منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   ثرثرة على هامش الذبول. نصيرة تختوخ (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=20561)

نصيرة تختوخ 16 / 06 / 2011 46 : 11 PM

ثرثرة على هامش الذبول. نصيرة تختوخ
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]''ماذا تطلب الوردة الذابلة غير السقوط بين يدين حنونتين تدركان أن العطر يخلد وأن الذبول لايفني لغة الورد؟'' هكذا خلت الوردة الوسطى تحدثني وأنا أستعد لتجفيف الباقة التي أخرجتها من المزهرية.
قصصت جزء ا من السيقان و ربطت الحزمة بخيط قبل إخراجها للحديقة , مالم يتأتى لي و الجرس يباغتني برنينه.
كان علي أن أنظر من عين الباب لأرى إن كان الزائر مرغوبا فيه أم لا لكنني لم أفعل ، ربما لأن انسجامي مع عملي اليدوي جعلني أستعجل فتح الباب ثم إغلاقه و العودة إلى ممارستي التي بدت لي نبيلة إلى حد ما..
جارتي مونيك تقف منتصبة القامة، مصففة الشعر ، مشرقة المحيا رغم تقدم العمر بها , أنيقة كما اعتداتها العيون و الصباح ومرآتها . تحمل في يدها علبة قد رسم عليها تمثال ما تبادر لذهني لأول وهلة أنه لآبولو.
مونيك عادت من اليونان راضية تماما عن رحلتها السياحية و أحضرت لي علبة حلوى كهدية . لو غادرتني بعد حديثها عن الرحلة فقط لقلت عنها أنها امرأة تعيش حياة مابعد التقاعد سعيدة، متناغمة لكن الحديث أخذنا إلى أمريكا و ابنتها التي تعيش هناك.
مضت ثلاث سنوات و لم تر أمها ، لم تأت في إجازة رأس السنة ولا عندما توفي والدها و لا حين احتفلت أختها بمقدم أول مولود لها.
أمريكا بلد كبير يبتلع الناس و يهضم أحلامهم الصغيرة ، يهدي هواجس و انشغالات و طموحا و يتيه المرء في دروبه.
قلق مونيك ظهر في كلامها كاسرا يطغى على متعة السياحة و السفر، مُتْعِبا، مشحونا, يحمل ثقل الأمومة و الذكريات و عب ء انشغال لا يخففه إلا اللقاء .
' لن أصبر طويلا ، هو شهر واحد وأسافر إليها .
لا بد أن أطمئن عليها. أحس أنها تخفي عني أشياء كثيرة وقد لايكون بجانبها من يخفف عنها '.
هذا مالفظه اللسان أما نظرات مونيك فكانت لوحة امتزجت فيها أطياف أسف و خوف وحزن.
حاولت أن أُخرجنا من لحظة الهزيمة و الشجن إلى لحظة انتشاء , سألتها عن حفيدها الجديد وعن عمره فتوهجت كلماتها ببعض الفرح و الفخر قبل أن نودع بعضنا و أشكرها.
باقة الورد الذابلة مستلقية على الرف الخشبي , كأميرة فرعونية تواقة للدلال و الخلود لاتزال في انتظاري.
استفزتني الوردة الوسطى وهي تفضل الصمت.
لم تهمس مجددا، لم تقل ذاك الذي كان يدور في خيالي كالدرويش.
لم تفهم الموقف، ربما لم يصلها حديثنا أنا و الجارة.
الورود لا تشبه النساء كما يدعون و لا تدرك أن أقصى ماقد تتمناه امرأة ذابلة هو أن تسكب آخر قطرات حنانها على من تحب.
Nassira[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

خيري حمدان 17 / 06 / 2011 17 : 04 PM

رد: ثرثرة على هامش الذبول. نصيرة تختوخ
 
الأديبة نصيرة
ثرثرة على هامش الأدب بل هو العطاءالجميل كلّه. أمريكا تأكل المستقبل لأنها كبيرة بحجم حضورها الدنيوي، لهذا تبدو الآمال متواضعة صغيرة هناك ويتوه المرء في لجّة الحدث
جميل ما قرأته في صفحتك
تقبلي كل المودة

نصيرة تختوخ 17 / 06 / 2011 51 : 06 PM

رد: ثرثرة على هامش الذبول. نصيرة تختوخ
 
تسرني إطلالتك أستاذ خيري مع إن مزاجي اليوم ثقيل كغمام هذا اليوم الداكن.
هذه القصة صدقني لم أنو كتابتها لكنها اندلقت لوحدها سطرا سطرا دون تصفيف و ترتيب، حزن بعض الوجوه يؤثر فينا فنوقف من أجله قطار الحياة المسرع لنتأمل محطاتنا الماضية ونتخيل محطاتنا القادمة.
تحياتي لك من هولندا.

عبد الحافظ بخيت متولى 17 / 06 / 2011 33 : 07 PM

رد: ثرثرة على هامش الذبول. نصيرة تختوخ
 
تفتح القصة هنا مجالات عديدة للتساؤل المفتوح على آالية المعمار القصصى الذى يربط بين الانسان والوردة وامريكا ثلاث محطات اساسية فى الخطاب السردى للقصة تلعب دورا كبيرا فى تأطير الحدث الرئيس فى القصة لتخلق نوعا من التوازى بين الجمال والقبح فالقصة تضع القبح فى مواجة الجمال وتنتصر للجمال بالتاكيد ممثلا فى هذه الوردة الوسطى والتى تشير الى الوطن العربى ذلك الوردة الذابلة التى لم تفهم الحديث الانسانى المتعاقب على عدة اجيال عند الجارة اليونانية والحديث عنها وعن حفيدها ثم امريكا اللاعب الاول فى ذبول الوطن او الوردة الوسطى بما تحمل مفردة " الوسطى" من دلالة مباشرة على الوطن تلك النهاية المتفجرة التى تعمدت كسر الحدث فى حال عجز الوردة الرمز ان تترجم ما يدور فى ذاكرة البطلة بما يشير الى حالة من الانقطاع وعدم التواصل
قصة رائعة جدا وجميلة تحمل سمات الفن الراقى
كل محبتى اختى نصيرة وسأثبتها لجمالها

نصيرة تختوخ 17 / 06 / 2011 13 : 08 PM

رد: ثرثرة على هامش الذبول. نصيرة تختوخ
 
أستاذ عبد الحافظ أشكرك لأنك أعطيت بتعليقك أبعادا جديدة لقصتي.
لك تقديري و تحيتي ودامت لك الأوقات السعيدة.

علاء زايد فارس 18 / 06 / 2011 03 : 01 AM

رد: ثرثرة على هامش الذبول. نصيرة تختوخ
 
القصة جميلة وسلسة وفيها رمزية كبيرة لكنها سهلة الفهم...
لذلك فكرت فيما وراء الموضوع..
شككت بالمغزى السياسي... رغم اقتناعي أن للنص بعد إنساني واضح بعيداً عن السياسة...
حاولت أن أحل الصراع في عقلي حول البعد الرابع للنص..
وفي النهاية توصلت لنتيجة أن انعكاس الواقع السياسي أو شخصيتنا أو ظروفنا الاجتماعية ... يظهر أحيانا في خفايا النص بمعرفة الكاتب أو حتى بدون ذلك....لذلك هو يكمل حضور النص ويجعل له انعكاسات متلونة ومختلفة...


أيتها الكاتبة الرائعة أوافقك الرأي فالمرأة إذا أحبت فإنها تحب بصدق حتى النهاية، لذا فإنها تستحق أن تجد من يقدر هذا العطاء....
وحتى وإن ذبلت فإنها تتمنى أن تعطي من تسبب في ذلك عطرها قبل أن تغادر الحياة!

أيتها الكاتبة المبدعة...
شكراً لك على هذا النص الأكثر من رائع

نصيرة تختوخ 18 / 06 / 2011 48 : 10 AM

رد: ثرثرة على هامش الذبول. نصيرة تختوخ
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]الأخ علاء ما قلته عن ما يتخزن من انطباعات و مشاعر لا شك صحيح خاصة في ظل الغليان الواقع الذي مهما حاولنا تجاهله أو عدم متابعته نجد أنفسنا نفعل ونتأثر و نتأسف على أرواح إنسانية بريئة.
أشكرك على كل ما ورد في تعليقك.
دمت بخير.[/align]
[/cell][/table1][/align]

زياد صيدم 16 / 08 / 2011 50 : 01 PM

رد: ثرثرة على هامش الذبول. نصيرة تختوخ
 
** الاديبة الراقية نصيرة...........

من اجمل ما قرات هذه الايام حقا... حروف مليئة ومفعمة بعمق خاص يعكس واقع يتراوح ما بين الاحباط والفرح والامل والحياة...

تحايا عبقة بالرياحين

رمضان كريم

فاطمة يوسف عبد الرحيم 16 / 08 / 2011 10 : 02 PM

رد: ثرثرة على هامش الذبول. نصيرة تختوخ
 
"الورود لا تشبه النساء كما يدعون و لا تدرك أن أقصى ماقد تتمناه امرأة ذابلة هو أن تسكب آخر قطرات حنانها على من تحب"
عزيزتي نصيرة
تحية حب وتقدير لك لهذا العمل المبهر الذي يتميز بالحب ودفقات الحنان وعبارتك الأخيرة هي بيت القصيد وهي الحبكة وفيها الحل كم من الحب تتمتلئ به قلوب النساء وتحتاج إلى من تغدقه عليه إنها الحياة
وكل عام وأنت بخير وتقبل الله طاعتكم

مازن شما 16 / 08 / 2011 44 : 04 PM

رد: ثرثرة على هامش الذبول. نصيرة تختوخ
 
الأخت الغالية نصيرة تختوخ
أجمل تحية وسلام
يسعدني أن أقرأ حروفك بأجمل المعاني والاحاسيس مجددا بعد طول غياب
كلمات قليلة تحمل بين طياتها معاني كثيرة .. أوجزت فأبدعت،
كما أثني على آراء الأخوات و الاخوة ممن سبقني بالمشاركة
وخاصة رأي أخي علاء زايد فارس:
(أن انعكاس الواقع السياسي أو شخصيتنا أو ظروفنا الاجتماعية ... يظهر أحيانا في خفايا النص بمعرفة الكاتب أو حتى بدون ذلك....لذلك هو يكمل حضور النص ويجعل له انعكاسات متلونة ومختلفة...)
دام ابداعك وتألقك
تحياتي واحترامي وتقديري


الساعة الآن 45 : 02 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية