منتديات نور الأدب - فى الغياب موت

فى الغياب موت وفى الموت حياة
لا سامح الله الغياب وقبح الهجر المميت والذى تتحول فيه الأشياء إلى جمادات لاقلوب لها, ويقتل فينا كل قيمة حقيقية تعلى من إنسانيتنا وتحط من قبح الغياب الكالح نشعره حين نفقد الأحبة ونحن نمارس طقوس الغياب متعبين بوهم الذات الفارغة الذات الشاطحة إلى سمق تظنه يرقعاه وهو يصعد بها إلى الهاوية
لا سامح الله كل قطيعة تقطع الروح ولا تصل الارواح ففى الغياب موت المقصرين المهملين وأنا أولهم وفى موتك أيها العبقرى حياة لما أبدعت وخططت وفكرت وقدرت فكان تقديرك الأصوب وتقديرنا المقصر المخطئ المهين
من لى بذات غير ذاتى تبكيك الآن يا أغز الأحباب وكيف يقر الدمع الآ فى المآقى وقد سافرت ونحن مسترقون نلهوا بالكلمات ونظن أنفسنا نبدع
أى إبداع هذا الذى يلهينا عن اللحظات الأخير حين نودعك بالدم بدلا من الدموع ذلك الدم الذى كتبت به ابداعك ذلك الدم الذى رويت به قضيتك
ذلك الدم الذى يتفجر الآن من أجل نصرة وطنك ذلك الدم الذى هاجر عروقنا الآن ونحن نهتز خجلا لعدم وداعك ذلك الدم الوردى الذى روى تربنا فأصبحنا ندرك معنى الإنسانية عندك
كم أنا مقصر ومسيئ سيدى فمن يغفر لى زلاتى بعهد هجرك؟ ومن يسامحنى مبتسما أذا ما أخطأت فى حقك؟ ومن يمسح ثورتى من تقاطيع وجهى فى كل غضبى بابتسامة كأنها القمر وطلعة وجه كتب على جبينه " كنت ابن موت"؟ وكيف تختطفك يد الردى وحدك وتسافر ونحن نموت كل يوم بلا قيمة وتحمل بموتك القيمة ياسيدى
ماذا أقول للذكريات حال اشتعالها بالصدر حال يجن الصدى والرؤى المستحمة بالصمت؟ أتراها تأتى لتيهيئ الصدر للاشتعال وتسكب أفكارها فى خجلى ولوعتى ثم تأوى إلى غليان العيون مذ هاجرت ولم أدرك هجرك؟ أم تأتى مدججة بكل الصراخ يا طلعت وتقتل كل القناديل التى أشعلناها لعشب الشعر معا؟ قل لى برك والدرب ينفر من خطواتى حين تركتك وحدك قل لى بربك وسواقى الفرح تنأى من عبراتى ووجهى يغير مجراه متشحا بالخجل لموتك وحدك عندما يشتعل الصدر بالذكريات ينمو فيه عشب الحزن ووجه أمى التى اوصتنى عليك قل بربك كيف ترحل وحدك؟
سوف أبكيك وحدى وأهوى إلى الأرض مشتبكا بخلايا الخجل لكل الوجوه التى غادرتنا ولا أبكى لكل الوجوه التى أحرقتنا وكل الوجوه التى أشرقت بالخيانة سيقتلع الريح أسراره ويقتلع الريح أظفارها وتهوى على اختلاجات الحسرة فنم هادئا سيدى واغفر لى زلتى وسأشهر سيفك فى وجوه الخائنين بعدك واحكى للصنوبر ةالقمر والياسمين ذكرك وسأحفر على أصغر شرايينى حروف أسمك فاقلبنى رفيقا بدربك متى خنت عهدك وفى غيابى كانت رقدتى وفى موتك كان صحوك