قاسم فرحات |
14 / 02 / 2008 45 : 10 AM |
أجيئكِ ذات صباح - طلعت سقيرق
أجيئكِ ذات صباحٍ * شعر: طلعت سقيرق أشدُّ المراكب روحاً تفيض حنيناً وتمضي إلى ظلِّ شمسين في ضحكتين وغمازتين وبعض التوقد في جمرتين يداك تطلان من باب عمري تدقان بابي فأشرع كل النوافذ أصرخ أنت التي وحَّدتني بذاتي وكانت على درجات هواها حياتي وكنت إذا شاغلتني بوردة وعدٍ أطيرُ إليها أحط وكلي ذهول على راحتيها تعد أصابع عمري فأضحك تضحك كل الورود الزهور العناقيد أرمي مسائي وبعض جفون ارتوائي على سلةٍ من فضاء الزمان الذي راح يسحب كل خطاه سريعاً ويمتص وجهي وكل ملامح عمري يطول انتظاري وتطلع ناري وتجري دموعي وأنت التي تشربين الحنين كؤوس تمنٍّ تطلين نحوي وكل المناديل عند الشواطئ خلف الشبابيك تصرخ هذا الوداع لقاء وهذا اللقاء وداع وعمري على باب هذا الزمان انتظار ونار لك الآن قمح صلاتي وناي اغترابي وصرخة قلبي لماذا رجعت إلى حقل هذا البعاد انتظرتك أكثر مما يكون وكنت على كل شباك وعدٍ أقول ستأتي وأنظر ترحل كل الثواني وتهرب كل الدقائق لاشيء غير الفضاء الفسيح وصوتي ولحظة عريي وركضي لهاثاً لكي تأخذيني إلى أي وقت من الأغنيات تعبت وشاخت نداءات زهر البنفسج عند الفواصل ردي إليّ الزمان المكان وردي إليّ الفضاء جميع الحكايات ردي سمائي ومائي وصوتي وهمسي ونجواي ردي صعود الصباحات نحوي ألا تشعرين بأنك أجمل لحن وأحلى فضاء وأروع نهر وماء وبحر ولولاك ما كنت أمضي قتيلاً إلى ذكرياتي وما كنت أرجئ كل الزمان انتظاراً وأصرخ أنت حياتي ولولاك ما كنت أرجع في كل يوم إلى بعض خطِّ انتباهي لألقي السلام على كل زهرة عشق تبارك فيك تداخل قلبي وإبحار عمري وإعطاء معنى الزمان لذاتي أحبك لاشيء يوقف نبضي لعينيك لاشيء يوقف هذا التوحد فيك وهذا التدفق حتى مشارف عمري الذي راح منه الذي راح حتى مشارف عمري الذي يأتي منه الذي يأتي أنت الدقائق نبض اللغات المعاني الزمان المكان وحبك أحلى وأصفى وأجمل من كل هذا الجمال أعيد إليك انتباهي وبعض ذهولي وناي المساءات داخل عمري أعيد إليك حقول الربيع وكل اشتياقات بعضي ونبضي لبعضي ونبضي فلمي جميع اللقاءات لمي جميع الفضاءات عودي إليّ كما شئت بحراً وماء وناراً صلاة وحبر كلام ووجداً ووعداً وهمساً وظلاً وماشئت عودي خذي ما أردت أعيدي إليَّ التوازن حتى تكون القصائد أحلى وأعلى فأنت اكتمال الدوائر أنت جمال البحار مساحات هذا الفضاء مسافات هذا الزمان ولولاك ما كان قلبي يدقّ وما كان عمري يطول وما كنت آتيك في كل فصل من الذكريات لأشرب من راحتيك ارتوائي وما كنت أدخل في كل لحظة وجد لأعطيك عمري لك الآن همسي وشمسي وناري وكل حقول الزمان الشجيِّ لك الآن ما شئت مني وفوق الذي شئت مني فحبك أغلى من الحب أحلى وأصفى خذي ما تشائين ردي إليَّ المكان الزمان الهواء ودقات قلبي وردي إلى العمر عمري فأنت التي أنت عمري ونور حياتي وشمسي وهمسي وظلي وقلبي أجيئك ذات صباح فمدي إلى الضلع ضلع اللقاء وردي إلى السمع وقع النداء أجيء وقلبي يدق اشتياقاً وعمري يلم الثواني حنيناً وأنت التي أنت معنى انتظاري وجوع القوافل كل القوافل أنت انتمائي وأروع قصة عشق وأحلى قصيدة حب فمدي يديك إذا حان وقت اللقاء لقائي..
*خذي دحرجات الغيوم : منشورات وزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية دمشق / 2002
|