منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الشعر المعاصر (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=295)
-   -   لا تصالحْ ! / أمل دنقل (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=216)

هدى نورالدين الخطيب 24 / 12 / 2007 19 : 05 AM

لا تصالحْ ! / أمل دنقل
 
1[frame="15 10"]
(1)
لا تصالحْ!
..ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!

(2)
لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون:
جئناك كي تحقن الدم..
جئناك. كن -يا أمير- الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم.
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!

(3)
لا تصالح ..
ولو حرمتك الرقاد
صرخاتُ الندامة
وتذكَّر..
(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
أن بنتَ أخيك "اليمامة"
زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا-
بثياب الحداد
كنتُ، إن عدتُ:
تعدو على دَرَجِ القصر،
تمسك ساقيَّ عند نزولي..
فأرفعها -وهي ضاحكةٌ-
فوق ظهر الجواد
ها هي الآن.. صامتةٌ
حرمتها يدُ الغدر:
من كلمات أبيها،
ارتداءِ الثياب الجديدةِ
من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!
من أبٍ يتبسَّم في عرسها..
وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..
وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
لينالوا الهدايا..
ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
ويشدُّوا العمامة..
لا تصالح!
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،
وهي تجلس فوق الرماد؟!

(4)
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
وكيف تصير المليكَ..
على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة
لا تصالح،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك: سيفٌ
وسيفك: زيفٌ
إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف
واستطبت- الترف

(5)
لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ
".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
-كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس..
واروِ أسلافَكَ الراقدين..
إلى أن تردَّ عليك العظام!

(6)
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي -لمن قصدوك- القبول
سيقولون:
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ -الآن- ما تستطيع:
قليلاً من الحق..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة!

(7)
لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
كنت أغفر لو أنني متُّ..
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.
لم أكن غازيًا،
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
أو أحوم وراء التخوم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
أرض بستانِهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بي: "انتبه"!
كان يمشي معي..
ثم صافحني..
ثم سار قليلاً
ولكنه في الغصون اختبأ!
فجأةً:
ثقبتني قشعريرة بين ضعلين..
واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ!
وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ
فرأيتُ: ابن عمي الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ
أو سلاح قديم،
لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ

(8)
لا تصالحُ..
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
النجوم.. لميقاتها
والطيور.. لأصواتها
والرمال.. لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
والذي اغتالني: ليس ربًا..
ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
لا تصالحْ
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..
(في شرف القلب)
لا تُنتقَصْ
والذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!

(9)
لا تصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
وسواك.. المسوخ!

(10)
لا تصالحْ
لا تصالحْ

أمل دنقل / 1972
[/frame]

هدى نورالدين الخطيب 24 / 12 / 2007 23 : 05 AM

رد: لا تصالحْ ! / أمل دنقل
 
[frame="1 10"]
ولد أمل دنقل في عام 1940 بقرية "القلعة", مركز "قفط" على مسافة قريبة من مدينة "قنا" في صعيد مصر.
كان والده عالماً من علماء الأزهر الشريف, حصل على "إجازة العالمية" عام 1940, فأطلق اسم "أمل" على مولوده الأول تيمناً بالنجاح الذي أدركه في ذلك العام. وكان يكتب الشعر العمودي, ويملك مكتبة ضخمة تضم كتب الفقه والشريعة والتفسير وذخائر التراث العربي, التي كانت المصدر الأول لثقافة الشاعر.
فقد أمل دنقل والده وهو في العاشرة, فأصبح, وهو في هذا السن, مسؤولاً عن أمه وشقيقيه.
أنهى دراسته الثانوية بمدينة قنا, والتحق بكلية الآداب في القاهرة لكنه انقطع عن متابعة الدراسة منذ العام الأول ليعمل موظفاً بمحكمة "قنا" وجمارك السويس والإسكندرية ثم موظفاً بمنظمة التضامن الأفرو آسيوي, لكنه كان دائم "الفرار" من الوظيفة لينصرف إلى "الشعر".
عرف بالتزامه القومي وقصيدته السياسية الرافضة ولكن أهمية شعر دنقل تكمن في خروجها على الميثولوجيا اليونانية والغربية السائدة في شعر الخمسينات, وفي استيحاء رموز التراث العربي تأكيداً لهويته القومية وسعياً إلى تثوير القصيدة وتحديثها.
عرف القارىء العربي شعره من خلال ديوانه الأول "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" (1969) الذي جسد فيه إحساس الإنسان العربي بنكسة 1967 وأكد ارتباطه العميق بوعي القارىء ووجدانه.
صدرت له ست مجموعات شعرية هي:
  • البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" - بيروت 1969,
  • تعليق على ما حدث" - بيروت 1971,
  • مقتل القمر" - بيروت 1974,
  • العهد الآتي" - بيروت 1975,
  • أقوال جديدة عن حرب البسوس" - القاهرة 1983,
  • أوراق الغرفة 8" - القاهرة 1983.
لازمه مرض السرطان لأكثر من ثلاث سنوات صارع خلالها الموت دون أن يكفّ عن حديث الشعر, ليجعل هذا الصراع "بين متكافئين: الموت والشعر" كما كتب الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي.
توفي إثر مرض في أيار / مايو عام 1983 في القاهرة.

[/frame]

الباحث أحمد محمود القاسم 24 / 12 / 2007 59 : 08 PM

رد: لا تصالحْ ! / أمل دنقل
 
[align=justify]
الأخت الفاضلة هدى الخطيب
تحية طيبة معطرة برائحة الفل والياسمين وبعد
اود ان اشكرك جزيل الشكر على هذا العرض العظيم،لأحد الشعراء الاحرار، وهو شاعر مصري ناصري قومي، يلتزم بالخط السياسي الوطني العربي، وكان يملك ارادة قوية، ضد الصهاينة الأنجاس، ولم يكن يثق فيهم مطلقا، فمعظم اشعاره كانت تتكلم عن همجيتهم وعدوانهم وعنصريتهم واجرامهم، سواء في فلسطين او في ارض الكنانة مصر او في القطر السوري الشقيق.
القصيدة التي عرضتيها، من القصائد الرائعة فعلا، كلها تحيي ارادة الصمود والمقاومة، وعدم التحاور والتصالح مع العدو المغتصب، الذي قتل الأطفال في بحر البقر وقتل الأهل في دير ياسين وقبية، وقتل الآمنين في بلدة قانا اللبنانية، ومازال يغتصب الأرض الفلسطينية واراض عربية اخرى ويقتل الأبرياء. حقا ان التصالح مع هذا العدو الغاصب هو استسلام وخنوع وخضوع للذل، واذا كانت اليوم موازين القوى مختلة لصلح العدو الصهيوني، فان المستقبلقادم لا محالة، قادم مع الحق والحرية والاتقلال والتحرير، شكرا لك اختي الفاضلة هدى، اختيارك الرائع هذا،للشاعر العربي الأصيل أمل دنقل، والقصيدة المعروضة بعنوان :لا تصالح. وتقبلي خاص تقديري واحترامي.
الكاتب والباحث احمد محمود القاسم
[/align]

آنست نوراً 17 / 01 / 2008 21 : 02 AM

رد: لا تصالحْ ! / أمل دنقل
 
http://www.slide.com/r/utrEejuq1T-Og...#comments_area

أبعد هذا نصالح؟؟ّّ!!!

كيف نصالح ؟؟؟ ومن نصالح؟؟

والله

لن نصالح

نحن جيل الالم

كما قال أيضا عنا دنقل


نحن جيل الألم

لم نر القدس إلا تصاوير َ
لم نتكلم سوى لغة العرب الفاتحينَ
لم نتسلم سوى راية العرب النازحينَ
ولم نتعلم سوى أن هذا الرصاصَ
مفاتيح باب فلسطينَ
فاشهد لنا يا قلم .
أننا لم ننم .
أننا لم نقف بين ( لا ) و ( نعم ) .
ما أقل الحروف التي يتألف منها اسم ما ضاع من وطنٍ
واسم من مات من أجلهِ
من أخ أو حبيب .
هل عرفنا كتابة أسمائنا بالمدادِ
على كتب الدرسِ
ها قد عرفنا كتابة أسمائنا
بالأظافر في غرف الحبسِ
أو بالدماء على جيفة الرمل والشمسِ
أو بالسواد على صفحات الجرائد قبل الأخيرةِ
أو بحداد الأرامل في ردهات المعاشاتِ
أو بالغبار الذي يتوالى على الصورِ
المنزلية للشهداءِ
الغبار الذي يتوالى على أوجه الشهداءِ ..
إلى أن تغيب .
قالت امرأةٌ في ألم .
من يجرؤ الآن أن يخفض العلم القرمزي
الذي رفعته الجماجمُ
أو يبيع رغيف الدم الساخن المتخثر فوق الرمال .
أو يمد يدا للعظام التي ما استكانت
وكانت ... رجال .
كي تكون قوائم مائدةٍ للتواقيعِ
أو قلماً
أو عصا في المراسم ؟؟
لم يجبها أحد .
غير سيف قديمٍ
وصورة جد .




شكرا لك هدى
نحن بحاجة لهذه الجرعة من الاكسجين
حتى نزداد صلابة

وأعدك أنا

لن نصالح

لن نصالح

نصيرة تختوخ 12 / 10 / 2009 56 : 01 PM

رد: لا تصالحْ ! / أمل دنقل
 
تبقى هذه القصيدة واحدة من أقوى القصائد تعبيرا عن الإحساس بالظلم المتراكم.
شكرا على إدراجها أستاذة هدى

ناهد شما 12 / 10 / 2009 02 : 09 PM

رد: لا تصالحْ ! / أمل دنقل
 
الأديبة الرائعة هدى

عندما تعجبين بأي عمل لا تعلقين سوى كلمة من أجمل الكلمات وهي :
الله ... الله .... الله

وأنا سأقتبسها منك

الله ... الله ... الله

لقد أبدعت في هذا الإختيار
هذه القصيدة من أروع ما كتب الشاعر المصرى الكبير أمل دنقل
المناسبة زيارة السادات الى الكيان الإسرائيلي في فلسطين المحتلة بعد حرب اكتوبر 73 ونشرت هذه القصيدة قبل وفاة شاعرنا الكبير بالمرض الخبيث
1988 في ديوانه أقوال جديدة عن حرب البسوس

إنها معلقة العصر وياليت شبابنا يستوعب هذه القصيدة الرائعة ولتتداولها الأجيال

دمت بخير

عبد الحافظ بخيت متولى 13 / 10 / 2009 55 : 01 AM

رد: لا تصالحْ ! / أمل دنقل
 
الجميلة الاديبة هدى
كم هو جميل هذا الختيار لمل دنقل ذلك الجنوبى الذى اشترى الوطن وباع ملذات الشعراء وظل ملتزما بقضيا أمته حتى آخر نفس فى عمرة كان امل دنقل واحد من شعراء العصر يمتلك ناصية القصيدة السياسية ويمتلك لغة معجزة زالقصيدة السياسية بشكل عام مفى معظمها خطابية زمباشرة الا ان ام دنقل استطاع ان يبدع لغة سيايسة من النوع السهل الممتنع عبر استخدام اللغة النوعية وله العديد من القصائد التى تعتبر من درر الشعر السياسى وربما كانت قصيدة الخيول ايضا من اهم ما كتب والتى يقول فيها
الخيول

(1)
الفتوحات فى الأرض – مكتوبة بدماء الخيول
وحدودُ الممالك
رسمتها السنابك
والركابان : ميزان عدل يميل مع السيف
حيث يميل
***
اركضى أو قفى الآن .. أيتها الخيلُ :
لستِ المغيرات صبحا
ولا العاديات – كما قيل – ضبحا
ولاخضرة فى طريقك تُمحى
ولاطفل أضحى
إذا مامررت به ... يتنحَّى
وهاهى كوكبة الحرس الملكى..
تجاهد أن تبعث الروح فى جسد الذكريات
بدقِّ الطبول
اركضى كالسلاحف
نحو زوايا المتاحف..
صيرى تماثيل من حجرٍ فى الميادين
صيرى أراجيح من خشبٍ للصغار – الرياحين
صيرى فوارس حلوى بموسمك النبوى
وللصبية الفقراء حصاناً من الطينِ
صيرى رسوماً ... ووشماً
تجف الخطوط به
مثلما حفَّ – فى رئتيك – الصهيل !
(2)
كانت الخيلُ - فى البدءِ – كالناس
برِّيَّةً تتراكضُ عبر السهول
كانت الخيلُ كالناس فى البدءِ
تمتلكُ الشمس والعشب
والملكوتِ الظليل
ظهرها... لم يوطأ لكى يركب القادة الفاتحون
ولم يلنِ الجسدُ الحُرُّ تحت سياطِ المروِّض
والفمُ لم يمتثل للجام
ولم يكن ... الزاد بالكاد
لم تكن الساق مشكولة
والحوافر لم يك يثقلها السنبك المعدنى الصقيل
كانت الخيلُ برِّيَّة
تتنفس بحرية
مثلما يتنفسها الناس
فى ذلك الزمن الذهبى النبيل
***
اركضى ... أو قفى
زمنٌ يتقاطعُ
واخترتِ أن تذهبى فى الطريق الذى يتراجعُ
تنحدرُ الشمس
ينحدرُ الأمس
تنحدر الطرق الجبلية للهوَّة اللانهائية
الشهب المتفحمة
الذكريات التى أشهرت شوكها كالقنافذِ
والذكريات التى سلخ الخوفُ بشرتها
كل نهر يحاول أن يلمس القاع –
كل الينابيع إن لمست جدولاً من جداولها
تختفى
وهى ... لاتكتفى
فاركضى أو قفى
كل دربٍ يقودك من مستحيل إلى مستحيل !!
(3)
الخيولُ بساط على الريح
سار – على متنه – الناسُ للناسِ عبر المكان
والخيولُ جدارٌ به انقسم
الناس صنفين :
صاروا مشاةً وركبان
والخيول التى انحدرت نحو هوة نسيانها
حملت معها جيل فرسانها
تركت خلفها : دمعة الندى الأبدى
وأشباح خيل
وأشباه فرسان
ومشاةٍ يسيرون- حتى النهاية – تحت ظلال الهوان
أركضى للقرار
واركضى أو قفى فى طريق الفرار
تتساوى محصلة الركض والرفض فى الأرض
ماذا تبقى لكِ الآن ؟ ماذا ؟
سوى عرقٍ يتصببُ من تعبٍ
يستحيل دنانير من ذهبٍ
فى جيوب هواةِ سلالاتك العربية
فى حلبات المراهنةِ الدائرية
فى نزهة المركبات السياحية المشتهاة
وفى المتعة المشتراة
وفى المرأة الأجنبية تعلوكِ فى ظلالِ أبى الهول
( هذا الذى كسرت أنفه *** لعنة الإنتظار الطويل )
إستدارت – إلى الغربِ – مزولة الوقت
صارتِ الخيلُ ناساً تسيرُ إلى هوَّةِ الصمت
بينما الناسُ خيلٌ تسيرُ إلى هوَّةِ الموت !!
وهو الشاعر الوحيد الذى مزج بين الاسطورة والواقع وبين التاريخ والواقح مزجا فنيا لايمن أن تتبين المسافة بينمها ابدا بل اضفى على التاريخ طزاجة العصر ومرارة الواقع ليس فى افتعال وانما فى فنية جميلة يندر أن نجد مثلها فى العصر الحديث
لك كل تقديرى ومحبتى





هدى نورالدين الخطيب 14 / 10 / 2009 36 : 09 AM

رد: لا تصالحْ ! / أمل دنقل
 
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
كل الشكر والتقدير لك أستاذ أحمد القاسم
الراحل أمل دنقل كان شعره نبض الأمة
أتمنى أن نكرم هذا الشاعر القومي الفذ، رحمه الله ونثري ملفه وهذا أقل واجب تجاهه
تقبل تقديري واحترامي
[/align][/cell][/table1][/align]

هدى نورالدين الخطيب 14 / 10 / 2009 46 : 09 AM

رد: لا تصالحْ ! / أمل دنقل
 
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
رائع ما أضفت يا سيدة " آنست نوراً "
حقيقة أنت مثقفة ولديك حس وطني عالي
خسارة فعلا إصرارك على اللقب المستعار مع أن صاحب الثقافة والحس الوطني يستحق أن يوقع باسمه الحقيقي
والدليل على الرغم من مضي وقت طويل فأنا لم أنسك مطلقاً
أنا متأكدة من أنك أنت أيضاً رغم مرور أكثر من سنة ما زلت تتابعيننا كقارئة زائرة
لك أعمق آيات المحبة والود
[/align][/cell][/table1][/align]

هدى نورالدين الخطيب 14 / 10 / 2009 51 : 09 AM

رد: لا تصالحْ ! / أمل دنقل
 
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
الصديقة والزميلة الغالية أستاذة نصيرة
ألف شكر لك على إعادة إحياء هذا الملف
نعم يا صديقتي قصيدة معبرة خير تعبير، العدو هو العدو ولا شيء يمكن له أن يجعل شعوب هذه الأمة ترضى التطبيع على أرض ليست أرضه، ومن عساه ينسى الدماء الزكية التي سالت وتسيل؟! وما أروعه حين يقول: "السلام معاهدة بين ندين "
دمت وسلمت يا غالية
[/align][/cell][/table1][/align]


الساعة الآن 28 : 01 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية