يمكن أن نتحدث طويلا عن الحضور و الغياب و عن هؤلاء الذين تعود شريط المواضيع أن يحمل أسمائهم ,حتى أصبح يغترب حين لا يطلون, لكننا نتردد ونصمت ربما لأننا نخشى رد الصدى وربما لأننا نخشى ضياع كلام بلغة القلب.
الغائبون هم المفقودون و المُفْتَقدون .
هم من يعلقون أعذارهم على حبل الظروف ومن تعلق عيون غيرهم على وجودهم آمالا و تطلعات و ترقبات.
الزائر الذي يدخل ليسمع نبض خاطرة وتنهيدتها و الشاعر الذي يرد على البيت ببيت و يصوغ قافية على عجل.
القارئ الذي يحب أن يقرأ و يسأل و الناقد الذي يستمتع بكشف و اكتشاف ماتخفيه صدور النصوص .
الكاتب الجريء الطليق المبدع وأستاذ اللغة الذي يهوى سبر أغوارها.هم النسق الذي يتآلف ليكتمل البيت الأدبي وهم من تواجدوا وكانوا في نور الأدب يتحركون كوكبة أو فرادى و اليوم فتر حراكهم و انطفأت إشراقتهم المستديمة.
لا تجدي المناداة و لا كيفَ ولمَ ومتى .
شفافية البوح تقول أنهم يشبهون الخريف كسوا ماحولهم بالشحوب وتركوا الأوراق تذبل ، و أمنية خضراء نجت من اليبس تراهن على عمرها وعلى عودتهم وعلى خيوط الصداقة و الوفاء .
تراك يا ريح تشرين تزفين الأمنيات؟