frame="15 98"]
هدى يا صديقتي أحيانا احتار من أين ابدأ عندما تكون السطور مشغولة بكل هذا الحنين .. هل أهمس في أذنك أن حنيني يزداد كلما اشتدت حرارة الأشياء حولي .. ربما تسألين يا بنت الخال وما الذي تغير بين اليوم والبارحة .. ؟؟.. صعب أحيانا أن نشرح الصور وأن يغتالنا شيء من تلك الرائحة المزروعة على حافة الشبابيك المغسولة أحيانا بمطر بعيد ، بعيد جدا .. البارحة جاءتني كلماتك وجمدت ، تماما مثل نقطة حبر كانت تتدحرج على السطر وأصابها الجفاف .. ماذا جرى .. ؟؟.. منذ الصباح كنت حزينا .. كنت مسكونا بدهشة الروح .. الصور التي خنقت المسجد الأقصى ومدينة القدس كانت تخنقني وتذيب قلبي وإذا بكلماتك تصرخ من البعيد " لماذا أحسّ اليوم بأنّ نرجس طلعت في حديقة روحي حزين و ياسمين الشام يذبل ؟؟لماذا أحسّ بكل هذا الحزن يملؤني..أحسّ ببرد شديد ..أحسّ بالغربة ..أحسّ حتى بارتداد شعاع الروح منكسراً أمام سدّ ..أحسّ بأنك بعيد ..بعيدٌ جداً ..أبعد من الزمان و المكان..أحسّ بأني لا أقف على أرض ..و كأني أقع في هاوية سحيقة الأغوار..نبض الإرسال بيننا أرسله و لا يستجيب ".. فعلا استغربت يا غالية لأن تشعري بحزني واعتصار فلبي .. لكن تلك الأشياء المشغول بها كانت أكبر مني .. كانت مدينة ترتعش وهي محاطة بصمت قاتل ، صمت دول مصنوعة من فخار ، دول ضعيفة آيلة للسقوط أكثر مما يجب .. هل وصلت حرارة المشاعر والأحاسيس بيننا إلى هذا الحد ؟؟.. ربما كان علينا في ساعة ما أن نتقاسم رغيف الشعر الذي تركه لنا حبيب مسافر ، ومع تقاسم رغيف الشعر كان علينا أن نتقاسم وجع الحياة وفرحها .. أجل يا غاليتي كنت البارحة في غاية الحزن .. كتبت لك قصيدة " غدا تعرفين " وكنت أتمزق ، كنت أغلي من وجع.. كنت أضيع في صقيع ثلج لا يشبه الثلج عندكم في كندا .. لمحت خوفك وخشيتك عليّ ..أحيانا أخاف من خوفك عليّ .. لأنني اعرف أن شدة الشفافية عندك ستجرح من أي خوف وهذا يرعبني .. هذه كانت حكايتي التي أشعرتك وأنت في كندا بأنني حزين .. ألا يستحق ذلك شيئا من الحزن ؟؟.. هدى يا ورقة الروح التي أكتب عليها أحيانا بصماتي لتكون الكلمات حارس ملامحي في وقت يأتي حاولي أن تكوني أكثر حذرا من كل شيء .. حتى من باقة وردة حمراء تأتيك من مجهول .. فالورود تذبل أحيانا قبل أن تصافح الكف لتتحول إلى شوكة أعاذك الله منها .... لك كل سلامي وحبي .. طلعت دمشق 10/2/2007 الغالي طلعت ليس غريباً أن يصلني حالك و أشعر بك ملياً برغم المسافات ونحن من مشكاة واحدة يا ابن الغالية و يا صديقي الأحب و الأقرب، بعض دمي نفسي و مرآتي، إلى حد شعوري بفرحك و حزنك ، أخي؟ أكثر من أخي، صديقي؟ أقرب من أن تكون مجرد صديق مهما بلغ عمق الصداقة ؟ حبيب؟ أقرب وأنقى و أكبر و أصفى من هذا المتعارف عليه بكثير، و ليس إدماناً هو بل اهتداء للنبع والحقيقة، كالمدى الذي يصعب وضعه في إطار لأطلق عليه صفة ما أي صفة !!.. نحن نحمل في أنفسنا و أرواحنا و حتّى في جيناتنا كمٌا مدهشا من الألغاز و علامات الاستفهام التي لا جواب لها، ما الذي كان يجعل الحورية روح نـور و يجعل من النـور الأغلى عند الحورية حفظها الله لنا و ما الذي جعل نـور يختارك طفلاً و ينبئك بالشعر و بإكمال مشواره الذي أحسَّ أنه لن يكمله؟؟؟!! أغريب أن أحسّ بك و أنا بعض نـور و روحه و كيانه؟ بدل أن نصف الروح يكفينا أن نحيا بها و تعطينا التميّز الإنساني في الدنيا و الخلود فيما بعدها... و الحياة أنفاس يتناقص عددها مع كلّ شهيق و زفير ليس إلاّ .. و من حكمة الله في خلقه أنّ العلم مهما تقدم لن يستطيع أن يفك هذا اللغز و يقرأ عدد الأنفاس المبرمجة في الجينات و إلاّ ما فعلنا شيئا إلاّ إحصاءها .. غريبٌ أمر هذه الحياة وبديعة الألغاز في أرواحنا و نفوسنا و رائع الكم الذي نستطيع حمله من المشاعر، ألغاز أجمل ما فيها أن لا مصطلحات تحددها .. هل استطعت أن أقرب الصورة قليلاً حتّى تدرك و لو قليلاً قدر صديقي و ابن عمتي طلعت في أعماق نفسي و روحي ؟! وجودك داخلي عميق جداً و راسخٌ جداً و حبيب جداً.. يا صديقي.. قدسنا و أقصانا مقدساتنا و عروبتنا و ما وصل إليه حالنا!!! لن أتماسك تصنعاً و أدّعي بأنني لست حزينة و لا يسكنني الخوف و يعتصرني الذهول.. و أنت تعرف قدر نبض الوطن في كياني.. و لكن حين تصل أوجاع الحزن إلى ذروتها تتفتح أمامي طاقة من النور ملؤها الإيمان برب العالمين إله الخير و الحب و النور و يسري هذا النور بفيضه فوق أوجاعي ثقة بقانون الكون و تراني أستعيد في ذاكرتي مصير كل من أفسدوا في الأرض على طول الزمان و تاريخ هذه الأمة التي كلما كبت حلّ بها ما يحلّ بنا اليوم من أهوال و فتن فيما يشبه المصفاة ليميز الله الخبيث من الطيبّ و تستفيق و ترفع راية العدل.. أرأيت فجراً أشرق لا يسبقه ظلام ؟؟.. الأقصى يستغيث بنا و ينادينا و كلنا نسمع النداء.. امسح أحزانك أيها الغالي و تعالَ نرقب خيوط الفجر الذي سيبزغ حتماً من قلب العجز و الظلام... هـدى الخطيب مونتريال 11/2/2007 [/frame] |
رد: هذا الحنين المتصل
صعب أحيانا أن نشرح الصور .
شرعت أشرح بعضا من صوري بعد قراءة عبارتك ... فوجدت الأمر صعبا . |
الساعة الآن 37 : 05 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية