![]() |
العودة سرّ وجودنا - الكتاب الفلسطيني - طلعت سقيرق
1 مرفق
[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/196.gif');border:6px double burlywood;"][cell="filter:;"][align=justify]
مفردة العودة مؤلفة من ستة حروف ضمنها ألف ولام التعريف لأن العودة معرّفة ويجب أن تبقى معرفّة..وهذه الحروف هي القلب والدم والشريان والتنفس والوجود والكيان.. ومن ينظر جيدا في حقيقة هذه الحروف يجد أنّ التخلي عن حرف واحد يعني الموت وانتهاء الحياة بشكل قطعي..وقد قالها الفلسطينيّ منذ البدايات أن لا تخلي عن العودة إلى فلسطين ، وقد يفهم البعض، أنّ هذه العودة تعني العودة إلى فلسطين المحتلة ، وهنا خطأ قاتل غير مقبول ، إذ لا عودة ممكنة بوجود من ينفي العودة وينفي معناها . فكيف نعود والاحتلال موجود؟؟.. كيف نرضى أن نرجع إلى بيوتنا تاركين للغاصب أرضنا وشارعنا ومدننا وهواءنا ؟؟.. لماذا نعطي الاحتلال حقا مشروعا في أرض كانت وتبقى لنا ؟؟.. هل نجيز دون أي تبرير مقنع ٍ ترك الشرعية للاغتصاب بدعوى أننا إنسانيون ومتحضرون وتقدميون ؟؟.. ومن قال لكم إننا كذلك ، لا نريد إنسانية تلغي حق الإنسان في وطنه ، ولا نريد حضارة تنتزع منا بيوتنا وما لنا لتعطيه للآخرين ، ولا نريد تقدمية مغلفة ومقنعة بترك الغاصب يتحكم ببلادنا ،بل يتحكم بنا وبمصيرنا.. هناك من يعتريه الغضب ، بل يثور في داخله بركان التساؤلات حين يسمع أنّ هناك من يقتل العودة في تحديد عدد العائدين بخمسة أو ستة أو عشرة آلاف كل سنة لمدة عشر سنوات !!.. وهو ينسى أن القتل الحقيقي هو في تجاوز تحرير أرض فلسطين كلها والعودة إلى فلسطين بالمعنى والمغزى الكاملين .. فلم يكن شعب فلسطين ، ولن يكون بعد كل هذه السنوات حاتميا على الطريقة الإسرائيلية والأمريكية، والقائلة بالحرف الواحد ما هو لي فهو لي ، وما هو لكم فهو لي أيضا !!.. فحاتم الطائي الذي نعرفه عربي وكرمه لا يمكن أن يكون كذلك .. والعربيّ لمن لا يعرف، لا يتنازل عن حق من حقوقه من أجل ذقن أمريكا أو أمريكا كلها بذقن أو بدونها ، وإن كانت قوة عاتية لا ترحم.. لأنه مؤمن أنّ الحق لا يغلب ، وأن المطالبة بالحق دون هوادة ، تبقي هذا الحق حيا على مبدأ أو مقولة " ما مات حق وراءه مطالب".. إذن العودة هي عودة فلسطين أولا وخلاصها من الاحتلال.. وبعدها أو معها عودة كل فلسطينيّ إلى أرضه بمسماها الحقيقي والتاريخي والدائم فلسطين .. ومن يجد أنّ الواقعية تستدعي أن نمشي خطواتنا خطوة خطوة ، ومن هذه الخطوات أن نتنازل عن أرضنا وبيوتنا وسمائنا وهوائنا ومائنا ثم نفكر من بعد بخطوة ثانية أو ثالثة أو رابعة تسعى للتخلص من الاحتلال ، فهو لا شك أكثر الواهمين في الدنيا بل أكثر الحالمين ، لأن التخلي بشكل رسميّ سيفتح أبواب الجحيم علينا والتي يصعب إغلاقها فيما بعد .. فأرضنا سرقت ونهبت منا ، ولا مكان للاعتراف وإن مرة واحدة بشرعية هذا النهب وتلك السرقة.. لأن الاعتراف ضعف وتخلٍ عن الوطن لا نرتضيه لأنفسنا بأي شكل من الأشكال ، ومن كان مقطوع النفس في هذا المجال ، فليبتعد تاركا الأمر لغيره ليكمل المشوار الذي كتبه الشهداء بدمائهم ومهره شعب فلسطين بالكثير من التضحيات المستمرة .. العودة سرّ وجودنا وحياتنا وكل ما فينا .. ولا يمكن التخلي عنها بأي شكل من الأشكال وتحت أي مسمى .. وعودتنا لا يمكن أن تكون عودة ناقصة أو مبتورة أو مكسورة المعنى .. العودة هي عودة فلسطين وعودتنا بشكل كامل.. العودة هي الخلاص من الاحتلال ، لأننا أصحاب حق مشروع .. ومن يجد في نفسه الكرم الفائق في إمكانية التخلي عن الحق ، فله أن يجرب ويعطي من بلاده لا بلادنا ، وبإمكانه أن ينقل كل الغرباء من فلسطين دون أي اعتراض منا ، على العكس من ذلك ، سنشاركه كرمه الكبير من خلال تأمين ثمن تذكرة الرحيل عن بلادنا لكن دون عودة !!.. طلعت سقيرق [/align][/cell][/table1][/align] |
الساعة الآن 37 : 01 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية