![]() |
حتى الأيام تقاوم - الكتاب الفلسطيني - طلعت سقيرق
[align=justify]أجمل شيء يمكن أن تسجله دروس التاريخ ، على مدار الأيام والسنوات ، هو أنّ العبر لا يمكن أن تسقط من الذاكرة مهما حدث ، لأنها تكون قد رسخت ووضعت بصمتها وأعطت دلائلها بالخط العريض دون أي خلط أو شك تداخل ، ومن هذا قد يكون ما حدث في غزة وفي جنوب لبنان رغم قرب التاريخ لا بعده، ورغم أن ذاكرة من عايشوا الحدث وعاشوه ما زالت مفتوحة على التفاصيل بكل ما فيها من دلالات..ومما لا شك فيه أننا نعي الآن بل نكاد نحفظ أنّ الأيام يمكن أن تتحول من حال إلى حال بكل ما فيها ، أي بزمنها وناسها وصورها وكل ما تلتقطه أو تحتفظ به .. وصولا إلى تعود الأيام على أن تكون مقاومة بكل معنى الكلمة ، دون الوقوع في شرك تكرار ما كان ، كبر هذا الذي كان أو صغر.. فماذا أعطتنا هذا الأيام من دروس يمكن أن نستفيد منها ؟؟..
رسخت هذه الأيام أول ما رسخت أنّ زمن المقاومة زمن متصل غير منقطع ، كما رسخت وأضافت أنّ الشعوب التي مرت بحرب ثم حرب تتعود أن تصمد رغم كل شيء دون القبول وإن للحظة واحدة أو لخطوة واحدة بترك أرضها وبيتها ومكانها.. وهذا بوضوح شديد درس من أهم الدروس التي تعلمتها الأيام وعلمتها للناس المقاومين في كل مكان من جنوب لبنان وغزة ..وربما المهم أيضا والأهم ، درس تحدي اكبر الجيوش بأبسط الأسلحة والقدرة على الانتصار رغم الخسائر الفادحة التي يصاب بها هذا الشعب حتى لا نكون حالمين أو مغمضي العيون ..فما قدمناه في جنوب لبنان وفي غزة من خسائر وتضحيات كبير ، بل اكبر من كبير ، هذا شيء لا داعي لأن ننكره ، لأننا بالمقابل زرعنا شيئا أعظم وأروع وابعد شأوا وهو البقاء والصمود والمقاومة والتحدي والانتصار رغم كم الخسائر وكأننا تعلمنا من هذه الأيام أن نكسر كل توقع ، وأن نجعل العدو يتخبط بل يحار أمام ما يحدث .. فهو ما تعود أن يقف الشعب مثل هذا الموقف وأن يثبت مثل هذا الثبات رغم خسائره المادية والبشرية .. والهم ربما ، وهو محير لكل قادة العدو أنّ راية الاستسلام أو الراية البيضاء صارت غير موجودة في دفتر المقاومة هذا الدفتر المفتوح على احتمالات كثيرة من التطور والسير إلى الأمام، وهو ما يخيف العدو ويربكه بل يجعله يحسب ألف حساب لكل خطوة سيخطونها.. فأيام المقاومة صارت أوسع وأكبر وأكثر حضورا بكل معانيها.. باختصار ربما علينا القول ما عاد هناك وجود للراية البيضاء التي كان العدو أنها سترفع بعد ساعات ليس إلا !!.. المدى المقاوم مفتوح على الكثير من الاحتمالات ..ومن حسن الحظ ، أنها احتمالات رائعة بكل معنى الكلمة .. فمن قدموا الدرس ، وهم بالتأكيد بنوه على دروس سابقة ، صاروا يعرفون أنّ الوحش المدجج بالأسلحة يصبح غريقا في لحظات وقت الحاجة حين تتوفر الإرادة ، إرادة الصمود والمقاومة والإيمان بالحق.. طلعت سقيرق [/align] |
الساعة الآن 28 : 01 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية