منتديات نور الأدب - قصيدة الإجابة شعر / خالد أحمد البيطار

الإجابة

نَعَمْ أَنَا جَبَانْ

أُحِبُّ كَسْرَ الْوَقْتِ وَ الشُّعُورَ بِالْهَوَانْ

أُحِبُّ حُزْنَ الْبَرْدِ كَيْ

أَنْسَى صَدَى الْمَسَاءِ

وَ الإِبْحَارَ فِي الزَّمَانِ وَ الْمَكَانْ

قَدْ هَرَبَتْ كُلُّ الْعَصَافِيرِ وَ لَمْ

يَبْقَ هُنَا سِوَى طُمُوحٍ لا يَرَى الأَمَانْ

نَعَمْ أَنَا دُخَانْ

أَجْمَعُ أَضْواءَ الْقَنَادِيلِ لِكَيْ

يَنْضُجَ لَيْمُونُ الْجَوَى

كَفِكْرَةٍ ضَوْئِيَّةٍ

لَهَا بَرِيقُ الْلَيْلِ وَ الْكَمَانْ

لَنْ يَعْرِفَ الصَّيْفُ انْسِكَابَ النَّارِ فِي الإِنْسَانْ

كُلُّ الذِي رَسَمْتُهُ

لا يَنْبَغِي أَنْ يَخْتَفِي

لِأَنَّنِي كَشَفْتُ لِلْحُزْنِ

دَفَاتِراً لَهَا عُنْوَانْ

نَعَمْ أَنَا الذِي رَأَى

زَاوِيةً تَشْرَبُ يَا

عَاشِقَتِي زَوَابِعَ النِّسْيَانْ

لا تَتْرُكِي مِعْطَفَكِ الأَثِيرَ كَيْ

لا يَسْمَعَ الْكَلامْ

نَعَمْ لَقَدْ

مَزَّقْتُ يَا صَدِيقَةَ الأَرْضِ

سَرَابَ طَائِرِ الْعُثْمَانْ

نَعَمْ أَنَا

أُشَكِّلُ الأَوْهَامَ بِالأَوْهَامْ

وَ لا أَخَافُ مِنْ بَقَاءِ الْجُرْحِ فِي بُرْكَانْ !

نَعَمْ أَنَا

أُكَرِّرُ الصَّوْتَ الذِي

أَصْدَرْتُهُ حِيْنَ مَضَى

قَلْبِي مَعِي !

لا تَسْكُبِي

فَوْقَ بَيَاضِ نَسْمَةٍ

تَوَجُّعِي لِأَنَّنِي

أَسِيرُ فِي دَرْبٍ مِنَ الشُّطْآنْ

نَعَمْ لَقَدْ

رَضِيتُ أَنْ

أَنَامَ فِي

مَهْدِ الْجُنُونِ دَائِماً

لِأَنَّنِي رَفَضْتُ أَنْ

أُوقِظَ فِي أَبْعَادِ أَوْجَاعِي

لَظَى الأَحْزَانْ !

نَعَمْ أَنَا أَعْبُدُ مَنْ

يَأْخُذُ مِنْ أَغْوَارِ

طَيْشِي طَاقَةً

لَهَا ضَجِيجُ النَّاسِ فِي مَيْدَانْ

أَخْتَارُ مَا

يُعْجِبُنِي مِنْ أَجْمَلِ الأَلْوَانْ

نَعَمْ أَنَا

أُحِبُّ مَا

يُشْعِرُنِي بِالدِّفْءِ وَ الرَّخَاءْ

لَكِنَّنِي أُحِبُّ مَا أَرَاهُ فِي

تَمَرُّدِ النُّجُومِ وَ الغُيُومِ وَ الصَّحْرَاءْ

نَعَمْ أَنَا

أُصَوِّرُ الطُّيُورَ حِيْنَ

تَقْذِفُ الأَحْلامَ بِالإِطْرَاءْ

لِأَنَّنِي إِنْسَانْ