منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   ديوان عبدالمنعم محمد خير إسبير (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=434)
-   -   حبٌّ ..... في الخريف ! (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=19978)

عبد المنعم محمد خير إسبير 30 / 04 / 2011 51 : 09 AM

حبٌّ ..... في الخريف !
 
استهــلال ..!
قصيدةٌ مِنْ ذاكرةِ الشّباب، تُصَوِّرُ مشكلةً عاطفيّةً إنسانيّة مازالت ماثلةً في ذاكرتي:
كان صديقاً لي ويكبرني سنّاً ، وله زميلة تصغره في العمر ، جمعهما مكتب واحد في وظيفةٍ حكوميّة !
هو فـي الخمسين وغير متزوّج، وهي عزباءَ في العشرين .
دخلَ عليّ في مكتبي ذاتَ مرّة من غير تحيّة ، وجلسَ وتمدّدَ على كرسيّه ، مُسنداً رأسهُ إلى حافّته العليا ، صامتاً ساهماً .
ــ مابكَ ياصديقي .
ــ ......
ــ هل أجلب لك شراباً ام فنجان قهوة ؟
ـ دعني قليلاً ياصديقي . إنّى متعبٌ ، متعب من الحياة .
ـ ومن منّا غير مُتعب في حياته . أمشكلةٌ في الوظيفة ؟ .... أم مع زميلتك؟
ـ انحدرت من عينيه الدّموع وأجاب : إنها مشكلتي معها.
ـ ألم أنصحْكَ بكبح جماح عاطفتك لفارق السنّ ياصديقي ؟
ـ وكيف تُقنع قلب إنسان إن أحبّ ؟ .
ـ حتّى وأنت في الخمسين وهي في العشرين؟
ـ حتّى وأنا في التّسعين . إنّ القلب لايعترف بالفوارق .
ـ ولكنّ العقْلَ يهدي إلى الصواب ! أين عقلكَ وحكمتك ؟!
ـ كانا معي كما تعلَم ، وقرّرتُ أن يكون حبّي من طرف واحد ، وألاّ أقترب منها، ولكن ...
ـ ولكن ماذا ؟
ـ هي التي اقتربَت اليوم حينما أثارت كوامن قلبي .
وذكـــــر لــــــي ماحصـــــــل .
في يوم هادئ، استجمعْتُ أحداث حبّه اليتيمِ لها كما كان يرويها لي تباعاً، ونظمتها في قصيدة تتحدّث بلسان حالهِ بحروفٍ باكية عنوانها:
وأزْهَرَ الحُبُّ في الخَريف..!
لاتسـألونـي مـا اسمُهــــــــا
هوَ مِـن حـروفِ الياسميـنْ
*
لاتسألـــــــوا مـا شكلُهــــــــا
هـوَ كـلُّ زهْـرِ العالَمِيـْـــــــــنْ
*
لاتسألـوا مـا عُمْرُهــــــــــا
قَـدَري….. يُجيبُ السائليــنْ
*
فأنــــا….. أُحِــــبُّ صبيّـــــةً
حُبّــــاً يَتيــماً لايَبيــــــــــنْ
*
فكُهولَتـي سُـوْرُ الزّمــــــا...
نِِِِِ وخَلْفَـهُ قلبـي سَجيــــــنْ
*
الصّمْـــــتُ آهُ جِـراحِــــــهِ
ودمــوعُهُ راحُ الحنيـــــــــــنْ
*
ليْـتَ الحيـاةَ بِنـا تَعـــو...
دُ إلى بِدايتِنــا جَنيــــــــن
*
لنجــــئَ للدّنيــا مَعـــــــــاً
نَحْبـُوْ ... ونَخْطُوْ فاكِهِيــــــنْ
*
ووِشاحُنـا أَلَـقُ الصّبــــــــا
حِ ومَهْـدُنا حُــبُّ أميـــــنْ
*
اليـومَ جـاءتْ والحقيـ ...
قـــةُ في يدَيـْها تـَستَبــــــــينْ
*
خَـطَـرَتْ بِبـارقِ خاتــــــــــــــَمٍ
يَحتـلُّ أُصبَعَها اليميـــــــــــنْ
*
سألَـتْ .. فحَطَّـمَ سُـؤْلُهـــــــــا
قلْبـي ، وجَـرَّحَهُ الأنيــــــــنْ
*
قالـتْ: سَبَى قلبـي الهـــــَوَى
فهَلِ الهَوَىخِطْءٌ مُبـيــــــــنْ؟!
*
وهَـلِ اكتويْـتَ بِنـــــــــــــارِهِ
أمْ كنـْتَ صَـلْداً لا تَليـــــــــنْ؟!
*
أطْــرَقْتُ .. وانعقَدَ اللّســــا...
نُ، فأفْصَحَ الـدّمْعُ المَعيـــــــنْ
*
وتَحـــرّرَ الوجْــــــدُ الحَـــبيــــــ
سُ وأطْلَـقَ السِّـرَّ الدّفيـــــــــنْ
*
أنـتِ الّتـي أحبَبـْتُ سِـــــــــــرّا
لَيـتَ قَــبْــلاً تَسـأليــــــــــــنْ!
*
نشَجَـــتْ... فخِـلْتُ دموعَــــها
احتَضَنَتْ خريفي المٍُستكـيـــــنْ
*
لكنِّـهُ الـدّمعُ العَـطــــــــــــو...
فُ وليسَ دمْـــعَ العاشـــــقِينْ
*
ودّعـتُها بالأُمْنيـــــــــــــــــا...
تِ وقُبـلـــــةٍ فَوقَ الجبيـــــنْ!
*
ومَضَيْتُ وحْـدي في الهَــــــوَى
بِخُطَـى خـريفِ اليـائسيــــــنْ
*
نـادَتْ : تَمَهَّـلْ ! قُلـْـــــتُ : لا
ـ والصَّوْتُ مَشْلولٌ حَــــــــزينْ ـ
إنّــــــي عَـشِـقْتُكِ فاغفـِـــــــري
ما الـقلْبُ مِن صخْـرٍ ضَنيـــــنْ
*
طِيْـبَ المُنَـى أُهـْدي صِبـــــا...
كِ ورَعْشــــةَ القلْـبِ الطَّعيْـــنْ!
*
بعد اسبوعٍ من زيارته الأخيرة لي افتقدت صديقي ، فذهبتُ إلى داره لأسأل عنه جيرانَه ، فلم أجده فيها، سألت بوّاب العمارة ، فأبلغني أنّه سافر قبل أيام، ولا يعلم وجهة سفره .
بعد يومين ، فوجئت بدخولها مكتبي وهي في حالة اضطراب فعرفتها، إنها هي :
ـ صباح الخير .هل أنت صديق عصام ؟ أين هو؟؟
ـ ضاع ياآنسة ، افتقدته منذ مايزيد على الأسبوع.
ـ أين أجده ؟ كان ذلك ذنبي . انا أخطأت ، كان عليّ ألاّ....
ـ ألاّ ماذا ؟
ـ ألاّ أكذب عليه بشأن خطوبتي ، كنت أمزح . وأريد أن أصحح خطئي معه وأعتذر له .
ـ لا يجدي معه أي شئ .
ـ إنّي أحبّه .... أحبّه حقيقة .... وأردت إثارة عاطفته . ماذا عليّ أن أعمل ؟ أرجوك ساعدني .
ـ الحبّ ياآنستي عاطفة مقدّسة ، إن دخلَ قلبَ عاقلٍ زانه ، وإنْ تلاعب به طائش شانه ، لقد كان في قلبه النّور، وكان في قلبك النّار.
اذهبي ياآنسة ، فما عليكِ إلاّ أن تدفعي ثمن الّلعب بأقدس مضغةٍ هي القلب ، وليساعده الله في محنته ، فكلاكما اجترحتما خطأً واحداً مع الفارق ، وعليكما معاً احتمال عقابِ الحياة .

نصيرة تختوخ 05 / 11 / 2012 32 : 01 AM

رد: حبٌّ ..... في الخريف !
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]قصة مرفوقة بقصيدة ومواقف إنسانية تجمع بين قوة العاطفة واختلاف التعامل معها.
بوركت أستاذ عبد المنعم خير اسبير ودمت بكل الخير والصحة.[/align]
[/cell][/table1][/align]

علاء زايد فارس 05 / 11 / 2012 09 : 03 PM

رد: حبٌّ ..... في الخريف !
 
الحب لا يعترف بالزمان ولا المكان!
لو كان صريحاً منذ البداية وكانت صريحة معه لما حدث كل هذا...
المشكلة أن البعض يحجم عن الصراحة لأنه يظن أن عواقبها وخيمة ...
قد يكون نتاجها جرح كبير، أو سخرية لاذعة، أو تشهير اجتماعي ، وهكذا
لكني أرى فيها طوق النجاة من تبعات لا يحمد عقباها كالتي رأيناها هنا ...

شكرا لك أستاذنا العزيز
فالنص أكثر من رائع
والقصة جميلة جدا، رغم أنها مؤسفة وحزينة
دمت بخير وسعادة

خولة السعيد 03 / 09 / 2020 35 : 07 PM

رد: حبٌّ ..... في الخريف !
 
قصة جميلة جدا وصياغة جزء منها شعرا كان أروع.. هي واقع أليم مرير حقا مع أننا نحس بالقصة أن الحب حي لا يموت رغم ... كل شيء..
وأنت أيها الكاتب رحمة الله عليك


الساعة الآن 20 : 07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية