![]() |
السماح بقتل الزهور!!.. - الكتاب الفلسطيني - طلعت سقيرق
[align=justify]من شاهد ويشاهد ، وعاين ويعاين ، ما يحدث في فلسطين عامة ، وفي غزة خاصة ، من قتل للفلسطينيين المدنيين أصحاب الأرض والحق والتاريخ والجذور ، سيعرف أننا لم نقترف غير ذنبٍ واحد هو البقاء في أرضنا والدفاع عن بيوتنا وحياتنا..!!.. وإذا كانت الذنوب تحسب هكذا ، فإن زهورنا أو أطفالنا الذين يرحلون شهداء في أيامهم الأولى ليس لهم من ذنب إلا أنهم فلسطينيون، أتوا لهذه الدنيا دون أن يعرفوا أنّ ذنب الفلسطينيّ خطير بل جدّ مؤذٍ ، حين يتجرأ ويفكر بأن يولد لأبوين فلسطينيين !!.إذ كيف له أن يتنفس هواء فلسطين ، ويرضع من ثدي أمٍّ فلسطينية!!ألا يدري بأن الفلسطينيّ معاقب لمجرد التفكير بالقدوم إلى هذه الحياة ؟؟!!..
حتى مجلس الأمن ، والأمم المتحدة ، وكل دول العالم عليها أن تحسب الأمور بعدل ومنطق حين يتعلق شيء ما بالفلسطيني وعدوه !!.. فهنا لا يسمح بقتل العدو ، لأنه عدوّ !!.. ولا يُسمح بقتل من سرقَ الأرض والمال والبيوت والشوارع لأنـّهُ سارق!!.. ومَنْ يتجرأ ويقتل واحدا من هؤلاء فهو مُدان على طول الخطّ..!!..ومن غير المعقول أن ترتبط هذه الإدانة بإدانة من يقتل الفلسطيني ويدمر الحياة الفلسطينية !!.. التفريق هنا واجب .. فالفلسطينيّ مدَان بكلّ المعايير ، والعدو الذي سرق ونهب وقتل، بريء لأنه يدافع عن حياته ، حتى إن قتل طفلا بعمر الزهور !!.. فهذا الطفل الرضيع مجرم يستحقّ القتل لأنه فلسطيني !!.. وهو في حساب أمريكا ومن لفّ لفها يولد ومعه رشاش رأى الناس ذلك أم لم يروا .. فهو فلسطيني ، وكلمة فلسطيني تخلق حكة وحساسية لدى الأمريكي و"الإسرائيلي" ومن غير المهم أن ننظر في عمر هذا الفلسطيني!!.. فكلهم في لغة ومنظار وتعريف الأمريكي و"الإسرائيلي" واحد!!..وهذا الواحد يستحق القتل..!!.. تقوم الدنيا ولا تقعد !!.. وهي في هذه الأيام صارت تقوم وتقعد بأمر أمريكي ، حين يـُقتل أحد الصهاينة، حتى وإن كان هذا الصهيونيّ مسكونا بالدعوة المفتوحة لقتل كلّ فلسطيني، والأنكى من ذلك أن يتحرك العالم لإدانة قتل هذا الصهيونيّ !!.. وأن توقف حتى الإدانة إن هي أرفقت ، أو طلب أن ترفق ، بإدانة قتل المدنيين الفلسطينيين.. هنا الأمر يختلف ، إذ كيف نضع الاثنين في كفة واحدة ؟؟!!.. وكيف للعالم المتحضر أن يقبل بإدانة قتل هذا المدني وذاك المدني.. فأحدهما فرفور وثانيهما لا حقّ له بمجرد الحياة كيفما كانت هذه الحياة !!.. وكلنا نعرف كيف يعيش أهلنا في غزة وغيرها بين حصار وحصار وقتل ودمار على مدار سنوات طويلة ، صار مجرد إحصائها يثير الغثيان ..!!.. الطفل الفلسطيني مجرم ، والشيخ الفلسطيني مجرم ، والمرأة الفلسطينية مجرمة !!.. وحتى الأنفاس الفلسطينية متهمة بالإجرام!! أما من اغتصب وسرق ونهب وقتل وشرد ومارس كلّ أنواع التعذيب فهو يستحقّ الحياة ، لأن القانون العالمي الجديد صار يبيح للقاتل أن يحيا ، بينما صار يوجه أصابع الاتهام لصاحب الحق ، ويطالبه بالموت تاركا له الحرية والديمقراطية وكل هذه المفردات الجميلة في اختيار طريقة موته ، إذ النتيجة هي المهمة وليس الطريقة.. ورحم الله شاعرنا الذي لا نفتأ نعود إليه وهو يقول : قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفرْ... وقتل شعب آمن ٍ مسألة فيها نظرْ طلعت سقيرق [/align] |
الساعة الآن 27 : 01 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية